جوزف حرب – رخامُ الماء

كَتَبَ اللَّهُ البَحْرَ
عَلَى وَزْنِ المِلْحِ.
وَضَمَّنَهُ إِيقَاعَ الدَّوَرَانِ الدَّائِمِ حَوْلَ
الشَّمْسِ بِوَزْنِ الرِّيْحِ.
وَلَوْلَا المِلْحُ بِوَزْنِ البَحْرِ لَمَاتَتْ
لَغَةُ تُدْعَى: الأَسْمَاكَ، وَعَامَتْ كَلِمَاتٍ مَيِّتَةً فَاحَتْ
مِنْهَا رَائِحَةٌ قَتَلَتْ مَنْ في الأَرْضِ
وَمَا فِيْهَا.

يَا
لَلشَّاعِرِ في رُوْحِ اللّهِ! فَقَدْ كَتَبَ
المَاءَ عَلَى وَزْنِ الغَيْمَةِ مَحْذُوْفاً مِنْهَا وَزْنُ المِلْحِ
بِشِعْرِ البَحْرِ. خَفِيْفٌ،
وَخَفِيْفٌ،
وَخَفِيْفٌ وَزْنُ الغَيْمَةِ، تَكْتُبُهُ الشَّمْسُ
عَلَى إِيْقَاعِ الرِّيْحِ، وَتَنْشُرُهُ كَقَصَائِدَ بَيْضَاءَ عَلَى وَرَقٍ
أَزْرَقَ، يَأْتِيْ النَّاقِدُ تَشْرِيْنُ يُفَكِّكُهَا مُعْتَمِداً أَدَوَاتِ
العَاصِفَةِ، البَرْقِ الَّلامِعِ
مِثْلِ الجُرحْ.
فَتَمُوْجُ، وَتَهْمِي كَلِمَاتٍ
كَلِمَاتٍ
كَلِمَاتٍ في وَزْنٍ مَطَرِيٍّ
لَا أَثَرٌ فِيْهِ
لِوَزْنِ المِلحْ.
وَتَعُوْدُ الأَرْضُ لِتَكْتُبَ في آذَارَ
قَصَائِدَهَا بِمَلَاييْنِ الأَوْزَانِ، وَقَدْ غَمَسَتْ رِيْشَتَهَا
بِمَحَابِرِ مَاءٍ لَوْ فِيْهَا مِلْحٌ لَاهْتَرَأَتْ رِيْشَةُ هَذِيْ
الأَرْضِ، وَفَاحَتْ رَائِحَةُ المَوْتَى مِنْ كُلِّ
قَصَائِدِهَا، وَانْدَثَرَتْ أَوْزَانُ الخَلْقِ مِنَ السُّنْبُلَةِ
المُمْتَدَّةِ مِثْلَ
الآهْ،
حَتَّى العُصْفُوْرِ المَكْتُوبِ عَلَى وَزْنِ
نَسِيْمِ الصَّيْفِ
جَنَاحَاهْ.
مَا أَرْوَعَهَا
لُغَةُ اللَّهْ.
أعلى