حسين حبش - هذا لقاؤنا الأول، هل لنا وقت لنفكر بالأخير؟

أمرنا بدأ برصيف
ومقهى يبحر إلى خطانا الظامئة
قرأنا مطالع شفاهنا
على إيقاع يكتسي بلهيب النار
قال أحدنا للآخر
لننتظر حتى يستحم القرنفل
بماء أعصابنا المشدوهة إلى أعصابنا
المتوترة
لهذا اللقاء البهيج
انحدرنا إلى النهر،
ارتعشنا للضفاف
بدأنا..
ودعونا المرافئ للاختباء خلف ضلوعنا
وثيابنا.

ارتجفنا
قفزت من أرواحنا أحلام الورود
والفراشات
خطونا بعد حبِّ كبير وعناق طويل
كما بدأنا
تنمو على أطرافنا شعل المساء
وتفصلنا عن الأرض خفة المسرات.

تقولين لي:
خرجت مني رجلاً يحمل على كتفيه
نجوماً
لا تسقط إلا علي
وبدأت أنا بكِ
مأخوذاً برائحتك
يفور من قميصي عطرك
الليل والنهار أجمعهما لك في أنفاسي
أحسُّك
وأشعر بأن الحاجة إليك أكثر
من الهواء.

بدأنا كوحشين طريين في لهاث
نفترس اسمينا
يطهرنا الضلال من قسوة الحجر
يسحب يدينا إلى عبارة لا تطلع
إلا من جسدينا
بدأنا وكذا ملامحنا
تتقاطع في برزخ الغيم تحت إرث يتقلب
في المناديل
ومناديلنا كانت تحمل في كتابها المزركش
الأغنيات النائمات
عرجنا كما بدأنا
إلى شجيراتنا
نشدُّ قطيع الشهوات إلى الظلال
تجمعنا رائحة اللقاء
شممنا بعضنا
وتبادلنا الأدوار
من سيفكنا من هذا اليقين العجيب؟
هكذا ترحل قوافل الحكايات إلينا
تشكر احتراقنا
وتترك لنا أنحاءنا
نتبادل فيها أطراف الجنون
ولا تقتنع وردتنا بالعقل
وننغرس كوجعين بعضنا في بعض.

آخذك في الرقاد إلى صحوي وأرقد بجانبك
وترقدين في صحوي ولا أرضى بواحة
لا تشبهك
تودين أن أدخل إلى ركبتك
أستشرف منها أحوال البجع
وحين دخلت
وجدت هذيان أقاصيك
جمعت صورك في كرياتي
صورة مفقودة

وبالدم كتبت
هذا لقاؤنا الأول'
الأول
وهل لنا وقت لنفكر بالأخير؟
 
أعلى