المرايا، مجلّة حول أدب الأطفال والفتيان. ع. ٢، أيلول ٢٠١٦. المعهد الأكاديمي العربي للتربية، الكلية الأكاديمية بيت بيرل، مطبعة الطيرة، تحرير محمود أبو فنّة، أحمد عازم، ١٤٨ ص.
تتوزّع صفحات هذه الدورية على خمسة عناوين: الدراسات والبحوث، ١٠-٦٥؛ القراءة والمطالعة لأدب الأطفال، ٦٧-٩٢؛ شهادات وتجارب، ٩٤-١٤٠، من رفوف الكتب، ١٤٢-١٤٦؛ ملحق: يوم دراسي بعنوان: أدب الأطفال-الإبداع والتلقّي، ١٤٧-١٤٨. ويشمُل العنوان الأوّل هذه الموضوعات: دلالة المكان في أدب الأطفل المحلّي بقلم محمود أبو فنّه؛ القصّة التعليلية للأطفال بقلم أحمد عازم؛ شعر الأطفال الغنائي بقلم خالد عزايزة، الأدب العلاجي - بيبليوترافيا بقلم نادرة يونس والكتابة الطفلية المحليّة أمام تحديات التكنولوجيا بقلم أحمد كامل ناصر. وتحت العنوان الثاني تندرج هذه المواضيع: هكذا نحوّل القراءة من ألم إلى متعة تأليف أشرف سلفيتي؛ وظيفة القراءة وأثرها في المتلقّي تأليف محمود أبو فنّه؛ كيف نشجّع طلابنا على القراءة/المطالعة، تأليف سهاد حاج يحيى؛ متعة القراءة/المطالعة تأليف محمد أبو فنّه؛ دور المكتبة العامّة في الطيّبة في تشجيع القراءة/المطالعة بقلم مها حاجّ يحيى والمكتبات المتنقلة وضرورة زيادة عددها بدلًا من إلغائها أو تقليصها تأليف مفيد صيداوي. وفي العنوان الثالث يجد القارىء تجارب أربعة كتّاب في الكتابة وهم محمود عباسي، مصطفى مرار، حياة بلحة أبو شميس، هديل ناشف، عايدة خطيب، وحوارين مع نعمان عبد القادر وتحسين زحالقة. وفي قسم رفوف الكتب يستعرض محمد علي سعيد عددًا من كتب الأطفال المحلية.
إن صدور دورية تُعنى بأدب الأطفال لإنجاز يستحقّ التنويه والتقدير لا سيّما في اللغة العربية المفتقرة لهذا اللون الضروري من الكتابة إذا ما قورن بالوضع لدى الأمم المتقدّمة. لا نضيف جديدًا إذا ما قلنا بأنّ أفضل وأجدى استثمار هو في الطفل العربي فهو عماد المستقبل والمجتمع. وجوهر تطوير وبناء الطفل هو اكتساب اللغة فهي وسيلة العلم والمعرفة الأساسية وهنا المقصود باللغة العربية المعيارية. أمامنا في الواقع مشكلة عويصة ألا وهي الإزدواج اللغوي، اللغة العامّية، لغة الأمّ من ناحية واللغة القومية ولغة التراث وهي الفصحى المكتسبة في المدرسة من ناحية أُخرى. والبون بين نمطي العامية والمعيارية من حيث القواعد والمعجم واسع جدًّا يفوق ما في اللغات الأخرى من فرق بين لغة الكلام ولغة الكتابة. هذا الإزدواج اللغوي هو لبّ معضلة وضع العربية المعيارية المتدني. بناءً على هذا لا بدّ من العمل بجدّ وبانتظام من أجل إكساب اللغة العربية المكتوبة الميسّرة للأطفال منذ مرحلة الروضة والإكثار من القراءة لما يناسبهم من حيث المبنى والمعنى (أنظر مثلًا: روزلند دعيم، ونادرة يونس، اللغة الذات - اللغة السليمة تبدأ في الروضة. عكا: جمعية النساء العكيات، دار الطفل العربي، ٢٠٠٧ وينظر في تجربة عبد الله الدنّان لإكساب الطفل الفصحى بالفطرة، صحيفة اللغة العربية.
