النّص: (جحود)
النّاص: (محمد فري)
رؤية بقلم: (عباس العكري)
النّص الأصلي:
جحود
أغمض عينيه متعبا
استرجع ماضيا ندم فيه على عدم توفقه في حسن اختيار شريكة حياته؛
لم يوقظه من كابوسه سوى صوتها وهي تناوله حبة الدواء!
انتهت
توطئة وتمهيد:
هذه إحدى القراءات الظاهرية للنص الذي قد يحمل أبعادا ودلالات مختلفة باختلاف الوسط الذي نسقطه عليه. وبتفاعلنا معه نسعى للمشاركة في صناعة المعنى وتفسيره كي نمارس سلوك القراءة ونلتحم مع النص. محاولا سبر أغواره بالتأمل في هيكله وأسلوبه وكشف عوالمه وسد ثغراته ومقصديته بدءا من العنوان حتى العبارات السردية وبين الفضاءات والعلاقات الخفية باتباع القرائن. فما موضوع النص؟ وما الأساليب التي وظفها القاص وصولا إلى مرماه؟ محاولا الإجابة على تلكم الأسئلة للوقوف على القضية المطروحة فنيا وجماليا ونأمل الموفقية والسداد.
أولا: البعد الفلسفي والإيحاءات الرمزية:
يسعى النص لجعل المتلقي مدركا لتبعات التعجل وعدم التريث ويدعو للتأمل في حسن اختيار شريك الحياة والإدراك والوعي الكافي لما يتطلبه حسن الاختيار وعليه ينبغي علينا البحث بدقة لاتخاذ القرار مع تحمل المسؤولية الشخصية للوصول للسعادة الأسرية وكل ذلك يتطلب الاجتهاد منا لتحقيق السعادة الزوجية كيلا يحصل الندم بعد فوات الأوان.
ويسلط النص جحود على قضية اجتماعية وواقعة سوداوية لزوج يلوم نفسه جراء سوء اختياره لشريك الحياة بالرغم من أنه هو الجاحد لفضلها حيث أنها هي التي تهتم به وتراعي ظروفه الصحية.
على أن النص يصلح لأن يكون شاملا وعاما لقضايا عدة في حسن الاختيار لكافة المجالات كالتخصص المهني والأكاديمي و كافة مجالات الحياة وشؤونها، مع التأمل لما يطرحه النص من فلسفة عميقة وهي أنه ينبغي على الإنسان قبل اللوم لمن هم حوله وقبل أن يتصف بالجحود عليه أن يتأمل في واقعه بدلا من اجترار أحداث الزمن كيلا يصاب بالمرض النفسي ولن ينفع بعدها أي دواء وعليه أن يغير الإنسان منظوره الشخصي لما ينبغي النظر له بدقة وتأمل فما تنفع الراحة البدنية بالنوم ولا الدواء مادامت النفس مريضة بوهم الظلامة والارتهان للماضي.
ثانيا العنوان صياغته ودلالته:
أول ما يستفز المتلقي هو هذا العنوان المركز الذي يولّد عدة تساؤلات، فإلى أي حد يعكس العنوان مضمون النص؟ وإلى أي حد تصح هذه الفرضية؟ وما الرهان الذي راهن عليه النّاص؟
وبسؤال القارئ عن خلفيات العنوان: الظاهرة منها والمضمرة، نلاحظ استعمال الكاتب عنوان النص اسما نكرة مفردة جُحود من مصدر الفعل الماضي جحَدَ أي جحده حقه أو بحقه : أنكره، ولم يعترف به. كما أن الجَحْدُ والجُحُود: نقيض الإِقرار كالإِنكار والمعرفة.
مما يوحي دلاليا بالحزن والظلامة، كما يدل العنوان على أنّ النص سيتحدث عن من يتم تقديم المعروف له ويقابله بالجحد والإنكار لصاحبه.
وهذا الاستعمال يفيد رغبة الكاتب في الوقوف على الحدث وتوجد الكثير من الأمثلة على مواقف الجحود في واقعنا، منها الزوجة التي أفنت حياتها في خدمة زوجها بينما يراها أنها لاتصلح أن تكون شريكة معه في حياته.
