افتتح برنامج الدكتوراه في قسم اللغة العربية قبل عامين تقريبا ، ولكن فكرة إنشائه تعود إلى سنوات خلت تقارب عقدا من الزمن ، فقد دعا رئيس الجامعة ، في حينه ، الدكتور رامي الحمدلله قسم اللغة العربية إلى مكتبه ليتباحث مع أعضائه في موضوعات تخص القسم متعدد المشاكل الذي أزعج إدارة الجامعة لسنوات طويلة كما لم يزعجها قسم آخر ، وكان التدريس الإضافي سببا من أسباب مشاكل القسم ، وغالبا ما اختلف الزملاء فيما بينهم حول اقتسام الساعات الفائضة عن نصابهم .
كان أعضاء هيئة التدريس غالبا ما يترددون على مكتب النائب الأكاديمي لشرح وجهات نظرهم وإبداء رأيهم فيما يجري ، حتى فاض الكيل مع رئاسة الجامعة فدعت إلى اجتماع لتدارس الأوضاع .
في الاجتماع طرح رئيس الجامعة فكرة افتتاح برنامج دكتوراه في تخصص القسم ، ووجهة نظره أن القسم يضم بين أعضاء أسرته تسعة من المحاضرين برتبة أستاذ دكتور ، وهو بذلك أكثر قسم في الجامعة مهيأ لمنح درجة الدكتوراه .
سأل رئيس الجامعة عميد كلية الآداب أولا ، وكان في حينه من قسم اللغة العربية ، ثم طلب الاستماع إلى رئيس القسم ، وأصغى إلى الأساتذة أستاذا أستاذا ، وجميعهم رحبوا بالفكرة ، وعندما طلب مني إبداء وجهة نظري ، جاءت إجابتي مخالفة وربما غير متوقعة إلا للرئيس ، فقد قلت له ، بعد أن ألمحت له بعيني بالرفض ، إنني كنت أتوقع أن تسألنا عن رأينا في برنامج الماجستير ، فالبرنامج يعاني من ضعف لافت .
لقد وقع كلامي على سمع زملائي وقع العاصفة ، فأنا الأصغر سنا من حملة درجة الأستاذية والأحدث حصولا عليها . وعندما طلب مني إبداء وجهة نظري وضعت النقاط على الحروف وأشرت إلى موضوعات رسائل ماجستير ضعيفة جدا تشير إلى فقر معرفي ، وما فاجأ الجميع أنني كنت جريئا أكثر من المتوقع . ذكرت مثلا عناوين رسائل ماجستير يمكن أن ينجزها الحاسوب بنصف ساعة وبدقة متناهية ، وهي تلك الرسائل الخاصة بالمعجم العربي ، وأتيت على رسالة طالبة في الأدب الفلسطيني أعدتها إليها مرتين ، رافضا مناقشتها إلا بعد أن تجري عليها تعديلات جوهرية ، وأعتقد أن قصة هذه الرسالة كانت وراء الاجتماع .
عندما اقترح اسمي مناقشا داخليا لفحص الرسالة وإبداء رأيي فيها ، قرأتها وكتبت إنها غير صالحة للنقاش ما لم تجر عليها تعديلات جوهرية . غابت الطالبة وأجرت تعديلات معينة ثم قدمت رسالتها ثانية ، فقرأتها ثانية ولم يختلف رأيي الجديد عن رأيي السابق . سلمت الرسالة وعليها ملاحظات كثيرة إلى عميد الدراسات العليا مباشرة ، ويبدو أنه عرضها على رئيس الجامعة فدعانا إلى الاجتماع ، وفيه حددت الأسماء ، مما أشعر زملائي بالاستياء الشديد ، وهو ما لم أشعر ، شخصيا ، بسببه بندم ما ، أو بخجل ما ، أو بإحراج ما ، فزملائي أكثرهم انتهكوا خصوصيات ودحشوا أنوفهم في أمور شخصية مسيئين أضعاف أضعاف ما اعتقدوا أنه إساءة إليهم ، علما بأن الموضوع علمي تماما وكل ما في الأمر أن صاحب الرأي لم يجامل .
إن المجاملات السائدة بين الزملاء أضرت القسم كثيرا ، وللأسف فإن كثيرين من أعضاء هيئة التدريس لا يميزون بين الناحية العلمية والأمور الاجتماعية والشخصية ، وغالبا ما تختلط هذه بتلك ، ما يؤثر على مجمل العملية التعليمية .
