إبراهيم الجرادي - محطة التعب الأخيرة.. شعر

[ إلى \"الرقة\" مدينتي!]‏

ياحنينَ الاغتراب!‏
يا زمانَ الهجرة الأولى وياسرَّ الشموس الميّتَةْ.‏
يامصبَّ الوجعِ الدهريِّ‏
سويتِ العذاباتِ التي نامت بأعصابي انتحابا:‏
شهوةً...‏
مملكةً...‏
خيلاً..‏
وناقوساً بلحمي.‏
ياجئيرَ الجسدِ المشويِّ بالشهوةِ دعني أتملى
أيها الحزنُ الذي يطلعُ من صدري صحارى..‏
(...............)‏
يارمالَ الرَقَةِ القاتلةِ اليومَ‏
ألا تدرينْ..؟‏
انشرْي فخذيْكِ‏
للعابرِ واللوطيِّ‏
دليني على المَصْلَبِ‏
شفي من دمي نوحَ الحنينْ‏
فأنا أهواكِ.. أهواكِ‏
وأنت الخائِنَةْ‏
وأنا من حيْفِِكِ المسفوحِ بالدهشةِ‏
أستلُّ القصائدْ!‏
فيكِ من لحمي بقايا‏
وأغانٍ عن عذاباتِ المرافئ‏
(...................)‏
أأسميكِ النزيف‏
أم أسميك الأسى والنارَ والشوقَ المُسمم‏
فلأي القاتلينِ، اليومَ، ألجأ!‏
فأنا الموسمُ في لحمي إشاراتُ القبيلَةْ.‏
وأنا الطيرُ الخرافيُّ‏
أنا ابنُ النهرِ والرملِ وأنسابِ العشائرْ.‏
فافتحي لي حوضَكِ الشتويِّ‏
خليني أقاسمك الفراش‏
واندهيني عاشقاً ملَّ حكاياتِ السفر.‏
(..............)‏
يانخيلَ الشطِ والصمتِ وياموسمَ حزني.‏
هلْ تعرفتِ على العاشقِ‏
والمنفيِّ‏
والمقتولِ‏
والباكي أنا؟‏
هل تعرفتِ على مَنْ مارسَ النزفَ‏
بكلِ الطرقاتِ؟‏
شاعرٍ يسْتلُّ من صدغيْهِ أفكاراً شهيّةْ‏
ويصلي عددَ الرمل إلى عينينِ كالبحرِ‏
انثريني..‏
فأنا أهواكِ.. أهواكِ‏
ولو سوّيتِ من جسمي خيولاً ومآتمْ.‏
وأنا أهواكَ.. أهواكِ‏
وأنتِ الخائِنَةْ!‏
أعلى