إهداء..
" ليس هناك فنان يستطيع أن يحتمل الواقع .
لأن من طبيعة الفنان أن يضيق ذرعا بالعالم .."
نيتشة
إليه ..
إليه وحده ..
أحمد بن الحسين بن عبد الصمد ..
أبي الطيب المتنبي
أوتوجراف
أَرْسُمُ وَرْدَة ْ
في حجمِ الفرحِ الجامحِ ..؛
تَزْهُو ...
تتحدَّى سِكِّينًا ..
تَشْحذُها الريحُ الداميةُ
المسعورةْ ..
و جبالاً ً - أرسمُ..؛
و براكينَ .. ؛
و نبعَ مياهٍ صافيةٍ ٍ..
و أراجيحَ.َ..؛
و عينيْنِ كطفليْنِ وَديعيْنِ ... ؛
و أُمًّا .. تحملُ طفلًاً ..
حافيةً ً.. مذعورةْ ْ..
أرسمُ قمرًا
يتلألأُ فوق قطيفةِ ليلٍ..
عِطْرِىٍّ البهْجَةِ ..؛
و عبيرًا يترقرقُ
من موسيقى الأنداءْ ..
أرسمُ شمسًا ...
مُلقاةً نصفيْنِ على الأسفلتِ ..
و نهرًا ينسابُ على صفْحَتِهِ
زورقُ حبٍّ يختالُ ..؛
و فاتِنَةً تستقبلُ عاشقَها..؛
و أيائِلَ تقفزُ خلفَ ظِبَاءْ ..
و دِماءً - أرسمُ - في الغاباتِ ..؛
و خُوذَةَ جُنْدِىٍّ ..؛
و قميصًا ثَقَبَتْهُ الطلقاتْ ...
............................
أرسمُ ..
أرسمُ قلبي .....
زيارة أخيرة إلى قبو العائلة
.. الزمان مضطرب و يا للكيد اللعين أن أكون أنا قد اخترت لإصلاحه .. "
هاملت / شكسبير
... أعرف الآن ...
أن الزمانَ انتهى للبلادة ِ..؛
و الشجرَ المتَفَّيأَ للظِلِّ .. ؛
إذ توغل الفأسُ في روحِهِِ .. ؛
ينتهي للحرائقِ .. ؛
أو
ينتهي للبيوت ِ.. ؛
رفوفًا ..؛
موائدَ ...؛
( .. ليست أراجيحَ للطفلِ .. ؛
في الزمنِ المعدنيِّ .. !! ) ... ؛
و أذكرُ .. ؛
آخرَ ناىٍ سمعتُ .. ؛
و كان بقريتنا .. ؛
في مساءٍ بعيدٍ .. بعيد .. ؛
( .. وكانتْ على حالِها .. ؛
لم يمرَّ قطارُ الضجيج ِ.. ؛
على روحِها .. بعدُ .. ؛
لم تَكُ أكبادُها النازِحَاتُ .. ؛
إلى مدن النفط َ.. طارتْ .. ؛
و لا النازفاتُ دَمَ العمْرِ ؛.. عادَتْ .. ) ..
وكان .. شجيَّا .. ؛حزينا ...
آه ِ..
كيف تسلَّلَ .. مُرتحِلا ً.. ؛في الدماء ..
و مُرْتَدِيًا جسدي ...
وافترشَ اللحم َ..طينا .. ؟؟!!
كان يورقُ في القلبِ .. ؛
يمتدُّ في غَسَقِ الأمسياتِ
ويبقى .. دفينا
كيف ؛
و الذكرياتُ تشيخ ُ.. ؛
اسْتَكَنَّ إلى الروح َ.. ؛
مُنزَوِيًا .. ؛
حيث ظلَّ
جنينا .. ؟؟!!
... ظِلُّنا هذه الأرضُ .. ؛
يتبعُنا .. ؛
ظِلنا هذه الأرضُ .. ؛
تأخذُ شكلَ الرصاصة ِ.. حِينا
لتخترقَ القلبَ ... فينا ..
هل لنا أن نفرَّ قليلا .. ؛
و نأوِي إلى جبل ٍ.. ؛
لا يطاولهُ الماء ُ.. ؛
نُذعِنُ للذكرياتِ .. ؛
نُهَذِّبُ أمنيةَ الروحِ .. ؛
شيئا .. ؛
فشيئا .. ؛
و ندخلَها .. آمنينا .. ؟؟!!
... إنه الحلم ُ.. ؛
إذ يتشكَّل ُفينا ..
و يعصى على الموتِ .. ؛
يلبس من زبد الوهمِ
بعض َشفوفِ الغلائل ِ..؛
لكنه ..
يتحدى اليقينا..
هو العمرُ ..
أعرف كيف ارتمى سربُ أيامِهِ .. ؛في الشراكِ ..
