يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
إِنَّ الَّذي مَلَأَ اللُغاتِ مَحاسِنًا = جَعَلَ الجَمالَ وَسَرَّهُ في الضادِ
وقد عرف ابن جنى (322- 392 هـ) اللغة قائلا: إنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم " وهو تعريف دقيق يذكر فيه أبرز الجوانب المميزة للغة، فيؤكد أولا الطبيعة الصوتية لها – موضوع مقالنا – ويذكر ثانيا وظيفتها الاجتماعية في التعبير والتوصيل الفكر، ويشير ثالثا إلى اختلاف البنية اللغوية باختلاف المجتمعات الإنسانية. ويهمنا من هذا التعريف أولت وهو أن اللغة أصوات تحمل دلالات يقوم بها التفاهم بين البشر حين يتخاطبون ويعبرون عن أنفسهم، ومن ثم فإن الأساس في الظاهرة اللغوية هو النطق/ الصوت، وهو أساس تقوم عليه أكثر الدراسات اللغوية المعاصرة.
ولغتنا العربية تقوم في مجملها على 28 ثمانية وعشرين حرفا، وتنتظم هذه الحروف في 36 أربع وثلاثين صوتا بين طويل وقصير وبين صامت وصائت، وفيما يلى عرض بسيط وموجز:
قسم علماء اللغة المحدثون الأصوات إلى ثلاثة أقسام:
الصوامت
ويعنون بها الحروف مثل: ب ث ج ........ الخ
وإنما سميت بذلك لأنها أقل وضوحاً في السمع من الصوائت وهي الحركات، وذلك لأن الحروف عند النطق بها يعترض لها في الفم والحلق والشفتين معترض، فيضيق معه مجرى الهواء يقلل من علوها.
الصوائت
وهي الحركات من فتحة وضمة وكسرة وكذلك مدها، أي إطالتها التي عرفها العرب بألف المد و واو المد و ياء المد، والصفة التي تجمع بين قصيرها وطويلها هي الوضوح في السمع، ذلك أن الهواء حين يندفع من الرئتين ماراً بالحنجرة يتخذ مجراه في الحلق والفم بحيث لا يجد ما يعترض سبيله من عوائق ومن ثم يضيق مجرى الصوت قليلاً فيحدث ذلك نوعاً من علو الصوت.
أشباه الصوائت
ويسميها العلماء أحياناً أشباه الصوامت
وهي: - الياء في نحو سيْد، بيْن، زيْت ، جيْد
والواو في نحو: يوْم، صوْم، لوْم، ونحوها -
وكذلك الأمر حين تقع الياء متطرفة لاماً للكلمات كما في نحو ظبي، طبيٌ ( حلمة الزرع )، ليٌّ
كذلك الواو حين تقع لاماً للكلمة في نحو: دلو، ضو شلو ونحوها.
فالواو والياء في هذه الكلم وأشباهها تعدان من أشباه الصوائت، أو إن شئت فقل من أشباه الصوامت .
الأصوات الصامتة ( وتسمى بالحروف عند علماء العربية ) تختلف من لغة إلي أخرى في عددها و صفاتها المميزة لها، ولكن درجة الاختلاف هنا أقلّ من درجة الاختلاف بين اللغات في حالة الحركات. وقد جرت عادة العلماء على تقسيم الأصوات الصامتة إلي فئات بقصد تعرف طبيعية كل فئة وخواصها، تسهيلا للدارسين و كشفا لمميزات كل صوت وحدوده.
و في تعريف أخر: تتألف الكلمة من مجموعة أصوات منظمة تؤدي معنى. فالصامت هو الحرف .
تختلف أسس التقسيم باختلاف وجهات النظر وباختلاف الغرض. والقاعدة العامة علي كل حال هي تقسم الأصوات الصامتة إلي ثلاثة تقسيمات أو ثلاث فئات رئيسية باعتبارات ثلاثة هي :
1- وضع الأوتار الصوتية
2- المخارج و الأحيار
3- كيفية مرور الهواء عند النطق بالصوت المعين
الأول: وضع الأوتار الصوتية
تقسم الأصوات الصامتة إلي فئات أو مجموعات بحسب وضع الأوتار الصوتية، أي من حيث ذبذبة هذه الأوتار أو عدم ذبذبتها في أثناء النطق، و يهمنا من هذه الأوضاع ثلاثة:
1ـ الأصوات المهموسة: قد ينفرج الوتران الصوتيان بعضهما عن بعض في أثناء مرور الهواء من الرئتين بحيث يسمحان له بالخروج دون أن يقابله أي اعتراض في طريقه، و من ثم لا يتذبذب الوتران الصوتيان. وفي هذه الحالة يحدث ما يسمى بالهمس. و الصوت اللغوى الذى ينطق في هذه الحالة يسمى الصوت المهموس، فالصوت المهموس إذن هو الصوت الذى لا تتذبذب الأوتار الصوتية حال النطق به.
