لا تنتظروا مني الليلة نصا جميلا. لان ضميري متعب. نعم ضميري انهكه الجلوس أمام حاسوب غبي ليكتب جملة واحدة. ضميري اندس في المطبخ ساعات ليقدم السعادة وصفات مختلفة لسكان الحجر. بعدها انتقل ضميري لحملات التنشيط والتسلية والإجابة عن أسئلة الاطفال الملغزة. ثم انتهى النهار وأنا اقلب ضميري. وفي نفس الوقت اقلب خبزي الذي اكتوى مثلي بعشقه للاحتراق الصامت. ثم خرجت مع خبزي، ونحن نحترق معا، لنغني مواويل الكلثوميات الرائعة. وقف خبزي على أطلاله، أما انا فأردت ان استكشف إطلالات على المستقبل. غمزني ضميري ينبهني إلى ضرورة اخراج الخبز من الفرن. ثم مسكني ضميري من يدي نحو النار التي تأججت. ورأيت الخبز ينتشي بالاحتراق. قائلا ان من ينشر السعادة والدفء لا بد ان يكتوي ويحترق...لا حياة دون ألم ولا حب دون احتراق ولا عودة دون غياب. استغربت من تطفل الخبز على أفكاري، فنزعت يدي من الطبق لأصفع ضميري الشقي الذي يضعني مرة اخرى في ورطة مفهومية. لكن صوت الحق في انتفض وصار يقتلع يدي مني ويهدئ من روعي. تماسكت، واسترجعت انفاسي. وأنا اتمعن اشكالا من الضحكات ارتسمت على جسد الخبز الطري. فضحكنا معا وشدونا معا ثم واصل الخبز احتراقه وظل ضميري يحترق في شوق الى ان يرتاح ويعود له رشده. ويحلو له الجلوس أمام اوراقه لعله يصنع من خبزه المحترق نبيذا لعاشقي الحرية وكل الذين حكمت عليهم شرذمة من الفيروسات ألاّ يغادروا بيوتهم.
فوزية ضيف الله تونس
فوزية ضيف الله تونس