و ها هى بعضُ الظباءِ .. ؛ تمرُّ .. ؛
يراودها الماء ُ..
تهفو حنينا ..
و أنجو بها ..
ربما النبعُ كان .. كَمينا ...
.. أيها الشبح المستحيلُ ..
قال لي حارسُ الليلِ :
" .. إنك كنتَ هنا .. " .. ؛
و ارتقبتُُ .. ؛
ثلاث ليالٍ .. حسوما ...
و أومأتَ لي .. ؛
فتبعتُك .. ؛
مُستلَبًا ... مُستكينا ..
و ها انت َ
تهبطُ بي درج َالروح ِ.. ؛
يا سيدي ..
نحو مملكة ٍ من غبار الصهيلْ ...
و تعرج ُبي
لمقام ِالغوايةِ .. ؛
تفرطُ بين يدىَّ من الإرث ِ
لَغْوًا .. مهينا :
( .. ذُبَالة َمجدٍ .. أثيلْ ..
صورة ً... ؛
في إطارٍ قديم ٍ.. ؛
لِجدٍ ؛ تمدَّد شاربُه ؛ كالفتيل ْ
خِنجَرًا .. صدئا .. ؛وقرابا..
لسيفٍ كوشم ٍ؛
على حائطٍ ..
وَصَمَته ُالشروخُ .. ؛
بدا لوحة ً..
تتقاطعُ فيها الخطوط ْ..
عباءة َشيخ ٍ.. مرقعةً .. ؛
تتهدَّل منها الخيوطْ ...
قنديلَ زيتٍ ..
و تحميلةً للتواشيح ِ.. ؛
في مقطعٍ من عويلْ ..
و مسبحة ًٍلأبي .. ؛
حيث كانت أصابعُه ؛
حول حبَّاتها ؛
تستدرُّ السماء َ.. ؛
وحُقَّاً من العاجِ .. ؛
فيه بقايا السُّعوطْ...
قِناعٍا لأمِّي ؛
و قد وَفَدَ الضيف ُ.. ؛
ثَمَّ أرائك ُ.. ؛
ساختْ قوائمُها .. ؛
ورفاتٌ لعزٍّّ .. قديمً ..؛
بقية ُعشبٍ .. ؛
طَفَت ْ..
في رغاءِ السيولْ .. )
.................
...............
آهِ ...
أيها الشبح المستحيلْ ..
أنت تَوَّجْتَني بالسرابِ النبيلِ ..
سنينا ...
و في وحشةِ القَبْوِ .. ؛
خلَّفتَني ..
أُعاني رطوبةَ هذا الفراغ ِ..
المسمَّمِ
وحدي ...
سجينا...!!
مريم تتذكر..
ل ( مريم ) أمنية باتساع السماء ..؛
وضحكة والدها ..( حين كان..!! ) ؛
وأغنية بامتداد المروج ..؛وخضرتها .
.تحت شمس الربيع ..؛
وكراسة الرسم تعني ل ( مريم ) شيئا ..أثيرا ..
في رحيق الصبا ؛ وانثيال العبق
غمست ( مريم ) ريشتها ..؛
يقول معلمها للصغار : " .. ارسموا وطنا .." ..
تنتحي جانبا ..
ثم تنسج فوق بياض الورق..
علما ....سابحا ....في الأفق
يرف...على الصفحات ...حريرا ..
يصيح المعلم : .." ..من يرسم الله ..؟؟ .." ..
في حدقات الصغار ترسب صمت ..!!..؛
و ( مريم ) تأخذ ألوانها ..؛
ثم تنقش مئذنة ..وقبابا ..؛
وأجراس ينزف منها الرنين ..؛
وصوت المؤذن يعلو ..ويعلو ..ويعلو ..
يضوع عبيرا ...
..( مريم ) الآن تذكر صوت المعلم :
"..إن للنحل سكنى الخلايا ..؛
..وللعنكبوت بيوتا ..؛
...وللطير عشا يزينه في أعالي الشجر ..؛
...فأين يقيم البشر ..؟؟ ..."
............................
لحظتها –
تتذكر ( مريم ) ساد السكون ..وخيَّم
تمتمت طفلة ..:
..(...يسكنون المخيم ..) .
..حين عادت لأوراقها رسمت خيمة
ثم حارت كثيرا..
كيف ترسم قصف الرياح ...؛
و زمجرة الرعد ..؛
و البرق ..؛
أو رعدة الخوف..؛
و البرد ..؛
والزمهريرا ....؟؟!!
..كان المعلم يشرح بيتا من الشعر ..
..( وللحرية الحمراءباب ..)
يقول المعلم :
.." ...لفظة (حرية ) من يجسدها ...؟؟...."
...............
{ .. مريم تتذكرْ ..
والدها ..
إذ جيئ َبه أشلاء ً..
في أسمال الأكفانْ ..
كان اللون الأحمرْ ..
