أحييك يا مصر الجَميلة يا مصرُ
بشعر يزكيه شعوريَ والفكرُ
بشعر كتغريد العنادل مطربٍ
تعي الأذن ما يعني فينشرح الصدر
بشعر إليه النفس تلقي قيادها
تخال به سحراً وليس به سحر
إذا الشعر لم يهززك عند سماعه
فَلَيسَ خَليقا أن يقال له شعر
تحيَّة شيخ شاب أكثر رأسه
وَلما تشب منه الصبابة والذكر
تحيَّة من قد جاء أرضك ينضوى
إلى راية في وجهها كتب النصر
إلى راية خضراء كالنبت زانها
هلال به قد حق للعرب الفخر
إلى بلد يَلقى به الحق ذادةً
وَينعم في أكنافه الشاعر الحر
إلى بقعة فيها الأديب مكرم
وأرض عليها ينبت الأدب النضر
قصدت بسيري مصر حتى وصلتها
ولا بد من مصر وإن بعدت مصر
وإن العراق اليوم كالبحر مائج
به تعبث الأنواء والمد والجزر
طغى ثم غاض البحر من بعد ما طغى
وَلَيسَ بما في نفسه يعلم البحر
وَكابدت في تلك الربوع تعاسةً
وَليلاً تثير الشجوَ أَنجمُه الزهر
فَيا لَك من ليل كأَنَّ نجومه
عيون إلى وجهي لها نظر شزر
لَقَد طالَ حتى خلته غير منقضٍ
وَحتى كأَنَّ الليل لَيسَ له فجر
وَلِلَّه ما كابدته من تعصب
يقبِّحه من راض أخلاقه العصر
يَلومون من يأبى سوى العقل هادياً
وَيَرمون بالكفر امرأً ما به كفر
وَضاقَت بنا بغداد حتى كأَنَّها
على رَحَبٍ فيها لأبنائها قبر
وأما أحبائي هناك فقد قضوا
سوى النزر منهم لَو يَعيش ليَ النزر
أراد العدى أن يرهقوني بمكرهم
وإن سلاح العاجزين هو المكر
وَما أَنا من يجزي القَبيح بمثله
على أن بعض الشر يدفعه الشر
تجنبتهم من قبل أن يفرخ القلى
وَقاطعتهم من قبل أن يفدح الأمر
وَكَم وعدوا أن ينصفوني فما وفوا
وكم حلفوا أن يصدقوني فما بروا
نصحت فَلَم أَسمَع كلامي كأَنَّما
بآذان قومي حين أنصحهم وقر
وَلَولا شباب أيدوني بنصرهم
لما كانَ للكسر الَّذي هاضني جبر
على الصبر يا نفسي الكئيبة عوِّلي
فَلا عسر إلا سوف يعقبه يسر
وَمن حاد عن نهج الحقيقة لم يعش
ومن لم يدار الدهر ناصبه الدهر
تعلق بأهداب الطبيعة تنتفع
هناك هناك الجود والنائل الغمر
صبرت على ضيمي ببغداد حقبةً
فما سرت إلا بعد أن نفد الصبر
وَفي الأرض للرواد مرعىً وموردٌ
وفي الأرض منأىً عن مكان به ضر
وقد يبخل الإنسان في وفره على
أَخيه الَّذي أكدى ولا يبخل القطر
وقد ذقت حلو العيش دهراً ومره
إلى أن تساوى في فمي الحلو والمر
نزلت بوادي النيل أنقع غلتي
فَزالَ بماء النيل عن كبدي الحر
نزلت به بعد الفرات ودجلة
أعلُّ فأنسانيهما ماؤه الغمر
ذوت دوحة بالأمس كانَت تظلني
إذا صخدتني الشمس أفنانها الخضر
لَقَد قطعوا أغصانها وفروعها
فَلَم يَبقَ ذاكَ الفيء والورق النضر
وَلَو أن في بغداد حراً أَعزها
ولكنما بغداد لَيسَ بها حر
سوى نفر ليسوا قليلاً بعلمهم
أضاء بنور العصر منهم بها الفكر
أولئك يعتز العراق بصدقهم
ويسعد في الآتي بمسعاهم القطر
خذ الحق إن الحق يحسن أَخذه
فَليسَ به عيب سوى أنه مر
وإن طريق المجد في كل بقعة
قَريب على من سار لكنه وعر
وَلما وصلت الثغر كان لحسنه
بِوَجهي وقد أَحببته يبسم الثغر
وَها أَنا ذا ألقى بمصر رعاية
فمنها ليَ النعمى ومني لها الشكر
لَقَد سر قَلبي أن في مصر أُمةً
تمتع باستقلالها فلها الأمر
وَقَد جاهدت مصر الفتية دونه
وَبعد جهاد طال قد أَفلحت مصر
فأكرم بقوم ناضلوا عن حقوقهم
وأَشجع بقوم لا يروعهمُ الذعر
وَقوم إلى استقلال أوطانهم سعوا
أولئك فوق الأرض يبقى لهم ذكر
وَفي مصر آداب وتلك ثمارها
لأبناء مصر ثم للعرب الفخر
فَيا مصر أَنت اليوم أَكرم بقعة
حماها من الأطماع أَبناؤُها الغر
تحررت لما شئت أَن تتحرري
وَلَيسَ على حال يَليق بك الأسر
يَموت أناس في سبيل حقوقهم
