شهاب الدمشقي - الجنس والشذوذ الجنسي في التراث والمجتمع الإسلامي

من الأمور الملفتة للنظر عناية كتب التراث الإسلامي على اختلاف توجهاتها بالجنس ، إذ يندر أن يخلو كتاب تراثي ( تاريخي أو أدبي ) من مواضيع جنسية، بل أن هناك كتب ومراجع خاصة مكرسة للجنس مثل الروض العاطر في نزهة الخاطر ، ورجوع الشيخ إلى صباه في القوة على الباه ، وتحفة العروس ومتعة النفوس ونزهة الألباب فيما لا يوجد في كتاب ، وغيرها كثير ..
أما عن الجنس في كتب المنتخبات الأدبية فحدث ولا حرج ، إذ تفيض هذه الكتب بقصص الخلاعة والمجون وأخبار الجنس والوطء والشذوذ واللواطة ، ولا بد أن يستوقف القارئ لأحد هذه الكتب (الأغاني والعقد الفريد ونثر الدر وقرى الضيف وثمرات الأوراق والإمتاع والمؤانسة والبيان والتبيين وغيرها من ذخائر تراثنا الإسلامي ) عناية ملموسة بأخبار الخلاعة والجنس والمجون ، بل والجرأة في التعبير والصراحة في الوصف ، بل لم تسلم حتى المراجع والمدونات الفقهية من لوثة الجنس !! فكتبنا الفقهية مثقلة بمواضيع جنسية بحتة مثل آداب النكاح الشرعية وأحكام الحيض والنفاس وعلامات البلوغ عند الرجل والمرأة وأنواع السوائل الجنسية ، هذا فضلا عن التفاصيل الدقيقة للحياة الجنسية للرسول ( مص اللسان ، الملاعبة قبل المضاجعة ، الاستلقاء تحت الفراش عاريا مع زوجته) بل أن القرآن ذاته يروي قصة يوسف التي تنطوي في أحد فصولها على أبعاد جنسية، وهذا ما حدا ببعض فرق الخوارج إلى الزعم بأن قصة يوسف ليست من القرآن لأنها قصة إغراء جنسي تتنافى مع سمو القرآن ( راجع الملل والنحل : 1/154)

والسؤال الذي يُطرح هنا:

كيف امتلك كتاب ذاك الزمان تلك الحرية في التعبير والجرأة في الكتابة التي يعجز عنها كتاب اليوم ؟؟

وكيف أنتج عصر عاش تحت ظل تطبيق الشريعة الإسلامية أدبا وثقافة جنسية صرفة كالتي نقرأها في كتب الأدب؟؟

وبعد هذا كله يحق لنا أن نتساءل:

لماذا تثور ثائرة الإسلاميين بسبب عبارة هامشية في رواية ويطالبون بمنعها ومحاكمة الكاتب في حين يفيض التراث الإسلامي بركام من ثقافة الجنس والمجون؟؟

كيف يتعامى الإسلاميون عن التراث الإسلامي المثقل بثقافة الجنس ويصبون جام غضبهم على أدباء الحداثة والثقافة الغربية تحت شعار: حماية الأخلاق؟؟؟

وإذا جاز أن نفرض رقابة على الثقافة لمنع ما نعتبره خدشا بالحياء فهل يجوز أن نمنع كتب التراث الإسلامي لذات السبب؟؟

لماذا لا تُمنع كتب مثل الأغاني ومحاضرات الأدباء وأمالي القالي ... حماية للأخلاق؟؟

تحضرني هنا قصة حدثت معي شخصيا ولها علاقة بهذا الحديث ، إذ تربطني علاقة صداقة مع مفتش تربوي ، وكنت مرة في زيارة له في مكتبه ، فوجدت على طاولته نسخا كثيرة من كتاب (محاضرات الأدباء للراغب الأصفهاني) وعندما سألته عنها قال لي انه قد سعى لدى وزارة التربية لشراء نسخا من هذا الكتاب وتوزيعها على مكتبات المدارس لتشجيع طلابها على قراءته والاستفادة منه ، عندها سألته : هل قرأت هذا الكتاب؟؟ وهل هو برأيك مناسب لطلاب المدارس ؟؟فقال لي : ماذا تقول !!!!!! كتاب محاضرات الأدباء من أنفس الكتب الأدبية التي توسع ثقافة الطالب .. يكفي أن تتأمل في عنوانه لتعرف مضمونه (محاضرات الأدباء) أما مؤلفه فهو فقيه مشهور . عندها تناولت الكتاب – وأنا خبير به وبمعظم كتب المنتخبات الأدبية – وفتحت صفحة معينة فيه وقرأت منها هذه الأبيات:

