إيلاف عادل - بعض الممارسات الخاطئة (التعامل مع المراهقين)

فترة المراهقة من أصعب المراحل في عمر الفرد منا، تصعب على المراهق وعلى المسؤول على حد سواء، تتضارب فيها أفكار المراهق ومشاعره بشكل اكبر مما كان عليه في السابق.
تتدهور عادةً الحالة النفسية للمراهق فتتغير الحالة المزاجية بشدة وتظهر بعض الاضطرابات النفسية أمثال الوسواس القهري، الخجل، الانطوائية، النرجسية، الاكتئاب والحزن بلا سبب واضح، وليست هذه الاضطرابات من المرض في شيء فتصبح اقل حدة وقد تزول تماماً، إلا إذا ازداد الأمر سوءاً فيتطلب الأمر زيارة طبيب نفسي.
يزداد فكر المراهق بالنمو فترده أفكار جريئة وتحليل لمعتقدات وتقاليد مجتمعه ومحاولة تكذيب الغير منطقي منها من وجهة نظره والخوض في تجارب تؤكد صحة معتقده، وتراوده عادة أسئلة الـ "لماذا" بشكل كبير فيفكك كل معلومة في محاولة الوصول للمنطق الذي يثبت صحة ما يسمعه، تزعج تلك التحليلات الآباء إذ يعني له ذلك التمرد التام عن المجتمع الذي ترعرع فيه ورفض للتقاليد التي عاش عليها فيبدأ بفرض سلطته وربما اجباره على تنفيذ رغباته مما يؤثر ذلك سلباً على المراهق الذي يقوم هو الاخر بالتمادي والتحرر لإظهار ذاته وتأكيد شخصيته أمام المجتمع ومنها يترسخ في ذهن المراهق ان ما من سلطة فوقية ناجحة وصحيحة ويرى فيها التخلف الواضح لذا يحاول تكسير التقاليد والسلطات والتفرد برأيه.
يحتاج المراهق في تلك السنوات الصعاب بدلاً من معارضة رأيه إلى الدعم العاطفي والأمان الاسري والسلام العائلي بصورة معممة، إذ على الآباء الاستماع لافكار أبنائهم المراهقين والمناقشة الهادئة عليها والتوجيه عن طريق النصح لا الاجبار وجعله يخوض التجارب بنفسه واكتشاف العالم الحقيقي والعون عند الفشل، إذ أن الاضطرابات النفسية الطبيعية التي تحدث في تلك السن قد تزداد إلى الأسوأ عن طريق الضغط والتعامل الجاف والحازم تجاه المراهق واضعاف ذاته وافكاره وارادته ليسير على نهج التقاليد، وكثيرا ما يستبدل المراهق تجاربه الواقعية بأحلام اليقظة المفرطة نتيجة للتعصب العائلي الزائد الذي لا داعي له.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى