رماح فتحي اسماعيل - ملاك..

لَا يُشْبِهُ قَلْبِي، يَسْتَوْطِن أَيْسَر صَدْرِي لَا يَحْمِلُ بِدَاخِلِه سِوَى السَّلَامِ يأويني مِن عبوسي الْمُتَرَتِّبِ عَلَى شَخْصِي الضَّعِيف، يَتَسَلَّل ناحِيَتَي بضجيج أَفَاق كُلّ منْ حَوْلِي، يعربد فِي فَضَاء الرَّبّ وَحْدَه، حَامِلًا بِيَدِه بشارات الْأَمَان، يُسْتَرِق النَّظَرِ مِنْ خَلْفِ نظاراته المقعرة، يناديني بِرَوَائِح ظَنَنْت بِأَنَّهَا مبعوثة مِنْ جِنَانِ الرَّبّ، يَبْتَسِم بِصَمْت قَاتل، يَتَنَازَع أمَام نَاظِرِي، يَخْفِض إِضَاءَة هاتفه الَّذِي شاركني فَوْضَوِيَّة تِلْكَ الْبُقْعَةِ القاحلة، يَسْتَنِد عَلَى كَتِفِي الَّذِي مَل صبْرَه مِنْ مُضَاجَعَةِ الرذيلة خَلْف ظَلَام الأمنيات.
- تنهد يَا صغيري فَأنَّا ما زِلْت حَارِساً لِتِلْك الفجوة .

- اريد التوكؤ ، هَلْ أَذِنْتَ لِي بِذَلِكَ ؟

سَار مُسْرِعاً مِنْ تلكَ الطَّرِيق ، اِلْتَفّ حَوْلِي بَرْدًا وَسَلَامًا ، يمتطي شَغَفِي بِكُلِّ أمَانٍ ، جَعَل قَلْبِي يَدْمِع، تَحَسَّس وَجَعِي كسكينة صلبَت عَلَى جَدَّران معدتي الَّتِي بَاتت تظْهَرْ عَلَيْهَا تَجَاعِيد محنتي مِنْ جَدِيدٍ .

يَحْرُس كَنَفْي الصَّغِير بِعُمْق كَبِيرٌ، يحتضن مُقْلَتِي بِثَبَات يَتَسَرَّب دَاخِلِيّ بِكُلّ حُبّ، هُوَ لَا غَيْرُهُ يَغُوص بداخلي مستنزفا كُلّ مَا تَبَقَّى مِنْ حَضِيضِ، تَرَتَّبَ عَلَيْهِ الْمُكُوث فِي تِلْكَ الْهَاوِيَة وَحْدَه متخبط النَّظَرِ مِنْ أَعْلَى قبلاته الَّتِي نَالَهَا خَلْف سَتّار الْأَحْلَام، مُودعًا آهاته فِي مُنْتَصَفِ الطَّرِيقِ تَائِها فِي تَجَارِب الْأخَرِين.
هَل أبدو كَمَا تَمَنَّيت الْبَقَاء؟!

إِضَاءَة خافضة تَوَارَت عَلَيْهِ مِنْ سَمَاء الرَّبِّ فِي لَيْلَةٍ مربضة بالضجر، كَانَ هُوَ كَمَا هُوَ يُشَمِّر كَفَّيْه بِأَصْوَات عَالِيَة، يبحلق بِأذْن صاغِيَة، يَهْبِط بِسَلَام قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، تَمَسّ أَرْجُله الْأَرْض وَرَأْسُه بِالسَّمَاء يَسْمَع فَوْجًا مِن الهمهمات فيَهابُ قَلْبه.

ثم يَتْرُكْ وَحِيدًا .

remah-fathy

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى