نزار ود الصول - بت العشا.. قصة قصيرة

لا احد يعلم من أين جاءت بت العشا . وكيف ومتي أصبحت من قاطني هذا الحي .
صديقي يقول بأنها جاءت هاربة من بلاد بعيدة مع ود الفيندو من قدامي سائقي اللواري ... العركي صاحب الدكان يدعي أن والدتها كانت كجورية في الصعيد وأنجبتها سرا من صقير الجو ضارب الزار المشهور وخبأتها هنا لدي المرحومة رجبية التي كانت تعمل في بار الخواجة في ذلك الزمان ..
غالبية اهل الحي يتفقون حول شيء واحد ...
... ان بت العشا إمرأة مثيرة للجدل وكل حركاتها وسكناتها تستحق هذا القدر الكبير من الهمس والإشاعات التي تحوم حولها .
ولما كان صديقي يهتم كثيرا بالحديث حولها وعن أخبارها ويتباهي بكونه يمتلك مفاتيح أسرارها طلبت منه أن يحدثني عن بت العشا .
قال لي :
- بت العشا كانت أول إمرأة تقطع الطريق امام عمال المصانع نهاية الأسبوع لتنهبهم عنوة وقسرا
- وأول إمرأة تدخل غابة الطلح وتعود وعلي كتفها كُتل حطب الطلح والشاو
- وأول إمرأة تحترف الصيد والقنيص وتدخل أوكار ( الأصلة) .
- وأول إمرأة تقوم بإنزال الراية في الأندايات وتحتسي كل انواع الخمور البلدية والمستوردة .....
وذات صباح سأل أهل الحي عن الصرخة التي سمعوها قبيل صلاة الفجر ...
ولما كان صديقي هو الشخص الوحيد الذي يعلم عن نيتي في الذهاب الي منزل بت العشا لسؤالها عن ماضيها قال لي والضحك يملأ شدقيه :
- بت العشا أول إمرأة تغتصب رجلا

نزار ود الصول
أعلى