النيك بالتمييز لا وجه له ___ فلا تكن تيساً شديد البله
إياك تستقذر شيئا تره ___ ونك ولو كلب على مزبلة

صدم صاحبي لبرهة ... خطف الكتاب من يدي وأعاد قراءة هذه الأبيات بصمت.. نظر إلي مليا... ثم نادى مستخدم الإدارة وأعطاه نسخ الكتاب وقال له: أعطها لأمين المستودع كي يحفظها عنده... قاتل الله التراث وما حوى!!!

http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=11793

انتهت مقالة الأستاذ شهاب الدمشقي
و الآن إليكم نموذج من الكتب التي تحدث عنها السيد شهاب في مقالته

رجوع الشيخ إلى صباه في القوة على الباه:

ملاحظة: الموقع و ضع اسم المؤلف و هو العلامة الإمام النفزاوي, لكن الطبعة الموجودة في الأسواق هي باسم حجة المناظرين أحمد بن سليمان الشهير بابن كمال باشا المتوفى سنة 940, وعلى كل حال لا مشكلة فالمضمون هو نفسه.

وأيضا ما تم وضعه من الكتاب في الموقع القادم هو جزء بسيط من الكتاب الأصلي.

أخيرا الكتاب يحوي ألفاظ خادشة للحياء فيرجى أخذ العلم).

من خلال قراءتكم للكتاب ستلاحظون كف كان المجتمع الإسلامي يتعامل مع المسألة الجنسية (فمثلا فتاة تحضر صديقتها التي تحب الجنس إلى منزل شقيقها ,أو عجوز طاعنة في السن تتستر على أحد الشبان و هو يقيم علاقة جنسية مع فتاة غريبة لأنه أعطاها بعض المال , أو امرأة تطلق زوجها لتتزوج من رجل آخر لأنه يمتعها جنسيا .....الخ )
تفضلوا بالقراءة رجوع الشيخ إلى صباه في القوة على الباه.

كتاب آخر الروض العاطر في نزهة الخاطر

و للإمام السيوطي المتوقي عام 911 للهجرة كتب جنسية أيضا :

نواضر الأيك في معرفة النيك(أسف للكلمة لكنها عنوان الكتاب) http://www.islameyat.com/arabic/islamey ... index.html

جاء في
العقد الفريد الجزء الثاني كتاب المرجانة الثانية في النساء وصفاتهن :

قال عبد الملك بن مروان لرجل من غطفان‏:‏ صف لي أحسن النساء فقال خذها يا أمير المؤمنين ملساء القدمين, درماء الكعبين, مملوءة الساقين ,جماء الركبتين, لفاء الفخذين ,مقرمدة الرفغين, ناعمة الأليتين, منيفة المأكمتين ,بداء الوركين ,مهضومة الخصرين, ملساء المتنين ,مشرفة فعمة العضدين, فخمة الذراعين, رخصة الكفين ,ناهدة الثديين, حمراء الخدين, كحلاء العينين, زجاء الحاجبين, لمياء الشفتين, بلجاء الجبين ,شماء العرنين ,شنباء الثغر, حالكة الشعر ,غيداء العنق ,عيناء العينين, مكسرة البطن, ناتئة الركب‏.‏
فقال‏:‏ ويحك‏!‏ وأين توجد هذه قال‏:‏ تجدها في خالص العرب أو في خالص الفرس‏.‏

و جاء أيضا في <تحفة العروس ومتعة النفوس> للتيجاني أن إعرابيا سأل (بضم الهمزة) عن أي نوع من النساء يفضل
فقال:
<<البيضاء العطرة، اللينة الخفرة، العظيمة القاع، المشهية للجماع، إذا ضُوجعت أنت، وإذا تُركت حنّت. >>

رسائل الجاحظ
الرسالة الثالثة عشرة كتاب مُفاخرة الجواري والغلمان

ولو كان ممّن يتصوَّف ويتقشَّف علم قول امرأة رفاعة القّرظيّ تَجْبَهه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم غير محتشمة‏:‏ إنّي تزوّجت عبد الرحمن بن الزبير وإنّما معه مثل هُدبة الثَّواب وكنت عند رفاعة فطلَّقني - ورسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على التبسُّم حتى قضتْ كلامها - فقال‏:‏ ‏"‏ تريدين أن ترجعي إلى رفاعة لا حتَّى تذوقي من عُسيلته ويذوق من عُسيلتك ‏"‏‏.‏

ورواه ابن المبارك عن معمر عن الزُّهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها لعلم أنّه على سبيل التَّصنُّع والرِّياء‏.‏

ولو سمعوا حديث ابن حازمٍ حين زعم أنَّه يُقيم ذكره ويصعد السُّلَّم وامرأته متعلقة بذكره حتَّى يصعد‏.‏

وحديث ابن أخي أبي الزِّناد إذْ يقول لعمِّه‏:‏ أنْخَرُ عند الجماع قال‏:‏ يا بُنيَّ إذا خلوت فاصنع ما أحببت‏.‏

قال‏:‏ يا عمِّ أتنخرُ أنت قال‏:‏ يا بنيّ لو رأيت عمَّك يجامع لظننت أنّه لا يؤمن بالله وهذان من ألفاظ المُجان‏.‏

ورُوي عن بعض الصَّالحين من التابعين رحمه الله أنه كان يقول في دعائه‏:‏ اللهمَّ قوِّ ذكري على نكاح ما أحللت لي‏.‏

وإذا جئت إلى أصحاب الهزْل كقول بعضهم ممَّن ذمَّ النساء‏:‏ طمعتْ فيّ طَفْلةٌ ربَّ راج مجنَّبِ قلت لمّا رأيتها أسفرتْ لي‏:‏ تنقَّبي لست والله مُدخلاً إصبعي جُحْرَ عقربِ وقال آخر‏:‏ لا أبتغي بالمُرد مطمومةً ولا أبيع الظّبي بالأرنبِ لا أُدخل الجُحْرَ يدي طائعاً أخشى من الحيَّة واالعقربِ وقال آخر‏:‏ ليس لي في الحرِّ حاجة نيكه عندي سماجة ما ينيك الرَّ إلاّ كلُّ ذي فقرٍ وحاجة فإذا نكتم فنيكوا أمرداً في لون عاجة وقال يوسف لقْوه‏:‏ ما يساوي نيكُ أنثى عند أيري بعرتينِ إنّما نيك الجواري حلُّ ديْنٍ بعد دينِ وعلى اللُّواط فلا تلُمنْ كاتباً إنّ اللِّواطِ سجيَّةٌ في الكاتبِ ولقد يتُوب من المحارم كلِّها وعن الخُصى ما عاش ليس بتائبِ وقال الحكميّ‏:‏ للطمةٌ يلطمني أمردٌ تأخذ منّي العين والفكَّا أطيب من تُفاحةٍ في يدي معضوضةٍ قد ملئتْ مسْكا وقال آخر‏:‏ إنْ تزن محصنةٌ تُرجم علانيةً وإن يلُطْ عزبٌ لا يرجم العزبُ وقال آخر‏:‏ أيسر ما فيه من مفاضلةٍ أمْنُكَ من طمثه ومن حبلهِ وهذا قليلٌ من كثير ما قالوا فقد قالت الشعراء في الغلام في الجدّ والهزل فأحسنوا كما قالت الشعراء في الغزل والنَّسيب ولا يضير المحسن منهم أقديماً كان أو محدثاً‏.‏

قال الشاعر في مثل ذلك‏:‏ وقال الحكميّ‏:‏ تجاسرت فكاشفةُ ك لمّا غُلب الصَّبرُ وما أحسن في مثل ك أن ينهْتك السِّتْرُ قال ‏)‏صاحب الجواري‏(‏‏:‏ فنحن نترك ما أنكرت علينا ونقول‏:‏ لو لم يكن حلال ولا حرام ولا ثواب ولا عقاب لكان الذي يُحصِّله المعقول ويدركه الحسُّ والوجدان دالاً على أنَّ الاستمتاع بالجارية أكثر وأطول مدّة لأنه أقل ما يكون التمتُّع بها أربعون عاماً وليس تجد في الغلام معنىً إلاَّ وجدته في الجارية وأضعافه‏.‏

