بشرى قشمر - أحمرٌ أيقظ البياض..

1
لم تكن كاملاً.. لماذا تموت إذاً؟

2
لماذا يضعون كلّ هذه الحجارة فوق جسدك؟ هل يخاف منك حفّار القبور أيضاً؟ أتظنُّ له علاقةٌ بالجريمة؟ أجبني دون نزقٍ أرجوك، فأنا اليوم متعبةٌ، ولا أتذكر ما الذي أحزنني أولاً.

3
ألم يلِق بالحياة جمالكَ؟ فهجرتني!
4
أعطني بعضاً من أوراقك وأفكارك، وما لم يسمح لك الرصاص أن تقله.. وزّع علينا القليل.. سينهكنا الضوء.
5
انشغلت مؤخّراً بالبحث عنك، فلم يتسنَّ لي الوقت لأسألك أين غسلت قدمي طفلتنا البارحة قبل أن نذهب لوداع مروان؟ إنها ترفض إخباري، وأنا أثق بك كما تعلم.
6
كيف أنام وأنت تصحو! كيف أصحو عليك؟
7
كلُّ هذا الحبّ لأجلك؟ ألا يبعث الحبُّ الموتى؟ يقول لك الحبُّ: قُم ناجي وافرح، واعلم أنَّ أحمرك أيقظ البياض، ثم مت فرَحاً إن شئت، لكن ليس قبل أن تعطيني قبلةً دافئةً أخرى على خدّك.. لم يعجبني طعم المسك البارد.
8
أيها المحتال كنت تعلم، لماذا وزّعت الوصايا في مواعيدها إذاً!
كيف أغلقت علينا أبواب العالم ضاحكاً؟ أين خبّأت المفتاح؟
9
مسكينٌ أنت حبيبي، تشبه كلّ المساكين، نلت ما لم تطلب، وطلبت ما لم تنل.
10
ماذا لو أنهم لمسوا قلبك حين تنام!
11
علّمني كيف أغمض.. دون أجفان.
12
ماذا كان يخفي هذا الأحمق تحت اللثام؟ ألا يعلم أنّي أحفظ الوحوش عن ظهر سكّين؟
13
بضعة أمتارٍ قبل شارعنا؟
سيارة أجرةٍ تأخّرت؟
ظهرك المنسدل على الشارع واثقاً من إنسانيّة أيّ قاتل؟
أم الفرح الذي أنساك أنني جائعة؟
من منهم قتلك؟
14
شاهدت على الواجهة، فيما كنت أنتظر من يقلّني إلى جنازتك، قميصاً أزرق.
لا تجادلني، حقيبتك مملوءةٌ بالملابس الحمراء، وكذلك صفحات رفاقك، الأزرق مناسب.
15
مرّ يومان ولم تعد، هل تختبر صبري؟ طيب، لن أهددك بأني سأهجرك مرةً أخرى، هل ستعود الآن؟
16
أثر الفراشة! وماذا فعلت أنا للفراشة؟ أتظنّ أن أهدابك الطويلة فعلاً وأجفانك المؤرّقة أثارت غيرتها؟ سأعتذر لها إن اقتضى الأمر، لترفرف بجناحيها هذه المغرورة ثانيةً، هل ستعود؟
17
ألا تحتاجني في أيّ شيء؟ أتريد أن أترجم لك هذا الإيميل؟ هل تريد أن أنقّح لك مقالةً ما؟ ألديك الوقت لأخبرك كيف كان يومنا دونك؟ من أحزنك اليوم من الشهداء؟ من منهم مرّ بك وأهديتَه مطلعاً؟ لماذا لا تقول أيّ شيء؟
18
وضعت يديّ على عينيك كما أوصيتني؟ لم يتغيّر أيّ شيء؟ ليس هذا ما وعدتني؟ أين القمح؟

بشرى قشمر
أعلى