هو المجتمع البطركي!! يعظّم الذكورة وينكر الأنوثة!! فيه يُنظَر الى الجنسانية الذكورية والأنثوية نظرة تضاد. بمعنى آخر فهذا المجتمع يحفز الرجل باكراً ليُعلن عن رجولته ويبدأ حياته الجنسية متعاملاً مع ما هو جنسي كموضوع للمتعة، في الوقت الذي يتمّ فيه قمع كل حق للمرأة في اللذة أو تحقيق الرغبة أو حتى التفكير فيها.
لم تكن المرأة في المجتمعات البطركية يوماً كائناً مستقلاً بذاته، وإنّما هي على الدوام ملكٌ تابعٌ للرجل خاصة الزوج، لذا فإنّ العلاقة به في الفراش تتحوّل غالباً إلى علاقة محكومة بثنائية: السيد/ المملوك، السيطرة/ الطاعة.
لإرضاء السيّد الذي لا يمكن أن يعوّض ولا أن يستبدل تحرص المرأة على أن تكون دائمة التهيؤ والإستعداد لتلبية طلباته وحاجاته الجنسية. هكذا يتركّز إهتمامها على العناية بكل ما هو داخلي حميمي كتنظيف جسدها من الشعر والإهتمام بالملابس الداخلية وملابس غرفة النوم والتعطّر الحامل لمضامين أيروتيكية، وهذا كله بغية إرضاء الزوج وتحقيق الواجب تجاهه بإعتباره المالك الحقيقي للجسد الأنثوي.
إنّ هذه “الواجبات” الأنثوية لتحضير الفراش الزوجي لا تفترض حسب المخيال الإجتماعي ”واجباً” مقابلاً من الرجل، فنظافة هذا الأخير وأناقته وتعطّره لزوجته ليست أمراً ضرورياً، لا بل قد يعتقده البعض غير مستحب بحق الهوية الفحولية.
تؤكّد المقابلات التي أجريناها في بعض المناطق الريفية من لبنان أنّ المرأة عامة تعيش إشكالية الطاعة في الفراش مستبطنة إياها كحق من حقوق الزوج! الزوج الذي يؤمّن “الستر” والأمان والخلاص من بعبع “العنوسة”!! ولا نحيد عن الموضوعية البحثية إن قلنا أنّ المرأة “المسلمة” وخاصة في المناطق التقليدية تعيش هاجس الإغراء والعرض والطاعة في الفراش أكثر من غيرها، وذلك مردّه لعدة أسباب أبرزها تأمين كافة ما يلزم لإبعاد شبح الطلاق أو تعدد الزوجات أو الخوف من تهمة النشوز.
لقد ورد في القرآن الكريم في سورة النساء “…. واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا “.
بناءً عليه فالمرأة الناشز التي لا تطيع زوجها وتمنعه حقه من الإستمتاع بجسدها سوف تتعرّض للعقاب بالضرب.
من المفارقات الغريبة التي لا بدّ من الإشارة إليها أنّ الرجل الذي يحرص على أن ينال طاعة الزوجة في الفراش ومعاقبة “نشوزها” بالضرب قد يكون أبعد الناس عن روح الدين الإسلامي الذي طالما دعم المرأة ورفع من شأنها في كافة نواحي الحياة الإجتماعية والإقتصادية. إنّ في هذا دلالة على أنّ ما يحكم البنية الإجتماعية بكافة العلاقات بين الجنسين هو الذهنية القبلية البطركية التي تنظر الى المرأة كسلعة تستهلك ثم ترمى أو تستبدل.
إنّ الرجل بأشدّ الحاجة إلى إثبات ذكورته وهويته الجندرية حتى يطمئن على سلطته القضيبية ولذا فإنّ ما ينشده من وراء الجماع، هو بلوغ مرحلة الثقة بالنفس والطمأنينة. بيد أنّ نشوز المرأة يحرمه من تحقيق مراده ويسقط عنه حقه في الإستمتاع ويقذف به في دائرة القلق والتوتر؛ مما يؤكد لنا مقوله Karen Horney من أنّ الذعر والهلع الذي ينتاب الرجال تكمن جذوره في الجنس؛ ولذلك يردّ الرجل على تمنّع المرأة الذي هو عنفٌ بعنف أكبر.
إنّ طاعة المرأة في الفراش- والتي توافق عليها بنفسها في مرات كثيرة- تستتبع لديها نوعا من البرودة الجنسية وتعيق لديها القدرة على المبادرة في العلاقة الجنسية لأنّ الأساس في فكرة الطاعة هو كون المرأة ملك للرجل وليست شريكة له.
وفي الخلاصة فالرجل يتعامل مع المرأة على أنّها وعاء للإنجاب أو جسد للتمتع، كما أنّ المرأة بدورها تتعامل مع كل ما هو جنسي بالخوف والريبة متمثّلةً إياه كفعل مشين وساقط يتعارض مع الأخلاق والقيم الدينية. وتؤول العلاقة الجنسية كاملة الى علاقة معنونة بالهيمنة والطاعة ومحكومة بالتباعد بدلاً من التقارب والحميمية.
