وميلة تهتز هذه الأيّام ، تهتز الذكرى مع كل صعيد على صدري.
جاءتني أمّه خاطبة فقالت لجدّتي: منذ رأيتها تمنّيتها لابني الحبيب. أعجبني حياؤها ورقّة طبعها.
وردّت جدّتي: وأنا ألمح فيك الأم الخائفة وليس الخاطبة.
أكّدت والدته: صحيح. ابني زين شباب الحي والعائلة. أدب وأخلاق و منصب عمل مهم .هذا العام انتقل إلى مدينة ميلة وله بها سكن جميل تنقصه زوجة مطيعة ترعى مصالحه. لكني أخشى عليه البنات حوله. فاستأذنته في اختيار من تليق به . فرضي. وها أنذي هنا أرجو رضاكم.
إنّه بحق طموح كل فتاة ، واصلت أمه. ابنتكم ستكون ملكة في بيته. اطلبوا ما شئتم.
أغرت والدته جدتي وأمي بكلّ ما تستطيع. البيت ، الذهب ، الاستقرار، وكل الأمنيات القادمة.
فوقعتا في سحر المغريات وأوقعتاني منبهرة بسيرته ثمّ بطلعته وأنا أراه يأخذ من جمال يوسف نزرا كافيا لتقدّه أيّ فتاة لحلمها. ومع هذا تأنّيت وتحجّجت بضرورة مواصلة الدراسة و عملي في متوسّطة حينا ، أستاذة اجتماعيات بسيطة بلا أحلام سوى الاكتفاء بالسلام.
وشاءت الأقدار أن أفقد عزيزا منتحرا على واحد من جسور سيرتا فكرهت المدينة وصرت أبحث عن سبيل لمغادرتها فلم أجد إلّا العودة للخاطبة المتأنيّة لأقبل عرضها.
في شهرين فقط كانت ميلة مدينتي الجديدة ، منزلي منزل زوج استلطفت مظهره بداية واستلطف روحي الطيبة. صار يردّد على مسمعي: ما كنت أعرف ما الحب لولاكم ، علّمتموني من طيب معناكم. فصدّقته.
أهداني الذهب وكسّاني الحرير،
سفّرني في بلادي وأخرجني لبلاد المغرب
وكان يخطّط لكثير من السعادة ،،
لكنّي لم أستلطف نمط حياته.
هذه ليست حياتي، ولا تتوافق مع روحي
أنا المعلّمة البسيطة ، من بيت متواضع ، لم أكن أحلم ، إذا تزوّجت ، إلّا بواحد من مرتبتي. معلّم أو إذا زاد موظّف بمؤسسة عمومية متوسّطة.
وكانت اللغة تفرق بيننا .
هو لا يتحدّث إلا الفرنسية
ولا أعرف لي لكنة غير العربية .
واختلفت اهتماماتنا.
كنت أهتم بالأدب
وكان همّه " المال"
لذلك كان كثير القلق
يغرق في الحساب وينساني.
وأخذت أنساه أنا أيضا وأحضّر لاستقبال ابني البكر.
التهيت بصغيري ، وتقدّم هو في العمل
وفي الشهرة ،
وفي عدد القنّاصات
صارت النساء يقلقن عرشي.
ونمط الحياة صار أكثر تكلّفا من بساطتي.
أعترف،
هو ليس لي.
قلت لأبي. وشرحت له وضعي.
تفهمني أبي؟
أجل ابنتي. إذا كنت منزعجة فمازال بيت والدك هو بيتك.
ولكني تفاجأت بالإنسان الآخر في زوجي.
قال لي : إن خرجت فهو الطلاق .
قلت ، فليكن.
نزع مني كلّ زينة أهدانيها.
نزع ابني من ذراعي
وقال : روحي.
...
في بيت أبي ،
إبني بعيد عني يربى في حجر جدّته
وتأتيني أقاويل: زوجك خطب فلانة
ثمّ : خطب صديقتك ، أتصدّقين؟
هذه المرة بديعة الشقراء. يا خسارتك إلهام
وتخاف حماتي على ابنها.
تخاف عليه النساء أم تخاف امرأة تأخذه منها ؟ هي المتعلّقة به تعلّق العشق وليس غيري تفهّم ارتباطها الوثيق به.
جاءت إليّ تترجّاني أن أقبل دعوته لردّي.
وجاء إليّ يطلب السماح : عودي إلهام. فما خصّني أنا بالأسماء التي راودتني؟
هيّا ، سننتقل إلى الصحراء بعيدا عن كل هم.
