ذياب شاهين - كف تسبح في الماء

ماذا تركت النارُ
لنا؟

يريعني
خوفُ سرّتك
من رنين قواظمي
وانهيارات حافاتها
في فمي

سرّتك هاوية ٌ
سحيقة ٌ
تكسّرُ قبلاتي
على جدرانها
كما
على جلد ِ نمر ٍ
مرقط ِّ الذيل ِ والرقبة ِ
تكسّـرُ
السماءُ نجومَها

أزرق ٌ هو الليلُ
والملاكُ
يحملُ مفتاحا ً
بابُ البئر موصدٌ
والبئرُ شاهقٌ نحو الأسفل

كعلبة ثقاب ٍ
ذاك الفرجُ الخالد ُ
أنى
لي أن أجثـوَ
لذاك الضلع
هل تجثو نارٌ لتراب ٍ
ومن
سيذيقُ الأنثى طعمَ التفاح

سربُ أفاع ٍ
يشهق للأعلى كنتُ
وضلعي
أولّ ُ حيـّاء

مملكة ًقد كنت بنيتُ
تهواها
كل الأشياء
قدماك ترتعان
عند بواباتها
كريام ٍترتعُ
عند الأعشاب
ماضغة فتيان الفلفل

عجبا للموسيقى
تجرفُ كفاها
رملَ الصمت
إلى مدن الكتمان

يصرعني
تكور نهديك العاجيين
كما تصرع مهاة ٌ
ليثا ً جائعا
يالاندثار الجحيم
في حلمتيهما الملتهبتين
ويا لرهبتهما
أمام فحيح ناياتي

يا للمدى
حين يطشـّر الرؤوس
لتغرق السماء
بالنجيع
والآهات طيورٌ
لا ريشَ لها
أو حتى محض جناح

الحبرُ
يكتب الكلمات
والكلماتُ
تخلق ياقوتَ الأكاذيب
ولا أرى في شفتيك
إلا شقاءَ أمنيات ٍ
يدحرها ولهي
مدهونا بفجيعة
الأمنيات

وراء كل حرب ٍ
قطرة ُ حبر
وملايينُ الجيف
المتروكة
كعلب في النفايات
وهل تخلف الحروب
غير أسراب من الصدور
المرمرية المعطلة
وقطعانا ً من الآبار
المحترقة

يا لهذه الساقية
التي تدعي وصلا
بالله
دون كل هذه الأنهار

المنفى
يحدث دائما
دون تفاحة أو أفعى
المنفى
يحدث عندما
تستفيق الفروج
على أصفاد
تكبل القصبات المنتصبة
من الغناء

أغنية الوطن
أكثر وحشة
منها في المنفى
والعزاء
في قبر تحت
صفصافة هناك
أكثر أمنا
منه تحت
شجرة المنفى

بالرغم من صداي
إلا أن السراب
الذي يبرق
على ظهرك العاري
يترك
طعما كالملح في فمي
أنتظر المطر
وأجسادنا
تقفز الأيام
كعدائي الموانع
والغيب
لا يخفي لنا
سوى
أسراره الدموية

إذن
أنى تخبئين
نهديك عن كف
تسبح في الماء ...؟


* عن الف لحرية الكشف في الكتابة والانسان
 
أعلى