ذياب شاهين - غزل عباسي في فاتنة أموية

كأسان عيناك من خمر ومن لهب = كلاهما حارقٌ كالنار في الحطب
وصوتك النايُ مسحورا يولـّهني = يقلــب الروحَ بيــن الهـــمّ والنـصَبِ
القرط في الأذن مهواهُ يـرفـعني = إلــى ذرى فــي غيــهب الحــُجُــبِ
وشعرك اللــيلُ قد غارتْ كواكـبهُ = تهفو إلى البــدر في ماطــر السُحب ِ
خذي يدي، راحُها تشتاقــك قــدراً = ثم الثميها كلثم الــكــأس ِ للــحــبب ِ
فوجهك الشمس لو غابت ألاحقها = ما أروعُ الشمسِ لو عادتْ ولم تغب ِ
الروح ولهى إلى عينيك فاتنتي = لو تمطرين على وديــانها الــجُــدُب ِ
تشتاقها مــطرا تقتاتها ثمــرا ً = تـمتارها وتـــرا في لجــّة الصــخــب ِ
يا ليتك طائرٌ يعود في الغسق ِ = أضمّهُ خــائفا بين الريــش ِ والزغــب ِ
أو ليتك نجمةٌ تزورني غبشا = أشـــمّــها خلــسةً كي تمسحي تعــــبي
هلا تجود رضا من حبها قطرا = يشفي عليلَ الجوى من حرقة الوصَــبِ
عيناك خضراء لو ترمي بمضطرب = يـا ليـت أسـهمـها طـاشتْ ولـم تـَصـِـــبِ
أنا ابن بــغداد يغري ماؤك شغفي = لاتتركيني رهين الحــلم في الغضــبِ
ما أجملُ الشمّ من آهاتِ محييةٍ = طــعمُ الشفــاه سيسري بــي إلى حلبِ
هات امطريني لظى أنوار أنجمك = أو فـانثرينـي نثير الــطلّ فــي العُـشُــبِ
سأطلق الفجر محمولا على وجعي = واستمطرُ الغيم كي أطلي بها هــُدُبي
قيثارة الحــسن من أوتــارها ولـَــهٌ = يــنـداحُ كالصوتِ فـــي ناياتها القـصَـبِ
أشــتاقُ مقدمَها شــمعاً وأغنيةً = أشــتــاقُ مــرشفَها كرمــاً من العـــنـبِ

.
 
أعلى