حسان عزت - وصلّى وراها

وقال أنا سيّدُ العاشقين
فقالت ورفّت بأهدابها
وأنا الوردة الآسرة
فاستحى وبكى
حتى جرى دمُهُ في السواقي
وحتى إذا الليلُ ولّى وجاء الصباح بألحانهِ
رأى في الياسمين دموعاً بقطرِ ندى
وعينين ساحرتين في وردةٍ عاشقة
فقرّب منها يريد ليلثمَ فاها
فندّت لهُ روحُها .. يا ولد
وفاءتْ تعالَ إليّ
وأعطته قبلتها وجناها
وصار كما الشمس في رأدةِ البردِ
وغلّ وغلغل حتى تماها
ولألأ بالروح لألاؤها
و روّى على غُلّهٍِ مارواها
فأنستهُ طعمَ حليب الطفولةِ
والأمّ فيهِ
وصارت لهُ أمّهُ روحهُ سحرّهُ
كأفيونةِ الجنّ أنّى يراها
فأشعلها كالمجرّةِ في الكون
وسَقْسَقَ جنّتها وسباها
وناءَ بها فتنةً قبلة طعنةً في عٌرامِ الجذورِ
وأودى بها وطحاها
وجنّت بهِ واستحالت نجومُ مجرّاتها كالأساطيرِ
وهامت بهِ مادهى ودهاها
وهل يرحمُ الوردُ في الحبّ طيراً
أصيب بجرح الغواية في قلبهِ والصميم
..فأصبحَ في الهائمين
بهيّاً نبيّا كما العاشقين يتيهونَ طُهراً
وصلّى وراها

.
 
أعلى