لو كنتُ سأنتحرُ اليوم:
لكتبتُ سلامًا طويلًا إلى لا أحد،
ولوقفتُ، بلا حجابٍ، في الشارعِ
أتذوق العار،
لو كنتُ سأنتحر اليوم
لطلبتُ من عائلتي ألا تدفنني ،
تعليقي على ساريةٍ كالعلم يكفي
- شُدّوا أطرافي، كيما أطير .
سأضحكُ لأن لا أحد سيفعل هذا .
لو كنت سأنتحر اليوم
لطلبتُ أن يلعنوني،
أنا البومةُ ناتئة الرأس .
لستُ أهلًا للعيش بينَ أربعةِ جدران تحيطها أشرطةُ لمّاعة .
ولكنت الآن عاريةً كالصدعِ أمام الله
بجروحي التي أخفتها الملابسُ
أمام مرآتي .
أعدُّها واحدة واحدة
أسميها ، لن يضيع حقها في الميراث
الذي لا أملكهُ.
لو كنتُ سأنتحر اليوم
لكتبتُ كتابًا كان حلمي أن أنهيه بعد سنتين
لكني سأكتبه
بكل أخطائِه ونواقصه .
لأطبع الألم
متحولًا ورقًا منضودًا بغلاف
ولو أني كنت سأنتحر
هذا اليوم، وفي هذه السنة
لعلمتمُ أنه يومٌ غير مناسبٍ للإنتحار .
الجو باردٌ ، وتعليقُ جثةٍ لساعاتٍ طويلةٍ
سيجعلها تزرّق، تضيع ملامح وجهي
التي أود أن يراها الجميع.
لو أني انتحرت اليوم
لقلت أن لا شيء حصلَ بإرادتي
ولكان القلم في عضدي
مامتّ إلّا لهذا العمود الصغير .
ولكنتُ تمشيتُ - آخر مرة - على سور الحائط .
ألتقطُ السماء
بكل أطرافي،
أمنيةُ عشر سنوات خلت .
هذا الشطرُ من الظهيرة خانقٌ ومرتعد
نبذني هذا اليوم منذ بدايته.
صرتُ قطعةَ شاشٍ في مهب الريح
أطير وأعود، إلى نفس الوجه
إلى نفس الفراش
بملاءته الزرقاء السمكية ،
في أشد أيامي إيلامًا
شاهدتُ فيها الزهور تتحرك .
لو كنتُ غبيةً لأموتَ
لكنت اليوم
أُعرّفُ الحبلَ على مشجبِ السقف.
لكنتُ قصّرت شعري
كثيرًا وكثيرًا بشفرة حلاقة
ولعلّمت بظهري مكانَ طول شعري القديم، بالشفرةِ أيضًا، ولأبتلعت الباقي ،
مخفيةٌ هذه الآثار الوقحة
أظافري التي أخلعها ؛
اثنان سِليمان
أغرسهما في الحبل لأثبت رقبةً نحيفة،
لو كنتُ سأنتحر هذا اليوم
لوضعت رأسي
و ابتسمت لمرة أخيرةٍ، في تنور الخبز
المكان الوحيد المنطفئ !
ولأن بيتنا يحترق
ولا أحد يبصرهُ، سواي .
أملكُ
أسبابًا تجعلني أقتلنُي خمسَ مرات ،
سببُ للاشيء
والأربعة الأخرى
لأشياءَ من لاشيء
مذ متى كان البؤس سؤالًا ؟
أجلس هنا
أمام ورقة رسمتُ سابقًا عليها ، أصابعي.
أود الآن تمزيقها
حتى تُشلَّ يدي ولا أكمل
لكني لا أستطيع،
التلفاز يكرر جملة " لا تؤذِ نفسكِ " مقطعٌ مسرحي .
أصرخ عليه في مكاني :
إنها تقاوم بالانتحار.
لأن اليوم غير مناسب
ولأني اشتريت كتبًا بباقي مدخراتي،
أفلستُ حتى عن قوتي
أنا مثلُ أمٍّ عذراء ؛
حبيسة و متفتتة كصخرة صغيرة ،
لا أحد يتركُ لي البُكاء .
لو كنتُ سأنتحر اليوم
لفقدتُ اللذة المرّة
كلما قاومتُ الرغبة بالإنتحار،
تأتي لتنشب في حلقي .
أنا تمثالٌ بلا قالب
رأسي جبلٌ ثقيلٌ من نار .
وهناك
مرآة تفضح المزيد ،
مرآة ببقعٍ رمادية
تغطي وجهي
أرى شخصًا
فوق
يسحبني للموت
وهناك شخصٌ آخر يقاومه،
وأنا
أجلس
فقط
لا أدري أي طرفٍ أساند .
مختليةً بيديّ
أضمهما إلى صدري
لأن اليوم
ليس مناسبًا للانتحار .
