بعيدا عن مقولة "عقدة الخواجة" التي يتهم بها البعض من يجد في التراث العربي شيئاً ما سبق فيه العرب الغرب في وضعه، فينعتوه بهذه المقولة، بانه يعيش تحت ذنب "عقدة الخواجة"، فقد حفل التراث العربي بالكثير من الامور والاشياء التي سبق بها العرب الغرب بصورة او اخرى، مثل كتابة الرواية كما في "الف ليلة وليلة"، وحكايات/ قصص "كليلة ودمنه"، وكذلك ما افرزته حكايات الف ليلة وليلة من عقدة تشبه الى حد ما عقدة "اوريست" وعقدة "اوديب"، وهي عقدة "جودر"، التي اكتشفناها بين ثنايا هذه الحكايات وطبقناها على الرواية والقصة القصيرة في دراسات نشرت في الصحافة، وايضاً كتابة القصص القصيرة جداً، مثلما حفل بها كتاب "البخلاء" للجاحظ بهذا الجنس السردي الذي انتشر في وقتنا الحاضر، ان كان ذلك على صفحات الفيس بوك، او في مجاميع قصصية مطبوعة.
يعد الجاحظ واحدا من ائمة الكلام في العربية، وفي الوقت نفسه يتحلى بغلبة الروح الفنية في كتاباته، واضفاء الكثير من الخيال في نصوصه القصصية، وكان في كل كتاباته يتبع ذوقه الادبي، ونزعته الفنية التي تنهل من المجتمع لتعود اليه قصصا فنية.
كان الجاحظ وصافاً ماهراً، ومصوراً عظيماً، إذ كان في وصفه الحسي كما هو في وصفه النفسي، وبنفس الوقت كان كاتباً ساخراً، فكتب "البخلاء" واغلب كتبه الاخرى التي تتسم بالسخرية، او انها تستبطن السخرية فيما يقوله.
وقد جاء كتابه "البخلاء" حافلا بنماذج تبين وتوضح هذا الذوق الادبي، القصصي، وتلك النزعة الفنية، السردية، بين ان يكتب حكاية تتسم بالخبرية المطلقة كما الكثير من كتابنا القدامى، وبين ان يكتب حكاية سردية، او قصة، فجمع بين الذوق الادبي الراقي، والنزعة الفنية الجمالية.
والقصة القصيرة جداً، فن سردي يعتمد تقنية المفارقة، والادهاش، والسخرية الى حد ما، والتكثيف، والتوتر، والايجاز في ايراد الحكاية، والاقتصاد في اللغة.
في هذه الدراسة القصيرة سنضع احد نصوص الجاحظ القصصية القصيرة جداً، تحت مبضع الفحص والدراسة لنرى مدى قدرة مثل هذه النصوص على الامتثال لشروط هذا الفن السردي الذي يعد جديدا على ذائقة الكتاب و المتلقين في الوقت نفسه، إذ لا يصل تاريخه كما هو معلن في العربية الى الخمسين سنة الفائتة، وفي الغرب هو اطول من هذا التاريخ بقليل.
***
نموذج الدراسة:
اخترت نص واحدا من كتاب "البخلاء" للجاحظ لأضعه تحت مبضع الفحص والدراسة، وهو هذا النص:
"قصة ابي جعفر
ولم ار مثل ابي جعفر الطرسوسي:
زار قوما فاكرموه وطيبوه، وجعلوا في شاربه وسبلته غالية. فحكته شفته العليا، أدخل اصبعه فحكها من باطن الشفة، مخافة ان تأخذ إصبعه من الغالية شيئا إذا حكها من فوق".
يستخدم الجاحظ في كتابه هذا مجموعة من المصطلحات التي تفيد ان ما سيقوله هو قصة من مثل: طرفة، حديث، قصة التي استخدمها كثيراً. والنص الذي بين ايدينا هو من هذا النوع، أي يبدأ بمصطلح "قصة".