فإن أردت التفخيذ فأردافٌ وثيرة وأعجاز بارزة لا تجدها عند الغلام‏.‏

وإن أردت العناق فالثُّديُّ النواهد وذلك معدومٌ في الغلام‏.‏

وإن أردت طيب المأتى فناهيك ولا تجد ذلك عند الغلام‏.‏

فإن أتوه في محاشِّه حدث هناك من الطَّفاسة والقذر ما يكدِّر كلَّ عيش وينغص كلَّ لذّة‏.‏

وفي الجارية من نعمة البشرة ولدونة المفاصل ولطافة الكفَّين والقدمين ولين الأعطاف والتثنِّي وقلّة الحشن وطيب العرق ما ليس للغلام مع خصالٍ لا تحصى كما قال الشاعر‏:‏ ‏.‏

يصف جودة القدّ وحُسن الخرط ويفرق بين المجدولة والسمينة‏.‏

وقولهم ‏"‏ مجدولة ‏"‏ يريدون جودة العصب وقلّة الاسترخاء ولذلك قالوا‏:‏ خُمصانة وسيفانة وكأنها جانٌّ وكأنَّها جدْل عنان وكأنَّها قضيب خيزران‏.‏

والتثني في مشية الجارية أحسن ما فيها وذلك في الغلام عيبٌ لأنه بنسب إلى التخنيث والتأنيث وقد وصفت الشعراء المجدولة في أشعارها فقال بعضهم‏:‏ لها قسمةٌ من خوط بانٍ ومن نقاً ومن رشأ الأقواز جيدٌ ومَذْرِفُ وقال آخر‏:‏ مجدولة الأعلى كثيبٌ نصفها إذا مشت أقعدها ما خلفها وقال آخر‏:‏ ومجدولةٍ جدل العنان إذا مشتْ ينوء بخصريها ثقالُ الرَّوادف وقال الأحوص‏:‏ من المدمجات اللحم جَدْلاً كأنّها عنان صناعٍ أنعمت أن تخوَّدا وقالوا في ذلك أكثر من ان نأتي عليه‏.‏

والغلام أكثر ما تبقي بهجته ونقاء خدّيه عشرة أعوام إلى أن تتَّصل لحيته ويخرج من حدّ المرودة ثم هو وقاخٌ طوراً ينتف لحيته وتارة يهْلُبُها ليستدعي شهوة الرِّجال‏.‏

وقد أغنى الله الجارية عن ذلك لما وهب لها من الجمال الفائق والحسن الرائق‏.

قال‏:‏ مرض رجلٌ من عُتاة اللاَّطة مرضاً شديدا فأيسوا منه فلما أفاق وأبلَّ من مرضه دخل عليه جيرانه فقالوا له‏:‏ احمد الله الذي أقالك ودعْ ما كنت فيه من طلب الغلمان والانهماك فيهم مع هذه السنِّ التي قد بلغتها‏.‏

قال‏:‏ جزاكم الله خيراً فقد علمت أنّ فرط العناية والمدَّة دعاكم إلى عظتي‏.‏

ولكنّي اعتدت هذه الصناعة وأنا صغير وقد علمتم ما قال بعض الحكماء‏:‏ ما أشدَّ فطام الكبير‏!‏‏.‏

والشيخ لا يترك أخلاقه حتى يُواري في ثرى رمسهِ فقاموا من عنده آيسين من فلاحه‏.‏

- قال‏:‏ كان رجلٌ من اللاَّطة وله بنون لهم أقدارٌ ومروءات فشانهمْ بمشيته مع الغلمان وطلبه لهم فعاتبوه وقالوا‏:‏ نحن نشتري لك من الوصائف على ما تشتهي تشتغل بهنَّ فقد فضحتنا في الناس‏.‏

فقال‏:‏ هبكم تشترون لي ما ذكرتم فكيف لشيخكم بحرارة الجُلجُلتين‏!‏ فتركوا عتابه وعلموا أنّه لا حيلة فيه‏.‏

- وقال بعض اللُّوطيين‏:‏ إنَّما خُلق الأير للفَقْحة مدوّرٌ لمدوَّرة ولو كان للحر كان على صيغة الطَّبرْزين‏.‏

وقال شاعرهم‏:‏ إذا وجدت صغيراً وجأتأصل الحمارة وإن أصبت كبيرا قصدت قصد الحرارة فما أبالي كبيراً قصدت أو ذا غرارة - وقيل لامرأة من الأشراف كانت من المتزوِّجات‏:‏ ما بالك مع جمالك وشرفك لا تمكثين مع زوجك إلاّ يسيراً حتى يطلِّقك قالت‏:‏ يريدون الضِّيق ضيَّق الله عليهم‏.‏