والأصوات المهموسة في اللغة العربية كما ينطقها المختصون في اللغة العربية اليوم هي: التاء الثاء الحاء الخاء السين الشين الصاد الطاء الفاء القاف الكاف الهاء = (12)
2ـ الأصوات المجهورة: قد يقترب الوتران الصوتيان بعضهما من بعض في أثناء مرور الهواء و في أثناء النطق، فيضيق الفرغ بينهما بحيث يسمح بمرور الهواء ولكن مع إحداث اهتزازت و ذبذبات سريعة منتظمة لهذه الأوتار، و في هذه الحالة يحدث ما يسمى بالجهر، و يسمى الصوت اللغوى المنطوق حينئذ بالصوت المجهور. فالصوت المجهور إذن هو الصوت الذي تتذبذب الأوتار الصوتية حال النطق به. و الأصوات الصامتة المجهورة في اللغة العربية كما ننطقها اليوم هي: ب ج د ذ ر ز ض ظ ع غ ل م ن و الواو في نحو ( ولد - حوض ) و الياء في نحو ( يترك، بيت ) = (15) .
3ـ الصوت المقطوع: قد ينطبق الوتران انطباقا تاما فلا يسمح بمرور الهواء إلي الحلق مدة هذه الانطباق، و من ثم ينقطع النفس، ثم يحدث أن ينفرج هذه الوتران، فيخرج صوت انفجارى لاندفاع الهواء الذي كان محبوسا حال الانطباق التام. هذه الصوت هو همزة القطع، فهمزة القطع العربية إذن صوت صامت لا هو بالمهموس و لا هو بالمجهور .
الثاني: المخارج والأحياز (مواضع النطق )
تنقسم الأصوات الصامتة كذالك إلي مجموعات أو فئات بحسب مخارج النطق و أحيازه. ونقول (( المخارج والأحياز )) لأنّ (( المخرج يعني النقطة الدقيقة التي يصدر منها أو عندها الصوت، و الحيّز يعني المنطقة التي قد ينسب إليها صوت أو أكثر فتنعت به، على ضرب من التعميم، وإن كان لكل صوت نقطة مخرج محددة. فالثانى (وهو الحيز) أوسع مساحة من الأول (المخرج). و هذا التفريق بين المصطلحين قد نبهنا إليه شيخ العربية الأول الخليل بن أحمد الفراهيدى، فلله درّه !
ونسبة الأصوات إلى مخارجها أو أحيازها يختلف اختلافا واضحا من لغة إلى أخرى. ذالك لأنّ نطق الأصوات بالإشارة إلى مواضع نطقها، أساسه الخبر الفعلية و العادة النطقية التي درج عليها المتكلم أو المتكلمون. و من الطبيعى و المقرر عند الدارسين أن يختلف الناس فى خبراتهم و عاداتهم فى النطق من لغة إلى أخرى، بل من شخص إلى آخر فى اللغة الواحدة. و أكثر من ذالك، ربما يختلف الشخص الواحد فى إصدار أصواته من وقت إلى آخر أو في مناسبة وأخرى.
المجموعات الرئيسية للأصوات العربية الصامتة حسب مواضع النطق المختلفة :
1- أصوات شفوية: و هي: الباء و الميم. و كثيرا ما يشار إلى الواو أيضا (قي نحو وعد) بأنها شفوية، و هذا ما سار عليه علماء العربية في القديم. هذا الوصف ليس الخطأ لأن للشفتين دخلا كبيرا في النطق بهذا الصوت. و لكن الوصف الأدق أن يقال: إنّ الواو من أقصى الحنك. إذ عند النطق بها يقترب اللسان من هذه الجزء من الحنك .
2- أسنانية شفوية: وهي: الفاء
3- أسنانية أو أصوات ما بين الأسنان: وهي: الثاء و الذال و الظاء .
4- أسنانية لثوية: و هي: التاء و الدال و الضاد و الطاء و اللام و النون.
