كانت طفلة لا تعي سوى ما حولهـا، تستقي من الحيـاة كل ما تحب، ترى الأشياء بعيني والديّها، تنمو وتبدأ الألوان التي تعودت على رؤيتها تتبدل من حولها، تبهتُ كلما نمت أكثر، كلما اختلفت الحياة أكثر. إزداد فى نظرها الفارق بين ما كانت فيه و بين ما تراه.
و اليوم تطل من نافذتها وهى تحمل على عاتقها عدداً كبيراً من السنوات، تتأمل ما يجري خارجا. لا تكاد تصدق أن هذا الموج يبتلع كل ما حوله ولا أحد يعترض، فتقوم مُسرعةً بغلق تلك النافذة، لأنها تكاد ترى أشخاصاً ما كانوا هم يوماً، الوجوه كما هى، أما الأجسـاد فخاوية. تتأمل نفسها سريعاً وتتفقد روحها، وقلبها الذى يعلو ويهبط كيفما تهبُ الرياح، خائفةً من أن تعصف بكل ما هو يحمل معانٍ جميلة نمت بداخلها قد نشأت عليها. في نظرات مترددة، و قلقٌ شديد، تُلقي نظره خاطفة على أرفف غرفتها، حتى يأخذها عقلها إلى تلك الكلمات التي هي على إيمانٍ تامٍ بها، فتحاول زراعتها هنـا وهنـاك، لكنها تتساءل "تُرى ما هو نصيبى منها؟، هل يمكن أن أكون ممن يبتلعه الموج، عوضاً عن أن أكون يوماً يداً للإنقـاذ؟!"
المحطة
تكتفى بالهَامش و مراقبة الأشياء و الأشخاص دون أن تمد يدها، هكذا ستكون متصالحَة مع ذاكرتها أكثر. تعتقد انها المؤقتة بين الدائمين... عابرة السبيل التى تجدها هنا و هناك.
المؤقتة التى لا تقترب حد التمسك، و لا تبتعد حد الفراق.
تجدها فى "الوسط"... تتأمل فكرة وجودها بين أفراد لا تعلم حقيقة وجودهم حولها.
عندما تتحدث تجدها تصف نفسها دائما بال"مؤقتة" بين الجميع... المؤقتة التى يلجأون إليها... فقط لأنهم لا يستطيعون أن يكونوا "وحدهم" لبرهة من الوقت، و عند عودة "الدائم" و رجوعه إلى حياتهم... يبعدونها عن الساحه... لكن و بشكل "مؤقت" يتم نسيان وجودها... و نتيجة لذلك تعلمت أن تحترم مسافاتها بين هذا و ذاك. تعلمت حتى أدركت أنه لا يجب أن تترك فرصة لأحد أن يستغل وقتها من أجل إرضاء وحدتهم ال"مؤقتة"، بينما لم يلحظ أحد وحدتها ال"دائمة". كانت تقول "أنا و ال"محطة" سواء ... نستقبل فيها هذا و نودع منها هؤلاء". أفكارها لم تتوقف حتى أصابتها "اللامبالاه".
لم تكترث لبقاء أحد أو رحيل أحد.
تأقلمت مع فكرة ال"محطة".
حتى أدركت أنه لن يصيبها يوما شعورا بالفقدان أو ألم الرحيل.
و اليوم تطل من نافذتها وهى تحمل على عاتقها عدداً كبيراً من السنوات، تتأمل ما يجري خارجا. لا تكاد تصدق أن هذا الموج يبتلع كل ما حوله ولا أحد يعترض، فتقوم مُسرعةً بغلق تلك النافذة، لأنها تكاد ترى أشخاصاً ما كانوا هم يوماً، الوجوه كما هى، أما الأجسـاد فخاوية. تتأمل نفسها سريعاً وتتفقد روحها، وقلبها الذى يعلو ويهبط كيفما تهبُ الرياح، خائفةً من أن تعصف بكل ما هو يحمل معانٍ جميلة نمت بداخلها قد نشأت عليها. في نظرات مترددة، و قلقٌ شديد، تُلقي نظره خاطفة على أرفف غرفتها، حتى يأخذها عقلها إلى تلك الكلمات التي هي على إيمانٍ تامٍ بها، فتحاول زراعتها هنـا وهنـاك، لكنها تتساءل "تُرى ما هو نصيبى منها؟، هل يمكن أن أكون ممن يبتلعه الموج، عوضاً عن أن أكون يوماً يداً للإنقـاذ؟!"
المحطة
تكتفى بالهَامش و مراقبة الأشياء و الأشخاص دون أن تمد يدها، هكذا ستكون متصالحَة مع ذاكرتها أكثر. تعتقد انها المؤقتة بين الدائمين... عابرة السبيل التى تجدها هنا و هناك.
المؤقتة التى لا تقترب حد التمسك، و لا تبتعد حد الفراق.
تجدها فى "الوسط"... تتأمل فكرة وجودها بين أفراد لا تعلم حقيقة وجودهم حولها.
عندما تتحدث تجدها تصف نفسها دائما بال"مؤقتة" بين الجميع... المؤقتة التى يلجأون إليها... فقط لأنهم لا يستطيعون أن يكونوا "وحدهم" لبرهة من الوقت، و عند عودة "الدائم" و رجوعه إلى حياتهم... يبعدونها عن الساحه... لكن و بشكل "مؤقت" يتم نسيان وجودها... و نتيجة لذلك تعلمت أن تحترم مسافاتها بين هذا و ذاك. تعلمت حتى أدركت أنه لا يجب أن تترك فرصة لأحد أن يستغل وقتها من أجل إرضاء وحدتهم ال"مؤقتة"، بينما لم يلحظ أحد وحدتها ال"دائمة". كانت تقول "أنا و ال"محطة" سواء ... نستقبل فيها هذا و نودع منها هؤلاء". أفكارها لم تتوقف حتى أصابتها "اللامبالاه".
لم تكترث لبقاء أحد أو رحيل أحد.
تأقلمت مع فكرة ال"محطة".
حتى أدركت أنه لن يصيبها يوما شعورا بالفقدان أو ألم الرحيل.
د. احمد الباسوسي
د. احمد الباسوسي ist bei Facebook. Tritt Facebook bei, um dich mit د. احمد الباسوسي und anderen Nutzern, die du kennst, zu vernetzen. Facebook gibt Menschen die Möglichkeit, Inhalte zu teilen und...
www.facebook.com