احتوى الكتاب على مجموعة كبيرة من النصوص التي تقع بين ثلاثة سطور، وصفحة واحدة، لهذا تحتسب مثل هذه النصوص من هذا النوع السردي القصير جداً، وهذا النص هو من الحجم القصير جداً، ان كان ذلك في البنية، او اللغة، او الفكرة، او الصور.
وليس هذا هو المهم، بل قد تضافرت كل مقومات هذا الفن في ان يكون من فن القصة القصيرة جداً، كالروح السردي الذي يكتنفها من كل جوانبها، فجاءت في بنية سردية قصصية.
وعدد الشخوص، ومجالات اللغة، حيث انها لغة اقتصادية، موحية، مركزة، وفي المكان والزمان، المخفيين، إذ يعلنان عن وجودهما من خلال السرد.
تأتي بعد ذلك المفارقة التي هي عنصر رئيس في القصة القصيرة جداً، وهذه المفارقة تتوضح من خلال حك "البطل" لشفته من الاسفل بدلا من ان يحكها من الاعلى، وهو المعروف بين الناس.
***
ان تماثل هذه القصة الجاحظية مع القصة القصيرة جداً الحديثة، واشتراطاتها، تتوضح من خلال:
- حجم النص: حيث يقع بين ثلاثة اسطر وصفحة كاملة. ونصنا المفحوص يتكون من سطرين فقط، وهذين السطرين امتلئا بما هو ابداع سردي، وليس بكتابة خبر عادي.
- الايجاز: حيث تظهر جلياً قدرة الجاحظ الابداعية على ايراد هذه الحكاية بهذا القدر من الايجاز الابداعي غير المخل بها، وغير المسهب بابتذال.
- الشخوص: وهم بين واحد وثلاثة. في هذا النص شخصية واحدة يقابلها مجموعة من الناس "قوم" غائبين عن المشهد السردي بصورة او اخرى بحيث يبقون بعيدين عن فعل شخصية القصة.
- مجالات اللغة: على الرغم من ان اللغة ليست وسيطا محايدا ، الا انها تعكس نظاما كاملا وكامنا من خلف الالفاظ، الا ان مجالاتها تبقى كثيرة في هذا الفن، واهم شيء في مجال اللغة هو الاقتصاد، أي: التركيز، والايحائية، والرمزية، دون ان تختل معادلة استخدامها.
في هذا النص تبنى اللغة من الفاظ تتوالى الواحدة تلو الاخرى بصورة سريعة، وحادة الحواف، وكأن القاص يستعجل السرد، فجاءت مركزة، مقتصدة، ايحائية.
- الروح السردي، او القصصي: حيث يفحص هذا الشرط من خلال ذائقة المتلقي، او الناقد، ويحدد له المدى الذي يصل اليه، فيما اذا كان في النص روح سردي، ام لا.
وقد كان الروح السردي متلبساً بنص الجاحظ المفحوص، وكان حدثاً يبنى بين شخوص القصة، الشخص الرئيس والقوم الغائبين/ الحاضرين. يحدث فعل ما بينهما، وبين الشخصية ونفسها.
- الزمان والمكان: ويتم تحديدهما بصورة مباشرة او غير مباشرة. ان ما حدث من فعل بين الشخصية والناس الاخرين، وبينها وبين نفسها، لم يكن حدثاً بدون زمان، ولا مكان، بل كان يشتمل على الزمان، ويقع في مكان ما، فالأفعال من مثل: "زار، جعلوا، حك، ادخل، حكها" تلم بين حروفها الزمان، والمكان سوية.
- المفارقة: وهي بنى تعبيرية، وتصويرية، متنوعة، وعديدة، على المستويين الدلالي والتركيبي. والمفارقة، منها اللفظية، ومنها السياقية، وهي اسلوب تقني لمنح القارئ المتعة الادبية الابداعية.
