نبيهة حداد - يــــا ليل!..

غـاب النـديم ، وراح الليـل يحملني = علـى جنـاحي هـوى مُرٍّ، فأرقني
حتـى إذا جـدّ بـي شـوقي وعذبني = ولمنـي فيـض آهـات، وفـرقني
سـريت ، لا ظل لي فوق المسار، هنا = على هجير اللظى، والشوك والمحنِ
والوجد يعصف في نفسي، كما عصفت = ريحُ الصحارى ، برمل ثائر شجـنِ
حملت وجدي، وحـرماني بمـلء يدي = والله يعلـم مـا ألقـى مـن الغبنِ
والسحب ماجـت على دربي، فلا قمرٌ = إلا الذي في خيالي ، شع في وهن
غنيت: يا ليل، يا عيني، على شجنـي = لمن أغنـي ؟ لمن أشكوك يا زمني
نامـت جفوني ، وظل الوجد في هُدبي = وحـار قلبـي بين الصحو والوسن
وعشـت أزجي الليالي الداجيات أسى = وهان عمري على دهري، ولم أهن
علّـي أرى فـي متـاه الغيب لي أملا = ضلــت خطاه على دربي فلم يبِنِ
أعلى