- قال إسحاق الموصلي‏:‏ نظرت إلى شابٍّ مخنَّثٍ حسن الوجه جداً قد هلب لحيته فشان وجهه فقلت له‏:‏ لم تفعل هذا بلحيتك وقد علمت أنّ جمال الرجال في اللِّحى فقال‏:‏ يا أبا محمد أيسرُّك بالله أنّها في استك قلت‏:‏ لا والله‏!‏ فقال‏:‏ ما أنصفتني أتكره أن يكون في استك شيءٌ وتأمرني أن أدعه في وجهي‏!‏‏.‏

- وقال‏:‏ اشترى بعض ولاة العراق قينةً بمالٍ كثير فجلس يوماً يشرب وأمرها أن تغنِّيه فكان أوّل صوتٍ تغنَّت به‏:‏ أروح إلى القصَّاص كلَّ عشيَّةٍ أرجِّي ثواب الله في عدد الخُطى فقال للخادم‏:‏ يا غلام خذْ بيد هذه الزَّانية فادفعْها إلى أبي حزْرة القاصّ‏.‏

فمضى بها إليه فلقيه بعد ذلك فقال‏:‏ كيف رأيت تلك الجارية فقال‏:‏ ما شئت أصلحك الله غير أنّ فيها خصلتين من صفات الجنة‏!‏ قال‏:‏ ويلك ما هما قال‏:‏ البرد والسِّعة‏.


1 - قال‏:‏ كانت عائشة بنت طلحة من المتزوّجات فتزوّجها عُمر بن عبيد الله بن مَعمر التَّيميّ فبينا هي عنده تحدَّث مع امرأةٍ من زوَّارها إذْ دخل عُمر فدعا بها فواقعها فسمعت المرأة من النَّخير والشَّهيق أمراً عجيباً فلمَّا خرجت قالت لها‏:‏ أنت في شرفك وقدْرك تفعلين مثل هذا‏!‏ قالت‏:‏ إنّ الددوابَّ لا تُجيد الشُّرب إلاَّ على الصَّفير‏!‏‏.‏

2 - قال‏:‏ وكانت حُبَّي المدينيّة من المغتلمات فدخل عليها نسوةٌ من المدينة فقلن لها‏:‏ يا خالة أتيناك نسألك عن القبْع عند الجماع يفعله النِّساء أهو شيءٌ قديم أم شيءٌ أحدثه النِّساء قالت‏:‏ يا بناتي خرجت للعمرة مع أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه فلمَّا رجعنا فكُنَّا بالعرْج نظر إليّ زوجي ونظرت إليه فأعجبه منيّ ما أعجبني منه فواثبني ومرَّت بنا عيرُ عثمان فقبعت قبعةً وأدركني ما يصيب بنات آدم فنفرت العير - وكانت خمس مائة - فما التقى منها بعيران إلى الساعة‏.‏

ويقال إن حُبَّي علَّمت نساء المدينة القبْع والغربلة‏.‏

3 - قال‏:‏ وكانت خُليدة امرأةً سوداء ذات خَلْق عجيب وكان لها دارٌ بمكة تكريها أيام الحاجّ فحجَّ فتىً من أهل العراق فاكترى منزلها فانصرف ليلةً من المسجد وقد طاف فأعيا فلما صعد السَّطح نظر إلى خليدة نائمة في القمر فرأى أهيأ النّاس وأحسنه خَلْقاً فدعتْه نفسه إليها فدنا منها فتركته حتى رفع برجليها فتابعتْه وأرتْه أنها نائمة فناكها فلمَّا فرغ ندم فجعل يبكي ويلطم وجهه فتعاربت وقالت‏:‏ ما شأنك لسعتك حيّة لدغتْك عقرب ما بالك تبْكي قال‏:‏ لا والله ولكنِّي نكتك وأنا محرم‏.‏

قال‏:‏ فتنيكني وتبكي أنا والله أحقُّ بالبكاء منك‏.‏

قمْ يا أرعن‏!‏‏.‏

4 - وقال ابن حُبَّي لأمِّه‏:‏ يا أُمَّه أيُّ الحالات أعجب إلى النِّساء من أخْذ الرجال إيّاهنّ قالت‏:‏ يا بنيّ إذا كانت مُسنَّة مثلي فأبركْها وألصقْ خدَّها بالأرض ثم أوعبْه فيها‏.‏

وإذا كانت شابّةً فاجمع فخذيْها إلى صدرها فأنت تدرك بذلك ما تريد منها وتبلغ حاجتك منها‏.

