للشعر عرس أيضا.. اطلقوا فيه سراح الشعراء -- ورد لأشرف فياض وبشير عاني وآخرون

ما نشاهده هنا والآن في هذه الأوطان من محاكمات للرأي وحد من حرية التعبير ومحاصرة للابداع واغتيال للشعراء، عاشته الدول المتقدمة منذ قرون طويلة في أحلك عهودها، وأضحى خبرا وحديثا من سوالف الزمان، وكأن أنظمتنا اللقيطة الطاعنة في الفساد والظلم والقطيعة والإستبداد أدركتها اليقظة المتأخرة لتخليص العالم من الدنس والرجس والرذيلة، واراحة هذه الارض غير السعيدة من أحلامنا ومن لغونا ومن دمنا وأشعارنا.. وكنسنا منها، لتهيمن الرشوة، وتنتشر الأوبئة، ويخيم الجهل والقهر والأمية، ويسود المد الأصولي الرجعي، وتتم سرقة المال العام واستغفال الشعوب، وتجويع العباد، وقهر المواطنين وتكميم افواههم، واثقال كاهلهم بالضرائب والغلاء، وتجويعهم وسرقتهم وابتزازهم وسحقهم وتهجيرهم وسجنهم حتى لن يبقى لكائن صوت يهجس، وظل يتحرك، ووجود يختال، وضمير ينتفض..
ان يتم سجن المبدعين من اجل مقطع في قصيدة او صفحة في رواية او محاولة تقطيع اوصال مقال واخضاعه عنوة لسرير بروكست، او نقع الصفحات في سائل الوشاية والنميمة فتلك نهاية النهايات، وكان تاريخنا الطويل الحافل ببعض المسرات، لم يشاهد إخوان الصفا وفرق المعتزلة واهل الكلام والفلاسفة والمحدثين، ورواة الملاحم الأزلية وأساطير الأولين والقصص الغريبة، وقصاصي البصرة، ونحاة الكوفة، والشعراء الإباحيين والصعاليك والحشاشين والعاشقين وأهل الهوى والزنادقة والملاحدة، والشيوخ والفقهاء المقتحمين للمحرمات من مؤلفي المصنفات الشهيرة في الشهوة والباه والجمال، وكأن هذا التاريخ الخؤون الحرون لم يشهد أيضا وأيضا على حضور امرأة مثقفة فوق العادة تمتهن متعة الحكي، تخوض في شؤون الجنس والرغبة والغواية وتقص أحسن القصص من اجل إطالة عمرها وعمر بنات جنسها..
نتمنى صادقين من أعلى هذا المنبر التحرري أن يعود الوشاة الى حلمهم، ويرجع السادة القضاة الى رشدهم، ويتم إطلاق سراح جميع الشعراء والمبدعين، اذا أردنا حقا خلق مجتمع متقدم حر كريم وكامل المواطنة

طوبى للشعراء بيومهم العالمي
هنيئا لشعراء العالم بأشعارهم
ماذا لو كانت أشعار هذا اليوم العالمي مهداة لروح الشهيد الشاعر بشير العاني واحمد ناجي وأشرف فياض

نقوس المهدي
صورة مفقودة


صورة مفقودة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...