يقف الشاعر أحمد رشاد أغا في أرض الزجل بالسويس ممثلا عن كل المبدعين في هذا الفن، حارسًا أمينا عليه، ضامنًا مسيرة بقائه، حيث ترأس رابطة الزجالين وكتَّاب الأغاني من أواخر ثمانينات القرن العشرين وحتى الآن دون أن ييأس من عدم وجود مكان ثابت له، فيسعى في التنقل بالرابطة ومبدعيها في رحلة تضمن التواصل والاستمرار متحديًا كافة الظروف حوله.
عاش أغا في حالة من القتال المتوازن والمتفاعل بين الحرف والحرب لمدة أربع سنوات بعد أن التحق بالقوات المسلحة المصرية منذ عام 1970م إلى عام 1974 شارك خلالها في حرب أكتوبر 1973م وانتصاراتها المجيدة ولهذا فقد استحق أن يقلده الجيش "وسام الوطنية".
لم ينس أغا خلال تلك السنوات الكلمة ودورها الفعال والمؤثر كتأثير الطلقة والصاروخ تماما بتمام حيث كان معجبًا بالدور الذي تؤديه "فرقة ولاد الأرض" وهي التي مازال يتغنى بأناشيدها وأغانيها أيام كان طالبا مما دعاه إلى تكوين فرقة على غرارها في فصيلة الإشارة باللواء التاسع مهندسين والتي نالت استحسان الجميع وكانت نقطة مضيئة في مسيرته الوطنية والإبداعية معا.
إن التلاحم بين الكلمة واللحن في فم أغا وقلبه طبع شعره بالميل إلى التغني كحالة يعيشها من الانسجام الدائم الذي لن تخطئه عين من يتابع مسيرته الشعرية عبر دواوينه، وهي التي تجمع الكثير من الأغنيات التي أذيع بعضها بالفعل أو شارك بها في الاحتفاليات المختلفة، خاصة وأنها تدور حول الوطنيات في معظمها وهي التيمة الغالبة على إنتاج أغا في مسيرته الشعرية الحافلة، ثم الإنسانيات والاجتماعيات.
كما أن السمة الغالبة على الشاعر أحمد رشاد أغا هي نزوعه نحو الكلمات ذات الألوان الزاهية، والباعثة على الفرحة، والداعمة للتفاؤل وشيوع مفردات الأمل في النفوس؛ فهو من الذين يهجرون موانئ الحزن واجترار الذكريات المؤسفة والأليمة، ولو تعرض لواحدة منها غالبًا ما يضعها في قالب لا يجلب البكاء والشجن العميق، وإن أخذته القصيدة رغمًا عنه في بعض أبياتها نحو غيمات الحزن إلا أنه سرعان ما يسارع بالتحليق بعيدًا عنها، ذلك أن نفسه التي تسعى لخلق حالات من الفرحة التي تشيع في أجواء المكان الذي يحل فيه يصعب عليه أن تغادر وجوه وعيون من يتابعه من المستمعين أو القراء فيعود إلى موطنه الشغوف بخلق السعادة والتفاؤل بالقادم ذلك أنه يعز عليه أن يثقل على قارئه بسوق المواجع إليه عبر كلماته.