تراجعت ، بعد الإجتماع لدى رئيس الجامعة ، فكرة افتتاح برنامج الدكتوراه وغابت عقدا من الزمان ، إلى أن عادت من جديد ، ولعودتها قصة .
صباح الخير
٢٥ حزيران ٢٠٢٠
كان أعضاء هيئة التدريس غالبا ما يترددون على مكتب النائب الأكاديمي لشرح وجهات نظرهم وإبداء رأيهم فيما يجري ، حتى فاض الكيل مع رئاسة الجامعة فدعت إلى اجتماع لتدارس الأوضاع .
في الاجتماع طرح رئيس الجامعة فكرة افتتاح برنامج دكتوراه في تخصص القسم ، ووجهة نظره أن القسم يضم بين أعضاء أسرته تسعة من المحاضرين برتبة أستاذ دكتور ، وهو بذلك أكثر قسم في الجامعة مهيأ لمنح درجة الدكتوراه .
سأل رئيس الجامعة عميد كلية الآداب أولا ، وكان في حينه من قسم اللغة العربية ، ثم طلب الاستماع إلى رئيس القسم ، وأصغى إلى الأساتذة أستاذا أستاذا ، وجميعهم رحبوا بالفكرة ، وعندما طلب مني إبداء وجهة نظري ، جاءت إجابتي مخالفة وربما غير متوقعة إلا للرئيس ، فقد قلت له ، بعد أن ألمحت له بعيني بالرفض ، إنني كنت أتوقع أن تسألنا عن رأينا في برنامج الماجستير ، فالبرنامج يعاني من ضعف لافت .
لقد وقع كلامي على سمع زملائي وقع العاصفة ، فأنا الأصغر سنا من حملة درجة الأستاذية والأحدث حصولا عليها . وعندما طلب مني إبداء وجهة نظري وضعت النقاط على الحروف وأشرت إلى موضوعات رسائل ماجستير ضعيفة جدا تشير إلى فقر معرفي ، وما فاجأ الجميع أنني كنت جريئا أكثر من المتوقع . ذكرت مثلا عناوين رسائل ماجستير يمكن أن ينجزها الحاسوب بنصف ساعة وبدقة متناهية ، وهي تلك الرسائل الخاصة بالمعجم العربي ، وأتيت على رسالة طالبة في الأدب الفلسطيني أعدتها إليها مرتين ، رافضا مناقشتها إلا بعد أن تجري عليها تعديلات جوهرية ، وأعتقد أن قصة هذه الرسالة كانت وراء الاجتماع .
عندما اقترح اسمي مناقشا داخليا لفحص الرسالة وإبداء رأيي فيها ، قرأتها وكتبت إنها غير صالحة للنقاش ما لم تجر عليها تعديلات جوهرية . غابت الطالبة وأجرت تعديلات معينة ثم قدمت رسالتها ثانية ، فقرأتها ثانية ولم يختلف رأيي الجديد عن رأيي السابق . سلمت الرسالة وعليها ملاحظات كثيرة إلى عميد الدراسات العليا مباشرة ، ويبدو أنه عرضها على رئيس الجامعة فدعانا إلى الاجتماع ، وفيه حددت الأسماء ، مما أشعر زملائي بالاستياء الشديد ، وهو ما لم أشعر ، شخصيا ، بسببه بندم ما ، أو بخجل ما ، أو بإحراج ما ، فزملائي أكثرهم انتهكوا خصوصيات ودحشوا أنوفهم في أمور شخصية مسيئين أضعاف أضعاف ما اعتقدوا أنه إساءة إليهم ، علما بأن الموضوع علمي تماما وكل ما في الأمر أن صاحب الرأي لم يجامل .
إن المجاملات السائدة بين الزملاء أضرت القسم كثيرا ، وللأسف فإن كثيرين من أعضاء هيئة التدريس لا يميزون بين الناحية العلمية والأمور الاجتماعية والشخصية ، وغالبا ما تختلط هذه بتلك ، ما يؤثر على مجمل العملية التعليمية .
تراجعت ، بعد الإجتماع لدى رئيس الجامعة ، فكرة افتتاح برنامج الدكتوراه وغابت عقدا من الزمان ، إلى أن عادت من جديد ، ولعودتها قصة .
صباح الخير
٢٥ حزيران ٢٠٢٠