5- لثوية: و هي: الراء و الزاى و السين و الصاد .
والملاحظ أن مخرجي النطق 4 و 5 متقاربان، لدرجة يصعب معها أحيانا التفريق بينهما.
6- أصوات لثوية حنكية: وهي: الجيم الفصيحة و الشين .
7- أصوات وسط الحنك: و هي: الياء .
و من المهم أن نعلم أنّ بين الياء و الجيم و الشين قربا شديدا فى المخرج حتى إن بعض الدارسين سمى هذه الأصوات الثلاثة ((أصوات وسط الحنك)). و هذه الأصوات الثلاثة يسميها العرب فى القديم الأصوات الشجرية (( نسبة إلى شجر الفم )) فهى إذن من حيز واحد.
8- أصوات أأقصى الحنك: و هي: الخاء و الغين و الكاف والواو.
9 - أصوات لهوية: و هي: القاف. كما ننطقها اليوم فى اللغة الفصيحة .
10- أصوات حلقية: وهي: العين و الحاء .
11- أصوات حنجرية: و هي: الهمزة و الهاء .
ثالثا: كيفية مرور الهواء عند النطق بالصوت المعين .
هذا هو التقسيم الأخير للأصوات الصامتة و المعايير التي ينبني عليها هذا القسم تتمثل في كيفية مرور الهواء من جهاز النطق عند إصدار صوت معين. يرى الدارسون بأن تصنيف الأصوات من هذه الناحية إلى مجموعتين رئيسيتين:
: المجموعة الأولى
تنتظم هذه المجموعة كل الأصوات التي يحدث في أثناء النطق بها وقوف الهواء وقوفا تاما في نقطة من نقاط النطق في الجهاز النطقي بدءا من الحنجرة حتى الشفاه. فإن صاحب هذه الوقفات انفجار مفاجئ سميت وقفات انفجارية، بمعنى خروج الهواء منفجرا فجأة و بسرعة .
المجموعة الثانية:
تضم هذه المجموعة كل الصوامت التي يحدث في أثناء النطق بها أن يمر الهواء و يتسرب كليا أو جزئيا من منفذ من منافذ النطق و إن بصور مختلفة و من هنا كانت تسميتها في عمومها بالأصوات الممتدة .
وبناء على ذلك تصنف الأصوات الصامتة على النحو التالى:
1- الأصوات الانفجارية:
وهى الأصوات التى يحدث أثناء النطق بها وقوف الهواء وقوفاً تاماً فى موضع من مواضع النطق فى الجهاز النطقى، ثم يصحب ذلك انفجار سريع يخرج معه الهواء، و هذه الأصوات فى اللغة العربية ؛ هى: الباء، التاء، الدال، الضاد، الطاء، الكاف، القاف، الهمزة.
2 - الأصوات الاحتكاكية:
وهي الأصوات التي يحدث أثناء النطق بها أن يمر الهواء من الفم من خلال منفذ ضيق نسبيا محدثاً حفيفاً، أو احتكاكاً، و هذه الأصوات فى اللغة العربية ؛ هي: الفاء، التاء، الحاء، الخاء، الذال، الزاي، السين، الشين، الصاد، الظاء، العين، الغين، الهاء.
3 - صوت مركب ( انفجاري – احتكاكي )
وهو: الجيم الفصيحة.
4– صوت جانبي:
وهو: اللام، و يخرج الهواء أثناء النطق به من جانبي الفم .
5 – أصوات أنفية:
و هما في اللغة العربية: صوتا الميم و النون، و يحدث عند النطق بهما أن يخرج الهواء من الأنف.
6 – صوت مكرر:
و هو: الراء، و يحدث عند النطق به أن يتكرر ضربات اللسان في موضع النطق به، و يتكرر خروج الهواء .
7 – أنصاف الصوائت:
و هما: صوتا الواو و الياء الصامتين، و يمكن تسميتهما أيضاً بأنصاف الصوامت ؛ حيث يحدث عند النطق بهما أن يمر الهواء محدثاً نوعاً خفيفاً من الاحتكاك يقربهما من الصوامت ( وبناء عليه يصنفان مع الصوامت )، كما يحدث أن يمر الهواء بشيء من الحرية يقربهما من الصوائت (الحركات ).
