مقداد مسعود - الرفيق فهد.. شعر

(*)
فيما يرى النائم …
: أنا
وأبنتي و
العنب …
نتجول في السوق ..
قطفت ُ لها وردة ً
من زجاج ٍ وعاج
أبتسمت ْ
إلتفت : أبي يا أبي ..
أما كان أن تشتري قمراً للشبابيك والشهداء ؟!
أو… تشتري يا أبي
: جمرة ً…
جمرة ً…
للحطب ..!!

(1)
هل يُعقل …
رجلٌ أفتدى وطنا َ
بعماله ِ وفلاحيه ِ.. وسجنائه ِ .. نسائهِ .. أطفاله ِ
وأفتدى
النخيلَ
والبلوط َ
والأهوار َ
وشغيلة فكرٍ .. مجانين رؤيا .. ناظرين إلى
النجوم..
هل يُعقل
الرجل الذي أفتدى عراقه ُ
بفقراته ِ العننُقية ِ
هل يُعقل..؟
مايزال في حديقة الغرباء..؟!

(2)

أسريت ُ إليهِ في ليلة ٍ
كان الليل ُ يَخيط السماء َ بالأرض..
الأحجار تتبخر
غمرني صمت ٌ أعمق من الصمت ِ
تفتحّتْ البوابة ُ كوردة ِ الصباح
رأيت ُ سماءً على العشب
رأيتهن قطوفا دانية ً
الزهرة..المشتري..عطارد..المريخ..زحل.. نبتون..اورانوس..
أختضتْ دغلة ٌ وانكشفت عن رفرفة الفضة والياقوت والدر
فرأيته ُ كما يفتح أزرار قميصه ِ : يفتح قبرهُ
دنوتُ منه وهمسته ُ : ماذا تفعل ياسيد القمح البعيد ؟
تأملني فأعشوشبت روحي ..
ثم دنا فصرت ُ
قاب قلبين أو أدنى..
ثم خاطبني
إنني يا إبن مسعود.. كلما أليلَ الليلُ أبحث ُ عن رجل ٍ
لا يسكن ..
هذا القبر..
منذ 14
شباط 1948



أعلى