المفارقة في القصة القصيرة جداً، هي العلامة الفارقة بين الكتابة العادية والكتابة السردية في هذا الفن، وتمثله لاشتراطاته، وقوانينه.
ان المفارقة في هذا النص بنيت على الفرق بين الاعلى "فوق" والاسفل "الباطن"، حيث كان ترقب المتلقي ان يحك "البطل" شفته من الاعلى "فوق" كما هو معتاد في مثل هذه الامور، الا انه يحكها من الاسفل "باطنها".
بعد كل هذا فإن القصة ليست مفارقة فقط، أو طرفة مضحكة، على الرغم من انها تنطوي على هذه الامور في الكثير من الاحيان، انها بنية قصصية تختلف عن هذه البنى من خلال السرد الفني الذي تلبس ثوبه، وفي الوقت نفسه تأخذ منهما.
ان السخرية التي يلبسها الجاحظ اغلب كتاباته، قد بان لونها في هذا النص، فكانت عند ذلك الروح التي حرك الجاحظ لتدوينها في نص قصصي لم يجنس وقت كتابتها بأن يكون نصا سرديا من نوع "القصة القصيرة جدا" لعدم التفات الكتاب والنقاد وقتذاك الى هذا التجنيس الذي انتقل الينا من الغرب.
يبقى التراث الادبي العربي حافلا بالرواية، ككتاب "الف ليلة وليلة"، والقصة القصيرة، مثل الحكايات، والقصص، والمقامات، وغيرها مما اشتملت عليه الكتب التراثية التي وصلتنا. وايضاً الملاحم العربية، مثل ملحمة "الاميرة ذات الهمة" و"السيرة الهلالية"، والسير الشعبية مثل "أبي زيد الهلالي"، و"عنترة بن شداد"، و"الأمير سيف بن ذي يزن"، و"الظاهر بيبرس". وكذلك على "القصة القصيرة جدا"، مثل كتاب البخلاء "للجاحظ، وغير ذلك من الكتب التي تركها لنا الاجداد، وكانت اساطير الاولين في الجاهلية، والخرافات، وكذلك القرآن من ضمن المراجع لهذه الانواع السردية، بما اشتملت علية من قصص كثيرة، او نواة لقصص قصيرة، وقد كان للقصاصين دور كبير في المجتمع العربي/ الاسلامي منذ النبي محمد "ص" الى وقت قريب.
* منقول عن:
"القصة القصيرة جدا" في التراث العربي "البخلاء" أنموذجا / داود سلمان الشويلي
يعد الجاحظ واحدا من ائمة الكلام في العربية، وفي الوقت نفسه يتحلى بغلبة الروح الفنية في كتاباته، واضفاء الكثير من الخيال في نصوصه القصصية، وكان في كل كتاباته يتبع ذوقه الادبي، ونزعته الفنية التي تنهل من المجتمع لتعود اليه قصصا فنية.
كان الجاحظ وصافاً ماهراً، ومصوراً عظيماً، إذ كان في وصفه الحسي كما هو في وصفه النفسي، وبنفس الوقت كان كاتباً ساخراً، فكتب "البخلاء" واغلب كتبه الاخرى التي تتسم بالسخرية، او انها تستبطن السخرية فيما يقوله.
وقد جاء كتابه "البخلاء" حافلا بنماذج تبين وتوضح هذا الذوق الادبي، القصصي، وتلك النزعة الفنية، السردية، بين ان يكتب حكاية تتسم بالخبرية المطلقة كما الكثير من كتابنا القدامى، وبين ان يكتب حكاية سردية، او قصة، فجمع بين الذوق الادبي الراقي، والنزعة الفنية الجمالية.
والقصة القصيرة جداً، فن سردي يعتمد تقنية المفارقة، والادهاش، والسخرية الى حد ما، والتكثيف، والتوتر، والايجاز في ايراد الحكاية، والاقتصاد في اللغة.
