...... وبينما تشق سيارة التاكسي طريقها ببطء وسط زحام السيارات ، رأيت من خلال زجاج النافذة في الجهة اليمنى من الشارع "أحمد الجايجي" وهو يقف كالعادة خلف عربته منتشياً يصب بحركاته الأستعراضية المعروفة الشاي والماء الساخن والسكر في الأكواب ويوزعها بخفة بين زبائنه الملتفين حول العربة, ولمحت إلى جوار عربته "ستار القصاب" وهو يحرك يديه في جميع الاتجاهات بعصبية موبخاً صبياً يعمل عنده في الدكان, وليس بعيداً عنهما رأيت أبو أحمد بلحيته البيضاء وحاجبيه الكثين ووجهه الكبير المدور الذي طغت على ملامحه سحنة الحزن منذ أن فقد ولديه الاثنين في الحرب مع إيران وهو يفترش الارض عارضاً بعض العدد والأسلاك والحاجات المنزلية القديمة, ورأيت آخرين دون أن يروني. فارقتهم جميعاً بلا وداع كي لا أزيد على همي هماً..
وفِي هذه اللحظة وجدتهم جميعاً أفضل مني حالاً وأكثر قناعة لامتلاكهم مِهَنةً يكسبون منها قوت أيامهم ويراوحون بفضلها عند الحد الفاصل بين الحياة والموت، إلا أنا أسبح مع وثائق التخرج من الجامعة والثانوية في بحور البطالة كل يوم .
وفِي هذه اللحظة وجدتهم جميعاً أفضل مني حالاً وأكثر قناعة لامتلاكهم مِهَنةً يكسبون منها قوت أيامهم ويراوحون بفضلها عند الحد الفاصل بين الحياة والموت، إلا أنا أسبح مع وثائق التخرج من الجامعة والثانوية في بحور البطالة كل يوم .