يبدو أنّ كِتاب الأطفال الأوّل في البلاد، وَفْق ما جاء في مقال أبو فنّة (ص. ١١) هو مسرحية ”ظلام ونور“ بقلم ميشيل حدّاد وجمال قعوار وتلته المجموعة الشعرية ”ألحان الطالب“ لجورج نجيب خليل سنة ١٩٥٦. وفي ستينات القرن الفائت أصدر محمود عبّاسي وجمال قعوار خمسة عشر كتيّبًا للأطفال. وهذه عيّنة لأسماء ممّن كتبوا للأطفال في البلاد: سليم خوري، مصطفى مرار، عبدالله عيشان، سامي الطيبي، نادر أبو تامر، حنّا أبو حنّا، إلهام دويري تابري، جهاد غوشة عراقي، أحمد هيبي، عبد اللطيف ناصر، نعمان عبد القادر، محمد علي طه، سلمان فرّاج، نظير شمالي، علياء أبو شميس، يعقوب حجازي، بشارة مرجية، عبيدة بلحة سطل، فاطمة ذياب، محمد علي طه، عايدة خطيب، سعاد دانيال بولس، انتصار عابد بكري، نبيهة راشد جبارين، سهيل عيساوي، روزلاند دعيم؛ فاضل علي، ناديا صالح، ميسون أسدي، رافع يحيى، مفيد صيداوي، سهيل كيوان، إبراهيم جوهر، آمال كريّني، القاهرة صبّاغ عبد الحيّ.
ومن المعروف أنّ أدب الأطفال ينبغي ألّا يكون همّه التعليم والوعظ بل عليه أن يرمي إلى تقديم المتعة والإبداع والخيال. ونرى أن اللغة عليها أن تكون في الأساس وسيلة للتعبير عن الفكر والوجدان وليست هدفًا بحدّ ذاتها كما قد يظنّ البعض. من المعروف أنّ القافية في كثير من الأحيان تفرض نفسها على النصّ وذلك على حساب المحتوى. أنظر مثلا في هذه الجمل المقفاة المعروفة للكثيرين:
نام يا ابني نامْ
لأذبح لك طير الحمام
يا حمامِه لا تخافي
بضحك على ابني تاينامْ
نيّمتو بالعلّيّة
وخفت عليه من الحيّة
وهزّيلو يا صبيّة
بلكي عاصوتك بينامْ (ص. ٤١). وينظر في ص. ٤٢، أغنية العيد. للأغاني دور هامّ في إكساب اللغة لسهولة حفظها ولكن عليها أن تكون ملائمة للفئة العمرية من حيث المعنى والمبنى.
غني عن البيان أنّ ”أُمّة إقرأ لا تقرأ“ وهنالك أسباب وظروف عديدة أدّت وما زالت تؤدّي إلى العزوف عن القراءة والمطالعة منها بعد اللغة المكتوبة عن حياة وتجارب الطفل العربي والإنسان العربي الذي يتحدّث بلغة أمّه وهي العامية (قارن ما في ص. ٧٧-٩٢).
أخطاء لغوية وسهو:
أغاني وأناشيد، ١٩؛ وشعر الهَذّر، ٢٢؛ قصص هكّذا تمامًا، ٢٢؛ وكَمْ كانت دهشَُهُ عظيمة، ٢٦؛ الحرباءة، ٢٧؛ تَضحِك الأولاد، ٢٧؛ تقنيات التفجية، ٢٩؛ 5015، ٣١؛ دار النشر العريّ، ١١٠؛ فتوجّهت لإحدى دور النشر وسلّمتهم كتابالأإوّلي ، ١٣١.
استعمالات غير شائعة: زمن قبْليّ، زمن بعْديّ، ٢٤؛كتاب اللماذا، ٢٥؛ العناوين التأويلية التبئيرية الإشارية، ٢٨؛ كلمات منغومة، ٤١؛ الكتابة الطفلية، ٥٨؛ فهم مقروئية النصّ، ٥٩؛ إبحار الأطفال في شبكة الإنترنت، ٦٢، ٨٤؛ انفجار المعرفة، ٧٧؛ والتلفزيون يجسّد ويجسّم الشخصيات والأشياء، ٨٣؛ وهي مصفوفة و”ممنتجة“، ١١٧؛ وأكتب عن الجنسانية، ١٢٠.
حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
تتوزّع صفحات هذه الدورية على خمسة عناوين: الدراسات والبحوث، ١٠-٦٥؛ القراءة والمطالعة لأدب الأطفال، ٦٧-٩٢؛ شهادات وتجارب، ٩٤-١٤٠، من رفوف الكتب، ١٤٢-١٤٦؛ ملحق: يوم دراسي بعنوان: أدب الأطفال-الإبداع والتلقّي، ١٤٧-١٤٨. ويشمُل العنوان الأوّل هذه الموضوعات: دلالة المكان في أدب الأطفل المحلّي بقلم محمود أبو فنّه؛ القصّة التعليلية للأطفال بقلم أحمد عازم؛ شعر الأطفال الغنائي بقلم خالد عزايزة، الأدب العلاجي - بيبليوترافيا بقلم نادرة يونس والكتابة الطفلية المحليّة أمام تحديات التكنولوجيا بقلم أحمد كامل ناصر. وتحت العنوان الثاني تندرج هذه المواضيع: هكذا نحوّل القراءة من ألم إلى متعة تأليف أشرف سلفيتي؛ وظيفة القراءة وأثرها في المتلقّي تأليف محمود أبو فنّه؛ كيف نشجّع طلابنا على القراءة/المطالعة، تأليف سهاد حاج يحيى؛ متعة القراءة/المطالعة تأليف محمد أبو فنّه؛ دور المكتبة العامّة في الطيّبة في تشجيع القراءة/المطالعة بقلم مها حاجّ يحيى والمكتبات المتنقلة وضرورة زيادة عددها بدلًا من إلغائها أو تقليصها تأليف مفيد صيداوي. وفي العنوان الثالث يجد القارىء تجارب أربعة كتّاب في الكتابة وهم محمود عباسي، مصطفى مرار، حياة بلحة أبو شميس، هديل ناشف، عايدة خطيب، وحوارين مع نعمان عبد القادر وتحسين زحالقة. وفي قسم رفوف الكتب يستعرض محمد علي سعيد عددًا من كتب الأطفال المحلية.
إن صدور دورية تُعنى بأدب الأطفال لإنجاز يستحقّ التنويه والتقدير لا سيّما في اللغة العربية المفتقرة لهذا اللون الضروري من الكتابة إذا ما قورن بالوضع لدى الأمم المتقدّمة. لا نضيف جديدًا إذا ما قلنا بأنّ أفضل وأجدى استثمار هو في الطفل العربي فهو عماد المستقبل والمجتمع. وجوهر تطوير وبناء الطفل هو اكتساب اللغة فهي وسيلة العلم والمعرفة الأساسية وهنا المقصود باللغة العربية المعيارية. أمامنا في الواقع مشكلة عويصة ألا وهي الإزدواج اللغوي، اللغة العامّية، لغة الأمّ من ناحية واللغة القومية ولغة التراث وهي الفصحى المكتسبة في المدرسة من ناحية أُخرى. والبون بين نمطي العامية والمعيارية من حيث القواعد والمعجم واسع جدًّا يفوق ما في اللغات الأخرى من فرق بين لغة الكلام ولغة الكتابة. هذا الإزدواج اللغوي هو لبّ معضلة وضع العربية المعيارية المتدني. بناءً على هذا لا بدّ من العمل بجدّ وبانتظام من أجل إكساب اللغة العربية المكتوبة الميسّرة للأطفال منذ مرحلة الروضة والإكثار من القراءة لما يناسبهم من حيث المبنى والمعنى (أنظر مثلًا: روزلند دعيم، ونادرة يونس، اللغة الذات - اللغة السليمة تبدأ في الروضة. عكا: جمعية النساء العكيات، دار الطفل العربي، ٢٠٠٧ وينظر في تجربة عبد الله الدنّان لإكساب الطفل الفصحى بالفطرة، صحيفة اللغة العربية.