تتجلى براعة أغا في التعامل مع الحدث الواحد وإن كان وطنيا بالعديد من التعبيرات التي تحمل من الدلالة على مصداقيته في التعامل مع نفس الموضوع بنفس الصدق والطزاجة والبعد عن الافتعال، وليس أدل على هذا من احتفائه بقناة السويس سواء القديمة أو الجديدة معا، وكذلك حين يستعيد ذكراها في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في ذكرى تأميمها، وفي ذكرى افتتاحها، فيقول مخاطبا الرئيس ناصر:
يسلم قرارك يا معلم
تأميم قنالنا كان عيدنا
عدوان ثلاثي ولا نسلم
مفتاح قرارنا بقى ف إيدنا
وخير بلدنا رجع لينا
خمسين سنة عدوا علينا
وقد اعتبر أغا افتتاح قناة السويس الجديدة بما يوازي العبور الأول في أكتوبر 1973م فمنحها لقب العبور الثاني، وخاطب الشعب المصري مهنئًا:
مبروك عليكو يا شعبنا
خلاص هنفرح كلنا
إنجاز عظيم تم ف سنة
ودي تبقى فرصة عمرنا
وتأتي رائعته "ح نكمل مسيرتنا" التي تتجلى في أصدائها أجواء أغنية مشهورة بلحن النجاح في الثانوية العامة وهو نوع من الاستصحاب للحدث، فيسرد للشباب قصص أمجاد الأجداد في الحفر والبناء مطالبًا إياهم باستكمال مسيرتهم والسير على خطاهم:
افرحوا يا شبابنا يا أحفادنا
الخير هيعم على بلادنا
بإيدين سواعدنا وولادنا
محفورة قنالنا بإيدينا
مما لا شك فيه أن وطنية الشاعر رشاد أغا موزعة بين إقليمه الذي يعيش فيه "السويس" ومنطقة القناة، وبين بلده التي ينتمي إليها "مصر"، وبين قوميته التي تنتمي لوطنه العربي الأكبر، ويتجلى هذا في الأغنيات التي تناولت السويس، ومنها: "السويس رمز البطولة" والتي نختار منها المستندات الدالة على كونها رمزًا للبطولة على سبيل الاستحقاق من وجهة نظره:
ولادها ضحوا بروح أبية
حلفوا يوم ما ياخدوا دية
والعبور ع البر كان
شمس نورت المكان
خلي ضي الفجر يرسم
يومها أجمل ابتسامة
وتأتي أغنيته "مصر بلدنا بتدفينا" التي يرصد فيها معالم مصر التاريخية والأثرية والطبيعية ومعالم الوحدة الوطنية، ثم يتعامل مع رموز مصر الفرعونية بصفة الحضور والمعايشة على سبيل الامتداد المصري من الأجداد للأحفاد حول هدف واحد هو الحفاظ على مصر الوطن:
فيها الهرم الأكبر واقف
للي هيغدر يوم ويخون
وابو الهول بيبص وعارف
إن بلدنا سر الكون
حتشبسوت ع الناي بتغني
واحنا وراها بنغنيلها
مصر بلدنا بتدفينا
وبتسقينا مية نيلها
يؤكد الشاعر اتجاهه القومي العروبي واهتمامه بالقضايا الوطنية من خلال أغنيته " يا قدسنا" ثم فرحته بما فعله الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي ألقى بحذائه في وجه الرئيس الأمريكي الأسبق "بوش الابن" في عام 2008م، فأهداه قصيدته "تسلم إيديك يا بطل"، ومنها:
يا مهدي الأمة المنتظر
تسلم خطاوي جزمتك
ويسلم فُراتك والشجر
وكل خطوة ف سكتك
يدخل أغا في إهاب ابن البلد الذي يحتفي بالصنايعية والشغيلة من أصحاب المهن التي لا تجد لها في أبيات الشعراء مكانا إلا نادرا، ومنهم "السباك" في أغنيته "الأسطى سعيد" ثم "السائق" في أغنيته "حبيبي واد سواق"، بل يثني كذلك على مساعد أو صبي الأسطى في قطعته الزجلية المأخوذة من الواقع وعنوانها "الواد بطاطا"، غير أنه من خلال تناوله لتلك المهن يعول على المهارة في الصنعة، والالتزام الأخلاقي والديني والرياضي، والاهتمام بالتعليم واستكمال مسيرته ابتداءً من محو الأمية ووصولا إلى الكلية ومرورًا بالمراحل التعليمية الأخرى:
ستة والتانية بقى متعلم
كل زمايله عليه بتتكلم
واحتراماته علينا دا واجب
حتى الأسطى بيه بيتعاجب
بيعامله على أنه معلم
تقف "رباعيات بسبسة" خير شاهد على خفة روح ودم الشاعر أحمد رشاد أغا الذي تعامل عبر الرمزية في القطة بسبسة التي تنوب عن الأنثى، ولم يكن هناك ما يدعو لذلك من محاذير سياسية أو تقاليد مرعية لاستخدام الرمز سوى خطف الشاعر للقارئ ببراعة ليدخله في منطقة جذبه وانتشاله من القلق الحياتي اليومي والواقع المثقل بالهموم، وفي نفس الوقت استعراض مهارة أغا في الكتابة والفكاهة معا.