د. محمد عبدالحليم غنيم
* عن
بوابة الحضارات | "ن" والقلم.. الصوامت والصوائت وأشباه الصوامت في اللغة العربية
إِنَّ الَّذي مَلَأَ اللُغاتِ مَحاسِنًا = جَعَلَ الجَمالَ وَسَرَّهُ في الضادِ
وقد عرف ابن جنى (322- 392 هـ) اللغة قائلا: إنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم " وهو تعريف دقيق يذكر فيه أبرز الجوانب المميزة للغة، فيؤكد أولا الطبيعة الصوتية لها – موضوع مقالنا – ويذكر ثانيا وظيفتها الاجتماعية في التعبير والتوصيل الفكر، ويشير ثالثا إلى اختلاف البنية اللغوية باختلاف المجتمعات الإنسانية. ويهمنا من هذا التعريف أولت وهو أن اللغة أصوات تحمل دلالات يقوم بها التفاهم بين البشر حين يتخاطبون ويعبرون عن أنفسهم، ومن ثم فإن الأساس في الظاهرة اللغوية هو النطق/ الصوت، وهو أساس تقوم عليه أكثر الدراسات اللغوية المعاصرة.
ولغتنا العربية تقوم في مجملها على 28 ثمانية وعشرين حرفا، وتنتظم هذه الحروف في 36 أربع وثلاثين صوتا بين طويل وقصير وبين صامت وصائت، وفيما يلى عرض بسيط وموجز:
قسم علماء اللغة المحدثون الأصوات إلى ثلاثة أقسام:
الصوامت
ويعنون بها الحروف مثل: ب ث ج ........ الخ
وإنما سميت بذلك لأنها أقل وضوحاً في السمع من الصوائت وهي الحركات، وذلك لأن الحروف عند النطق بها يعترض لها في الفم والحلق والشفتين معترض، فيضيق معه مجرى الهواء يقلل من علوها.
الصوائت
وهي الحركات من فتحة وضمة وكسرة وكذلك مدها، أي إطالتها التي عرفها العرب بألف المد و واو المد و ياء المد، والصفة التي تجمع بين قصيرها وطويلها هي الوضوح في السمع، ذلك أن الهواء حين يندفع من الرئتين ماراً بالحنجرة يتخذ مجراه في الحلق والفم بحيث لا يجد ما يعترض سبيله من عوائق ومن ثم يضيق مجرى الصوت قليلاً فيحدث ذلك نوعاً من علو الصوت.
أشباه الصوائت
ويسميها العلماء أحياناً أشباه الصوامت
وهي: - الياء في نحو سيْد، بيْن، زيْت ، جيْد
والواو في نحو: يوْم، صوْم، لوْم، ونحوها -
وكذلك الأمر حين تقع الياء متطرفة لاماً للكلمات كما في نحو ظبي، طبيٌ ( حلمة الزرع )، ليٌّ
كذلك الواو حين تقع لاماً للكلمة في نحو: دلو، ضو شلو ونحوها.
فالواو والياء في هذه الكلم وأشباهها تعدان من أشباه الصوائت، أو إن شئت فقل من أشباه الصوامت .
الأصوات الصامتة ( وتسمى بالحروف عند علماء العربية ) تختلف من لغة إلي أخرى في عددها و صفاتها المميزة لها، ولكن درجة الاختلاف هنا أقلّ من درجة الاختلاف بين اللغات في حالة الحركات. وقد جرت عادة العلماء على تقسيم الأصوات الصامتة إلي فئات بقصد تعرف طبيعية كل فئة وخواصها، تسهيلا للدارسين و كشفا لمميزات كل صوت وحدوده.
و في تعريف أخر: تتألف الكلمة من مجموعة أصوات منظمة تؤدي معنى. فالصامت هو الحرف .
تختلف أسس التقسيم باختلاف وجهات النظر وباختلاف الغرض. والقاعدة العامة علي كل حال هي تقسم الأصوات الصامتة إلي ثلاثة تقسيمات أو ثلاث فئات رئيسية باعتبارات ثلاثة هي :
1- وضع الأوتار الصوتية
2- المخارج و الأحيار
3- كيفية مرور الهواء عند النطق بالصوت المعين
الأول: وضع الأوتار الصوتية
تقسم الأصوات الصامتة إلي فئات أو مجموعات بحسب وضع الأوتار الصوتية، أي من حيث ذبذبة هذه الأوتار أو عدم ذبذبتها في أثناء النطق، و يهمنا من هذه الأوضاع ثلاثة:
1ـ الأصوات المهموسة: قد ينفرج الوتران الصوتيان بعضهما عن بعض في أثناء مرور الهواء من الرئتين بحيث يسمحان له بالخروج دون أن يقابله أي اعتراض في طريقه، و من ثم لا يتذبذب الوتران الصوتيان. وفي هذه الحالة يحدث ما يسمى بالهمس. و الصوت اللغوى الذى ينطق في هذه الحالة يسمى الصوت المهموس، فالصوت المهموس إذن هو الصوت الذى لا تتذبذب الأوتار الصوتية حال النطق به.