إنّ الزوج الجاحِد وهو اسم فاعل من الفعل جَحَدَ، والجاحد للنِّعم هو الشخص الكافر بها والنّاكر لها، والجاحِد هو الشخص المُنكر للنعمة، أو المعروف، والرّافِض لردّه إلى أهله أو الاعتراف به، والجُحود ضد للاعتراف، والتَّصديق، والإيمان، كما قيل أن الجحود هو الإنكار مع العلم، أي رفض الاعتراف بالشيء بالرغم من يقين الشخص به. فأي جحود أعظم من نكران نعمة الزوجة التي ترعى زوجها وتهتم به وتقدم له الدواء؟
إنّ الزوج الجاحِد يشعرنا بالضّيق عند التعامُل معه، ونتساءل، لماذا لم يُقدّر كلّ ما قدّمته له زوجته؟ لم الجحود بدلا من الوفاء لها، فلربما كان الجُحود صفة نابعة من شخصية الزوج ذاتها، أكثر من أن الظروف التي التي واجهها.
ثالثا الشخصيات والحوار:
الشخصية الجاحدة المتمثلة في الزوج المريض المتعب نفسيا والشخصية الوفية الممثلة في الزوجة التي تقدم العلاج له، مع الحوار الداخلي والنجوى الذاتية لوعي الشخصية والحياة الذهنية المتمثلة في من يعيش الكوابيس والزمن الماضي دون وعي وانتباهة. وإن لم يكن هناك حوار ملفوظ منطوق ولكنه مفهوم لدى القاريء ويتمثل في سد الفراغات المسكوت عنها.
رابعا البيئة الزمكانية:
للزمكانية في النص ثلاثة عوالم ، كعالم اليقظة والتعب وعالم النوم والكوابيس وعالم الغفلة والجحود
فمن وضعية البداية (الاستهلال) الافتتاحية: (أغمض عينيه متعبا) حتى وضعية الوسط: (التلاحق الومضي): (استرجع ماضيا ندم فيه على عدم توفقه في حسن اختيار شريكة حياته؛لم يوقظه من كابوسه سوى صوتها) وختاما بوضعية النهاية: (الخاتمة): (وهي تناوله حبة الدواء!) من منزله ومعيشته الأسرية إلى عالم الوهم والسرحان في الماضي.
خامسا تقنيات وأسلوب السرد ووجهة نظر الراوي:
انتهج القاص طريقة السرد الذاتي بسرده الحوادث بضمير الغائب والعالم بتفصيلات وخبايا النفس مستخدما السرعة بسرد مايجري (استرجع ماضيا) دون تفصيل لكينونيته مع تقنية البطء وتعطيل السرد بجملة معترضة: (عدم توفقه في حسن اختيار شريكة حياته) على أنّ علامة التعجّب في كلمة (الدواء!)لم تكتب اعتباطا بل قد كشفت لنا رؤية السارد بأن الجاحد هو الزوج لا الزوجة ولكننا نجهل ذلك الماضي من خلال الحذف والإيجاز إلا أنّ كلمة (كابوسه) تدل على أنه رغم الاستيقاظ من صوت شريكة حياته إلاّ أنه لم يستيقظ من نومة الضمير وغفلته.
بدأ النص بحركة زمن السرد الحالي من خلال الفعل الماضي (أغمض عينيه) ليبدأ بتقنية الاسترجاع من خلال الجملة الفعلية (استرجع ماضيا ) بتقنية الخلاصة واختزال الحادثة دون أن يذكر القاص شيئا من تفصيلات تلك الذكريات وماتحويه من كوابيس، ثم عاد بالزمن الحاضر من خلال الفعل المنفي: (لم يوقظه) ليعود السرد للزمن الحاضر على أن المفارقة العجيبة أنه بفتح عينيه التي أغمضها لم تستيقظ نفسه الجاحدة التي لاترى وفاء لزوجته، فخاب فعل إغماض العين الباحثة للراحة من التعب الجسدي حيث أنه انتقل من فضاء إلى فضاء خارجي إلى عالم النوم لا اليقظة التي لايزال فيها غير واع لما حوله من ظلم لزوجته بدلا من الشكر لها، حيث أن حبة الدواء كشفت لنا جليا أن الزوجة قائمة بدورها بالرعاية والاهتمام لزوجها وليست جاحدة له.