إن إنتاج الشاعر أحمد أغا بما حواه من قصائد وأغنيات تدور حول موضوعات عديدة تمثل الخطوط العريضة للموقف الفكري الذي يتبناه، والذي يمثل انحيازه ككاتب لهذا النوع من الشعر والزجل النابع من انحيازه للشعب الذي جاء منه ويحبه، ووطنيته التي تتبدى في مواقفه وأعماله، كما تأتي أبيات قصائده محملة بروحه التي تحلق في أجواء الأمل والفرحة والبهجة والألوان الزاهية المشرقة، والعين التي تبصر النور في نهاية النفق، والروح المرحة التي تتخلل ألفاظه وموضوعاته والتي تحمل دوما خلاصات تجاربه في عالم الشعر والزجل وبضعة من نفسه.
ولهذا فهو لا يغامر بالتجديد في البناء وإن تجددت قصائده في المضمون وهو ما جعل له مكانته في قلوب من تعودوا إبداعه، فلم ينحُ نحو بعض الشعراء الذين يميلون إلى إرهاق القارئ بالرمزيات والغموض، غير أن أبيات قصائده حافلة بالدهشة خاصة فيما يتعلق بالقصائد السياسية ومنها "ألطف بينا" من ديوان أحلام إنسان بسيط وغيرها من قصائد دواوينه.
أصدر الشاعر أحمد أغا خلال مسيرته الإبداعية عددًا من الدواوين التي بلغت ستة، بدأها بديوان: "السويس في عيوني" عام 1993م، وفي عام 1997م أصدر الديوان الثاني: "ياما في الجراب"، تلاهما ديوانه الثالث: "الناس قلوبها اتغيرت" في عام 2001م، وفي عام 2005م كان ديوانه الرابع: "بستان الأرانب" وهو عمل مسرحي موجه للأطفال، وفي عام 2006م أصدر ديوانه الخامس: "أحلام إنسان بسيط"، واختتمها بديوانه السادس: "ليلة الرؤية عمل درامي" في عام 2012م، وله أعمال مخطوطة لم تصدر بعد.
إن مسيرة وإبداع الشاعر الكبير أحمد رشاد أغا مثال جيد للشاب المصري والعربي في كل مكان فحواها ومبناها ومعناها: أنه رجل حمل السلاح دفاعًا عن الوطن غير أنه لم يكفر بالكلمة التي جعل منها سلاحا موازيا للزود عنه، كما أن الوطنية تنبت محلية وتترعرع قومية عربية، وأن الكلمة سلاح فعال لا ينتهي دوره في حرب أو سلم كأداة من أدوات البناء وبث الأمل في ربوع النفوس المشرئبة لغدٍ أفضل تتحرر فيه الأرض، ويندحر العدو الغاصب عنها، ليعم الفرح.
عاش أغا في حالة من القتال المتوازن والمتفاعل بين الحرف والحرب لمدة أربع سنوات بعد أن التحق بالقوات المسلحة المصرية منذ عام 1970م إلى عام 1974 شارك خلالها في حرب أكتوبر 1973م وانتصاراتها المجيدة ولهذا فقد استحق أن يقلده الجيش "وسام الوطنية".
لم ينس أغا خلال تلك السنوات الكلمة ودورها الفعال والمؤثر كتأثير الطلقة والصاروخ تماما بتمام حيث كان معجبًا بالدور الذي تؤديه "فرقة ولاد الأرض" وهي التي مازال يتغنى بأناشيدها وأغانيها أيام كان طالبا مما دعاه إلى تكوين فرقة على غرارها في فصيلة الإشارة باللواء التاسع مهندسين والتي نالت استحسان الجميع وكانت نقطة مضيئة في مسيرته الوطنية والإبداعية معا.
إن التلاحم بين الكلمة واللحن في فم أغا وقلبه طبع شعره بالميل إلى التغني كحالة يعيشها من الانسجام الدائم الذي لن تخطئه عين من يتابع مسيرته الشعرية عبر دواوينه، وهي التي تجمع الكثير من الأغنيات التي أذيع بعضها بالفعل أو شارك بها في الاحتفاليات المختلفة، خاصة وأنها تدور حول الوطنيات في معظمها وهي التيمة الغالبة على إنتاج أغا في مسيرته الشعرية الحافلة، ثم الإنسانيات والاجتماعيات.