والأصوات المهموسة في اللغة العربية كما ينطقها المختصون في اللغة العربية اليوم هي: التاء الثاء الحاء الخاء السين الشين الصاد الطاء الفاء القاف الكاف الهاء = (12)
2ـ الأصوات المجهورة: قد يقترب الوتران الصوتيان بعضهما من بعض في أثناء مرور الهواء و في أثناء النطق، فيضيق الفرغ بينهما بحيث يسمح بمرور الهواء ولكن مع إحداث اهتزازت و ذبذبات سريعة منتظمة لهذه الأوتار، و في هذه الحالة يحدث ما يسمى بالجهر، و يسمى الصوت اللغوى المنطوق حينئذ بالصوت المجهور. فالصوت المجهور إذن هو الصوت الذي تتذبذب الأوتار الصوتية حال النطق به. و الأصوات الصامتة المجهورة في اللغة العربية كما ننطقها اليوم هي: ب ج د ذ ر ز ض ظ ع غ ل م ن و الواو في نحو ( ولد - حوض ) و الياء في نحو ( يترك، بيت ) = (15) .
3ـ الصوت المقطوع: قد ينطبق الوتران انطباقا تاما فلا يسمح بمرور الهواء إلي الحلق مدة هذه الانطباق، و من ثم ينقطع النفس، ثم يحدث أن ينفرج هذه الوتران، فيخرج صوت انفجارى لاندفاع الهواء الذي كان محبوسا حال الانطباق التام. هذه الصوت هو همزة القطع، فهمزة القطع العربية إذن صوت صامت لا هو بالمهموس و لا هو بالمجهور .
الثاني: المخارج والأحياز (مواضع النطق )
تنقسم الأصوات الصامتة كذالك إلي مجموعات أو فئات بحسب مخارج النطق و أحيازه. ونقول (( المخارج والأحياز )) لأنّ (( المخرج يعني النقطة الدقيقة التي يصدر منها أو عندها الصوت، و الحيّز يعني المنطقة التي قد ينسب إليها صوت أو أكثر فتنعت به، على ضرب من التعميم، وإن كان لكل صوت نقطة مخرج محددة. فالثانى (وهو الحيز) أوسع مساحة من الأول (المخرج). و هذا التفريق بين المصطلحين قد نبهنا إليه شيخ العربية الأول الخليل بن أحمد الفراهيدى، فلله درّه !
ونسبة الأصوات إلى مخارجها أو أحيازها يختلف اختلافا واضحا من لغة إلى أخرى. ذالك لأنّ نطق الأصوات بالإشارة إلى مواضع نطقها، أساسه الخبر الفعلية و العادة النطقية التي درج عليها المتكلم أو المتكلمون. و من الطبيعى و المقرر عند الدارسين أن يختلف الناس فى خبراتهم و عاداتهم فى النطق من لغة إلى أخرى، بل من شخص إلى آخر فى اللغة الواحدة. و أكثر من ذالك، ربما يختلف الشخص الواحد فى إصدار أصواته من وقت إلى آخر أو في مناسبة وأخرى.
المجموعات الرئيسية للأصوات العربية الصامتة حسب مواضع النطق المختلفة :
1- أصوات شفوية: و هي: الباء و الميم. و كثيرا ما يشار إلى الواو أيضا (قي نحو وعد) بأنها شفوية، و هذا ما سار عليه علماء العربية في القديم. هذا الوصف ليس الخطأ لأن للشفتين دخلا كبيرا في النطق بهذا الصوت. و لكن الوصف الأدق أن يقال: إنّ الواو من أقصى الحنك. إذ عند النطق بها يقترب اللسان من هذه الجزء من الحنك .
2- أسنانية شفوية: وهي: الفاء
3- أسنانية أو أصوات ما بين الأسنان: وهي: الثاء و الذال و الظاء .
4- أسنانية لثوية: و هي: التاء و الدال و الضاد و الطاء و اللام و النون.
