بدأ الأدباء الروس في التأثر بالشرق منذ أمد بعيد. وشهدت فتره نهاية القرن الثامن عشر تمهيد الطريق وتهيئة الأجواء لمثل هذا التأثير حيث لم تكن الموتيفات الشرقية قد تغلغلت بوضوح في الثقافة و الأدب الروسي، كما لم يكن هناك اهتمام من الأدباء الروس بالإسلام والفلسفة الإسلامية في تلك الفترة. غير أن تناول كل من فولتير ومونتسكيو للإسلام وبيان مثالية العقيدة الإسلامية و ترسخ هذه الفكرة في المنظومة الثقافية الأوربية قد ترك أثره فيما بعد علي الثقافة الروسية الأمر الذي فرض علي الاتجاه الرومانسي الروسي في بداية القرن التاسع عشر أن يملأ هذا الفراغ ويتجه إلي هذا الجزء من العالم.
وفي منتصف القرن الثامن عشر دعا الأديب الروسي الكبير ميخائيل لومونوسوف (1711-1765م) إلي التواصل مع الشرق وإرساء علاقات اقتصادية وثقافية وثيقة مع شعوب المشرق. وطرح لومونوسوف خططا لتأسيس أكاديمية للدراسات الشرقية في روسيا وقسما علميا للغات الشرقية في جامعة بطرسبرج عاصمة روسيا في تلك الفترة.
وتكررت الدعوات التي تنادي بالتقارب مع الشرق العربي و الإسلامي في كتابات الأدباء الروس من أمثال نيقولاي نوفيكوف و نيقولاي كارمزين و ألكسندر راديشيف وألكسندر جريبويدوف. وكان كارمزين ونوفيكوف أول من تناول الملاحم الشعرية العربية في كتاباتهم النقدية وأفردا لذلك صفحات في المجلات التي يرأسون تحريرها.
كما كان للشرق العربي مكانة هامة في إبداعات الشاعر الروسي الكبير وأمير شعراء روسيا بلا منازع الكسندر سيرجيفيتش بوشكين (1799-1837م). حيث أولي الشاعر اهتماما كبيرا بثقافات شعوب الشرق. و من المعروف أنه بدأ في الكتابة عن المشرق وهو يعد شابا صغيرا، كما ارتبط بعلاقات صداقة قوية مع كبار المستشرقين الروس من أمثال ن. بيتشورين. ولم يتوقف اهتمام الشاعر بالشرق العربي وحده بل بالشرق الأقصي أيضا. وقد أعلن عن رغبته في السفر إلي الصين ذات مرة ولكن السلطات رفضت السماح له بالسفر. وعند وفاته عثر في مكتبته علي الكثير من الكتب التي تتناول فلسفة شعوب الشرق.
ويحتل موضوع الشرق مساحة كبيرة في إبداعاته وكتاباته و نذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر قصيدته »من وحي القرآن» و »محاكاة العربية» و »نافورة الدموع» و»ليالي مصرية» وغيرها وهو ما يعكس معرفة الأديب الجيدة بموتيفات الأدب الشرقي القديم بشعره ونثره.
ولا يفوتنا هنا الإشارة إلي الكتاب المرجعي »مؤثرات عربية و إسلامية في الأدب الروسي» لأستاذتي الفاضلة الدكتورة مكارم الغمري و الذي يؤكد حقيقة ولع الأدباء الروس بالشرق العربي و الإسلامي. وقد أفاضت العالمة الجليلة في بيان تأثر أدباء روسيا عامة و الشاعر بوشكين بالإسلام و خاصة في قصيدته التي اختارت لها عنوانا رائعا و موفقا »قبسات من القرآن الكريم».
كما يحتل الشرق العربي مكانة مهمة في إبداعات الشاعر العظيم ميخائيل ليرمونتوف (1814-1841م). حيث نلمح الكثير من الموتيفات الفلكلورية لشعوب القوقاز وموتيفات الشعر الشرقي. ونذكر منها علي سبيل المثال قصيدة ثلاث نخلات وعزرائيل وقصة شرقية وغيرها. وفي قصيدة الجدل قدم ليرمونتوف صورة تعبيرية فنية للشرق. وفي حوار شهير له مع أ. كرايفسكي يقول: لقد تعلمت الكثير من شعوب الشرق في آسيا ولكم أود أن أتغلغل في وعيهم و فلسفتهم و رؤيتهم للعالم المحيط والذي لا زلنا لا نفهم إلا القليل منها. ولكن صدقني. الشرق منجم للتجليات و الإلهام
ومنذ أربعينيات القرن التاسع عشر أصبح موضوع الشرق من الموضوعات التي تحظي باهتمام دائم ومستمر ومتزايد علي صفحات المجلات الروسية و إبداعات الأدباء. وقد ارتبط ذلك بفترة كانت فيها روسيا تبحث عن طريق تسلكه مستقبلا و تحاول تحديد وجهتها الحضارية. وكان هذا هو التحدي الذي يقف أمامه المجتمع الروسي بعد الأزمة الطاحنة التي عاشتها روسيا بعد انهيار منظومة العلاقات الإقطاعية. وكان الأدباء يطرحون أفكارهم ورؤاهم عن طرق التطور في الشرق و الغرب. واستمر النقاش حتي عندما احتدم الجدل بين مؤيدي التقارب السلافي ومؤيدي التقارب مع الغرب.
