إبراهيم الجرادي - كونشرتو للتعب.. شعر

أذكرُ حينَ لبسنا قمصانَ الغربَةْ‏
وتسللنا..‏
وتسَكعنا..‏
وتوسدنا أرصفةَ الآهْ‏
كان الليلُ يدثُّ حناناً‏
والبردُ صديقاً كان!‏
وأنا أهذرُ عن أشياءٍ لا تعنيك‏
قلتُ:‏
مفضوحٌ عِرْضُ العالم‏
في سُرْتِهِ تنمو أفعى‏
يَحْبل بالتخريب العلنيِّ وبالتهديد الأسودْ.‏
وطني كلُّ عذابي -قالَ البعضُ-‏
وطني DASHA امرأةٌ فقدت أبناءً وفراشاً‏
قرنَ رغائبَ معقولَةْ!‏..
وطني أُطبِقَ فوق أصابعِهِ البابْ‏
وطني‏
- أتدخن..؟‏
-لا!‏
وحضنتِ ظنوني يا أدفأِ من أمي‏
أدخلتِ جنوني جذعَ الرغباتِ الوعِرَةْ‏
والليلُ‏
حنوناً‏
كانَ، البردُ صديقْ.‏
والثلجُ الأبيضُ، غطى كفيّكِ وكتفي.‏
رائحة \"الفودكا\"‏
التبغ‏
الرغبَةْ‏
في شفتيكِ وأنفي.‏
ضاعتْ في الأعصاب قضايا‏
وبقيتِ إشارةَ وصْلٍ واستفهامْ‏
وافترسَ هياجيَ لحنُ ربابٍ‏
وحنينُ عتابا:‏
\"وطنا ياصهيل الدمْ‏
أسرجْ والليالي رجابْ‏
وطنا فوك ضلع الليلْ‏
حوافرْ خيلْ‏
تجدحْ..‏
لا مَرَدْ.. السيفْ أسسْ الدنيا‏
نشامى وجرّحوا شمسْ المكارمْ دومْ‏
شالوا عشكت الشطين زوادهْ‏
نبي الدمْ!‏
اعبرْ.. واغمرِْ الدنيا‏
مناجلْ ثار مجنونَهْ.‏
كمر مصلوبْ ياعيونج يابنت الناسْ‏
بحر نعسانْ‏
خشف نايمْ‏
يابنت الناس أشيلج همْ‏
حبرْ‏
كهوه وكصايدْ‏
دماملْ والجسمْ نكظان‏
وطنا.. إيه والظيمْ التمركز بالعيون إنشالْ‏
تعالي..‏
تعالي ورّد الغيّاب بير الدمْ‏
وطنا يحبلِ بنصره\"‏
كيفَ انسربَ الدربُ بطيئاً.. لا ندري!‏
كنا ملتصقين،‏
لبسنا قمصانَ الغربةِ والتحنانْ‏
حكينا عن \"دوبتشيك\"‏
عن \"أيلولَ الأسوْد\"‏
- أتشهاكِ‏
- فلنركضْ‏
- ....‏
- مطرٌ قادمْ!‏
مطرٌ قادمْ!‏
صوتُك يعبرُ وجهي.. أتوقف‏
أسكنُ وجهي الضائع.‏

***‏

يتيبَّسُ في نهديّكِ جنوني‏
أنشرُ خمري في أضلاعك‏
صوتُكِ يعبرُ وجهي‏
تنبت لي أجنحةُ النورسْ‏
الضوءُ الأحمرُ.. قفْ‏
والمطرُ اختلطَ بطعم شفاهكْ‏
والأخضرُ.. سرْ‏
والناسُ عبورٌ‏
(صوتُكِ يعبرُ وجهي‏
... أتوقف)‏
الضوءُ الأخضرُ.. سرْ‏
وصمتنا.. ونظرنا الدربْ،‏
وإشارةَ ضبطِ الوقتْ‏
والشرطيُ اتجهَ إلينا‏
وضحكنا..‏
فصمتنا...‏
وضحكنا...‏
فصمتنا..‏
والناسُ عبور.‏
أعلى