لكتبتُ سلامًا طويلًا إلى لا أحد،
ولوقفتُ، بلا حجابٍ، في الشارعِ
أتذوق العار،
لو كنتُ سأنتحر اليوم
لطلبتُ من عائلتي ألا تدفنني ،
تعليقي على ساريةٍ كالعلم يكفي
- شُدّوا أطرافي، كيما أطير .
سأضحكُ لأن لا أحد سيفعل هذا .
لو كنت سأنتحر اليوم
لطلبتُ أن يلعنوني،
أنا البومةُ ناتئة الرأس .
لستُ أهلًا للعيش بينَ أربعةِ جدران تحيطها أشرطةُ لمّاعة .
ولكنت الآن عاريةً كالصدعِ أمام الله
بجروحي التي أخفتها الملابسُ
أمام مرآتي .
أعدُّها واحدة واحدة
أسميها ، لن يضيع حقها في الميراث
الذي لا أملكهُ.
لو كنتُ سأنتحر اليوم
لكتبتُ كتابًا كان حلمي أن أنهيه بعد سنتين
لكني سأكتبه
بكل أخطائِه ونواقصه .
لأطبع الألم
متحولًا ورقًا منضودًا بغلاف
ولو أني كنت سأنتحر
هذا اليوم، وفي هذه السنة
لعلمتمُ أنه يومٌ غير مناسبٍ للإنتحار .
الجو باردٌ ، وتعليقُ جثةٍ لساعاتٍ طويلةٍ
سيجعلها تزرّق، تضيع ملامح وجهي
التي أود أن يراها الجميع.
لو أني انتحرت اليوم
لقلت أن لا شيء حصلَ بإرادتي
ولكان القلم في عضدي
مامتّ إلّا لهذا العمود الصغير .
ولكنتُ تمشيتُ - آخر مرة - على سور الحائط .
ألتقطُ السماء
بكل أطرافي،
أمنيةُ عشر سنوات خلت .
هذا الشطرُ من الظهيرة خانقٌ ومرتعد
نبذني هذا اليوم منذ بدايته.
صرتُ قطعةَ شاشٍ في مهب الريح
أطير وأعود، إلى نفس الوجه
إلى نفس الفراش
بملاءته الزرقاء السمكية ،
في أشد أيامي إيلامًا
شاهدتُ فيها الزهور تتحرك .
لو كنتُ غبيةً لأموتَ
لكنت اليوم
أُعرّفُ الحبلَ على مشجبِ السقف.
لكنتُ قصّرت شعري
كثيرًا وكثيرًا بشفرة حلاقة
ولعلّمت بظهري مكانَ طول شعري القديم، بالشفرةِ أيضًا، ولأبتلعت الباقي ،
مخفيةٌ هذه الآثار الوقحة
أظافري التي أخلعها ؛
اثنان سِليمان
أغرسهما في الحبل لأثبت رقبةً نحيفة،
لو كنتُ سأنتحر هذا اليوم
لوضعت رأسي
و ابتسمت لمرة أخيرةٍ، في تنور الخبز
المكان الوحيد المنطفئ !
ولأن بيتنا يحترق
ولا أحد يبصرهُ، سواي .
أملكُ
أسبابًا تجعلني أقتلنُي خمسَ مرات ،
سببُ للاشيء
والأربعة الأخرى
لأشياءَ من لاشيء
مذ متى كان البؤس سؤالًا ؟
أجلس هنا
أمام ورقة رسمتُ سابقًا عليها ، أصابعي.
أود الآن تمزيقها
حتى تُشلَّ يدي ولا أكمل
لكني لا أستطيع،
التلفاز يكرر جملة " لا تؤذِ نفسكِ " مقطعٌ مسرحي .
أصرخ عليه في مكاني :
إنها تقاوم بالانتحار.
لأن اليوم غير مناسب
ولأني اشتريت كتبًا بباقي مدخراتي،
أفلستُ حتى عن قوتي
أنا مثلُ أمٍّ عذراء ؛
حبيسة و متفتتة كصخرة صغيرة ،
لا أحد يتركُ لي البُكاء .
لو كنتُ سأنتحر اليوم
لفقدتُ اللذة المرّة
كلما قاومتُ الرغبة بالإنتحار،
تأتي لتنشب في حلقي .
أنا تمثالٌ بلا قالب
رأسي جبلٌ ثقيلٌ من نار .
وهناك
مرآة تفضح المزيد ،
مرآة ببقعٍ رمادية
تغطي وجهي
أرى شخصًا
فوق
يسحبني للموت
وهناك شخصٌ آخر يقاومه،
وأنا
أجلس
فقط
لا أدري أي طرفٍ أساند .
مختليةً بيديّ
أضمهما إلى صدري
لأن اليوم
ليس مناسبًا للانتحار .