وفي فترة حراك الديمقراطيين الثوريين في منتصف القرن التاسع عشر استمر اهتمام الكتاب بالمشرق و نذكر منهم جيرتسين و بيلينسكي و شيرنيشيفسكي و دوبروليوبوف. كان هؤلاء ينادون بإحداث تحولات جذرية في روسيا وإلي استيعاب تجربة النضال الثوري في الغرب مع التطلع دوما إلي المشرق واستلهام الدروس منه بوصفه مهد الحضارات و الثقافات الإنسانية. و تحدث هؤلاء عن أن الظروف التاريخية المعروفة كانت السبب في أن تبقي شعوب المشرق في إفريقيا و آسيا بعيدة عن التقدم العالمي. إلا أن هذا الوضع سيزول يوما ما.
وقام ليو تولستوي بمواصلة هذا التقليد في الأدب الروسي بل و طوره و أثراه. وتميز عن سابقيه باهتمامه البالغ بالتراث الروحي للشرق وتسامحه مع دياناته. وقد احتل الشرق مكانة كبيرة في إبداعات الكاتب حيث قضي وقتا طويلا في التعرف علي الثقافات الشرقية والتواصل مع ممثلي الشعوب الشرقية وكان له تواصل شبه يومي مع أناس من الشرق وربطته بالعديد منهم صداقات و إخوة. ومثلما كان الشاعر بوشكين أولع تولستوي بالشرق عموما سواء الشرق الأوسط أو الأقصي وقد شهدت قريته ياسنويا بوليانا توافد العديد من المفكرين من اليابان و الصين و الهند و بلدان وسط آسيا.
كما درس تولستوي الديانات الشرقية القديمة وكان أول الأدباء الروس الذين تواصلوا مع كبار المفكرين في إفريقيا وآسيا ويستحق بذلك أن يوصف بالجسر الحي للتواصل الثقافي بين الثقافة الروسية و ثقافات شعوب الشرق.
ومن إبداعات الكاتب عن الشرق نذكر ترجماته لفلكلور شعوب آسيا ومقالاته عن قدامي المفكرين في المشرق ودعمه لإعادة إصدار أعمالهم في روسيا.
وتحدث كتاب وشعراء روسيا في النصف الثاني من التاسع عشر وبدايات القرن العشرين عن مصير المشرق و شعوبه و ثقافاته. ونذكر منهم دوستويفسكي و نيكراسوف وأوسبينسكي وشيدرين وتورجينيف وجونشاروف وبعده تشيكوف وكورولنكو وجوركي. وقد أعرب جميعهم تقريبا عن تعاطفه مع شعوب الشرق. ويمكن القول دون مبالغة أن الاهتمام بالشرق رافق الحياة الفكرية و الاجتماعية و الأدبية الروسية في القرن الثامن عشر والتاسع عشر و حتي مطلع القرن الماضي.
وعند الحديث عن الشرق في الأدب الروسي لا يمكن تجاهل دور الأديب الروسي و أول الحاصلين علي جائزة نوبل من روسيا إيفان بونين. درس بونين القرآن قبل سفرة إلي القسطنطينية في عام 1903م، وكان يعاني من أزمة نفسية شديدة. كما درس الإنجيل والمعتقدات الأخري لدي شعوب الشرق. ومن مؤلفاته التي تأثر فيها بالإنجيل نذكر يوم الغضب و الحلم. كما استلهم من القرآن الكريم أفكارا للعديد من الأعمال منها ليلة القدر و تمجيد و السر و الطائر وغيرها .
وفي نهايات القرن العشرين و بداية القرن الحادي والعشرين عادت الثقافة الروسية إلي الاهتمام بالشرق بعد فترة من التجاهل النسبي أثناء الحقبة السوفيتية. وبدا موضوع الشرق مرتبطا بمجموعة من القضايا الاجتماعية والسياسية.
ويبدو الشرق في إبداعات الكتاب الروس المعاصرين حضارة خاصة تحظي بأهمية كبيرة من قبل الأدباء الروس. ويمكن القول بأن عدد عناصر الثقافة الشرقية في الأدب الروسي المعاصر يتزايد يوما بعد يوم. ولكن ربما تكمن القضية الأساسية في مدي قدرة الأدب الروسي في العقود المقبلة علي تجنب نظرية الصدام الحتمي بين ثقافتي الشرق والغرب وأن يبقي هذا الأدب كما عهدناه دوما أدبا قادرا علي التفاعل مع الثقافات الأخري وعلي النظر إلي نفسه بأعين الآخرين وهو السر فيما وصل إليه من رقي و تقدم بين آداب العالم.