* بإذن من الكاتبة مشكورة
لم تكن المرأة في المجتمعات البطركية يوماً كائناً مستقلاً بذاته، وإنّما هي على الدوام ملكٌ تابعٌ للرجل خاصة الزوج، لذا فإنّ العلاقة به في الفراش تتحوّل غالباً إلى علاقة محكومة بثنائية: السيد/ المملوك، السيطرة/ الطاعة.
لإرضاء السيّد الذي لا يمكن أن يعوّض ولا أن يستبدل تحرص المرأة على أن تكون دائمة التهيؤ والإستعداد لتلبية طلباته وحاجاته الجنسية. هكذا يتركّز إهتمامها على العناية بكل ما هو داخلي حميمي كتنظيف جسدها من الشعر والإهتمام بالملابس الداخلية وملابس غرفة النوم والتعطّر الحامل لمضامين أيروتيكية، وهذا كله بغية إرضاء الزوج وتحقيق الواجب تجاهه بإعتباره المالك الحقيقي للجسد الأنثوي.
إنّ هذه “الواجبات” الأنثوية لتحضير الفراش الزوجي لا تفترض حسب المخيال الإجتماعي ”واجباً” مقابلاً من الرجل، فنظافة هذا الأخير وأناقته وتعطّره لزوجته ليست أمراً ضرورياً، لا بل قد يعتقده البعض غير مستحب بحق الهوية الفحولية.
تؤكّد المقابلات التي أجريناها في بعض المناطق الريفية من لبنان أنّ المرأة عامة تعيش إشكالية الطاعة في الفراش مستبطنة إياها كحق من حقوق الزوج! الزوج الذي يؤمّن “الستر” والأمان والخلاص من بعبع “العنوسة”!! ولا نحيد عن الموضوعية البحثية إن قلنا أنّ المرأة “المسلمة” وخاصة في المناطق التقليدية تعيش هاجس الإغراء والعرض والطاعة في الفراش أكثر من غيرها، وذلك مردّه لعدة أسباب أبرزها تأمين كافة ما يلزم لإبعاد شبح الطلاق أو تعدد الزوجات أو الخوف من تهمة النشوز.
لقد ورد في القرآن الكريم في سورة النساء “…. واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا “.
بناءً عليه فالمرأة الناشز التي لا تطيع زوجها وتمنعه حقه من الإستمتاع بجسدها سوف تتعرّض للعقاب بالضرب.
من المفارقات الغريبة التي لا بدّ من الإشارة إليها أنّ الرجل الذي يحرص على أن ينال طاعة الزوجة في الفراش ومعاقبة “نشوزها” بالضرب قد يكون أبعد الناس عن روح الدين الإسلامي الذي طالما دعم المرأة ورفع من شأنها في كافة نواحي الحياة الإجتماعية والإقتصادية. إنّ في هذا دلالة على أنّ ما يحكم البنية الإجتماعية بكافة العلاقات بين الجنسين هو الذهنية القبلية البطركية التي تنظر الى المرأة كسلعة تستهلك ثم ترمى أو تستبدل.
إنّ الرجل بأشدّ الحاجة إلى إثبات ذكورته وهويته الجندرية حتى يطمئن على سلطته القضيبية ولذا فإنّ ما ينشده من وراء الجماع، هو بلوغ مرحلة الثقة بالنفس والطمأنينة. بيد أنّ نشوز المرأة يحرمه من تحقيق مراده ويسقط عنه حقه في الإستمتاع ويقذف به في دائرة القلق والتوتر؛ مما يؤكد لنا مقوله Karen Horney من أنّ الذعر والهلع الذي ينتاب الرجال تكمن جذوره في الجنس؛ ولذلك يردّ الرجل على تمنّع المرأة الذي هو عنفٌ بعنف أكبر.
إنّ طاعة المرأة في الفراش- والتي توافق عليها بنفسها في مرات كثيرة- تستتبع لديها نوعا من البرودة الجنسية وتعيق لديها القدرة على المبادرة في العلاقة الجنسية لأنّ الأساس في فكرة الطاعة هو كون المرأة ملك للرجل وليست شريكة له.
وفي الخلاصة فالرجل يتعامل مع المرأة على أنّها وعاء للإنجاب أو جسد للتمتع، كما أنّ المرأة بدورها تتعامل مع كل ما هو جنسي بالخوف والريبة متمثّلةً إياه كفعل مشين وساقط يتعارض مع الأخلاق والقيم الدينية. وتؤول العلاقة الجنسية كاملة الى علاقة معنونة بالهيمنة والطاعة ومحكومة بالتباعد بدلاً من التقارب والحميمية.
* بإذن من الكاتبة مشكورة