كتب - جعفر الديري
قال الباحث الدكتور منصور محمد سرحان ان الأعوام الأولى من الألفية الثالثة من العام 2000 وحتى 2004 الفترة الذهبية في عمر الصحافة في مملكة البحرين.
وأضاف د. سرحان –خلال محاضرته الثلثاء 14 ديسمبر كانون الأول 2004 في الملتقى الثقافي الأهلي حول البدايات الأولى للصحافة المحلية ومراحل تطورها: ان مملكة البحرين على امتداد تاريخها الثقافي لم تشهد فترة نماء وازدها في الصحف والمجلات المتنوعة كما وكيفا كما شهدته الأعوام الخمسة الأولى من القرن الجاري. بل أن هذه الفترة رغم قصر مدتها تعد من أغنى فترات اصدار الصحف في البحرين وأكثرها تألقا. فقد صدرت خلالها 5 صحف و27 مجلة، وهذا ما لم نشهده في أي عقد من عقود الصحافة في البحرين.
وتابع د.سرحان: تعد البحرين في طليعة الدول الخليجية من حيث اصدار الصحف وتجمع المصادر المحلية والخليجية الموثقة على ذلك فقد شهدت البلاد اصدار أول صحيفة في العام 1939 على يد عبدالله الزايد أطلق عليها اسم "جريدة البحرين" وحدث أن ازدهرت الصحافة في البحرين ابان خمسينات القرن العشرين حين كان التوجه القومي ومقارعة الاستعمار السمة الغالبة على تلك الصحف. وقد مرّت الصحافة المحلية بحركة مد وجزر طوال عهد الحماية البريطانية وحتى عهد الاستقلال، اذ توقف بعضها لأسباب فنية أو مادية وأجبر بعضها على التوقف من قبل السلطة الاستعمارية حينذاك الا ان قافلة الصحافة استمرت في سيرها على رغم الصعاب التي اعترضتها.
وحول الأسباب التي مهدت لنشأة الصحافة في البحرين في وقت مبكر من القرن العشرين في العام 1939 ، قال د.سرحان: أولى هذه العوامل هي بروز المؤسسات التعليمية والثقافية، ويعد التعليم أبرز عناصر الصحافة في البحرين فقد أوجد انتشار التعليم بين الأهالي وجود طبقة متعلمة طالبت بوجود المكتبات والأندية وتوفير الصحف والمجلات وعندما صدرت "جريدة البحرين" في العام 1939 كانت الأرضية مهيئة لانتشارها فقد تخرج العديد من الطلبة من المرحلة الابتدائية من المدارس الحكومية والأهلية والخاصة وكذلك الأندية التي ساهمت في التمهيد لنشاة الصحافة في البحرين من خلال توفيرها مناخا ثقافيا جعلها قبلة المتعلمين في الفترة من العام 1913 وحتى العام 1939 وهو عام اصدار أول صحيفة في البلاد كما لعبت المكتبات الخاصة والتجارية دورا مهما في تعريف المواطن البحريني بالصحف التي تصدر في الوطن العربي ومن بين أهم المكتبات الخاصة مكتبة الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة.
وتابع قائلا: أما العامل الثاني فهو مساهمة أبناء البحرين في الكتابة في الصحافة العربية في وقت مبكر ويمكن ادراك هذه المساهمة من خلال مراسلة أبناء البحرين لمجلتي (المقتطف) و (المنار) في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. واتسمت تلك المراسلات بطرح أسئلة متنوعة تتعلق معظمها بالشئون الدينية والحياة الاجتماعية، أما العامل الثالث فطلب بعض المجلات العربية استكتاب ابراهيم العريض فقد ساهم أديب البحرين الكبير بقلمه في العديد من المجلات العربية التي كانت تصدر في فترات مختلفة من القرن العشرين مما دفع بالكثير من أبناء البحرين وخصوصا الطبقة المثقفة آنذاك الى محاولة الاشتراك في المجلات التي كان يكتب فيها العريض أو محاولة الاطلاع عليها من مكتبته اذ كان يسمح للجميع بالاستفادة من مقتنيات مكتبته الخاصة وقد بلغ عدد أنواع الصحف التي ضمت مقالاته وقصائده ودراساته 46 صحيفة".