أول َما عرفت من ألوان ْ..... }
.................
-.."..حرية ..!! ..آه ..!! .."
.. ينساب فيها الحنين غديرا..
و ترسم (مريم ) أجنحة للمدى ..
و أشلاء طير هوى ..مجهدا ..
و أسلاك شائكة ..
عالقا فوق أسنتها الريش...
و الريح تخترق الفلوات ..صفيرا ..
عشرون عاما ...
ثلاثون ..
( مريم ) تحفظ أوراقها ..
طفلها سوف يأتي ..
سيأتي ..
ويأتي ..
ويأتي...على صهوة المستحيل ..أميرا....
...ثلاثون عاما ..
يجئ المخاض.. تؤم مكانا قصيا ..
يمر الزمان وئيدا ...
تهزجذوع النخيل ..
فيساقط الثمر المشتهى ..
شهيدا ..
شهيدا ...
شهيدا ..
..كل أطفالها يولدون رجوما ..
يعمدها الكبرياء ..؛
ومن دمهم يكتبون البشارة ..
وآخر أطفالها لم يزل في المغارة ..
قي مذود القش ..
يطبق قبضته ..؛
في عناد أبى..
على قطعة من حجارة ...!!
فيروز ..
مدينة الجرح والقمر
.. واعدتني ؛ على شرفة الصحو ..؛
ناريةُ الجرح ..؛
قلت لها مرة :
" .. عانقيني .. "..؛
ففرَّت ْ..!!..؛
وأدمنت أن أحتسي شدوها / الخمر ؛
أو ..عطرها / السحر ...؛
أبحر حيث يمد ذراعيه لي ..
صوتها والضياء..
رحلة ..
رحلة ..
كنت آتي إليها..
تقاسمني الحب ..؛
والحزن كنت أقاسمها .. والغناء ....
حين قلت لها " .. القدس .. " ؛
راحت خيوط الحنين ..
تغزل الدفء للأجئين ..
خيمة ..؛
باتساع العذوبة في صوتها ..؛
بامتداد النقاء ..
.. حين صحت بها :
" .. الجسر َ.. !! "..
أطلقت النظرات.ْ.
شِبَاكًا ..
على الزمن القادم..
الخائر الخطوات ْ..
تفنص اللحظة المشتهات عليه ..
( .. ومدت يديها ....نداء ..) ..
..حين تمتمت ُ: ( .. بيروت .َ.)..؛
ساد الوجوم ْ..
( .. آه ..
صارت عصافيرها الخضر بوم ْ..
والدقائق صارت خرائبَ ..؛
تمتد مابيننا ..
مالهن انتهاء ..!! )
................................
...............................
قلت ؛ ( .. لبنان .. ) ..هبَّت.ْ.؛
".. هو الخلد .."؛
صاحت..؛
فأطرقتُ...؛
(.. كان الرصاص ..
وكان على أرضه الشهداء ...)
لملمت ْجرحها النازف القهر .. ؛
غطتْ به جثة ؛
أرهقتها الأعاصير ..؛
وانفلتت كالنفير ..
صارخا :".. تلك لبنان .."..؛
ذابت مع الصوت ..؛
لم يبق إلا الأثير ..
جرحها الشفقىُّ معي ..
والأنينُ على الأفق يمتد .. خيط دماء !!
.. لم يزل وجهُها ضائعًا في المدينة ..
والمدينةُ ..
ضائعةٌ في المراثي ..
التي أدمنتها القرائحُ .. ؛
حين تؤرخُّ للذلِّ .. ؛
في زمن الكرنفال القمي ءْ..
وجهها ضائع في المدينة ْ
والمدينة ُ.. ضائعة في المراثي .
وأنا ..
كنتُ بينهما ضائعا ..؛
في الأماني .. ؛
وفي ردهات الموات البطي ءْ
ناحلٌ جسمُها المترنِّحُ في هُوَّةِ الجرحِ ..
( .. هل كان أنشودة هتكتها الأظافرُ ..؟؟
هل قبلةً – كان –
مابين أنياب ذئبيْن ..؛
يفترسان البراءة ْ.. ؟؟ )
نازفٌ صوتُها .. ؛
نابشٌ في الجروح الثخينةْ ..
فارسا – كان – فوق الجواد الجري ء.ْ.
يقرع الصمتَ .. ؛
ينفتح الجرحُ بابًا ..
تُطِلُّ العيونُ السواهرُ من كُوَّةِ القهرِ .. ؛
تنفث نظراتها ..؛
ثم تقعي ..؛
إلى الشرفات المضاءة ْ..
ترقبُ الحزنُ يركزُ راياتِه؛
في سهول القلوب الفساحْ ..
ولا شئ غير العذاب يجي ء.ْ.
صوتها ضائع في المدينةْ..
( ... كلُّ الذين يعيشون معنى الوطنْ ..
