ج (5)
حلّ اللّيل الدّامس، و قطعت الثلوج المتساقطة الممرّ المؤدّي إلى بيت الحكّاءة " عنق حمام" ولم يعد بإمكان الشيخ خليفة التنقّل ،إلاّ لتفقّد المواشي في الزريبة والخيل التي يبيت غلمانه قريبا منها لتفقّدها ، و تلبية طلباته . ألحّت عليه لهفته لاستكمال الحكاية ، فأرسل غلامه في طلبها ... حمل...
(4)
دقّت "عنق حمام" باب غرفته ، ودخلت وبيدها طبق سعف به تمر
" القرباعي " ، تبسّم الشيخ خليفة لمّا رآها مقبلة ، مدّ يده لطبق التمر ، و أخذ يأكل منه ثم قال بنبرة ملهوفة :
ـــ وماذا عن الشيخ أحمد و أولاده ؟
اعتدلت في جلستها أمام كانون الجمر ، ثمّ قالت :
تزوّد الشيخ أحمد ،وشدّ الرحال...
استقدم الشيخ أحمد جميع غلمانه،وسألهم عن موضوع هجرة أبنائه لكنّهم أنكروا علمهم للموضوع،ولمّا رأته الخادمة شامة محتارا مشوّشا تقدّمت منه وقالت بنبرة وجلة :
ــــ سيّدي أحمد لدي ما أقوله حول هجرة الأولاد .
انفرجت عيناه،وتجهّم وجهه وقال بصوت هو أقرب للصراخ والتأنيب :
ــــ ويحك . ألك...
ج2
انقضت أشهر الحمل وجاءها المخاض،اجتمعت النسوة ـــ من المقربات في القرية ـــ في سقيفة الدار يترقّبن وكنّ قد سمعن خبر هجرة أولادها إذا ما كان المولود ذكرا . كانت إلى جوارها في مخدعها خادمتها الخالة "شامة" والقابلة العجوز " كنانة"،توجّعت السيّدة "زينب"واستطاعت بفضل قوّة جسدها أن تتجاوز...
كيف يجري تعليم الفلسفة في عالمنا اليوم؟ للجواب على هذا السؤال صدرت الترجمة العربية لكتاب “الفلسفة مدرسة للحرية”، ضمن برنامج الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود لتعزيز استخدام اللغة العربية في اليونسكو، وهو بحث حول تعليم مادة الفلسفة في المدارس والكليات والمعاهد اليوم. وتحمل هذه الدراسة، التي قامت...
وماذا بعد جائزة "آسيا جبّار " للإبداع السردي ..؟ ها نحن اليوم أمام ضجّة غير مبرّرة ، لقرّاء يفترض أنهم مثقفون بدرجات متفاوتة ، و أصل الضجّة هو فوز رواية "هوّارية" للكاتبة المترجمة الجزائرية إنعام بيوض ، أكاد أجزم أن جلّ المعارضين لفوز الرواية لم يقرؤوها مثلما لم أقرأها أنا ، و تكون إثر ذلك كلّ...
محمود شقير ... القاصّ الروائي المقدسي ، ابن جبل المكبر،الرّاسخ في قدسية فلسطين ،خرّيج قسم الفلسفة والاجتماع من جامعة دمشق 1965.
سكن القدس وسكنته ، الكاتب المتواضع بسمه الهيبة ،العزيز في غير كبر ،الذي يقاسمك المعارف بأبسط ما يمكن من لغة وبأمتع ما اهتدى إليه من أساليب ، يسعى في أعماله للمحافظة على...
بين نور و أور هوّة تيه... نقلة من نون إلى أَلِف وأَلْفُ حيرة وحيرة... كالّتي تحيل العربية عبرية؛ فتصيّر الحاء خاء و المستوطنة كيبوتس... تلك الحيرة التي تدفع نور بالبحث عن مريم المجدلية بقناع أزرق سماوي يمنح له الشرعية، في هيأة أور شابيرا...ليتّضح أنّ المجدلية ما هي إلاّ قناع آخر للنورانية والوجه...
لا خير في يمنى بغير يسار.....ذلك اليسار مصدر الإمداد العاطفي والسيل الفياض من مشاعر الأمان و الحنان والعطاء الممتد في سرمد الكينونة الإنسانية . إنها حواء ، المرأة ...تلك الفكرة والرغبة والقانون والفضيلة والعاطفة . النعيم و الجحيم ، تلك الجاذبية والجنون . برّاقة ، شفافة ، قوية لا تكسرها الضربات...
الفوغالي جمال ....أيّها الأديب الأريب .يا من كان للّغة نصيبا من اسمك ومازال .يا من زينت جيد البلاغة بقلائد النظم والنثر . فيلسوف البوح وأديب الحكمة العالية مصوغة في أجمل قالب من البيان .....قيم الكون تجلّت في نتاجك الأدبي الخير والحق والجمال .
نشأت اللّغة العربية على يد الدؤلي وعدّل الفراهيدي...
أقاموا المأدبة ولم يجدوا تعريفا دقيقا للحبّ ، فعجبا لمن صاروا يقيمون الولائم باسم الحبّ ، و يقدّمون العقائق ويقولون ان ذلك ثمرة الحبّ ، و يجتمعون في الحفلات والأعراس ويروّجون لحب جمع اثنين في الحلال . وراج أن صار للحب يوم يحتفى به ، فهل الحب هو ما زعموا ؟ أم أنّه بريء من مزاعمهم حتى تثبت إدانته...
"وما أخرجتنا رغبة عن بلادنا // ولكنه ما قدّر الله كائن" .
إنّ الأقدار الجميلة تسوقنا إلى حيث نُريد أن تكون نهاية مشوار حافل بعناء خطواتنا ، أين كنّا نتعثر ونستقيم ، نحلم ونستفيق ، نطمح ونستكين ، حتى نقتنع في النهاية أن الرضا بما قسم الله وكتب ، سيجعلنا نعيش في شفاعة ممتدّة الآجال ...
حيزيا.... أوبرا حيزيا
كيف لتلك القصّة القديمة المغيّبة قصدا أن تستفيق مجددا وتُبعث من مرقدها ، وأن تولد من رحم مخطوطة كاد يتجاوزها الزمان ، وكيف لقصّة منسيّة أن تستجيب لنداءات خفيّة مطالبة حقّها بالخلود والبعث من جديد ...؟
لعلّها نظرية استنساخ العشّاق التي تنسخ لنا عاشقا جديدا يكتب ملحمة...
إن أول ما يصطدم به القارئ هو غرابة العنوان، ما هي هذه الفيلوثيرابيا؟ وكيف تكون الفلسفة هي إكسير الحياة؟ أليس من يزعم هذا الزعم كأنه يقول بأن الخيمياء هو إكسير المعادن؟
في الصفحة الأولى من الكتاب نجد الدكتورة الشاعرة [نادية النواصر] تطل علينا من نافذة الكتاب معلنة لنا عن السحر العجيب والتركيبة...