5- لثوية: و هي: الراء و الزاى و السين و الصاد .
والملاحظ أن مخرجي النطق 4 و 5 متقاربان، لدرجة يصعب معها أحيانا التفريق بينهما.
6- أصوات لثوية حنكية: وهي: الجيم الفصيحة و الشين .
7- أصوات وسط الحنك: و هي: الياء .
و من المهم أن نعلم أنّ بين الياء و الجيم و الشين قربا شديدا فى المخرج حتى إن بعض الدارسين سمى هذه الأصوات الثلاثة ((أصوات وسط الحنك)). و هذه الأصوات الثلاثة يسميها العرب فى القديم الأصوات الشجرية (( نسبة إلى شجر الفم )) فهى إذن من حيز واحد.
8- أصوات أأقصى الحنك: و هي: الخاء و الغين و الكاف والواو.
9 - أصوات لهوية: و هي: القاف. كما ننطقها اليوم فى اللغة الفصيحة .
10- أصوات حلقية: وهي: العين و الحاء .
11- أصوات حنجرية: و هي: الهمزة و الهاء .
ثالثا: كيفية مرور الهواء عند النطق بالصوت المعين .
هذا هو التقسيم الأخير للأصوات الصامتة و المعايير التي ينبني عليها هذا القسم تتمثل في كيفية مرور الهواء من جهاز النطق عند إصدار صوت معين. يرى الدارسون بأن تصنيف الأصوات من هذه الناحية إلى مجموعتين رئيسيتين:
: المجموعة الأولى
تنتظم هذه المجموعة كل الأصوات التي يحدث في أثناء النطق بها وقوف الهواء وقوفا تاما في نقطة من نقاط النطق في الجهاز النطقي بدءا من الحنجرة حتى الشفاه. فإن صاحب هذه الوقفات انفجار مفاجئ سميت وقفات انفجارية، بمعنى خروج الهواء منفجرا فجأة و بسرعة .
المجموعة الثانية:
تضم هذه المجموعة كل الصوامت التي يحدث في أثناء النطق بها أن يمر الهواء و يتسرب كليا أو جزئيا من منفذ من منافذ النطق و إن بصور مختلفة و من هنا كانت تسميتها في عمومها بالأصوات الممتدة .
وبناء على ذلك تصنف الأصوات الصامتة على النحو التالى:
1- الأصوات الانفجارية:
وهى الأصوات التى يحدث أثناء النطق بها وقوف الهواء وقوفاً تاماً فى موضع من مواضع النطق فى الجهاز النطقى، ثم يصحب ذلك انفجار سريع يخرج معه الهواء، و هذه الأصوات فى اللغة العربية ؛ هى: الباء، التاء، الدال، الضاد، الطاء، الكاف، القاف، الهمزة.
2 - الأصوات الاحتكاكية:
وهي الأصوات التي يحدث أثناء النطق بها أن يمر الهواء من الفم من خلال منفذ ضيق نسبيا محدثاً حفيفاً، أو احتكاكاً، و هذه الأصوات فى اللغة العربية ؛ هي: الفاء، التاء، الحاء، الخاء، الذال، الزاي، السين، الشين، الصاد، الظاء، العين، الغين، الهاء.
3 - صوت مركب ( انفجاري – احتكاكي )
وهو: الجيم الفصيحة.
4– صوت جانبي:
وهو: اللام، و يخرج الهواء أثناء النطق به من جانبي الفم .
5 – أصوات أنفية:
و هما في اللغة العربية: صوتا الميم و النون، و يحدث عند النطق بهما أن يخرج الهواء من الأنف.
6 – صوت مكرر:
و هو: الراء، و يحدث عند النطق به أن يتكرر ضربات اللسان في موضع النطق به، و يتكرر خروج الهواء .
7 – أنصاف الصوائت:
و هما: صوتا الواو و الياء الصامتين، و يمكن تسميتهما أيضاً بأنصاف الصوامت ؛ حيث يحدث عند النطق بهما أن يمر الهواء محدثاً نوعاً خفيفاً من الاحتكاك يقربهما من الصوامت ( وبناء عليه يصنفان مع الصوامت )، كما يحدث أن يمر الهواء بشيء من الحرية يقربهما من الصوائت (الحركات ).
د. محمد عبدالحليم غنيم
* عن
بوابة الحضارات | "ن" والقلم.. الصوامت والصوائت وأشباه الصوامت في اللغة العربية