نصار الحاج - الْوَرْدَةُ.. شعر

وَرْدَةٌ
في بَراري الْجَسَدْ
تَشْتَهِي أسرَارَهَا الَّتي خَبَّأتْهَا طَويلًا
تَرَى الْخَرَائطَ الَّتي لَمْ يَسْكُنْهَا أحَدٌ
قَدْ صَارَتْ مَأْهُولَةً
بِحَفْريَّاتِ الْوَلدِ الْمَجْنُونْ .
صَديقَةٌ
هَيَّأتْ وَرْدَتَهَا
لِتَخْرُجَ عَنْ صورَتِهَا في الْحَقْلِ
لِتُصْبِحَ نَجْمَةً سَاحِرَةً
ثُقْبًا في خَبَايَا الْكَوْنِ
ثُقْبًا يُضِيءُ الدُّرُوبَ لِعَابِرِ الْلَّيْلِ
لِرَاهِبٍ يَقْتَرِحُ الْوَرْدَةَ
بَيْتًا لِشَهْوَةِ اللُّغَةِ الأخيرَة.
الْوَرْدَةُ
حَديقَةُ الْجَسَدِ الْكَائنِ في أرْضِ الْعَذْرَاءْ
شَبيهةِ الْبُحَيْرَةِ في الْفَيْضَانْ
تَخْتَبيءُ تَحْتَ أرْدَافِ الْجَبَلْ.
سَيْقَانُ الْعُشْبِ النَّافِـر
مِنْ جَسَدِ الْعَاشِقَةِ السَّكْرَى
تَعْوِي في الصَّبَاحِ الْبَاكِرْ
تُغْلِقُ الْبَابَ
وَالنَّافِذَةَ
وَالإضَاءَةَ
تَجْعَلُ النَّسيمَ
يَمُرُّ عَبْرَ ثُقُوبِ الْغِطَاءِ الْخَفيفِ
مثل مِفْتَاح
دَسَّ أسنانه في بَيْتِهِ الْمُقَدَّسِ
صَارِخًا كَرَعْدٍ فَضَّ بَكَارَةَ الْلَّيْلْ .
الْوَرْدَةُ
الَّتي تَنَامُ في خَبَاءِ الأشْجَارِ
أيْقَظَتْ عِنَبَ الْبَنَاتْ
رَاوَدَتْني عَنْ حِكَايَاتِ الْمَطَرِ الْلَّيْلِيِّ
عَنْ دَمٍ
في تَجَاويفِ الْوَرْدَة
يَصْقُلُ وَرَقَ النَّهْدَيْن.
الْوَرْدَةُ
نَجْمَةٌ سَاطِعَةٌ
يَقْطُرُ النَّدَى مِنْ جُيُوبِ رُوحِهَـا
في الْخَبَاء
تَمْنَحُ الْمَرْآةَ سِرَّ النَّشْوَةِ الْمُقَدَّسةِ
وَهْيَ في انْتِظَارِ عَاشِقٍ
هُنَاكَ في رَصيفِ وَعْدِهَا
يُخَبِّيءُ الْمِيَاهَ كُلَّهَا لِوَرْدَةٍ تَنَامُ في سُهُولِ الآنِسَة.
الْوَرْدَةُ
الَّتي لَمْ يَقْطُفْهَا أحَدٌ
تَشْتَهي رَعْشَةَ الصَّبَاحْ
كُلَّمَا اقْتَرَبَ الْمَطَرُ مِنْ أسْوَارِهَا
كُلَّمَا لامَسَتْهَا يَدٌ
وَغَابَتْ في زِحَامِ الشَّهوَاتْ .

نصار الحاج / السودان
أعلى