دائما ...
يسكبون الدماءَ بأحلامِه ِ.. ؛
يفقدون هُويةَِ أحلامهم .. ؛
يقبسون ملامحَه ... ؛
يغتذي نبضَ أيامهم ... ؛
يرتدون المزارعَ في الطرقاتِ
عباءةْ..
حيث ينكفئونَ .. ؛
وتلهثُ أنفاسُهم ..
لا تحسُّ المدنْ ..
حين تطلقُ أسماءَهم في الشوارعِ :
لافتة ًمائلةْ ..
قيل عنها:
ستثبتُ فوق جدار ِالزمنْ .. !! .. )
وجهها راية الحزن ؛ والعدل ؛
قابلني ..
حين كان الصغار؛
على بِرْكَةٍ من دماء الضحايا ..
يرون انعكاسَ الملامحِ فيها ..
كأن الدماء َ.. مرايا ..!!
فاجأتني ..على دربها .. ؛
( .. تستحمُ النجومْ ..
بأحداقها ..؛ والإوزُ .. ) ..؛
وكانت تضم يديها ..
إلى صدرها الناهد المتحفز ..؛
تخفي الهمومْ ..
لم تكن قي الخرائط ( بيروتُ )..
فتَّشتُ عنها ..؛
وكانت تضمُّ يديها عليها ..؛
إلى قلبها .. ؛
والكنائسُ أجراسُها يتقطَّر ُمنها الرنينْ ..
( داميا كان فوقي يرفرف .. طيرا ذبيحا ..)
.. كان الصنوبرُ يشمخ ..؛
والأَرْزَةُ المستباحةُ تسندُ قامتَها للفضاءِ ..؛
وينبض فيها الأنينْ ..
طفلةً تنحني ..؛ وهى أمٌ رءومْ..
عبر كل الدروبِ .. ؛
تلملم منها أصابعَ قتلى ..؛
وآهاتِ ثَكْلى .... ؛
تدثر بالصوت طفلا جريحا ..
والعصافيرُ تكنس أشلاءَها الريحُ ...
(.. كانت مهاجرة ًمن أريحا ..
هاهى انتحرت بالحنينْ ..!!
عذبتها الحدودُ ..؛
وأسلاكُها الشائكةْ ..
حيث لما يزل ريشُها عالقا ..
والرياحُ سَمُوم ْ...)..
تنحني الطفلةُ الناسكةْ ..
والمطرُ المتساقطُ ..؛
يغسلُ آثامَ من رحلوا ..
ويطاردُ أصداء َضحكةِ عاهرةٍ .. ماجنةْ ..
تذبحُ الطهرَ بالقهقهاتِ الصفيقة ْ
تنحني الطفلةُ الناسكةْ ..
تلثمُ الأرضَ ..تُقعِي ..؛
تلملمُ .. بين النجومُ ...
جُثَّةَ القمرِ المتفتتِ ... ؛
تمسحَ عنه الترابَ ..
تضاحِكُه ...؛
وتسوِّي له شَعْرَهُ الذهبيَّ ..؛
وتطردُ عنه الغيوم ْ..
خَبَّأَتْهُ من الجندِ في ثوبِها .. ؛
( .. طرَّز َالعشبُ أطرافَهُ .. )
وانثنتْ تُوسِع ُالخطوَ ..؛
في الطرقات العتيقةْ ...
عانقتهُ ..؛
و فَرَّتْ بعيدًا به
عن ليالي سدومْ..
قلبُها يتكسَّرُ ..؛
يشهق ُ.. ؛
راحلةً بالوليد الذي سوف تأسو مآسيهِ
خلف التخومْ ..
خلف التخوم
وردت في القصيدة إشارات لبعض أسماء أغان شدت بها فيروز.
بيروت
... دائما يبدأ الموت رحلته
من بقاع الجنوبْ ..
جامحا .. ؛
صوب بيروت .. ؛
يغزو السهول .. ؛
و يبدأ لبنان في النزف .. ؛
و الدم فوق جبين العواصم يحفر عارا..
بين عشب الجوانح نارا..
تسحق أحلامنا الذهبية .. ؛
تركز خيمة أحزانها
في القلوبْ
والموت يبدأ رحلته .. دائما ..
من بقاع الجنوبْ ..
.. العواصم تدفن أرؤسها في الرمال .. ؛
تقايض بالدم و الشهداء رفاهية العصر .. ؛
أصباغ غانية تتبذل .. ؛
( سيجار ) من ينرنم لحم النصاريح .. ؛
حين يدين الغزاة
إنزفي ياحياه ....
و احترقي يا سماء المدائن .. ؛
و التصقي بالثرى يا جباه..
و اهمسي في الصلاة : الوداع ..
يحرث الأرض و العرض ( جيش الدفاع )
و العيون تضاجع حلم الوثوب ْ...