كما أن السمة الغالبة على الشاعر أحمد رشاد أغا هي نزوعه نحو الكلمات ذات الألوان الزاهية، والباعثة على الفرحة، والداعمة للتفاؤل وشيوع مفردات الأمل في النفوس؛ فهو من الذين يهجرون موانئ الحزن واجترار الذكريات المؤسفة والأليمة، ولو تعرض لواحدة منها غالبًا ما يضعها في قالب لا يجلب البكاء والشجن العميق، وإن أخذته القصيدة رغمًا عنه في بعض أبياتها نحو غيمات الحزن إلا أنه سرعان ما يسارع بالتحليق بعيدًا عنها، ذلك أن نفسه التي تسعى لخلق حالات من الفرحة التي تشيع في أجواء المكان الذي يحل فيه يصعب عليه أن تغادر وجوه وعيون من يتابعه من المستمعين أو القراء فيعود إلى موطنه الشغوف بخلق السعادة والتفاؤل بالقادم ذلك أنه يعز عليه أن يثقل على قارئه بسوق المواجع إليه عبر كلماته.
تتجلى براعة أغا في التعامل مع الحدث الواحد وإن كان وطنيا بالعديد من التعبيرات التي تحمل من الدلالة على مصداقيته في التعامل مع نفس الموضوع بنفس الصدق والطزاجة والبعد عن الافتعال، وليس أدل على هذا من احتفائه بقناة السويس سواء القديمة أو الجديدة معا، وكذلك حين يستعيد ذكراها في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في ذكرى تأميمها، وفي ذكرى افتتاحها، فيقول مخاطبا الرئيس ناصر:
يسلم قرارك يا معلم
تأميم قنالنا كان عيدنا
عدوان ثلاثي ولا نسلم
مفتاح قرارنا بقى ف إيدنا
وخير بلدنا رجع لينا
خمسين سنة عدوا علينا
وقد اعتبر أغا افتتاح قناة السويس الجديدة بما يوازي العبور الأول في أكتوبر 1973م فمنحها لقب العبور الثاني، وخاطب الشعب المصري مهنئًا:
مبروك عليكو يا شعبنا
خلاص هنفرح كلنا
إنجاز عظيم تم ف سنة
ودي تبقى فرصة عمرنا
وتأتي رائعته "ح نكمل مسيرتنا" التي تتجلى في أصدائها أجواء أغنية مشهورة بلحن النجاح في الثانوية العامة وهو نوع من الاستصحاب للحدث، فيسرد للشباب قصص أمجاد الأجداد في الحفر والبناء مطالبًا إياهم باستكمال مسيرتهم والسير على خطاهم:
افرحوا يا شبابنا يا أحفادنا
الخير هيعم على بلادنا
بإيدين سواعدنا وولادنا
محفورة قنالنا بإيدينا
مما لا شك فيه أن وطنية الشاعر رشاد أغا موزعة بين إقليمه الذي يعيش فيه "السويس" ومنطقة القناة، وبين بلده التي ينتمي إليها "مصر"، وبين قوميته التي تنتمي لوطنه العربي الأكبر، ويتجلى هذا في الأغنيات التي تناولت السويس، ومنها: "السويس رمز البطولة" والتي نختار منها المستندات الدالة على كونها رمزًا للبطولة على سبيل الاستحقاق من وجهة نظره:
ولادها ضحوا بروح أبية
حلفوا يوم ما ياخدوا دية
والعبور ع البر كان
شمس نورت المكان
خلي ضي الفجر يرسم
يومها أجمل ابتسامة
وتأتي أغنيته "مصر بلدنا بتدفينا" التي يرصد فيها معالم مصر التاريخية والأثرية والطبيعية ومعالم الوحدة الوطنية، ثم يتعامل مع رموز مصر الفرعونية بصفة الحضور والمعايشة على سبيل الامتداد المصري من الأجداد للأحفاد حول هدف واحد هو الحفاظ على مصر الوطن:
فيها الهرم الأكبر واقف
للي هيغدر يوم ويخون
وابو الهول بيبص وعارف
إن بلدنا سر الكون
حتشبسوت ع الناي بتغني
واحنا وراها بنغنيلها
مصر بلدنا بتدفينا
وبتسقينا مية نيلها
يؤكد الشاعر اتجاهه القومي العروبي واهتمامه بالقضايا الوطنية من خلال أغنيته " يا قدسنا" ثم فرحته بما فعله الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي ألقى بحذائه في وجه الرئيس الأمريكي الأسبق "بوش الابن" في عام 2008م، فأهداه قصيدته "تسلم إيديك يا بطل"، ومنها:
