قصة ايروتيكية حسان العوض - العادة العلنية

ماذا ستختار لهذه الليلة؟ صبية في مثل عمرك, أم فتاة أصغر منك ينطبق عليها تخيلك للكواعب الأتراب, أم ستشطح في طلبك وتنتقي امرأة ناضجة تساعدك بحكم الخبرة حسب عادل إمام, وربما تود التطرف مع ما قد يكون جديداً لدى امرأة عجوز.. صبية ممتلئة. لا بأس. هل تريدها مجهولة أم تشبه أحداً ما: ابنة الجيران, ابنة عمك, زوجة ابن خالتك, زميلتك في الوظيفة... حسناً فلتكن مجهولة لا تعرفك ولا تعرفها. هل ترغب بها عارية, أو ترتدي ما سهل خلعه, أو حتى ثياباً كثيرة تطيل طريقك إلى جنانها فتشتعل دماؤك وأنت تجتاز الحواجز واحداً إثر آخر وعندما تحين ساعة الصفر سينفجر البركان قاذفاً حممه.. والآن من أين تنوي أن تبدأ؟ لا, yes, no, نعم أن تصل متأخراً خير من أن تصل باكراً, أجل إنها المرة الألف التي يسبقك فيها جسدك. تعاتبه, تلومه, تلعنه, تسب, تكفر,.. تتذكر أول قبلة سرقتها من خد صديقة أختك, كانت نائمة تحت شجرة الزيتون في قيلولة ما بعد اللعب والركض والضجيج والغداء. قارنت بين طعمها ومذاق القبل المفروضة عليك من وجنات وجبهات العمات والخالات, كان المذاق مرّاً
ومتشابهاً بينما كان طعم تلك القبلة حلواً ومميزاً ولذيذاً وشهياً لدرجة أنك كدت تتمادى وتسرق قبلة أخرى من شفتيها ربما, لكنك لم تفعل لأنها كانت صغيرة وكنت صغيراً أيضاً بل لأنك جبنت وخفت من أن تشاهدك أختك... وتتذكر أول قبلة جنيتها من شفتين, كانت لطالبة من المدرسة المجاورة لمدرستك, في أطلال بيت عربي قريب من المدرستين أصبح مكانه الآن بناء عالي الارتفاع, لم تكن أنت السارق, وليت كل السرقات التي تعرضت لها مثل هذه السرقة. اختلست الفتاة قبلة واحدة فقط تركت خلفها على شفتيك رحيقاً حاولت أن تجمعه بلسانك فانقلب عسلاً وأحسست أن لكل خلية في جسدك لساناً يصبو إلى تذوق هذا الطعم, وشعرت أن روحك غدت سرباً من النحل اكتشف حقلاً من الورد؛ لكن الفتاة كانت قد ذهبت... تتذكر أول مرة مارست فيها الجنس, كانت مع عاهرة... ثم ماذا تريد أن تتذكر أيضاً؟ لا شيء بل كل شيء... غداً ستكتب رسالة تنقلها من كتاب "رسائل العشاق" وتسلمها باليد لابنة الجيران عندما تعيد أرغفة الخبز التي استعارتها البارحة, وقد تسنح الفرصة كي تدس الرسالة في صدرها, وقد يصادف ألا يوجد أحد سواك في البيت فتدعوها للدخول فتلبي وتغتنمان الوقت كما يجب بالعناق والقبل و... لكن قد تدخل أمك فجأة أو أمها لتستفقدها أو... لا, لا. بل نعم؛ حان الوقت لكي تعبّر لزميلتك في الوظيفة عن إعجابك بها, صحيح أنك لست معجباً بها كلها وإنما ببعض أجزائها, لكن لا بأس, غداً ستدعوها إلى مشاركتك في شرب القهوة, ستوافق ظانة أن الدعوة ستكون في مكتبك أو مكتبها, لكنك ستقنعها بأن المستخدم لا يجيد غلي القهوة, وأن هناك كافيتريا تصنع قهوة يفوح منها عبق البرازيل, ستضحك وتوافق على دعوتك وقد تذكّرك بأحد إعلانات القهوة الكثيرة. وقد تفشل في إقناعها, وقد تكون معجبة بقهوة المستخدم, وقد تكون ممن لا يحب القهوة أصلاً.... ربما من الأفضل أن تجري اتصالاً هاتفياً عشوائياً, قد يرد عليك رجل أو طفل أو عجوز ولكن قد ترد عليك فتاة تخبرها أنك تود التحادث معها, ستخبرها أن الطقس حار وتسألها عن الثياب التي ترتديها, لكن قد يفضحك كاشف الأرقام خاصة إذا كان الذين ستتصل بهم يعرفك... لذلك من الأسلم أن تستأجر غداً جهاز فيديو وبعض الأفلام الإباحية؛ لكن قد تقبض أمك على أدوات الجريمة أو آثارها وقد تقبض عليك متلبساً بالجرم المشهود.

على كل حال: حتى الليلة القادمة يفرجها ربك. منذ متى قد غفوت؟؟؟؟


* عن موقع ألف لحرية الكشف في الكتابة والانسان
.
 
أعلى