في هذه الدراسة القصيرة سنضع احد نصوص الجاحظ القصصية القصيرة جداً، تحت مبضع الفحص والدراسة لنرى مدى قدرة مثل هذه النصوص على الامتثال لشروط هذا الفن السردي الذي يعد جديدا على ذائقة الكتاب و المتلقين في الوقت نفسه، إذ لا يصل تاريخه كما هو معلن في العربية الى الخمسين سنة الفائتة، وفي الغرب هو اطول من هذا التاريخ بقليل.
***
نموذج الدراسة:
اخترت نص واحدا من كتاب "البخلاء" للجاحظ لأضعه تحت مبضع الفحص والدراسة، وهو هذا النص:
"قصة ابي جعفر
ولم ار مثل ابي جعفر الطرسوسي:
زار قوما فاكرموه وطيبوه، وجعلوا في شاربه وسبلته غالية. فحكته شفته العليا، أدخل اصبعه فحكها من باطن الشفة، مخافة ان تأخذ إصبعه من الغالية شيئا إذا حكها من فوق".
يستخدم الجاحظ في كتابه هذا مجموعة من المصطلحات التي تفيد ان ما سيقوله هو قصة من مثل: طرفة، حديث، قصة التي استخدمها كثيراً. والنص الذي بين ايدينا هو من هذا النوع، أي يبدأ بمصطلح "قصة".
احتوى الكتاب على مجموعة كبيرة من النصوص التي تقع بين ثلاثة سطور، وصفحة واحدة، لهذا تحتسب مثل هذه النصوص من هذا النوع السردي القصير جداً، وهذا النص هو من الحجم القصير جداً، ان كان ذلك في البنية، او اللغة، او الفكرة، او الصور.
وليس هذا هو المهم، بل قد تضافرت كل مقومات هذا الفن في ان يكون من فن القصة القصيرة جداً، كالروح السردي الذي يكتنفها من كل جوانبها، فجاءت في بنية سردية قصصية.
وعدد الشخوص، ومجالات اللغة، حيث انها لغة اقتصادية، موحية، مركزة، وفي المكان والزمان، المخفيين، إذ يعلنان عن وجودهما من خلال السرد.
تأتي بعد ذلك المفارقة التي هي عنصر رئيس في القصة القصيرة جداً، وهذه المفارقة تتوضح من خلال حك "البطل" لشفته من الاسفل بدلا من ان يحكها من الاعلى، وهو المعروف بين الناس.
***
ان تماثل هذه القصة الجاحظية مع القصة القصيرة جداً الحديثة، واشتراطاتها، تتوضح من خلال:
- حجم النص: حيث يقع بين ثلاثة اسطر وصفحة كاملة. ونصنا المفحوص يتكون من سطرين فقط، وهذين السطرين امتلئا بما هو ابداع سردي، وليس بكتابة خبر عادي.
- الايجاز: حيث تظهر جلياً قدرة الجاحظ الابداعية على ايراد هذه الحكاية بهذا القدر من الايجاز الابداعي غير المخل بها، وغير المسهب بابتذال.
- الشخوص: وهم بين واحد وثلاثة. في هذا النص شخصية واحدة يقابلها مجموعة من الناس "قوم" غائبين عن المشهد السردي بصورة او اخرى بحيث يبقون بعيدين عن فعل شخصية القصة.
- مجالات اللغة: على الرغم من ان اللغة ليست وسيطا محايدا ، الا انها تعكس نظاما كاملا وكامنا من خلف الالفاظ، الا ان مجالاتها تبقى كثيرة في هذا الفن، واهم شيء في مجال اللغة هو الاقتصاد، أي: التركيز، والايحائية، والرمزية، دون ان تختل معادلة استخدامها.
في هذا النص تبنى اللغة من الفاظ تتوالى الواحدة تلو الاخرى بصورة سريعة، وحادة الحواف، وكأن القاص يستعجل السرد، فجاءت مركزة، مقتصدة، ايحائية.
