حَقاً كان كتاب (الق الحكاية) كتاباً ممتعاً ورائداً في محاولته توثيق وتسجيل ملامح القصة القصيرة جداً.. هذا الجنس الادبي الجديد... الذي لاقى أعتراضاً سطحياً من لَدن كتاب القصة القصيرة ونقادها... وليس ذلك بغريب، فكل حركات التجديد في الشعر والقصة لاقت ما لاقت القصة القصيرة القصيرة جداً من عَنَت ورفض من المتقوقعين في محارات القديم والذين يؤمنون ب (ليس بالأمكان أبدع مما كان) و (وجدنا اباءنا على ذلك ونحن على خُطاهم سائرون) دون ان يدركوا بان التغير هو أقتوم الحياة ولا بُد أن يعصف بكل الأشياء فيحولها من شكل الى أخر... وليأخذوا الانسان كمثال بسيط: الا يؤثر عليه الزمن فيحوله من طفل الى صبي والى شاب والى كهل ثم يختم حياته بالشيخوخة.
تَمَتَعَ كتاب (آلق الحكاية) بفضائل عديدة، ولكن فضيلته الكبرى في اعتقادي، اتصافه بالحيادية والموضوعية. فقد كان مسحاً تاريخياً موضوعياً لنشأة هذا الفن الجديد، بالأضافة الى الانتباه بأن رائد هذا الجنس الادبي الجديد كان (جبران خليل جبران) الذي أهَمَلهُ النقاد والباحثون وأثبتَ ريادته بالنصوص الممثلة لفن القصة القصيرة جداً التي وردت في هذا الكتاب. كان بودي ايراد نصوصاً لرواد هذا الفن المستحدث مثل: ابراهيم احمد وخالد حبيب الراوي وعبد الرحمن مجيد الربيعي، من المُحدثين: ذلك القاص الرائع: فرج ياسين الذي ابدع في هذا الفن المُستحدث ونشر نماذج كثيرة منه واظن بان الكاتب لم يحصل على نصوصهم لكونه يعيش في بلد بعيد (فنلندا) بالاضافة الى عدم توافرها في المكتبات لِقدَم تواريخ صدورها.
بالأضافة الى ذلك، لم ألمس منه خلا ل عرضه لحيثيات كتابة القصة القصيرة جداً بانه كان منحازً لها على الرغم من كتابته نصوصاً منها ولكني استشف منه من خلال هذا الكتاب بأنه يتأمل الانتشار والرواج لهذا الجنس الادبي الجديد كما حصل لقصيدة النثر التي لاقت اعتراضات واحتجاجات لكن كتابها اثبتوا جدارتهم بكتابتها وبانها جنس ادبي جديد لا بد ان تُمارَس كتابته.
كانت نماذج القصة القصيرة جداً جيدة ولكنها قليلة ولاتفي بالطموح وكانت أمثلة متنوعة لهذا الفن القصصي الجديد.
أقول له بصراحة وبدون مجاملة، لقد بذلت جهداً شاقاً وملحوظاً في جمع المعلومات عن القصة القصيرة جداً على الرغم من ندرة المصادر عنها وسجلت شرف الريادة في هذا الميدان اللاهب. اتمنى لو حصلت على نصوص اخرى من القصة القصيرة جداً واضافتها الى طبعة ثانية لهذا الكتاب المهم جداً.
*الق الحكاية " استشراف القصة القصيرة جدا " اصدار دار سطور للنشر والتوزيع – عباس داخل حسن -الطبعة الاولى 2015 بغداد - العراق
احمد الباقري مترجم وروائي عراقي
تَمَتَعَ كتاب (آلق الحكاية) بفضائل عديدة، ولكن فضيلته الكبرى في اعتقادي، اتصافه بالحيادية والموضوعية. فقد كان مسحاً تاريخياً موضوعياً لنشأة هذا الفن الجديد، بالأضافة الى الانتباه بأن رائد هذا الجنس الادبي الجديد كان (جبران خليل جبران) الذي أهَمَلهُ النقاد والباحثون وأثبتَ ريادته بالنصوص الممثلة لفن القصة القصيرة جداً التي وردت في هذا الكتاب. كان بودي ايراد نصوصاً لرواد هذا الفن المستحدث مثل: ابراهيم احمد وخالد حبيب الراوي وعبد الرحمن مجيد الربيعي، من المُحدثين: ذلك القاص الرائع: فرج ياسين الذي ابدع في هذا الفن المُستحدث ونشر نماذج كثيرة منه واظن بان الكاتب لم يحصل على نصوصهم لكونه يعيش في بلد بعيد (فنلندا) بالاضافة الى عدم توافرها في المكتبات لِقدَم تواريخ صدورها.
بالأضافة الى ذلك، لم ألمس منه خلا ل عرضه لحيثيات كتابة القصة القصيرة جداً بانه كان منحازً لها على الرغم من كتابته نصوصاً منها ولكني استشف منه من خلال هذا الكتاب بأنه يتأمل الانتشار والرواج لهذا الجنس الادبي الجديد كما حصل لقصيدة النثر التي لاقت اعتراضات واحتجاجات لكن كتابها اثبتوا جدارتهم بكتابتها وبانها جنس ادبي جديد لا بد ان تُمارَس كتابته.
كانت نماذج القصة القصيرة جداً جيدة ولكنها قليلة ولاتفي بالطموح وكانت أمثلة متنوعة لهذا الفن القصصي الجديد.
أقول له بصراحة وبدون مجاملة، لقد بذلت جهداً شاقاً وملحوظاً في جمع المعلومات عن القصة القصيرة جداً على الرغم من ندرة المصادر عنها وسجلت شرف الريادة في هذا الميدان اللاهب. اتمنى لو حصلت على نصوص اخرى من القصة القصيرة جداً واضافتها الى طبعة ثانية لهذا الكتاب المهم جداً.
*الق الحكاية " استشراف القصة القصيرة جدا " اصدار دار سطور للنشر والتوزيع – عباس داخل حسن -الطبعة الاولى 2015 بغداد - العراق
احمد الباقري مترجم وروائي عراقي