د. محمد نصر الدين الجبالي
عن جريدة أخبار الادب المصرية
وفي منتصف القرن الثامن عشر دعا الأديب الروسي الكبير ميخائيل لومونوسوف (1711-1765م) إلي التواصل مع الشرق وإرساء علاقات اقتصادية وثقافية وثيقة مع شعوب المشرق. وطرح لومونوسوف خططا لتأسيس أكاديمية للدراسات الشرقية في روسيا وقسما علميا للغات الشرقية في جامعة بطرسبرج عاصمة روسيا في تلك الفترة.
وتكررت الدعوات التي تنادي بالتقارب مع الشرق العربي و الإسلامي في كتابات الأدباء الروس من أمثال نيقولاي نوفيكوف و نيقولاي كارمزين و ألكسندر راديشيف وألكسندر جريبويدوف. وكان كارمزين ونوفيكوف أول من تناول الملاحم الشعرية العربية في كتاباتهم النقدية وأفردا لذلك صفحات في المجلات التي يرأسون تحريرها.
كما كان للشرق العربي مكانة هامة في إبداعات الشاعر الروسي الكبير وأمير شعراء روسيا بلا منازع الكسندر سيرجيفيتش بوشكين (1799-1837م). حيث أولي الشاعر اهتماما كبيرا بثقافات شعوب الشرق. و من المعروف أنه بدأ في الكتابة عن المشرق وهو يعد شابا صغيرا، كما ارتبط بعلاقات صداقة قوية مع كبار المستشرقين الروس من أمثال ن. بيتشورين. ولم يتوقف اهتمام الشاعر بالشرق العربي وحده بل بالشرق الأقصي أيضا. وقد أعلن عن رغبته في السفر إلي الصين ذات مرة ولكن السلطات رفضت السماح له بالسفر. وعند وفاته عثر في مكتبته علي الكثير من الكتب التي تتناول فلسفة شعوب الشرق.
ويحتل موضوع الشرق مساحة كبيرة في إبداعاته وكتاباته و نذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر قصيدته »من وحي القرآن» و »محاكاة العربية» و »نافورة الدموع» و»ليالي مصرية» وغيرها وهو ما يعكس معرفة الأديب الجيدة بموتيفات الأدب الشرقي القديم بشعره ونثره.
ولا يفوتنا هنا الإشارة إلي الكتاب المرجعي »مؤثرات عربية و إسلامية في الأدب الروسي» لأستاذتي الفاضلة الدكتورة مكارم الغمري و الذي يؤكد حقيقة ولع الأدباء الروس بالشرق العربي و الإسلامي. وقد أفاضت العالمة الجليلة في بيان تأثر أدباء روسيا عامة و الشاعر بوشكين بالإسلام و خاصة في قصيدته التي اختارت لها عنوانا رائعا و موفقا »قبسات من القرآن الكريم».
كما يحتل الشرق العربي مكانة مهمة في إبداعات الشاعر العظيم ميخائيل ليرمونتوف (1814-1841م). حيث نلمح الكثير من الموتيفات الفلكلورية لشعوب القوقاز وموتيفات الشعر الشرقي. ونذكر منها علي سبيل المثال قصيدة ثلاث نخلات وعزرائيل وقصة شرقية وغيرها. وفي قصيدة الجدل قدم ليرمونتوف صورة تعبيرية فنية للشرق. وفي حوار شهير له مع أ. كرايفسكي يقول: لقد تعلمت الكثير من شعوب الشرق في آسيا ولكم أود أن أتغلغل في وعيهم و فلسفتهم و رؤيتهم للعالم المحيط والذي لا زلنا لا نفهم إلا القليل منها. ولكن صدقني. الشرق منجم للتجليات و الإلهام
ومنذ أربعينيات القرن التاسع عشر أصبح موضوع الشرق من الموضوعات التي تحظي باهتمام دائم ومستمر ومتزايد علي صفحات المجلات الروسية و إبداعات الأدباء. وقد ارتبط ذلك بفترة كانت فيها روسيا تبحث عن طريق تسلكه مستقبلا و تحاول تحديد وجهتها الحضارية. وكان هذا هو التحدي الذي يقف أمامه المجتمع الروسي بعد الأزمة الطاحنة التي عاشتها روسيا بعد انهيار منظومة العلاقات الإقطاعية. وكان الأدباء يطرحون أفكارهم ورؤاهم عن طرق التطور في الشرق و الغرب. واستمر النقاش حتي عندما احتدم الجدل بين مؤيدي التقارب السلافي ومؤيدي التقارب مع الغرب.