5 - وقال‏:‏ اشترى قومٌ بعيراً وكان صعباً فأرادوا إدخاله الدار فامتنع فجعلوا يضربونه وهو يأبى فأشرفتْ عليهم امرأةٌ كأنّها شقَّة قمر فبُهتوا ينظرون إليها فقالت‏:‏ ما شأنه فقال لها بعضهم‏:‏ نربده على الدُّخول فليس يدخل‏.‏

قالت‏:‏ بُلَّ رأسه حتَّى يدخل‏ (تعليق هل فهمتم أي رأس و اي إدخال تقصد تلك المرأة ؟؟)

6- قال‏:‏ نظر رجلٌ بالمدينة إلى جاريةٍ سريّة ترتفع عن الخدمة فقال‏:‏ يا جارية في يدك عمل قالت‏:‏ لا ولكنْ في رجلي‏.‏

7 - قال بعضهم‏:‏ كنا في مجلس رجلٍ من الفقهاء فقال لي رجل‏:‏ عندك حُرّةٌ أو مملوكة قلت‏:‏ عندي أمُّ ولدٍ ولم سألتني عن ذلك قال‏:‏ إنّ الحرّة لها قدرها فأردت أن أعلّمك ضرباً من النَّيك طريفاً‏.‏

قلت‏:‏ قل لي‏.‏

قال‏:‏ إذا صرت إلى منزلك فنم على قفاك واجعل مخدّةً بين رجليك وركبك ليكون وطاءً لك ثم ادعُ الجارية وأقم أيرك وأقعدها عليه وتحوَّل ظهرها إلى وجهك وارفع رجليك ومرها أن تأخذ بإبهامك كما يفعل الخطيب على المنبر ومرها تصعد وتنزل عليه فأنَّه شيء عجيب‏.‏

فلمَّا صار الرجل إلى منزله فعل ما أمره به وجعلت الجارية تعلو وتستفل فقالت‏:‏ يا مولاي من علَّمك هذا النَّيك قال‏:‏ فلانٌ المكفوف‏.‏

قالت‏:‏ يا مولاي ردّ الله عليه بصره‏!‏‏.‏

8 - قال‏:‏ كانت امرأة من قريش شريفةً ذات جمال رائعٍ ومال كثير فخطبها جماعةٌ وخطبها رجلٌ شريفٌ له مالٌ كثير فردّته وأجابت غيره وعزموا على الغدُوِّ إلى وليّها ليخطبوها فاغتمَّ الرجل غمّاً شديداً فدخلت عليه عجوزٌ من الحيّ فرأتْ ما به وسألته عن حاله فأخبرها وقالت‏:‏ ما تجعل لي إنْ زوّجتُك بها قال‏:‏ ألف درهم‏.‏

فخرجتْ من عنده ودخلت عليها فتحدَّثتْ عندها مليّاً وجعلتْ تنظر في وجهها وتتنفَّس الصُّعداء ففعلت ذلك غير مرَّة فقالت الجارية‏:‏ ما شأنك يا خالة تنظرين في وجهي وتنفَّسين قالت‏:‏ يا بُنيّة أرى شبابك وما أنعم الله عليك به من هذا الجمال وليس يتمُّ أمر المرأة إلاَّ بالزَّوْج وأراك أيِّماً لا زوج لك‏.‏

قالت‏:‏ فلا يغُمَّك الله قد خطبني غير واحدٍ وقد عزمت على تزويج بعضهم‏.‏

قالت‏:‏ فاذكري لي من خطبك‏.‏

قالت‏:‏ فلان‏.‏

قالت‏:‏ شريفٌ ومن قالت‏:‏ فلان‏.‏

قالت‏:‏ شريف فما يمنعك منه قالت‏:‏ وفلانٌ - لصاحبها - قالت‏:‏ أُفٍّ أفّ لا تريدينه‏.‏

