إن قابلية النظر في بنية الجسد اللعوب هذا، تسمح، وعلى قدْر الانفتاح عليه، في أن يُلامس فيه ما يبقيه في متن اهتماماتنا، حيث ينسلخ عن مجرد كونه جسداً " معمراً من لحم وعظم "، إنما ما يرتقي بوعينا الجمالي إلى المحرَّر من تحولاته الدنيوية، ليتنمذج، أو يتأمثل، لأن ثمة السر المحرّك له والنافذ الأثر فينا " الخصوبة ": خصوبة تلقي المؤثّر، وخصوبة وهْب ما يعلّم خارجاً، وما في ذلك من مزايا أو سجايا تعرّفنا بكل من المرونة، الليونة، التثني، التلولب، التشقلب السريع، الخفة، الرشاقة، الفراغات المرئية، التكوكب الصدري، ونظيره السفلي، خلّل الردفين، أو الوركين، أو جماع المؤخرة. إنها القاعدة الكبرى للمدهش الذي يغيّب النظر داخل كتلة الشحم واللحم، ماضياً به إلى حيث يتفلتر الجسد المرصود والمودود، كما لو أنه غير منتم إلى جبلّة أرضية، دون ذلك كيف تفسّر علاقة الرجل بجسد كهذا؟ كيف يجب التعرَّف على البعد الرمزي لكل منهما، حيث الأكثر استعراضية، الأكثر قياماً بالمغامرات والدوران الكوكبي حول الجسد – اللنجم، والمؤخرة النيزكية التأثير، هو الرجل، والتفكير بأن المرأة هي التي أوجدت الرجل. إنه اكتشافها، بدء تاريخه من خلالها، وأن المعهود الأسطوري- الديني بالثمرة المحرمة التليدة، هي محور كوني بشرياً، هي مفتاح الجسد اللعوب الذي لا يهادن ولا يساكن معاً، إنما يظل في وضعية التحرك، وإن لزم المكان، من خلال سيرورة المؤثر في متخيل الرجل !
يفارق الجسد اللعوب حجمه، قوامه الملحوظ، ويتراءى كما لو أنه مجرد من ماديته. دون ذلك، وكما هو لسان حال الشعراء من عمر بن أبي ربيعة إلى نزار قباني، وكل شاعر وجد نفسه في حاضنة جسد أنثوي، ولو أنه ارتأى البقاء بعيداً تفرغاً لمعطى آخر" تصوفي " سوى أنه يموت حباً، وهو حب لا يوهَب له وجه وقلب وحراك دون الاستعانة بجسد المرأة، وليس أي جسد، إنما ما يشد الرجل إليه وهو في خيلائه، ليكون أكثر من لباس له عملياً.
ومن هنا العلاقة المركَّبة، وهي الأكثر صواباً في مضمار الجسد اللعوب، حيث يبقي الناظر في وضعية تأمل دائمة، والاسترسال في الخيال، كما لو أن المنظور إليه لوحة منزوعة الإطار. ولا بد أن الجسد اللعوب هو الأمثل والأمثل أو الأروع لدى الرجل، الجسد الذي يتثنى، أو يتمايل، أو ينعطف بطاقة ذاتية، أو يتماوج، ليجد الرجل من خلاله ما هو جدير بالحياة.
أعني بذلك ما يخفي هذا الحسن المرنان، والقد الممتلىء غنجاً، هذا الذي أريد كتابته بمتتاليات الجسد اللعوب، وما أكثرها في حلاوته وطلاوته: المؤخرة وهي تشي بـ" المقدمة " !
المؤخرة! هنا بيت القصيد، إنما كيف يقيم الناس في " بيوتهم " ويتداولون هذا الاسم المركَّب؟
أين هي المؤخرة، ما هي حدودها، ما الذي يموقعها هكذا لتكون " فتنة يقّاظة " في واعية الرجل، إن ذمَّها أو ضمَّها، إن أقصاها أو أدناها،كونها منه وإليه، عندما تكون بيت وجوده باضطراد؟!
