ما توشكون على قراءته; ربما يكون اعترافا بالخطأ الذي ارتكبته. ومع أنني ظللت أهرب طيلة سنوات من هذه اللحظة; وأنا أعيش وهم النسيان; لكن بعض الأمور في الآونة الأخيرة يبدو أنها بدأت تفلت مني.
في لحظة; وأنت متنازع بين الحقيقة والوهم; وتلك القوى الخفية تشل حركتك; و تطبق على حنجرتك; ومع وذلك الألم الرهيب الذي ينتزع أحشائك ويقطع أوصالك; لا مجال للمناورة أو اختلاق الأعذار. فأنت حينها تكون مسيرا لا مخير. وأنا قطعت شوطا في درب الخوف.
أبدو في حال يرثى لها; وأنا أقف هذا الموقف; فؤادي فارغ من أي محتوى; وستائر نفسي ملطخة بالبقع.
كل ما أعرفه أنني في هذه اللحظة بت مستعدا للطيران. لقد كنت جبانا فيما مضى; تركتها تحلق وحيدة; أما اليوم; وقد تكشفت الحقيقة حتى بدت عارية تماما. لا مفر; إما أن ألحق بها أو أموت.
وهل كنت عائشا أصلا؟
لقد عشت في قوقعتي شبه ميت. أفزع من نومي بعد منتصف الليل; أركض لمخدع أمي; فتصدني تلك النظرة الباردة. أما أبي; فكان يكتفي بجملة مقتضبة حفطتها عن ظهر قلب: أغرب عن وجهي.
ألملم بعض خاطري المكسور; أحشر نفسي في السرير; أتلفع خوفي; وأفترش البلل. كبرت; وبلغت هواجسي ذروتها; بعد نزاع طويل ذهبت لزيارة أمي وكانت تحتضر; لم يعد من داع للخوف; لحظة الفراق ستبوح الأرواح بكل شيء. كنت أدرك أنها تعلم; لكنها فضلت الصمت; بينما كنت قد اخترت طريقي من قبل. طريق الخوف. السير والتوغل فيه يفضي إلى ما أنا فيه الآن; وأنا قطعت شوطا. كنت خفيفا كريشة; وفارغا كفقاعة. فقاعة خوف لا محالة ستنفجر مع قول( هس). هل لي أن أنعم ببعض الخلود؟ وهذا ما أصبو إليه وأنا أقف فوق هواجسي.
لقد ظلت روح شقيقتي الصغرى تطاردني ; وأنا ما أنفك أحاول الهروب منها بشتى السبل; حتى اهتديت أخيرا إلى حل. لكن يبدو أنه لا يروق لها; ما أن أضع حمولي وأخلد للنوم حتى تنقزني بسبابتها الرقيقة في خاصرتي; وأجدها واقفة فوق رأسي; تحدق فيّ بعين باكية: سأخبر أمي بما فعلت. وحين أهم باسكاتها أجدني أكتم أنفاسي; فأصحو مفزوعا. اليوم سأضع حدا لكل ذلك.. هنا في ذات المكان المرتفع المطل على الهوة السحيقة; وتلك الصخرة الملساء التي تنتظر بالأسفل فاردة ذراعيها لإحتضاني كما احتضنت شقيقتي الصغري. سأفرد جناح الخوف وأطير; لا أحد يمكنه مقاومة كل ذلك الإغراء. حين تحلق الطائرة الورقية وتشد الخيط في يدك لابد أن تتبعها وهذا بالضبط ما كنت أقوله لشقيقتي الصغرى وأنا أدربها على الطيران.
كنت شقيا بالفعل. لكنني أحببتها من كل قلبي; أحببتها لدرجة أنني طيرتها كبالون في الهواء حتى تمسك نجمتها المفضلة.
همت أمي بقول شيء; حين وضعت كفي على فمها; وظللت أضغط بقوة حتى شعرت بأنفاسها باردة تحت كفي. لكن عيونها قالت كل شيء. فضحت كل شيء وبفظاظة عين أبي.