يا زمان الهروبْ !!
.. " .. عائدونْ .. "
عائدونَ نعم ْ.... ؛
عائدونَ نعمْ للضغينةِ ؛ و الحقدِ .. ؛
للأوجهِ الخزفيِّة ِ.. ؛
للتهم العلنية .. ؛
للحكم السلفية ... ؛
إنا غدا عائدون ... !!
نكتب الآن ( سفر الخروج ) .. ؛
وهم يحفرون بأحذية الجند ( سفر الرجوع )
يا أمة من دموع ..!!
علمتنا القوابل ؛
منذ الولادة .. ؛
كيف تموت الطيور ..
دفاعا عن العش ..؛
كيف تكون النسور ..
حشوا من القش .. ؛
( دون المخالب )؛
بالونة في الفضاء .. ؛
و صاح بنا الأقدمون :
" و لا ينفع الأسد الحياء مم الطوى ..
و لا تتقى .. ؛حتى تكون ضواريا .. "
علمتنا القوابل ؛
(.. و هى تسوِّي الوسائدَ .. )؛
من برعم المهد ... ؛
حتى زمان الطلوع ...
والأساطيرُ :
( متقداتٍ بعين العجوز ؛
مع الجمر .. ؛
في أمسيات الشتاء .. ) .. ؛
علمتنا انصهار الجماجم ؛
في جوهر الأرض .. ؛
حيث يصير الوطن ..
مرة خيمة يرتديها المزارع .. ؛
أو رجفة في التسابيح .. ؛
يهمسها..
في خشوع ..
مرة غنوة الباعة الجائلين .. ؛
و دفء الأمومة .. ؛
رسم الطفولة .. ؛
في خربشات السطور ...
مرة راية يتحلَّل في خيطها الشهداء .. ؛
حين ينصرفون عن النص .. ؛
يرمون أقنعة الذل .. ؛
في كرنفال الخضوع..
يا زمان الركوع .. !!
000000000000000
0000000000000000
... تهمس الأرض :
" ... كونوا رجالا .. "
ينسج الخزى سود العناكب .. ؛
فوق الجبين ..
يسحب الصمت .. ؛
فوق المواء المهين ...
ظِلَّهُ .. ؛ و يهيل علينا الرمالا .. !!
نقش قديم / حديث :
عشية مالي حيلة ؛
غير أنني بلقط الحصى ؛
و الخط في الترب مولع ..
أخط .. ؛
و أمحو ( وجه بيروت ) شاحبا ..
و أجهش .. ؛
و الغربان في الدار وقع ..
( عن ذي الرمة / بتصرف )
قريبا من الدم
الى صور .. صيدا ... بيروت
... يبدأ الدم رحلته الساخنة
في التراب...؛
وتبدأ فينا الدموع ..
رحلتها الآمنة ..
أى هاوية تلك ..
تفغر أفواهها
تحت أرواحنا الماجنة ..
ننثني نحوها في خنوع ..
ثم نهوي بها ..
آه .. تسمل منا العيون إذن ..؛
وتقطع أطرافنا .. ؛
حيث تصلب فوق الجذوع ..
ننتشي بالعذاب ..
نقيم الطقوس له.. في خشوع ...
نعبر الزمن الملتهب ..
بين جسر الحنين ..
وشط العرب ..
حيث تعبث فينا يد الأمل الطاحنة ...
لملمي هذه الجثة المستباحة ...
؛ أيتها الأم ؛
لا تندبي في العراء ...
أوصدت حولك الريح كل النوافذ .. ؛
ما عاد يجدي البكاء ..
وانقضي عنكبوت الضياع..
انقضي اللحظة الساكنة ..
لملمي جرحك المتناثر .. ؛
لا تزعجي الشهداء ..
كل يوم نفجر مابيننا كربلاء ..
ثم نبكي الحسين .. ؛و نلعن أقدارنا الخائنة .. !!
لا تزال الدماء ..
فاشهدي ياسماء ..
و اقذفي الحممَ الراعنة ْ..!!.
..في الصباح الذي فيه نخرج ؛
نحو مكاتبنا ..
و نعانق أطفالنا .. ؛
و نُمَنَّي حبيباتنا بالأماسي السعيدة
او ُنقَبِّل ُ وجه احبائنا في الطريق ..؛
نفتتُ بين أصابعنا الخبز ..؛
حين يدور الحوارْ ..
تافها ..؛
نتأنق عند المرايا .. مساء ..
نقلب وجه صحائفنا .. ؛
(.. تلتوي العنق .. ) ..؛
لا تسقط المقصلة .. !!
(.. حيث أشلاء ُمن سقطوا ..
يهطلون علينا .. ؛
ندىً دمويا ...
ليشمخَ فيك جدار ْ..)
بيننا شبحًا تسقطينَ ...
ولكن هى المهزلة ..!!