وَلَيسَ يموت الحق فهو له العمر
بشعر يزكيه شعوريَ والفكرُ
بشعر كتغريد العنادل مطربٍ
تعي الأذن ما يعني فينشرح الصدر
بشعر إليه النفس تلقي قيادها
تخال به سحراً وليس به سحر
إذا الشعر لم يهززك عند سماعه
فَلَيسَ خَليقا أن يقال له شعر
تحيَّة شيخ شاب أكثر رأسه
وَلما تشب منه الصبابة والذكر
تحيَّة من قد جاء أرضك ينضوى
إلى راية في وجهها كتب النصر
إلى راية خضراء كالنبت زانها
هلال به قد حق للعرب الفخر
إلى بلد يَلقى به الحق ذادةً
وَينعم في أكنافه الشاعر الحر
إلى بقعة فيها الأديب مكرم
وأرض عليها ينبت الأدب النضر
قصدت بسيري مصر حتى وصلتها
ولا بد من مصر وإن بعدت مصر
وإن العراق اليوم كالبحر مائج
به تعبث الأنواء والمد والجزر
طغى ثم غاض البحر من بعد ما طغى
وَلَيسَ بما في نفسه يعلم البحر
وَكابدت في تلك الربوع تعاسةً
وَليلاً تثير الشجوَ أَنجمُه الزهر
فَيا لَك من ليل كأَنَّ نجومه
عيون إلى وجهي لها نظر شزر
لَقَد طالَ حتى خلته غير منقضٍ
وَحتى كأَنَّ الليل لَيسَ له فجر
وَلِلَّه ما كابدته من تعصب
يقبِّحه من راض أخلاقه العصر
يَلومون من يأبى سوى العقل هادياً
وَيَرمون بالكفر امرأً ما به كفر
وَضاقَت بنا بغداد حتى كأَنَّها
على رَحَبٍ فيها لأبنائها قبر
وأما أحبائي هناك فقد قضوا
سوى النزر منهم لَو يَعيش ليَ النزر
أراد العدى أن يرهقوني بمكرهم
وإن سلاح العاجزين هو المكر
وَما أَنا من يجزي القَبيح بمثله
على أن بعض الشر يدفعه الشر
تجنبتهم من قبل أن يفرخ القلى
وَقاطعتهم من قبل أن يفدح الأمر
وَكَم وعدوا أن ينصفوني فما وفوا
وكم حلفوا أن يصدقوني فما بروا
نصحت فَلَم أَسمَع كلامي كأَنَّما
بآذان قومي حين أنصحهم وقر
وَلَولا شباب أيدوني بنصرهم
لما كانَ للكسر الَّذي هاضني جبر
على الصبر يا نفسي الكئيبة عوِّلي
فَلا عسر إلا سوف يعقبه يسر
وَمن حاد عن نهج الحقيقة لم يعش
ومن لم يدار الدهر ناصبه الدهر
تعلق بأهداب الطبيعة تنتفع
هناك هناك الجود والنائل الغمر
صبرت على ضيمي ببغداد حقبةً
فما سرت إلا بعد أن نفد الصبر
وَفي الأرض للرواد مرعىً وموردٌ
وفي الأرض منأىً عن مكان به ضر
وقد يبخل الإنسان في وفره على
أَخيه الَّذي أكدى ولا يبخل القطر
وقد ذقت حلو العيش دهراً ومره
إلى أن تساوى في فمي الحلو والمر
نزلت بوادي النيل أنقع غلتي
فَزالَ بماء النيل عن كبدي الحر
نزلت به بعد الفرات ودجلة
أعلُّ فأنسانيهما ماؤه الغمر
ذوت دوحة بالأمس كانَت تظلني
إذا صخدتني الشمس أفنانها الخضر
لَقَد قطعوا أغصانها وفروعها
فَلَم يَبقَ ذاكَ الفيء والورق النضر
وَلَو أن في بغداد حراً أَعزها
ولكنما بغداد لَيسَ بها حر
سوى نفر ليسوا قليلاً بعلمهم
أضاء بنور العصر منهم بها الفكر
أولئك يعتز العراق بصدقهم
ويسعد في الآتي بمسعاهم القطر
خذ الحق إن الحق يحسن أَخذه
فَليسَ به عيب سوى أنه مر
وإن طريق المجد في كل بقعة
قَريب على من سار لكنه وعر
وَلما وصلت الثغر كان لحسنه
بِوَجهي وقد أَحببته يبسم الثغر
وَها أَنا ذا ألقى بمصر رعاية
فمنها ليَ النعمى ومني لها الشكر
لَقَد سر قَلبي أن في مصر أُمةً
تمتع باستقلالها فلها الأمر
وَقَد جاهدت مصر الفتية دونه
وَبعد جهاد طال قد أَفلحت مصر
فأكرم بقوم ناضلوا عن حقوقهم
وأَشجع بقوم لا يروعهمُ الذعر
وَقوم إلى استقلال أوطانهم سعوا
أولئك فوق الأرض يبقى لهم ذكر
وَفي مصر آداب وتلك ثمارها
لأبناء مصر ثم للعرب الفخر
فَيا مصر أَنت اليوم أَكرم بقعة
حماها من الأطماع أَبناؤُها الغر
تحررت لما شئت أَن تتحرري
وَلَيسَ على حال يَليق بك الأسر
يَموت أناس في سبيل حقوقهم
وَلَيسَ يموت الحق فهو له العمر