يبدو أنّ كِتاب الأطفال الأوّل في البلاد، وَفْق ما جاء في مقال أبو فنّة (ص. ١١) هو مسرحية ”ظلام ونور“ بقلم ميشيل حدّاد وجمال قعوار وتلته المجموعة الشعرية ”ألحان الطالب“ لجورج نجيب خليل سنة ١٩٥٦. وفي ستينات القرن الفائت أصدر محمود عبّاسي وجمال قعوار خمسة عشر كتيّبًا للأطفال. وهذه عيّنة لأسماء ممّن كتبوا للأطفال في البلاد: سليم خوري، مصطفى مرار، عبدالله عيشان، سامي الطيبي، نادر أبو تامر، حنّا أبو حنّا، إلهام دويري تابري، جهاد غوشة عراقي، أحمد هيبي، عبد اللطيف ناصر، نعمان عبد القادر، محمد علي طه، سلمان فرّاج، نظير شمالي، علياء أبو شميس، يعقوب حجازي، بشارة مرجية، عبيدة بلحة سطل، فاطمة ذياب، محمد علي طه، عايدة خطيب، سعاد دانيال بولس، انتصار عابد بكري، نبيهة راشد جبارين، سهيل عيساوي، روزلاند دعيم؛ فاضل علي، ناديا صالح، ميسون أسدي، رافع يحيى، مفيد صيداوي، سهيل كيوان، إبراهيم جوهر، آمال كريّني، القاهرة صبّاغ عبد الحيّ.
ومن المعروف أنّ أدب الأطفال ينبغي ألّا يكون همّه التعليم والوعظ بل عليه أن يرمي إلى تقديم المتعة والإبداع والخيال. ونرى أن اللغة عليها أن تكون في الأساس وسيلة للتعبير عن الفكر والوجدان وليست هدفًا بحدّ ذاتها كما قد يظنّ البعض. من المعروف أنّ القافية في كثير من الأحيان تفرض نفسها على النصّ وذلك على حساب المحتوى. أنظر مثلا في هذه الجمل المقفاة المعروفة للكثيرين:
نام يا ابني نامْ
لأذبح لك طير الحمام
يا حمامِه لا تخافي
بضحك على ابني تاينامْ
نيّمتو بالعلّيّة
وخفت عليه من الحيّة
وهزّيلو يا صبيّة
بلكي عاصوتك بينامْ (ص. ٤١). وينظر في ص. ٤٢، أغنية العيد. للأغاني دور هامّ في إكساب اللغة لسهولة حفظها ولكن عليها أن تكون ملائمة للفئة العمرية من حيث المعنى والمبنى.
غني عن البيان أنّ ”أُمّة إقرأ لا تقرأ“ وهنالك أسباب وظروف عديدة أدّت وما زالت تؤدّي إلى العزوف عن القراءة والمطالعة منها بعد اللغة المكتوبة عن حياة وتجارب الطفل العربي والإنسان العربي الذي يتحدّث بلغة أمّه وهي العامية (قارن ما في ص. ٧٧-٩٢).
أخطاء لغوية وسهو:
أغاني وأناشيد، ١٩؛ وشعر الهَذّر، ٢٢؛ قصص هكّذا تمامًا، ٢٢؛ وكَمْ كانت دهشَُهُ عظيمة، ٢٦؛ الحرباءة، ٢٧؛ تَضحِك الأولاد، ٢٧؛ تقنيات التفجية، ٢٩؛ 5015، ٣١؛ دار النشر العريّ، ١١٠؛ فتوجّهت لإحدى دور النشر وسلّمتهم كتابالأإوّلي ، ١٣١.
استعمالات غير شائعة: زمن قبْليّ، زمن بعْديّ، ٢٤؛كتاب اللماذا، ٢٥؛ العناوين التأويلية التبئيرية الإشارية، ٢٨؛ كلمات منغومة، ٤١؛ الكتابة الطفلية، ٥٨؛ فهم مقروئية النصّ، ٥٩؛ إبحار الأطفال في شبكة الإنترنت، ٦٢، ٨٤؛ انفجار المعرفة، ٧٧؛ والتلفزيون يجسّد ويجسّم الشخصيات والأشياء، ٨٣؛ وهي مصفوفة و”ممنتجة“، ١١٧؛ وأكتب عن الجنسانية، ١٢٠.
حسيب شحادة
جامعة هلسنكي