إبراهيم الجرادى

[ إلى \"الرقة\" مدينتي!]‏ ياحنينَ الاغتراب!‏ يا زمانَ الهجرة الأولى وياسرَّ الشموس الميّتَةْ.‏ يامصبَّ الوجعِ الدهريِّ‏ سويتِ العذاباتِ التي نامت بأعصابي انتحابا:‏ شهوةً...‏ مملكةً...‏ خيلاً..‏ وناقوساً بلحمي.‏ ياجئيرَ الجسدِ المشويِّ بالشهوةِ دعني أتملى أيها الحزنُ الذي يطلعُ من صدري صحارى..‏...
أذكرُ حينَ لبسنا قمصانَ الغربَةْ‏ وتسللنا..‏ وتسَكعنا..‏ وتوسدنا أرصفةَ الآهْ‏ كان الليلُ يدثُّ حناناً‏ والبردُ صديقاً كان!‏ وأنا أهذرُ عن أشياءٍ لا تعنيك‏ قلتُ:‏ مفضوحٌ عِرْضُ العالم‏ في سُرْتِهِ تنمو أفعى‏ يَحْبل بالتخريب العلنيِّ وبالتهديد الأسودْ.‏ وطني كلُّ عذابي -قالَ البعضُ-‏ وطني DASHA...
سيعرفك القليل من اصدقائي، وسيسألني آخرون من إبراهيم الجرادي الذي تشكو له حزنك... حينها لا اعرف ماذا سأقول يا ابراهيم غير هو " رجل يستحم بامرأة " كان هناك في الرقة التي على الفرات، على شاطئ قصي لاذ بالبردي او بالزلّ واستحم بها، استحم معه ابراهيم الخليل... الرقة تبتعد ياإبراهيم والفرات يجف والاحبة...
جسدي يأخذُ شكْلَ الموتِ‏ والأرضُ توزعْ‏ وأنا، أيضاً، موزعْ‏ بين آلافِ البياناتِ وأسماء المراثي العربيَةْ.‏ وأنا المُدْرَجُ في قائمةِ الآتينَ‏ في‏ غير‏ الأوانْ‏ وأنا الخارجُ من جلدي إلى الموتِ وساحاتِ التردي.‏ وأنا لي آخرُ الميراثِ‏ والجزيةُ أوجاعي وغاباتُ الذهولْ!!‏ وأنا ياكرنفالات‏ التثاؤب،‏...
لعل خير ما نرثي به صديقنا ابراهيم الجرادي هو النظر في شعره كي ندرك حجم الخسارة التي اصبنا بها جميع محبيه..لقد صنع ابراهيم كشاعر شبيه بما عملته الشاعرة السورية الملهمة في نقد محمود درويش في احدى قصائده الإشكالية والمقيمة في لبنان غادا فؤاد السمان في كتابها الشهير : ( اسرائيليات باقلام عربية )على...

هذا الملف

نصوص
5
آخر تحديث
أعلى