سادسا البناء واللغة والتصوير الفني والتراكيب:
أفعال مرتبطة بالحالة النفسية: هيئة الفعل الماضي ثلاثة أفعال للزوج: (أغمض/ استرجع/ ندم) تدل على التعب والحزن والظلامة، وهيئة الفعل المضارع فعلين اثنين للزوجة: (يوقظه / تناوله) ودلاليا على المعروف والمساعدة والجملة التفسيرية الشارحة للسارد: (عدم توفقه في حسن اختيار شريكة حياته) رأي السارد بوضوح لما يختلج في النفس البشرية، مما أعطى للنص قوته في السرعة والإنجاز وتنوع مدلالولات الجمل. فمن حركة إغماض العين يكمن غياب الوعي ومن الاسترجاع للماضي تظهر الأمنيات المكبوتة ومن الندم تطفو المشاعر السلبية، إنها دلالات لغياب الوعي البشري عن الواقع المعاش والطموح المأمول.
سابعا الحصيلة:
استطاع النّص تحقيق الهدف منه ونقل المعاناة النفسية للمتلقي من خلال حسن العنوان الكاشف جزئيا عن بؤرة القصة هذه قراءة ظاهرية للنص، حيث نقلتنا إلى الشعور بالتعب من خلال كوننا ضحايا إلا أننا في الواقع نحن الجناة الجاحدون لما نعيشه في وهم الماضي وقد نجح بأناقة العبارة والتعبير عن العواطف الإنسانيّة وتوظيف الأدب الكلاسيكي للمثل الأخلاقية وعلاج القضايا الإنسانية والاجتماعية وخاصة المشكلات الأسرية والانحرافات السلوكية. مع رغبتنا لو كان العنوان غير كاشف للنص مع اعترافنا بأن العنوان كان مساهما في معرفة صلب النص المطروح، وكذلك لو تم حذف الجملة التفسيرية الشارحة الإخبارية وجعل القفلة ذات أبعاد مفتوحة وأكثر دهشة وغرابة
إنها حكاية الوجدان والضمير والغفلة وغياب الوعي عن النفس البشرية... بقلم /عباس العكري
النّاص: (محمد فري)
رؤية بقلم: (عباس العكري)
النّص الأصلي:
جحود
أغمض عينيه متعبا
استرجع ماضيا ندم فيه على عدم توفقه في حسن اختيار شريكة حياته؛
لم يوقظه من كابوسه سوى صوتها وهي تناوله حبة الدواء!
انتهت
توطئة وتمهيد:
هذه إحدى القراءات الظاهرية للنص الذي قد يحمل أبعادا ودلالات مختلفة باختلاف الوسط الذي نسقطه عليه. وبتفاعلنا معه نسعى للمشاركة في صناعة المعنى وتفسيره كي نمارس سلوك القراءة ونلتحم مع النص. محاولا سبر أغواره بالتأمل في هيكله وأسلوبه وكشف عوالمه وسد ثغراته ومقصديته بدءا من العنوان حتى العبارات السردية وبين الفضاءات والعلاقات الخفية باتباع القرائن. فما موضوع النص؟ وما الأساليب التي وظفها القاص وصولا إلى مرماه؟ محاولا الإجابة على تلكم الأسئلة للوقوف على القضية المطروحة فنيا وجماليا ونأمل الموفقية والسداد.
أولا: البعد الفلسفي والإيحاءات الرمزية:
يسعى النص لجعل المتلقي مدركا لتبعات التعجل وعدم التريث ويدعو للتأمل في حسن اختيار شريك الحياة والإدراك والوعي الكافي لما يتطلبه حسن الاختيار وعليه ينبغي علينا البحث بدقة لاتخاذ القرار مع تحمل المسؤولية الشخصية للوصول للسعادة الأسرية وكل ذلك يتطلب الاجتهاد منا لتحقيق السعادة الزوجية كيلا يحصل الندم بعد فوات الأوان.
ويسلط النص جحود على قضية اجتماعية وواقعة سوداوية لزوج يلوم نفسه جراء سوء اختياره لشريك الحياة بالرغم من أنه هو الجاحد لفضلها حيث أنها هي التي تهتم به وتراعي ظروفه الصحية.
على أن النص يصلح لأن يكون شاملا وعاما لقضايا عدة في حسن الاختيار لكافة المجالات كالتخصص المهني والأكاديمي و كافة مجالات الحياة وشؤونها، مع التأمل لما يطرحه النص من فلسفة عميقة وهي أنه ينبغي على الإنسان قبل اللوم لمن هم حوله وقبل أن يتصف بالجحود عليه أن يتأمل في واقعه بدلا من اجترار أحداث الزمن كيلا يصاب بالمرض النفسي ولن ينفع بعدها أي دواء وعليه أن يغير الإنسان منظوره الشخصي لما ينبغي النظر له بدقة وتأمل فما تنفع الراحة البدنية بالنوم ولا الدواء مادامت النفس مريضة بوهم الظلامة والارتهان للماضي.
ثانيا العنوان صياغته ودلالته:
أول ما يستفز المتلقي هو هذا العنوان المركز الذي يولّد عدة تساؤلات، فإلى أي حد يعكس العنوان مضمون النص؟ وإلى أي حد تصح هذه الفرضية؟ وما الرهان الذي راهن عليه النّاص؟
وبسؤال القارئ عن خلفيات العنوان: الظاهرة منها والمضمرة، نلاحظ استعمال الكاتب عنوان النص اسما نكرة مفردة جُحود من مصدر الفعل الماضي جحَدَ أي جحده حقه أو بحقه : أنكره، ولم يعترف به. كما أن الجَحْدُ والجُحُود: نقيض الإِقرار كالإِنكار والمعرفة.
مما يوحي دلاليا بالحزن والظلامة، كما يدل العنوان على أنّ النص سيتحدث عن من يتم تقديم المعروف له ويقابله بالجحد والإنكار لصاحبه.
وهذا الاستعمال يفيد رغبة الكاتب في الوقوف على الحدث وتوجد الكثير من الأمثلة على مواقف الجحود في واقعنا، منها الزوجة التي أفنت حياتها في خدمة زوجها بينما يراها أنها لاتصلح أن تكون شريكة معه في حياته.
إنّ الزوج الجاحِد وهو اسم فاعل من الفعل جَحَدَ، والجاحد للنِّعم هو الشخص الكافر بها والنّاكر لها، والجاحِد هو الشخص المُنكر للنعمة، أو المعروف، والرّافِض لردّه إلى أهله أو الاعتراف به، والجُحود ضد للاعتراف، والتَّصديق، والإيمان، كما قيل أن الجحود هو الإنكار مع العلم، أي رفض الاعتراف بالشيء بالرغم من يقين الشخص به. فأي جحود أعظم من نكران نعمة الزوجة التي ترعى زوجها وتهتم به وتقدم له الدواء؟
إنّ الزوج الجاحِد يشعرنا بالضّيق عند التعامُل معه، ونتساءل، لماذا لم يُقدّر كلّ ما قدّمته له زوجته؟ لم الجحود بدلا من الوفاء لها، فلربما كان الجُحود صفة نابعة من شخصية الزوج ذاتها، أكثر من أن الظروف التي التي واجهها.
ثالثا الشخصيات والحوار:
الشخصية الجاحدة المتمثلة في الزوج المريض المتعب نفسيا والشخصية الوفية الممثلة في الزوجة التي تقدم العلاج له، مع الحوار الداخلي والنجوى الذاتية لوعي الشخصية والحياة الذهنية المتمثلة في من يعيش الكوابيس والزمن الماضي دون وعي وانتباهة. وإن لم يكن هناك حوار ملفوظ منطوق ولكنه مفهوم لدى القاريء ويتمثل في سد الفراغات المسكوت عنها.
رابعا البيئة الزمكانية:
للزمكانية في النص ثلاثة عوالم ، كعالم اليقظة والتعب وعالم النوم والكوابيس وعالم الغفلة والجحود
فمن وضعية البداية (الاستهلال) الافتتاحية: (أغمض عينيه متعبا) حتى وضعية الوسط: (التلاحق الومضي): (استرجع ماضيا ندم فيه على عدم توفقه في حسن اختيار شريكة حياته؛لم يوقظه من كابوسه سوى صوتها) وختاما بوضعية النهاية: (الخاتمة): (وهي تناوله حبة الدواء!) من منزله ومعيشته الأسرية إلى عالم الوهم والسرحان في الماضي.