لا تراك العيون التي سُمِلتْ ..؛
أو تراك ... و تُغضي ...؛
لينبجسَ الدمُ في الملحمةْ..
في الشوارع عارية تخرجين .. ؛
فواضيعة الشرف العربي..
الذي قد أريقت على جانبيه الخطبْ .. !!
تخرجين ...مُهَوَّشَةَ الشعر ..
ذاهلة تندبين ضحاياك.. ؛
لا شجر الأرز يحميك من قيظ هذا الدمار ْ..
نازفا .. نازفا..
صوت فيروز يأتي ..
نقيا ..
وراء الأكاذيب .. يأتي ..
و عبر التصاريح يأ تي ..
و رغم الحصار ْ...
ناشرا في المدى عطره ..
تومض الأنجم المعتمةْ ..
داميا ...
يسقط الأرز في صوتها ..
حيث يلمع في الراية الآن..
مرتسما .. جمجمة ..
... تنقلين خطاك على الخنجر المنتصبْ ..
والجماهير بين المحيطين
تكتم أنفاسها .. ؛
تترقب خيط العناكب تلتف حول فريستها ..؛
تترنم...
حين يشف الشداة َالطرب ْ..
آه ..طوبى لمن يحمل السيف .. فيكِ ؛
لمن يستر اليوم عريَ المهانةِ .. فينا ؛
لمن لا يدير _ إذا صُفِع َالخدُّ – منكسرا ؛
للذين ترفرف أرواحُهم في الترابْ
حيث يطفر منها الدم المشرئبْ ..
راية للمقاوم .. ؛
أغنية من حراب ْ.
تخرقين بها الزمن المنتحبْ
أخرجي الآن ..؛
سوسنة ًمن دم ؛
لا تضيعي ..
فإنا فقدنا الفراديس
حيث الزمان حضور.. ونحن الغياب
ربما نتطهر فيك ..
ونغسل بالدم آثامنا ..
ربما كنت أنت طقوس العذاب !!
من دفترالحزن الكبير..
إلى الدم العربي ..
المهدر في زماننا العربي الآسن .
بعثِّري جثتي تحت شمس الظهيرة ..
تحت أعين كل القنافذ ِ.. ؛
من يجعلون الخنادق جلدٍا .. ؛
تبصبصُ منها العيونُ التي أُغمِدَ الرمحُ فيها ..؛
و لكن تنام قريرة .. !!
بعثِّري جثتي في الرياح الضريرة ..
فالدموع التي تذرفين ستهمي ..
طويلا ..
قبل أن يستفيق الممزقُ ..؛
فالبعث أسطورةٌ ..؛
و الرماد تناثرَ في كل عين .. ذليلا ..
قد تقولين :
" .. يأتي غدٌ ..؛
تورق الشمسُ فيه ..؛
وتثمرُ أمنية ٌبرعما... "
هاهو الوطن المتناثر في كل أرضٍ ..
دَمَا ..
هاهم الأمراء الأماجد .. ؛
والنرد .. ؛
والكاس ... ؛
والوطن المستباح الذي مزقته الخناجر ْ...
والوطن المستكين الذي هتكته الحناجرْ ...
أنت قد تقرئين الجرا ئدَ .. ؛
قد تحفظين الوصايا ..
التي نفق الحس فيها ...قتيلا ..
أنت قد تقرئين الطوالع ؛
و الرمل ..
آه ..
أه لو تقرئين السريرة ْ... !!
لماذا تُحَوِّم ُفوقي الصقورُ ..؛
و تُنصَبُ تحتي الكمائن ْ... ؟؟
لأني حملت انتمائي إلى الموت ..
وابتعتُ سيفا ...
وجبت المدائنْ..
أُعَرِّي الوجوه َالتي تقطرُ الحربَ زيفا ..؟؟!!
{ ... لديهم قميصان ِ..؛
عاشا يفيضان عنفا ولطفَا..:
قميصٌ ل (عثمان َ.. يُنشر ُ... ؛
يجمحُ فينا الهياج ُ... ؛
فنعصف بالشمس .. عصفَا
و آخر ُ ..من عهد ( يوسفَ ).. ؛
يبدو ليعقوبَ َ ..
يهدأ ُ00000
تستلُّ نفس الأصابع ِ
منه الضغائن ْ.. !! }
لماذا نرى الكأس مملوءةً بالنبيذ...؛
فتنفطر الروح ُظمأى ..
و ننكب ُّ.. ؛
نلقى النبيذ َدماء َ.. ؟؟!!
و نحمل رأس َ( الحسين ) ؛
إلى كل عاصمةٍ تستبيح ُالخطايا
و نستقبل الشهداء.َ..
و يزدحم القهرُ والصمتُ ؛
و الدمع ُ.. والموت ُ..؛
و الناس ُحول الميادين ..؛
حيث تُشَيَّع ُمِناَّ .. ؛
وفينا ... الضحايا ... ؟؟!!