كانت تعلم; وكان عليّ اسكات مخاوفي للأبد.
في لحظة; وأنت متنازع بين الحقيقة والوهم; وتلك القوى الخفية تشل حركتك; و تطبق على حنجرتك; ومع وذلك الألم الرهيب الذي ينتزع أحشائك ويقطع أوصالك; لا مجال للمناورة أو اختلاق الأعذار. فأنت حينها تكون مسيرا لا مخير. وأنا قطعت شوطا في درب الخوف.
أبدو في حال يرثى لها; وأنا أقف هذا الموقف; فؤادي فارغ من أي محتوى; وستائر نفسي ملطخة بالبقع.
كل ما أعرفه أنني في هذه اللحظة بت مستعدا للطيران. لقد كنت جبانا فيما مضى; تركتها تحلق وحيدة; أما اليوم; وقد تكشفت الحقيقة حتى بدت عارية تماما. لا مفر; إما أن ألحق بها أو أموت.
وهل كنت عائشا أصلا؟
لقد عشت في قوقعتي شبه ميت. أفزع من نومي بعد منتصف الليل; أركض لمخدع أمي; فتصدني تلك النظرة الباردة. أما أبي; فكان يكتفي بجملة مقتضبة حفطتها عن ظهر قلب: أغرب عن وجهي.
ألملم بعض خاطري المكسور; أحشر نفسي في السرير; أتلفع خوفي; وأفترش البلل. كبرت; وبلغت هواجسي ذروتها; بعد نزاع طويل ذهبت لزيارة أمي وكانت تحتضر; لم يعد من داع للخوف; لحظة الفراق ستبوح الأرواح بكل شيء. كنت أدرك أنها تعلم; لكنها فضلت الصمت; بينما كنت قد اخترت طريقي من قبل. طريق الخوف. السير والتوغل فيه يفضي إلى ما أنا فيه الآن; وأنا قطعت شوطا. كنت خفيفا كريشة; وفارغا كفقاعة. فقاعة خوف لا محالة ستنفجر مع قول( هس). هل لي أن أنعم ببعض الخلود؟ وهذا ما أصبو إليه وأنا أقف فوق هواجسي.
لقد ظلت روح شقيقتي الصغرى تطاردني ; وأنا ما أنفك أحاول الهروب منها بشتى السبل; حتى اهتديت أخيرا إلى حل. لكن يبدو أنه لا يروق لها; ما أن أضع حمولي وأخلد للنوم حتى تنقزني بسبابتها الرقيقة في خاصرتي; وأجدها واقفة فوق رأسي; تحدق فيّ بعين باكية: سأخبر أمي بما فعلت. وحين أهم باسكاتها أجدني أكتم أنفاسي; فأصحو مفزوعا. اليوم سأضع حدا لكل ذلك.. هنا في ذات المكان المرتفع المطل على الهوة السحيقة; وتلك الصخرة الملساء التي تنتظر بالأسفل فاردة ذراعيها لإحتضاني كما احتضنت شقيقتي الصغري. سأفرد جناح الخوف وأطير; لا أحد يمكنه مقاومة كل ذلك الإغراء. حين تحلق الطائرة الورقية وتشد الخيط في يدك لابد أن تتبعها وهذا بالضبط ما كنت أقوله لشقيقتي الصغرى وأنا أدربها على الطيران.
كنت شقيا بالفعل. لكنني أحببتها من كل قلبي; أحببتها لدرجة أنني طيرتها كبالون في الهواء حتى تمسك نجمتها المفضلة.
همت أمي بقول شيء; حين وضعت كفي على فمها; وظللت أضغط بقوة حتى شعرت بأنفاسها باردة تحت كفي. لكن عيونها قالت كل شيء. فضحت كل شيء وبفظاظة عين أبي.
كانت تعلم; وكان عليّ اسكات مخاوفي للأبد.