- الروح السردي، او القصصي: حيث يفحص هذا الشرط من خلال ذائقة المتلقي، او الناقد، ويحدد له المدى الذي يصل اليه، فيما اذا كان في النص روح سردي، ام لا.
وقد كان الروح السردي متلبساً بنص الجاحظ المفحوص، وكان حدثاً يبنى بين شخوص القصة، الشخص الرئيس والقوم الغائبين/ الحاضرين. يحدث فعل ما بينهما، وبين الشخصية ونفسها.
- الزمان والمكان: ويتم تحديدهما بصورة مباشرة او غير مباشرة. ان ما حدث من فعل بين الشخصية والناس الاخرين، وبينها وبين نفسها، لم يكن حدثاً بدون زمان، ولا مكان، بل كان يشتمل على الزمان، ويقع في مكان ما، فالأفعال من مثل: "زار، جعلوا، حك، ادخل، حكها" تلم بين حروفها الزمان، والمكان سوية.
- المفارقة: وهي بنى تعبيرية، وتصويرية، متنوعة، وعديدة، على المستويين الدلالي والتركيبي. والمفارقة، منها اللفظية، ومنها السياقية، وهي اسلوب تقني لمنح القارئ المتعة الادبية الابداعية.
المفارقة في القصة القصيرة جداً، هي العلامة الفارقة بين الكتابة العادية والكتابة السردية في هذا الفن، وتمثله لاشتراطاته، وقوانينه.
ان المفارقة في هذا النص بنيت على الفرق بين الاعلى "فوق" والاسفل "الباطن"، حيث كان ترقب المتلقي ان يحك "البطل" شفته من الاعلى "فوق" كما هو معتاد في مثل هذه الامور، الا انه يحكها من الاسفل "باطنها".
بعد كل هذا فإن القصة ليست مفارقة فقط، أو طرفة مضحكة، على الرغم من انها تنطوي على هذه الامور في الكثير من الاحيان، انها بنية قصصية تختلف عن هذه البنى من خلال السرد الفني الذي تلبس ثوبه، وفي الوقت نفسه تأخذ منهما.
ان السخرية التي يلبسها الجاحظ اغلب كتاباته، قد بان لونها في هذا النص، فكانت عند ذلك الروح التي حرك الجاحظ لتدوينها في نص قصصي لم يجنس وقت كتابتها بأن يكون نصا سرديا من نوع "القصة القصيرة جدا" لعدم التفات الكتاب والنقاد وقتذاك الى هذا التجنيس الذي انتقل الينا من الغرب.
يبقى التراث الادبي العربي حافلا بالرواية، ككتاب "الف ليلة وليلة"، والقصة القصيرة، مثل الحكايات، والقصص، والمقامات، وغيرها مما اشتملت عليه الكتب التراثية التي وصلتنا. وايضاً الملاحم العربية، مثل ملحمة "الاميرة ذات الهمة" و"السيرة الهلالية"، والسير الشعبية مثل "أبي زيد الهلالي"، و"عنترة بن شداد"، و"الأمير سيف بن ذي يزن"، و"الظاهر بيبرس". وكذلك على "القصة القصيرة جدا"، مثل كتاب البخلاء "للجاحظ، وغير ذلك من الكتب التي تركها لنا الاجداد، وكانت اساطير الاولين في الجاهلية، والخرافات، وكذلك القرآن من ضمن المراجع لهذه الانواع السردية، بما اشتملت علية من قصص كثيرة، او نواة لقصص قصيرة، وقد كان للقصاصين دور كبير في المجتمع العربي/ الاسلامي منذ النبي محمد "ص" الى وقت قريب.
* منقول عن:
"القصة القصيرة جدا" في التراث العربي "البخلاء" أنموذجا / داود سلمان الشويلي