ما الذي يجعل الفرسَ العربيةَ تكبو
على باب أى مدينة ْ..
و كانت تحمحم .. ؛تصهل .. ؛
حول القلاعِ ..
فترتج فينا الدماء ْ... ؟؟!!
ربما لحظةُ الصدق تنتابُها ... ؛
فتزلزل فينا السكينة ْ
حين تدرك أ ن ( الإرادةَ ) و ( الفعلَ ) ..؛
بينهما هُوَّةٌ ..
باتساع السماءْ .. !!
لم تزل هذه السفن تنتظر الريح ...؛
حين رأينك تنحدرين .. ؛
إلى شاطئ النيل .. ؛
تأتين ( دجلة ) أو (بردى ) المستباح
رأيتُكِ .. بين المعابدْ
ينتثر الدمع منك ... ؛
وتوقد فيك الشموع ... ؛
وتنحر منك القرابين ... ؛
يصلب فيك الشعور مسيحا ...
و آلهة الطقس صماء ...
لن ترسل الآن ريحا ..!!
يُقال ُ: " .. أتى ماردٌ ؛
يحبس الريحَ في قمقمٍ ..؛
والنسائمَ في رئتيه جحيما ..
يُفَجِّرُها..آه ِ..؛
تنتظرينَ ..!! لماذا ؟
سيمنع عنك النسيما..
فلا ترقبي الريح َ.. ؛
هذا زمانُ الجماجم ْ...
ديارُ اللواتي ..؛
( هنا أو هناك ..؛
بقصف المدافع ..؛ والدم ) يُحفظنَ ..
لا بالتمائم ْ... !!!
ألا ينهش الخزىُّ أحلامَكِ المومياء ْ..
وتنبت فيها القروح طحالبْ ..
و قد وصم العار أبناءك الأبرياءْ ..
فجاءوك ِ..؛
و النارُ جوعى ..؛
و مدُّوا اليدين ...؛
تخطَّفهم _ كالعُقابِ – الوباء ْ
لينعمَ فيكِ الثعالب ْ...
ألا ينهش الخزىُّ أحلامَكِ المومياءْ ...؟؟!!
..........................
هاهو الآنَ ( خالدُ ) أو ( سعدُ ) ؛
أو ( مصعبُ ) الفذُّ يصعد مركبة ٍ..؛
و يبيعُ المرايا ...
و يعرضُ أمشاطَ عاجٍ ..؛
و يعرض عاهتَه ُ...!!
فتُشيح الوجوهُ00؛
و تأنفُ فاتنة ٌحين تعطيه قرشا ...؛
فترشقه نظرة محسنة ..
ومصمصة مؤمنة ... !! ؛
وقد يستفزُّ المُحَصِّل ُ...
يطردُه .. ؛
حين يهبط ُ..؛
ألسنةُ القومِ تجمحُ
أحصنةً في العراءْ ..!!
ألا ينهش الحزن ُأحلامَكش المومياء ْ... ؟؟ !!
.... تصيحينَ عبرَ صريرِ الليالي / السلاسلِ ؛
والأمنياتِ المريرة ْ
تصيحينَ ...أو تهتفينَ بنا :
" .. ليتَ للبرَّاق عينٍا ..
فترى ما أعاني ..
من عذابٍ ... و َعَنَا ... "
تصيحين :
" .. هم مزقوا الروحَ .. ؛
هم ضربوا ..
موطنَ العفةِ ضربًا .. بالعصا ..."
00000000
00000000
تصيحينَ ...
لا السيف يُرفع ُ..!! ؛
أمَّا الجبينْ ...
تكَلَّسَ ..؛ ما عادَ يندَى ..!! ؛
وكل العيونِ هنا فُقِأتْ ..؛
والحبيبُ الوحيدْ..
تُبَعْثَّرُ أشلاؤه في الظهيرةْ
وكلُّ الحناجرِ... ؛
كلُّ اللغاتِ الجهيرة ْ..
حوصرتْ ..؛
في جزيرة ْ...
وتأبى سوى أن تنام قريرة ... !!
الحصار ُ لمن ..؟!
.. و الحصارُ الذي يفرضونَ هباءْ...
كيف يُكْتَمُ في الزهرِ عطرٌ ..؟؟
و يُنزعُ دفقُ الخريرِ المسافرُ في النهرِ ..؛
أو تُخْمَدُ النارُ في جَذْوَةٍ يتأجج ُ فيها الإباءْ ...؟؟
... و الحصارُ الذي يدَّعونَ هُراءْ ..
سِياجٌ من الوهمَ ..و الأمنياتِ الخواءْ..
..و الحصارُ نسيجُ العناكبِ ..؛
يَجْرِفُهُ السيلُ ..؛
سَيْلُ الجماهيرِ إذ تتلاحمُ في عزَّةٍ .. وانتماءْ..
