بل من يفهمني ما اقرأ وقد حاولت ان اهرب من عادتي كقارئ حكاية الى قارئ بنية روائية حتى لا اقول دارس ؟ قال النقد المعاصر عنها انها من عيون الرواية الجديدة .. وما هي خصوصيات الرواية الجديدة ايها النقد؟ قالوا انها بلا شخصية قلت وماذا يصنع هنا ذلك الرجل "رب الاسرة " الذي نعته احد اشهر دارسي هذه الرواية وهو ( ميشيل ليريس ) بــــ " الشخصية المركزية " وقد سيطرعلى مسار الرواية كله ولازم الاحداث ــ مشاهدة و مرتجعة معا ــ طوال رحلته النصية ، كمصدر لهذه الاحداث وكمحرك؟ ام ان السر يكمن في كونه بلا اسم وربما لذلك اخذ يطلق ما شاء له من الاسماء سرا على جلاسه في مقصورة القطار حتى انه اسمى احدهم زكرياء لمجرد طول لحيته وبياضها؟.
قالوا ان الرواية بلا حبكة قلت وكيف نسمي ارتباط القارئ ( في شوق ) بتتبع ( تطور حكاية ) الرجل ( الشخصية المركزية ) مع زوجته ( هنرييت ) و عشيقته او قل خطيبته ( سيسيل ) متلهفا لبلوغ النتيجة؟ قالوا ان زمانها داخلي صرف ..قلت صحيح هي قائمة على الازمنة المتداولة على مخيال الشخصية وحسها بين مونولوج و حاضر لكن لا احد يلغي زمنها الاساسي المجسد في وحدة زمان واضحة وهي ليلة واحدة ( 24 سا ) قضتها الشخصية المركزية على متن القطارالسريع الرابط بين باريس حيث ترك زوجته وروما حيث خطيبته .. ثم هل نغامر ونقول انها بلا مكان؟ الا يكفيها متن القطار مكانا بل كوحدة مكانية وحيدة فضلا عن المشاهد ( مدن.. جبال.. افق.. مزارع ...الخ) التي يحضرها سير القطارالى اعين ركابه بين الحين والاخر؟..
لكن الواضح ان اعتماد هذه ( الوحدات) و ( شروط) الرواية الكلاسيكية لم يكن بالشكل المعتاد بل تضاءلت اهميتها في النص امام روعة المسح الكاميرائي لجزيئات المكان والرصد الفائق للحركة وفتح نوافذ استحضار العوالم الخارجية بكل الطرق دون اغفال حتى تقلبات الجو وانعكاس الانارة وحركات عقارب ساعة اليد كشعور زائد بالوقت تحت الحاح الشوق و التخوف ايضا ...الخ ، و الاهم هو الاستغوار الاعمق الاعمق لدواخل النفس البشرية وخلجاتها وتراجعها واقدامها مما يذكرك بعالم الكاتب الامريكي فولكنر .. كل هذا اغنى الرواية عن الاهتمام باجترار البناء التقليدي ..
اما بعد ..في هذه الصائفة سهل ربي وقرأت مجموعة من الكتب " قبل ان استقل قطار باريس / روما من خلال رواية الكاتب الفرنسي ميشيل بوتور " الموسومة " التحول " ترجمة العراقية المتمكنة الدكتورة هناء صبحي وهي الرواية التي حاولت مداعبتها بتلك الاشارات التي لا ترقى بطبيعة الحال الى " مساءلتها " كرواية اعجب بها النقاد ابان اواخر الخمسينيات وربما لايزالون الى درجة ان صيتها لم يتراجع امام عمالقة الرواية الجديدة انذاك كـــالان روب غرييه و كلود سيمون و ناتالي ساروت ...الخ
واخيرا اقول لو كنت اطلعت على هذه الرواية قبل او اثناء كتابتي روايتي الاخيرة " ما وراء الخط الاخر " لكنت قد افدت ايما افادة من عالم القطار الذي انبنت عليه هذه الرواية لان في روايتي مقاطع تخص القطار ولكن فات الاوان واحتفظ كل منا بما الهمه به قلمه.
قالوا ان الرواية بلا حبكة قلت وكيف نسمي ارتباط القارئ ( في شوق ) بتتبع ( تطور حكاية ) الرجل ( الشخصية المركزية ) مع زوجته ( هنرييت ) و عشيقته او قل خطيبته ( سيسيل ) متلهفا لبلوغ النتيجة؟ قالوا ان زمانها داخلي صرف ..قلت صحيح هي قائمة على الازمنة المتداولة على مخيال الشخصية وحسها بين مونولوج و حاضر لكن لا احد يلغي زمنها الاساسي المجسد في وحدة زمان واضحة وهي ليلة واحدة ( 24 سا ) قضتها الشخصية المركزية على متن القطارالسريع الرابط بين باريس حيث ترك زوجته وروما حيث خطيبته .. ثم هل نغامر ونقول انها بلا مكان؟ الا يكفيها متن القطار مكانا بل كوحدة مكانية وحيدة فضلا عن المشاهد ( مدن.. جبال.. افق.. مزارع ...الخ) التي يحضرها سير القطارالى اعين ركابه بين الحين والاخر؟..
لكن الواضح ان اعتماد هذه ( الوحدات) و ( شروط) الرواية الكلاسيكية لم يكن بالشكل المعتاد بل تضاءلت اهميتها في النص امام روعة المسح الكاميرائي لجزيئات المكان والرصد الفائق للحركة وفتح نوافذ استحضار العوالم الخارجية بكل الطرق دون اغفال حتى تقلبات الجو وانعكاس الانارة وحركات عقارب ساعة اليد كشعور زائد بالوقت تحت الحاح الشوق و التخوف ايضا ...الخ ، و الاهم هو الاستغوار الاعمق الاعمق لدواخل النفس البشرية وخلجاتها وتراجعها واقدامها مما يذكرك بعالم الكاتب الامريكي فولكنر .. كل هذا اغنى الرواية عن الاهتمام باجترار البناء التقليدي ..
اما بعد ..في هذه الصائفة سهل ربي وقرأت مجموعة من الكتب " قبل ان استقل قطار باريس / روما من خلال رواية الكاتب الفرنسي ميشيل بوتور " الموسومة " التحول " ترجمة العراقية المتمكنة الدكتورة هناء صبحي وهي الرواية التي حاولت مداعبتها بتلك الاشارات التي لا ترقى بطبيعة الحال الى " مساءلتها " كرواية اعجب بها النقاد ابان اواخر الخمسينيات وربما لايزالون الى درجة ان صيتها لم يتراجع امام عمالقة الرواية الجديدة انذاك كـــالان روب غرييه و كلود سيمون و ناتالي ساروت ...الخ
واخيرا اقول لو كنت اطلعت على هذه الرواية قبل او اثناء كتابتي روايتي الاخيرة " ما وراء الخط الاخر " لكنت قد افدت ايما افادة من عالم القطار الذي انبنت عليه هذه الرواية لان في روايتي مقاطع تخص القطار ولكن فات الاوان واحتفظ كل منا بما الهمه به قلمه.