وفي فترة حراك الديمقراطيين الثوريين في منتصف القرن التاسع عشر استمر اهتمام الكتاب بالمشرق و نذكر منهم جيرتسين و بيلينسكي و شيرنيشيفسكي و دوبروليوبوف. كان هؤلاء ينادون بإحداث تحولات جذرية في روسيا وإلي استيعاب تجربة النضال الثوري في الغرب مع التطلع دوما إلي المشرق واستلهام الدروس منه بوصفه مهد الحضارات و الثقافات الإنسانية. و تحدث هؤلاء عن أن الظروف التاريخية المعروفة كانت السبب في أن تبقي شعوب المشرق في إفريقيا و آسيا بعيدة عن التقدم العالمي. إلا أن هذا الوضع سيزول يوما ما.
وقام ليو تولستوي بمواصلة هذا التقليد في الأدب الروسي بل و طوره و أثراه. وتميز عن سابقيه باهتمامه البالغ بالتراث الروحي للشرق وتسامحه مع دياناته. وقد احتل الشرق مكانة كبيرة في إبداعات الكاتب حيث قضي وقتا طويلا في التعرف علي الثقافات الشرقية والتواصل مع ممثلي الشعوب الشرقية وكان له تواصل شبه يومي مع أناس من الشرق وربطته بالعديد منهم صداقات و إخوة. ومثلما كان الشاعر بوشكين أولع تولستوي بالشرق عموما سواء الشرق الأوسط أو الأقصي وقد شهدت قريته ياسنويا بوليانا توافد العديد من المفكرين من اليابان و الصين و الهند و بلدان وسط آسيا.
كما درس تولستوي الديانات الشرقية القديمة وكان أول الأدباء الروس الذين تواصلوا مع كبار المفكرين في إفريقيا وآسيا ويستحق بذلك أن يوصف بالجسر الحي للتواصل الثقافي بين الثقافة الروسية و ثقافات شعوب الشرق.
ومن إبداعات الكاتب عن الشرق نذكر ترجماته لفلكلور شعوب آسيا ومقالاته عن قدامي المفكرين في المشرق ودعمه لإعادة إصدار أعمالهم في روسيا.
وتحدث كتاب وشعراء روسيا في النصف الثاني من التاسع عشر وبدايات القرن العشرين عن مصير المشرق و شعوبه و ثقافاته. ونذكر منهم دوستويفسكي و نيكراسوف وأوسبينسكي وشيدرين وتورجينيف وجونشاروف وبعده تشيكوف وكورولنكو وجوركي. وقد أعرب جميعهم تقريبا عن تعاطفه مع شعوب الشرق. ويمكن القول دون مبالغة أن الاهتمام بالشرق رافق الحياة الفكرية و الاجتماعية و الأدبية الروسية في القرن الثامن عشر والتاسع عشر و حتي مطلع القرن الماضي.
وعند الحديث عن الشرق في الأدب الروسي لا يمكن تجاهل دور الأديب الروسي و أول الحاصلين علي جائزة نوبل من روسيا إيفان بونين. درس بونين القرآن قبل سفرة إلي القسطنطينية في عام 1903م، وكان يعاني من أزمة نفسية شديدة. كما درس الإنجيل والمعتقدات الأخري لدي شعوب الشرق. ومن مؤلفاته التي تأثر فيها بالإنجيل نذكر يوم الغضب و الحلم. كما استلهم من القرآن الكريم أفكارا للعديد من الأعمال منها ليلة القدر و تمجيد و السر و الطائر وغيرها .
وفي نهايات القرن العشرين و بداية القرن الحادي والعشرين عادت الثقافة الروسية إلي الاهتمام بالشرق بعد فترة من التجاهل النسبي أثناء الحقبة السوفيتية. وبدا موضوع الشرق مرتبطا بمجموعة من القضايا الاجتماعية والسياسية.
ويبدو الشرق في إبداعات الكتاب الروس المعاصرين حضارة خاصة تحظي بأهمية كبيرة من قبل الأدباء الروس. ويمكن القول بأن عدد عناصر الثقافة الشرقية في الأدب الروسي المعاصر يتزايد يوما بعد يوم. ولكن ربما تكمن القضية الأساسية في مدي قدرة الأدب الروسي في العقود المقبلة علي تجنب نظرية الصدام الحتمي بين ثقافتي الشرق والغرب وأن يبقي هذا الأدب كما عهدناه دوما أدبا قادرا علي التفاعل مع الثقافات الأخري وعلي النظر إلي نفسه بأعين الآخرين وهو السر فيما وصل إليه من رقي و تقدم بين آداب العالم.
د. محمد نصر الدين الجبالي
عن جريدة أخبار الادب المصرية