المؤخرة لا تتطلب تعريفاً بها: هي ذي، تلك هي ذي، ها هي ذي المؤخرة: تُرى من أكثر من جهة طبعاً. سوى أن تتبع تاريخها، وكيف احتلت مثل هذا الموقع، لبرز أرشيف ضخم باسمها. إنها حقل المحرمات، والمنبهات الكبرى، ومنطقة التوترات والتجاذبات بوجهها النافر !
وأن يقول الرجل، وهو ممتلىء سخونةَ ذكورة ما يشده إليها، فلأنه تسليم بحقيقتها البرزخية، بين تكون أن نارية أو جنتية، أن تصعد بالمرء إلى أعلى، أو تهبط به سافلاً، سوى أن أنها تبقى محط الأنظار، وكـأنها بـ" مثلثها البرمودي " صُمّمت لتحيّر وتغيّر ، لتودَع اللغة في جملة استثناءاتها المعتبَرة في الوصل والفصل، في استطالة النظر وإمالته، في القبض والانبساط، في التشفي والتخفي، في المد والجزر، في التقعر والتحدب. إنها تركيبة " بورخيسية " !
ما أقوله هنا، ليس مجرد إنشاء لفظي، إنما هو مسعى لتلخيص ما قيل فيها، وما يمكن أن يعلَّق عليه، وهو منسوب إليها حقيقة أو مجازاً، وما يستقرأ في سرائر هؤلاء الذين استقدموها إلهاماً أو " إطعاماً " لحيوان شبقهم في الفن والكتابة، وما المميَّز بجوع لا يشبع، وتلك هي خاصية فضيلة الجمال الذي يثير وينير، وليس أن يوهم ويوهِن، أي ما يخرج خريطة المؤخرة هذه، وهي بكامل عزائمها ومؤثراتها النافذة في إرادة أكثر الرجال صلابة وتماسكاً واستدراجه.
وسَط مفرَّد، يتيم، ليس درجة، أو علامة، وإنما موقع مرئي، مرجع للتعرف إلى الجهتين، وهو بكتلته الصماء والبليغة دون كلام، الصادمة دون بصر، الفاعلة لا المنفعلة . وسط لحمي، نعم. وسط دافع إلى الحمْية، ونافع فيها، وذو تأثير جانبي، نعم. وسط انفجاري دائم، نعم. وسط هندسي لا حسابي، جغرافي لا تاريخي، نحتي نابض لا رسمي أخرس، دواماتي لا نهري، برمائي جامع الحسنيين في الرطوبة واليبوسة، في المِلاحة والمَلاحة، نعم. وسط تأويلي لا تفسيري، أركيولوجي لا جيولوجي، نعم. أليس هذا ما نتلمسه فيما يقبِل عليه مشتهوه، وما أكثرهم، ما أوفرهم وهم يقيمون في التفسير، ووحده التأويل يمكّن من مكاشفة داخلهم. أن تكون المرأة سراً لا يُسبَر، فربما كانت المؤخرة ذات السهم الأوفر في هذا السر تذوقياً .
يفارق الجسد اللعوب حجمه، قوامه الملحوظ، ويتراءى كما لو أنه مجرد من ماديته. دون ذلك، وكما هو لسان حال الشعراء من عمر بن أبي ربيعة إلى نزار قباني، وكل شاعر وجد نفسه في حاضنة جسد أنثوي، ولو أنه ارتأى البقاء بعيداً تفرغاً لمعطى آخر" تصوفي " سوى أنه يموت حباً، وهو حب لا يوهَب له وجه وقلب وحراك دون الاستعانة بجسد المرأة، وليس أي جسد، إنما ما يشد الرجل إليه وهو في خيلائه، ليكون أكثر من لباس له عملياً.
ومن هنا العلاقة المركَّبة، وهي الأكثر صواباً في مضمار الجسد اللعوب، حيث يبقي الناظر في وضعية تأمل دائمة، والاسترسال في الخيال، كما لو أن المنظور إليه لوحة منزوعة الإطار. ولا بد أن الجسد اللعوب هو الأمثل والأمثل أو الأروع لدى الرجل، الجسد الذي يتثنى، أو يتمايل، أو ينعطف بطاقة ذاتية، أو يتماوج، ليجد الرجل من خلاله ما هو جدير بالحياة.