قالت‏:‏ وماله أليس هو شريفاً كثير المال قالت‏:‏ بلى ولكن فيه خصلةً أكرهها لك‏.‏

قالت‏:‏ وما هي قالت‏:‏ دعي عنك ذكرها‏.‏

قالت‏:‏ أخبريني على كلِّ حال‏.‏

قالت‏:‏ رأيته يبول يوماً فرأيت بين رجليه رجلاً ثالثة‏.‏

وخرجت من عندها فأتته فقالت‏:‏ أعدْ إليها رسولك‏.‏

وأتاها الرجل الذي كانت أجابته - بعد مجيء الرسول - فردّتْه وبعثت إلى صاحب المرأة‏:‏ أن اغد بأصحابك‏.‏

فتزوّجها فلما بنى بها إذا معه مثل الزِّرّ فلمَّا أتتْها العجوز فقالت‏:‏ بكم بعتيني يا لخناء قالت‏:‏ بألف درهم‏.‏

قالت‏:‏ لا أكلتيها إلاّفي المرض‏!‏‏.‏

ملاحظة :
رقم 9 هي عن الخليفة هشام بن عبد الملك

9 - قال‏:‏ كان هشام بن عبد الملك يقبض الثِّياب من عظم أيره فكتب إلى عامله على المدينة‏:‏ ‏"‏ أما بعد فاشتر لي عكاك النَّيك ‏"‏‏.‏

قال‏:‏ وكان له كاتبٌ مدينيٌّ ظريف فقال له‏:‏ ويحك ما عكاك النِّيك قال‏:‏ الوصائف‏.‏

فوجَّه إلى النَّخَّاسين فسألهم عن ذلك‏.‏

فقالوا‏:‏ عكاك النِّيك الوصائف البيض الطوال‏.‏

فاشتري منهنّ حاجته ووجّه بهنَّ إليه‏.‏

قال‏:‏ وكانت بالمدينة امرأةٌ جميلةٌ وضيّة فخطبها جماعةٌ وكانت لا ترضى أحداً وكانت أمُّها تقول‏:‏ لا أزوجها إلاَّ من ترضاه‏.‏

فخطبها شابٌّ جميلُ الوجه ذو مالٍ وشرف‏.‏

فذكرتْه لابنتها وذكرت حاله وقالت‏:‏ يا بنيّة إن لم تزوّجي هذا فمن تزَّوَّجين قالت‏:‏ يا أُمَّه‏:‏ هو ما تقولين ولكنّي بلغني عنه شيءٌ لا أقدر عليه‏.‏

قالت‏:‏ يا بنيّتي لا تحتشمين من أمِّك اذكري كلَّ شيءٍ في نفسك‏.‏

قالت‏:‏ بلغني أنَّ معه أيراً عظيما وأخاف ألاَّ أقوى عليه‏.‏

فأخبرت الأمُّ الفتى فقال‏:‏ أنا أجعل الأمر إليك تُدخلين أنت منه ما تريد وتحبسين ما تريد‏.‏

فأخبرت الابنة فقالت‏:‏ نعمْ أرضى إن تكفَّلت لي بذلك‏.‏

قالت‏:‏ يا بنيّةُ والله إنّ هذا لشديدٌ عليّ ولكنِّي أتكلَّفه لك‏.‏

فتزوّجته‏.‏

فلما كانت ليلة البناء قالت‏:‏ يا أُمَّه كوني قريبةً منّي لا يقتلْني بما معه‏.‏

فجاءت الأمّ وأغلقت الباب وقالت له‏:‏ أنت على ما أعطيتنا من نفسك قال‏:‏ نعم هو بين يديك‏.‏

فقبضت الأمّ عليه وأدنْته من ابنتها فدسَّت رأسه في حرها وقالت‏:‏ أزيد قالت‏:‏ زيدي‏.‏

فأخرجت إصبعاً من أصابعها فقالت‏:‏ يا أُمَّه زيدي‏.‏

قالت‏:‏ نعم‏.‏

فلم تزل كذلك حتَّى لم يبقِ في يدها شيءٌ منه وأوعبه الرجل كلَّه فيها قالت‏:‏ يا أُمَّه زيدي‏.‏

قالت‏:‏ يا بنيّة لم يبقِ في يدي شيء‏.‏

قالت بنتها‏:‏ رحم الله أبي فإنّه كان أعرف الناس بك كان يقول‏:‏ إذا وقع الشيء في يديك ذهب البركةُ منه‏.‏

