صفاء الليثى - لماذا لا تحتاج النساء إلى الفياجرا.. قصة قصيرة

“ والحافظين فروجهم والحافظات”.

الرجال فى بلدى يُسقطون النصف الأول من الآية الكريمة، مطالبين النساء فقط بحفظ فروجهن، والنساء من باب الاحتياط -أو بحكم التعود- يحفظن فروجهن، ليس فقط على الغرباء، بل أيضا على أزواجهن.

كل ليلة بعد أن يعود الرجل من سهرة تبادل فيها نكاتا فاحشة أو حكاوى كاذبة عن مغامراته -الخيالية فى الواقع- يضع يده بين فخذى الزوجة المضمومين –بحكم التربية– محاولا فتح فرجها وهى نصف نائمة، فى الأغلب ستضم ساقيها أكثر وتقول بين اليقظة والمنام “أنا تعبانة، سيبنى أنام”. وهى لا تدعى التعب، بل هى متعبة بالفعل من أعمال المنزل ومن ملاحقة الأولاد والبنات لينتهوا من عمل الواجب المدرسى، لتضع لهم طعام العشاء وتهيأ لهم جو النوم الذى يغالبها وتغالبه وهاهى تتوسل له أن يتركها تنام لأنها متعبة.

فى الصباح ستدق ساعتها البيولوجية فتصحو لتعد الفطور والسندوتشات للأولاد، تراجع الحقائب والأقلام وسط شجار هامس، فحيح دائر بينها وبين الوحوش الصغيرة حتى لا يقلقوا نوم الزوج الذى يغط الآن فى نوم عميق، وعندما تغلق الباب خلفهم تسقط على أقرب مقعد مباعدة بين الساقين فى نوبة نوم مفاجئة وساقيها منفرجتان غير منتبهة لحفظ فرجها.

هناك احتمالان، الأول أن يستيقظ الزوج ويسألها فى غلظة “انت قاعدة كده ليه” شاعرا بانعدام أدبها لهذه الجلسة المريعة، والاحتمال الثانى أن تنام حالمة بنفسها صغيرة مدللة من أمها، أو معنفة من جدتها “لمى رجليكى” ستبتسم فى نومها ابتسامة لن تطول فصوت القسم “أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصا لجمهورية مصر العربية” وتحية الصباح على طبول المدرسة القريبة من البيت ستوقظها من غفوتها، تبكى فى قهر متمنية أن تموت وتستريح، ولكنها تنهض لتخرج صفيحة “الزبالة” وتتردد قبل أن تعود إلى المطبخ لبدء إعداد طعام الغداء تتركه على نار هادئة، تجمع شعرها خلف حجاب جاهز “بونيه للشعر” هربا من تمشيطه، وفى الطريق إلى العمل الذى ستوقع فيه على كشف الحضور فقط، ثم تعود لتلحق الطعام قبل أن يحترق. فى الطريق ستدندن لنفسها لحنا تشد به عزيمتها، وتتسع ابتسامتها لذلك العجوز الذى تقابله كل يوم ويغازلها بكلمات لا تسمعها.

****

المرأة البسيطة التى أنذرها زوجها بالطلاق، أو أن يتزوج عليها إذا لم تأت بالولد من حملها الأخير، وعندما يأتى الولد، يكون شيئه مصدر سعادة كبيرة لها ومنقذها من الطلاق، فكلما غيرت له ثيابه، تداعبه وتصدر أصواتا من فمها مع تدليك لمناطق معينة -ستعرف المثقفة أنها مكان غدد الانتصاب بعد سنوات طويلة- وسيكون الدرس الأول للطفل اعتزازه بشيئه أيما اعتزاز، وعندما يكبر قليلا سيرفع جلبابه كاشفا عن عورته لدى رؤية أية فتاة جميلة، سيفعلها فى مظاهرة ترحيب مع أقرانه، معبرا عن استعداده لخدمة الجميلة عبر صغيره النافر والظاهر بلا ثياب داخلية، وبالطبع لن يزجره أحد، وستفرح به النساء قبل الرجال، أما الصبية الصغيرة فسيكون عليها أن تنتبه لهذا الشيء المختبئ بين ساقيها، وأن تراعى فى جلوسها وتحركها ألا يلمح أحد ما يبعد عنه بشبر كامل على الأقل. وعندما تنفرد البنات بعرائس القماش ستحرصن بشدة على اكتمال ثياب العروسة وخاصة فى الجزء الذى يغطى ما بين الساقين. بينما يفرح الأولاد بعرائس “الننوس” التى تملأ بالماء، وبالضغط عليها تخرج المياه من مصغر الشئ كعلامة انتصار يزهو بها الصغار.

سيكبر الأولاد وتفكيرهم منصب –فى المستوى الأول من الرأس– فى الشيء وقدراته، صعلوكا كان، فلاحا جاهلا أو حتى عالم ذرة أو فى الالكترونيات، ولهذا يتشارك الجميع فى استعمال الفياجرا رغم الحوادث المتكررة عن أزمات القلب، وما يعقبها من فضائح تشمت لها النساء اللاتى تتزايد استجابتهن مع الأيام، قد يكون بسبب أنهن لم يسرفن فى استنفار طاقتهن مبكرا، أو لأنهن بالإضافة إلى التحقق عن طريق الإنجاب ونجاحات العمل المطردة لسن فى حاجة إلى أية منشطات غير طبيعية، ويكفيهن سعادة الانتصار على الذكر العيل الذى لم يكبر أبدا.


صفاء الليثي


أعلى