سنعيش حياتنا كما تشائينها.
جاءتني أمّه خاطبة فقالت لجدّتي: منذ رأيتها تمنّيتها لابني الحبيب. أعجبني حياؤها ورقّة طبعها.
وردّت جدّتي: وأنا ألمح فيك الأم الخائفة وليس الخاطبة.
أكّدت والدته: صحيح. ابني زين شباب الحي والعائلة. أدب وأخلاق و منصب عمل مهم .هذا العام انتقل إلى مدينة ميلة وله بها سكن جميل تنقصه زوجة مطيعة ترعى مصالحه. لكني أخشى عليه البنات حوله. فاستأذنته في اختيار من تليق به . فرضي. وها أنذي هنا أرجو رضاكم.
إنّه بحق طموح كل فتاة ، واصلت أمه. ابنتكم ستكون ملكة في بيته. اطلبوا ما شئتم.
أغرت والدته جدتي وأمي بكلّ ما تستطيع. البيت ، الذهب ، الاستقرار، وكل الأمنيات القادمة.
فوقعتا في سحر المغريات وأوقعتاني منبهرة بسيرته ثمّ بطلعته وأنا أراه يأخذ من جمال يوسف نزرا كافيا لتقدّه أيّ فتاة لحلمها. ومع هذا تأنّيت وتحجّجت بضرورة مواصلة الدراسة و عملي في متوسّطة حينا ، أستاذة اجتماعيات بسيطة بلا أحلام سوى الاكتفاء بالسلام.
وشاءت الأقدار أن أفقد عزيزا منتحرا على واحد من جسور سيرتا فكرهت المدينة وصرت أبحث عن سبيل لمغادرتها فلم أجد إلّا العودة للخاطبة المتأنيّة لأقبل عرضها.
في شهرين فقط كانت ميلة مدينتي الجديدة ، منزلي منزل زوج استلطفت مظهره بداية واستلطف روحي الطيبة. صار يردّد على مسمعي: ما كنت أعرف ما الحب لولاكم ، علّمتموني من طيب معناكم. فصدّقته.
أهداني الذهب وكسّاني الحرير،
سفّرني في بلادي وأخرجني لبلاد المغرب
وكان يخطّط لكثير من السعادة ،،
لكنّي لم أستلطف نمط حياته.
هذه ليست حياتي، ولا تتوافق مع روحي
أنا المعلّمة البسيطة ، من بيت متواضع ، لم أكن أحلم ، إذا تزوّجت ، إلّا بواحد من مرتبتي. معلّم أو إذا زاد موظّف بمؤسسة عمومية متوسّطة.
وكانت اللغة تفرق بيننا .
هو لا يتحدّث إلا الفرنسية
ولا أعرف لي لكنة غير العربية .
واختلفت اهتماماتنا.
كنت أهتم بالأدب
وكان همّه " المال"
لذلك كان كثير القلق
يغرق في الحساب وينساني.
وأخذت أنساه أنا أيضا وأحضّر لاستقبال ابني البكر.
التهيت بصغيري ، وتقدّم هو في العمل
وفي الشهرة ،
وفي عدد القنّاصات
صارت النساء يقلقن عرشي.
ونمط الحياة صار أكثر تكلّفا من بساطتي.
أعترف،
هو ليس لي.
قلت لأبي. وشرحت له وضعي.
تفهمني أبي؟
أجل ابنتي. إذا كنت منزعجة فمازال بيت والدك هو بيتك.
ولكني تفاجأت بالإنسان الآخر في زوجي.
قال لي : إن خرجت فهو الطلاق .
قلت ، فليكن.
نزع مني كلّ زينة أهدانيها.
نزع ابني من ذراعي
وقال : روحي.
...
في بيت أبي ،
إبني بعيد عني يربى في حجر جدّته
وتأتيني أقاويل: زوجك خطب فلانة
ثمّ : خطب صديقتك ، أتصدّقين؟
هذه المرة بديعة الشقراء. يا خسارتك إلهام
وتخاف حماتي على ابنها.
تخاف عليه النساء أم تخاف امرأة تأخذه منها ؟ هي المتعلّقة به تعلّق العشق وليس غيري تفهّم ارتباطها الوثيق به.
جاءت إليّ تترجّاني أن أقبل دعوته لردّي.
وجاء إليّ يطلب السماح : عودي إلهام. فما خصّني أنا بالأسماء التي راودتني؟
هيّا ، سننتقل إلى الصحراء بعيدا عن كل هم.
سنعيش حياتنا كما تشائينها.