وعدد المحاضر المراحل الزمنية التي عبرتها الصحافة في البحرين، بالقول: لقد بدأ تاريخ اصدار الصحف المحلية في نهاية عقد الثلاثينات من القرن العشرين حين أصدر عبدالله الزايد (جريدة البحرين) وتعد أول صحيفة اسبوعية تصدر في الخليج وقد أراد الزائد من صحيفته أن تكون منبرا حرا لخدمة البحرين ومنطقة الخليج العربي فاهتم بشئون البلاد المحلية وبالحياة الثقافية والأدبية، أما المرحلة الثانية فكان عقد الخمسينات والذي يعتبر نقطة تحول في تاريخ الصحافة المحلية التي ازدهرت بشكل أصبحت فيه البحرين مرتكزا للثقافة في منطقة الخليج العربي وقد اتسمت صحافة الخمسينات في معظمها ببث الوعي القومي بين المواطنين وقد لعبت صحف الخمسينات وخصوصا القافلة، الوطن، الميزان وحتى الشعلة التي صدر عدد واحد منها دورا بارزا في مقاومة الاستعمار والاشادة بالوعي القومي وانتقاد الأوضاع السياسية التي تعيشها البلاد تحت الحماية البريطانية بصورة مستمرة. أما المرحلة الثالثة فكانت مرحلة السينات والتي تعد فترة الانبعاث من جديد لمحاولة اصدار صحف يومية ومجلات دورية وقد حاول المردي فيها اصدار أول صحيفة يومية (جريدة أضواء الخليج) أما المرحلة الرابعة والتي تعتبر البداية الحقيقية لاصدار الصحف المتنوعة في البحرين فهي فترة السبعينات والتي صدرت فيها ثلاث صحف و17 مجلة وكان صدور صحيفة أخبار الخليج على يد محمود المردي أهم حدث في تاريخ الصحافة البحرينية.
صحيفة الوسط السبت 18 ديسمبر 2004
قال الباحث الدكتور منصور محمد سرحان ان الأعوام الأولى من الألفية الثالثة من العام 2000 وحتى 2004 الفترة الذهبية في عمر الصحافة في مملكة البحرين.
وأضاف د. سرحان –خلال محاضرته الثلثاء 14 ديسمبر كانون الأول 2004 في الملتقى الثقافي الأهلي حول البدايات الأولى للصحافة المحلية ومراحل تطورها: ان مملكة البحرين على امتداد تاريخها الثقافي لم تشهد فترة نماء وازدها في الصحف والمجلات المتنوعة كما وكيفا كما شهدته الأعوام الخمسة الأولى من القرن الجاري. بل أن هذه الفترة رغم قصر مدتها تعد من أغنى فترات اصدار الصحف في البحرين وأكثرها تألقا. فقد صدرت خلالها 5 صحف و27 مجلة، وهذا ما لم نشهده في أي عقد من عقود الصحافة في البحرين.
وتابع د.سرحان: تعد البحرين في طليعة الدول الخليجية من حيث اصدار الصحف وتجمع المصادر المحلية والخليجية الموثقة على ذلك فقد شهدت البلاد اصدار أول صحيفة في العام 1939 على يد عبدالله الزايد أطلق عليها اسم "جريدة البحرين" وحدث أن ازدهرت الصحافة في البحرين ابان خمسينات القرن العشرين حين كان التوجه القومي ومقارعة الاستعمار السمة الغالبة على تلك الصحف. وقد مرّت الصحافة المحلية بحركة مد وجزر طوال عهد الحماية البريطانية وحتى عهد الاستقلال، اذ توقف بعضها لأسباب فنية أو مادية وأجبر بعضها على التوقف من قبل السلطة الاستعمارية حينذاك الا ان قافلة الصحافة استمرت في سيرها على رغم الصعاب التي اعترضتها.
