محمد نشأت الشريف - المحطات.. شعر

المحطات..
لا تصطفى جهة..
أو مدى
هى مزروعة..
كخيال المآتة..
ما مرة ركب السكْر أو عربدا
الموانئ فى جهة،
وهى فى جهة والمنارة
ما ملكت فى السفائن بارحة،
أو غدا
هى جالسة كرضيع،
وما انطلقت
مرة كالقطار
الذى فاتها،
طاحنا ظله الأمردا
وهى شاخصة ـــ كعيى ــــ
وفى صمتها نبأ العاشقين،
فتدخل – كالريح –
بين أيادى المحبين،
تشرب دمعات من يرحلون،
وتقرأ أوجه مَن
– بعد غيبتهم –
يلتقون،
وما لقيت من يحاورها مرة،
لا، وما وجدت معجبا واحدا
حملت غلة العائدين..
إلى ذهب الذاهبين،
وما غافلت – مرة – أحدا
هى ضاربة..
فى الهجير،
ومقرورة من صفير القطار
الذى أرعدا
منعوها الحداء..
الذى كان فى الصيف
أو فى الشتـاء..
يبُل الصدى،
حينما حبسوا فى مخازنها..
جرسا طالما أنشدا
وإذا فتح الليل معطفها،
عالج الليل أضلاعها بالندى
فى الصباح يحج إليها الجميع،
فتفتح بوابة المنتدى
ويطل القطار
فيهرب منها الجميع،
وقد حبسوا شكرهم عمن احتضنت..
كل من سار، أومن عدا
يتركون المحطة
لا نادمين على فقدها،
لا،ولا مغرمين بأوقاتها،
وهى ما نسيت معهم موعدا
"كأبى الهول"
تفضح ألفاظ من يعجمون،
وترسل فى
إثر عوراتهم علنى الصدى
المحطات
– فى دأبها –
مالها
مالها من حبيب يخاف عليها،
ولا أخت تهفو إليها،
ولا أم طرزت
الشال حتى يزغرد
فى كتفيها،
ولا أب غاب..
فأصبح من توه عائدا
البريد الذى فوق
أكتافها يتساءل:
هل هناك رسائل
تعرف عنوانها –
مع من راح أو من غدا؟!!

(1999)
أعلى