يا مهدي الأمة المنتظر
تسلم خطاوي جزمتك
ويسلم فُراتك والشجر
وكل خطوة ف سكتك
يدخل أغا في إهاب ابن البلد الذي يحتفي بالصنايعية والشغيلة من أصحاب المهن التي لا تجد لها في أبيات الشعراء مكانا إلا نادرا، ومنهم "السباك" في أغنيته "الأسطى سعيد" ثم "السائق" في أغنيته "حبيبي واد سواق"، بل يثني كذلك على مساعد أو صبي الأسطى في قطعته الزجلية المأخوذة من الواقع وعنوانها "الواد بطاطا"، غير أنه من خلال تناوله لتلك المهن يعول على المهارة في الصنعة، والالتزام الأخلاقي والديني والرياضي، والاهتمام بالتعليم واستكمال مسيرته ابتداءً من محو الأمية ووصولا إلى الكلية ومرورًا بالمراحل التعليمية الأخرى:
ستة والتانية بقى متعلم
كل زمايله عليه بتتكلم
واحتراماته علينا دا واجب
حتى الأسطى بيه بيتعاجب
بيعامله على أنه معلم
تقف "رباعيات بسبسة" خير شاهد على خفة روح ودم الشاعر أحمد رشاد أغا الذي تعامل عبر الرمزية في القطة بسبسة التي تنوب عن الأنثى، ولم يكن هناك ما يدعو لذلك من محاذير سياسية أو تقاليد مرعية لاستخدام الرمز سوى خطف الشاعر للقارئ ببراعة ليدخله في منطقة جذبه وانتشاله من القلق الحياتي اليومي والواقع المثقل بالهموم، وفي نفس الوقت استعراض مهارة أغا في الكتابة والفكاهة معا.
إن إنتاج الشاعر أحمد أغا بما حواه من قصائد وأغنيات تدور حول موضوعات عديدة تمثل الخطوط العريضة للموقف الفكري الذي يتبناه، والذي يمثل انحيازه ككاتب لهذا النوع من الشعر والزجل النابع من انحيازه للشعب الذي جاء منه ويحبه، ووطنيته التي تتبدى في مواقفه وأعماله، كما تأتي أبيات قصائده محملة بروحه التي تحلق في أجواء الأمل والفرحة والبهجة والألوان الزاهية المشرقة، والعين التي تبصر النور في نهاية النفق، والروح المرحة التي تتخلل ألفاظه وموضوعاته والتي تحمل دوما خلاصات تجاربه في عالم الشعر والزجل وبضعة من نفسه.
ولهذا فهو لا يغامر بالتجديد في البناء وإن تجددت قصائده في المضمون وهو ما جعل له مكانته في قلوب من تعودوا إبداعه، فلم ينحُ نحو بعض الشعراء الذين يميلون إلى إرهاق القارئ بالرمزيات والغموض، غير أن أبيات قصائده حافلة بالدهشة خاصة فيما يتعلق بالقصائد السياسية ومنها "ألطف بينا" من ديوان أحلام إنسان بسيط وغيرها من قصائد دواوينه.
أصدر الشاعر أحمد أغا خلال مسيرته الإبداعية عددًا من الدواوين التي بلغت ستة، بدأها بديوان: "السويس في عيوني" عام 1993م، وفي عام 1997م أصدر الديوان الثاني: "ياما في الجراب"، تلاهما ديوانه الثالث: "الناس قلوبها اتغيرت" في عام 2001م، وفي عام 2005م كان ديوانه الرابع: "بستان الأرانب" وهو عمل مسرحي موجه للأطفال، وفي عام 2006م أصدر ديوانه الخامس: "أحلام إنسان بسيط"، واختتمها بديوانه السادس: "ليلة الرؤية عمل درامي" في عام 2012م، وله أعمال مخطوطة لم تصدر بعد.
إن مسيرة وإبداع الشاعر الكبير أحمد رشاد أغا مثال جيد للشاب المصري والعربي في كل مكان فحواها ومبناها ومعناها: أنه رجل حمل السلاح دفاعًا عن الوطن غير أنه لم يكفر بالكلمة التي جعل منها سلاحا موازيا للزود عنه، كما أن الوطنية تنبت محلية وتترعرع قومية عربية، وأن الكلمة سلاح فعال لا ينتهي دوره في حرب أو سلم كأداة من أدوات البناء وبث الأمل في ربوع النفوس المشرئبة لغدٍ أفضل تتحرر فيه الأرض، ويندحر العدو الغاصب عنها، ليعم الفرح.