وحول الأسباب التي مهدت لنشأة الصحافة في البحرين في وقت مبكر من القرن العشرين في العام 1939 ، قال د.سرحان: أولى هذه العوامل هي بروز المؤسسات التعليمية والثقافية، ويعد التعليم أبرز عناصر الصحافة في البحرين فقد أوجد انتشار التعليم بين الأهالي وجود طبقة متعلمة طالبت بوجود المكتبات والأندية وتوفير الصحف والمجلات وعندما صدرت "جريدة البحرين" في العام 1939 كانت الأرضية مهيئة لانتشارها فقد تخرج العديد من الطلبة من المرحلة الابتدائية من المدارس الحكومية والأهلية والخاصة وكذلك الأندية التي ساهمت في التمهيد لنشاة الصحافة في البحرين من خلال توفيرها مناخا ثقافيا جعلها قبلة المتعلمين في الفترة من العام 1913 وحتى العام 1939 وهو عام اصدار أول صحيفة في البلاد كما لعبت المكتبات الخاصة والتجارية دورا مهما في تعريف المواطن البحريني بالصحف التي تصدر في الوطن العربي ومن بين أهم المكتبات الخاصة مكتبة الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة.
وتابع قائلا: أما العامل الثاني فهو مساهمة أبناء البحرين في الكتابة في الصحافة العربية في وقت مبكر ويمكن ادراك هذه المساهمة من خلال مراسلة أبناء البحرين لمجلتي (المقتطف) و (المنار) في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. واتسمت تلك المراسلات بطرح أسئلة متنوعة تتعلق معظمها بالشئون الدينية والحياة الاجتماعية، أما العامل الثالث فطلب بعض المجلات العربية استكتاب ابراهيم العريض فقد ساهم أديب البحرين الكبير بقلمه في العديد من المجلات العربية التي كانت تصدر في فترات مختلفة من القرن العشرين مما دفع بالكثير من أبناء البحرين وخصوصا الطبقة المثقفة آنذاك الى محاولة الاشتراك في المجلات التي كان يكتب فيها العريض أو محاولة الاطلاع عليها من مكتبته اذ كان يسمح للجميع بالاستفادة من مقتنيات مكتبته الخاصة وقد بلغ عدد أنواع الصحف التي ضمت مقالاته وقصائده ودراساته 46 صحيفة".
وعدد المحاضر المراحل الزمنية التي عبرتها الصحافة في البحرين، بالقول: لقد بدأ تاريخ اصدار الصحف المحلية في نهاية عقد الثلاثينات من القرن العشرين حين أصدر عبدالله الزايد (جريدة البحرين) وتعد أول صحيفة اسبوعية تصدر في الخليج وقد أراد الزائد من صحيفته أن تكون منبرا حرا لخدمة البحرين ومنطقة الخليج العربي فاهتم بشئون البلاد المحلية وبالحياة الثقافية والأدبية، أما المرحلة الثانية فكان عقد الخمسينات والذي يعتبر نقطة تحول في تاريخ الصحافة المحلية التي ازدهرت بشكل أصبحت فيه البحرين مرتكزا للثقافة في منطقة الخليج العربي وقد اتسمت صحافة الخمسينات في معظمها ببث الوعي القومي بين المواطنين وقد لعبت صحف الخمسينات وخصوصا القافلة، الوطن، الميزان وحتى الشعلة التي صدر عدد واحد منها دورا بارزا في مقاومة الاستعمار والاشادة بالوعي القومي وانتقاد الأوضاع السياسية التي تعيشها البلاد تحت الحماية البريطانية بصورة مستمرة. أما المرحلة الثالثة فكانت مرحلة السينات والتي تعد فترة الانبعاث من جديد لمحاولة اصدار صحف يومية ومجلات دورية وقد حاول المردي فيها اصدار أول صحيفة يومية (جريدة أضواء الخليج) أما المرحلة الرابعة والتي تعتبر البداية الحقيقية لاصدار الصحف المتنوعة في البحرين فهي فترة السبعينات والتي صدرت فيها ثلاث صحف و17 مجلة وكان صدور صحيفة أخبار الخليج على يد محمود المردي أهم حدث في تاريخ الصحافة البحرينية.
صحيفة الوسط السبت 18 ديسمبر 2004