أعني بذلك ما يخفي هذا الحسن المرنان، والقد الممتلىء غنجاً، هذا الذي أريد كتابته بمتتاليات الجسد اللعوب، وما أكثرها في حلاوته وطلاوته: المؤخرة وهي تشي بـ" المقدمة " !
المؤخرة! هنا بيت القصيد، إنما كيف يقيم الناس في " بيوتهم " ويتداولون هذا الاسم المركَّب؟
أين هي المؤخرة، ما هي حدودها، ما الذي يموقعها هكذا لتكون " فتنة يقّاظة " في واعية الرجل، إن ذمَّها أو ضمَّها، إن أقصاها أو أدناها،كونها منه وإليه، عندما تكون بيت وجوده باضطراد؟!
المؤخرة لا تتطلب تعريفاً بها: هي ذي، تلك هي ذي، ها هي ذي المؤخرة: تُرى من أكثر من جهة طبعاً. سوى أن تتبع تاريخها، وكيف احتلت مثل هذا الموقع، لبرز أرشيف ضخم باسمها. إنها حقل المحرمات، والمنبهات الكبرى، ومنطقة التوترات والتجاذبات بوجهها النافر !
وأن يقول الرجل، وهو ممتلىء سخونةَ ذكورة ما يشده إليها، فلأنه تسليم بحقيقتها البرزخية، بين تكون أن نارية أو جنتية، أن تصعد بالمرء إلى أعلى، أو تهبط به سافلاً، سوى أن أنها تبقى محط الأنظار، وكـأنها بـ" مثلثها البرمودي " صُمّمت لتحيّر وتغيّر ، لتودَع اللغة في جملة استثناءاتها المعتبَرة في الوصل والفصل، في استطالة النظر وإمالته، في القبض والانبساط، في التشفي والتخفي، في المد والجزر، في التقعر والتحدب. إنها تركيبة " بورخيسية " !
ما أقوله هنا، ليس مجرد إنشاء لفظي، إنما هو مسعى لتلخيص ما قيل فيها، وما يمكن أن يعلَّق عليه، وهو منسوب إليها حقيقة أو مجازاً، وما يستقرأ في سرائر هؤلاء الذين استقدموها إلهاماً أو " إطعاماً " لحيوان شبقهم في الفن والكتابة، وما المميَّز بجوع لا يشبع، وتلك هي خاصية فضيلة الجمال الذي يثير وينير، وليس أن يوهم ويوهِن، أي ما يخرج خريطة المؤخرة هذه، وهي بكامل عزائمها ومؤثراتها النافذة في إرادة أكثر الرجال صلابة وتماسكاً واستدراجه.
وسَط مفرَّد، يتيم، ليس درجة، أو علامة، وإنما موقع مرئي، مرجع للتعرف إلى الجهتين، وهو بكتلته الصماء والبليغة دون كلام، الصادمة دون بصر، الفاعلة لا المنفعلة . وسط لحمي، نعم. وسط دافع إلى الحمْية، ونافع فيها، وذو تأثير جانبي، نعم. وسط انفجاري دائم، نعم. وسط هندسي لا حسابي، جغرافي لا تاريخي، نحتي نابض لا رسمي أخرس، دواماتي لا نهري، برمائي جامع الحسنيين في الرطوبة واليبوسة، في المِلاحة والمَلاحة، نعم. وسط تأويلي لا تفسيري، أركيولوجي لا جيولوجي، نعم. أليس هذا ما نتلمسه فيما يقبِل عليه مشتهوه، وما أكثرهم، ما أوفرهم وهم يقيمون في التفسير، ووحده التأويل يمكّن من مكاشفة داخلهم. أن تكون المرأة سراً لا يُسبَر، فربما كانت المؤخرة ذات السهم الأوفر في هذا السر تذوقياً .