خامسا تقنيات وأسلوب السرد ووجهة نظر الراوي:
انتهج القاص طريقة السرد الذاتي بسرده الحوادث بضمير الغائب والعالم بتفصيلات وخبايا النفس مستخدما السرعة بسرد مايجري (استرجع ماضيا) دون تفصيل لكينونيته مع تقنية البطء وتعطيل السرد بجملة معترضة: (عدم توفقه في حسن اختيار شريكة حياته) على أنّ علامة التعجّب في كلمة (الدواء!)لم تكتب اعتباطا بل قد كشفت لنا رؤية السارد بأن الجاحد هو الزوج لا الزوجة ولكننا نجهل ذلك الماضي من خلال الحذف والإيجاز إلا أنّ كلمة (كابوسه) تدل على أنه رغم الاستيقاظ من صوت شريكة حياته إلاّ أنه لم يستيقظ من نومة الضمير وغفلته.
بدأ النص بحركة زمن السرد الحالي من خلال الفعل الماضي (أغمض عينيه) ليبدأ بتقنية الاسترجاع من خلال الجملة الفعلية (استرجع ماضيا ) بتقنية الخلاصة واختزال الحادثة دون أن يذكر القاص شيئا من تفصيلات تلك الذكريات وماتحويه من كوابيس، ثم عاد بالزمن الحاضر من خلال الفعل المنفي: (لم يوقظه) ليعود السرد للزمن الحاضر على أن المفارقة العجيبة أنه بفتح عينيه التي أغمضها لم تستيقظ نفسه الجاحدة التي لاترى وفاء لزوجته، فخاب فعل إغماض العين الباحثة للراحة من التعب الجسدي حيث أنه انتقل من فضاء إلى فضاء خارجي إلى عالم النوم لا اليقظة التي لايزال فيها غير واع لما حوله من ظلم لزوجته بدلا من الشكر لها، حيث أن حبة الدواء كشفت لنا جليا أن الزوجة قائمة بدورها بالرعاية والاهتمام لزوجها وليست جاحدة له.
سادسا البناء واللغة والتصوير الفني والتراكيب:
أفعال مرتبطة بالحالة النفسية: هيئة الفعل الماضي ثلاثة أفعال للزوج: (أغمض/ استرجع/ ندم) تدل على التعب والحزن والظلامة، وهيئة الفعل المضارع فعلين اثنين للزوجة: (يوقظه / تناوله) ودلاليا على المعروف والمساعدة والجملة التفسيرية الشارحة للسارد: (عدم توفقه في حسن اختيار شريكة حياته) رأي السارد بوضوح لما يختلج في النفس البشرية، مما أعطى للنص قوته في السرعة والإنجاز وتنوع مدلالولات الجمل. فمن حركة إغماض العين يكمن غياب الوعي ومن الاسترجاع للماضي تظهر الأمنيات المكبوتة ومن الندم تطفو المشاعر السلبية، إنها دلالات لغياب الوعي البشري عن الواقع المعاش والطموح المأمول.
سابعا الحصيلة:
استطاع النّص تحقيق الهدف منه ونقل المعاناة النفسية للمتلقي من خلال حسن العنوان الكاشف جزئيا عن بؤرة القصة هذه قراءة ظاهرية للنص، حيث نقلتنا إلى الشعور بالتعب من خلال كوننا ضحايا إلا أننا في الواقع نحن الجناة الجاحدون لما نعيشه في وهم الماضي وقد نجح بأناقة العبارة والتعبير عن العواطف الإنسانيّة وتوظيف الأدب الكلاسيكي للمثل الأخلاقية وعلاج القضايا الإنسانية والاجتماعية وخاصة المشكلات الأسرية والانحرافات السلوكية. مع رغبتنا لو كان العنوان غير كاشف للنص مع اعترافنا بأن العنوان كان مساهما في معرفة صلب النص المطروح، وكذلك لو تم حذف الجملة التفسيرية الشارحة الإخبارية وجعل القفلة ذات أبعاد مفتوحة وأكثر دهشة وغرابة
إنها حكاية الوجدان والضمير والغفلة وغياب الوعي عن النفس البشرية... بقلم /عباس العكري