عبد الجبار الجبوري - حبيبتي تلبس قميص البحر.. شعر

على شاطيءِ الحُلُمِ،يأخذُني البحرُ إليّها، طِفلٌ يَلهو بضفائرَ النسيّان،وضفائرُها غافيةٌ على كَتفِ قصائدي، كانَ قمرُها القتيلْ، يبحثُ عن موجةٍ، غابتْ وراء الأفقِ البَعيد،وجهُها رغيفُ خبزٍ قرَوي، وليلُها بهيمٌ كأياميَ الصامتة ،كانتْ تجلسُ أمام البّحر،وترسمُ لها عينيّن واسعتينِ كالبحر،وكنتُ أرسمُ لها، قصيدةً من حجرِالكلام بلا قَمر، ونجمةً بلا ضياء، وألّوّن خديّها بترابِ شِفاهي،كنتُ أغفو على وسادةِ ليلها القديم، وأَقطفُ من حقول الأسى ورودَ التمنّي،وأعصرُحُلمتينِ هاربتيّنِ، من كلامِ المَطر،وشفتيّنِ غارقتينِ بأنوثةِ الشَّجر،فأنا دهشةُ الظلام، ودهشةُ الكلام، أنامُ تحت جفنيّها الغارقينِ بكُحلِ الزّمان،أنا ظِلُّ قامتِها الفارعةْ وظلالِها، تلك التي تؤسُرني وترميني جثةً هامدةً على قارعةِ الطريق، وأظلُّ حبَيس وجدِها مدى الزمانْ،وكلّمّا تناءتِ الُغيومِ،وإبّيضَ شَعرُ شِعرِي،وتاهَ القمرُ، فأنا رمادُها المنثورُ على قبَرطفولتها،وشهيدُ ظَمأ الشِّفاه،كُلمّا دَنتْ مِزنُ السّماء من شَفتي،فاضَ حِبرُ أُنوثتِها بالعَسلِ، وتَلطَّخَ وجهُ الزَّمانِ بالظّلام ،وإحترقّتْ شَفتاي بنارِ القُبَلِ، لا قُبَلَ على وجهِ الشمسِ الطالعةِ من إزرارأُنوثتها، ولاعسلَ مطشوشَ على شفاهِ رحيِلها، لابحرَ يفيضُ بالحزنِ على ضفافِ طلتِّها، لا أنا ، ولا قصائدي الجَبانةُ كقلبْي، يبوحُ لكم بسرِّ أسرارِها، فالبحُر مِثلي ،جبانٌ لايبيحُ بإسرارِهِ للصحراء، ولا الشجرُينامُ على سريرالليل،تلكَ هي المعضلّةْ،إنها المشُكلةْ، تَلُوُحُ كُلمّا دَنَا الغَضا، وإحتّارَ الدَليلُ …

الموصل
13-3-2020


أعلى