قومي عنّي‏!‏‏.‏
10- قال‏:‏ تزوّج رجلٌ امرأةً وكان معه أيرٌ عظيم جداً فلمَّا ناكها أدخله كلَّه في حرها ولم تكن تقوى عليه امرأة فلم تتكلَّم فقال لها‏:‏ أيُّ شيءٍ حالك خرج من خلفك بعد قالت‏:‏ بأبي أنت وهل أدخلته

11 - قال‏:‏ نظر رجلٌ إلى امرأةٍ جميلة سريّة ورجلٌ في دارها دميم مشوّهٌ يأمر وينهي فظنَّ أنّه عبدها فسألها عنه فقالت‏:‏ زوجي‏.‏

قال‏:‏ يا سبحان الله مثلك في نعمة الله عليك تتزوَّجين مثل هذا فقالت‏:‏ لو استدبرك بما يستقبلني به لعظم في عينك‏.‏

ثم كشفتْ عن فخذها فإذا فيه بُقع خُضْر فقالت‏:‏ هذا خطاؤه فكيف إصابته‏.‏

12- قال‏:‏ وكانت بالمدينة امرأة ماجنة يقال لها سلاَّمة الخضراء فأُخذت مع مخنَّثٍ وهي تنيكه بكيرنْج فرُفعت إلى الوالي فأوجعها ضرباً وطاف بها على جمل فنظر إليها رجلٌ يعرفها فقال‏:‏ ما هذا يا سلاَّمة فقالت‏:‏ بالله اسكُتْ ما في الدُّنيا أظلمُ من الرجال أنتم تنيكونا الدَّهر كلَّه فلمَّا نكنا كم مرَّة واحدة قتلتمونا‏.‏

13 - قال‏:‏ تزوّج رجلٌ امرأةً فقيل له‏:‏ كيف وجدتها قال‏:‏ كأنَّ ركبها دارة القمر وكأنّ شُفْريها أير
14 - وقال بعض العجائز المغتلمات‏:‏ وخضبت ما صبغ الزَّمان فلم يدم صبْغي ودامت صبغة الأيامِ أيّام أُمْسي والشَّباب غريرةً وأُناك من خلفي ومن قُدَّامي
15 - وقال سياه وكان من مردة اللاّطة وأسمه ميمون بن زياد بن ثرْوان وهو مولىً لخزاعة‏:‏ أخزاعُ إنْ عدَّ القبائل فخرهم فضعوا أكفَّكم على الأفواهِ إلاّ إذا ذُكر اللِّواط وأهله والفاتقون مشارج الأستاهِ فهناك فافتخروا فإنّ لكم به مجداً تليداً طارفاً بسياهِ 16- قال‏:‏ وجاء سياه إلى الكميت فقال له‏:‏ يا أبا عُمارة قد قلت على عروض قصيدتك‏:‏ ‏"‏ أبتْ هذه النَّفسُ إلاّ ادِّكارا ‏"‏ فقال‏:‏ هات‏.‏

فقال‏:‏ أبتْ هذه النفسُ إلاّ خسارا وإلاّ ارتداداً وإلاّ ازورارا وحمل الدُّيوك وقود الكلاب فهذا هرشاً وهذا نقارا وشرب الخمور بماء الغمام تنفجر الأرض عنه انفجارا
17 - وقال‏:‏ أُخذ ‏"‏ ديكٌ ‏"‏ وكان من كبار اللاَّطة وهو رجلٌ من أهل الحجاز مع غلامٍ من قُريش كأنّه قديدة فقيل له‏:‏ عدوَّ الله هبك تُعذر في الغلمان الصِّباح فما أردت إلى هذا فقال‏:‏ بأبي أنتم وأمِّي قد والله علمت أنّه كما تقولون وإنَّما نكته لشرفه‏.‏

18- وقد يُضرب المثل في اللِّواط بالحجاز فيقال‏:‏ ‏"‏ ألْوطُ من ديك ‏"‏ كما يقول أهل العراق‏:‏ ‏"‏ ألْوط من سياه ‏"‏ وهو كوفيّ‏.‏

أخيرا لمن يريد التأكد من المرجع على وجه السرعة هذا هو رابط الكتاب من موقع إسلامي وهو نداء الإيمان: خزانة الكتب | الكتب ألفبائيًّا|نداء الإيمان

شهاب الدمشقي - الحوار المتمدن - العدد: 656 - 2003 / 11 /

18
 

المرفقات

  • 16-1.jpg
    16-1.jpg
    126.5 KB · المشاهدات: 743
أعلى