قَبْضةً من لهيبٍ..
و روحًا لها عَزَمَاتُ القضاءْ ..
... و الحصارُ ..
الحصارُ لِمَنْ ..؟؟
لِفِكْرٍ ترقرقَ في الكونِ ..
آياتُهُ أنَّ في الغربِ سارَ على هَدْيِهِ العلماءْ .؟؟!!
... الحصارُ لمنْ ..؟؟
لدينٍ تألَّقَ نورًا ..
أضاءتْ به الكائناتِ السماءْ..؟؟!!.
... الحصارُ لمنْ ..؟؟
لِقَوْمِيَّةٍ كلُّ تاريخِها كبرياءْ ..؟؟!!
...الحصارُ
...الحصارُ لمنْ ؟؟
قَسَمًا بالدماءْ..
بالذين مع الفجرِ يأتونَ ..
و من رحمِ الأرضِ ينبثقونَ ..
و مَنْ راحَ مِنْ عِتْرَةِ الشهداءْ...
لن نُذَلَّ ..؛
و لن نقبلَ الضيمَ ..؛
حقَّ الجهادُ علينا ..
و حقَّ علينا الفداءْ ..
فاشهدي ياسماءْ..
إشهدي يا سماءْ
إشهدي ياسماءْ...
يارُبَى الشام
جنة الله 000 أم تراها الشآم ُ؟!
و رؤى السحرفي الربى أكمامُ ؟!
أم عرين إلى العروبة يُنمى
أهله الصيد للزمان زمام
والكماة الأباة من (عبد شمس )
أمويون 00 كل فرد ( هشام )
يعربيون في ( قريش ) تناهى
بدر أنسابهم 00فكان التمام
ألْقِ عنك الهموم ياقلب .. واهدأ
وأقم في الضلوع 00 حيث أقاموا
كنتَ نازعتني طويلا إليهم
كنت َعيني 000وهم بها أحلام
أصدقائي أتيت ينزف جرحي
والأمانىُّ قي فؤادي حطام
وترُ الروح قدَّه ُالحزنُ 00 عفوا
لو توارت في صمتها الأنغام
صار فينا ( ..الأذى ورؤية جا
نيه غذاء " تقوى " به الأجسام )
وعدمنا خيولنا 00 وغرقنا
في اللجاجات00واستلدَّ الخصام
والدمى في القصور فوق عروش
تتباهى 00 كأنها حكام 00!!
قد أباحوا عروبة ( القدس ) نهبا
للطواغيت 00ثم غطوا ..وناموا
أزهقوا حقنا بدعوى سلام
يا لحقٍ تُضيعُهُ الأوهام !!
( ذلَّ من يغبط الذليل بعيش ..)
ذل َّأيضا مَن ْسيفه الأحلام 00!!
( كل " سلم " أتى بغير اقتدار
حجة لاجئ إليها اللئام .. )
أصدقائي 00 هى العروبة صدر
ما لنا عنه – لو كبرنا- فطام
صفق الحب في جوانح ( بردى )
فاستجابت بوجدها ( الأهرام )
و( دمشق الفيحاء ) منذ حبونا
صهوة المجد 00 والعلا 00والهام
وعلى جيدها لآلئ عقد
الشموخ 00السماح 000والإقدام
شهد الله كم صبوت إليها
وفؤادي مُوَلَّه ٌ..... لا ينام ..
والتقينا 00فاخضوضرت خفقات
وسمونا 000فما لنا أجسام 00
لابد من صنعا...
هذا الخلود...وهذه العلياء
أبوان ... في كنفيهما صنعاء
شبَّتْ ..؛ وكان المجد من أخوالها
أما الجدود فعزة قعساء
هى كاعب الدنيا ؛ وإن مرت بها
أيام دهر هدَّه الإعياء
في جيدها حقب الزمان قلائد
تزهو .. فيزهو رونق وبهاء
عَصَر َالجمالُ رحيقَه في كأسها
طاب البساط .. وشعت الصهباء
وترقرق النور البهيج نسائما
متناغما ... فتحلَّق الندماء
هذا النواسي الظريف مؤانسا
وضاح َ.. والضلِّيل َ.. ؛ والشعراءُ
يتجاذبون عنان قافية ؛ وقد
راغت .. فمسعاهم سدى وهباء
ويطاردون غزالة الشعر التي
تعدو .. وهم في روحها أسراء
@@@@@@
صنعاء يانبع القصيد ؛ ويا مدى
صهلت به أفراسنا القدماء
للشدو كم من مجلس حفت به
فتن البهاء .. وجنحت أصداء
وتر يرن بكل زاوية .. ؛ ..و في
حتى الحصى ؛ تفعيلة وغناء
العشب في تلك السفوح قصائد
مرئية... إيقاعها إغواء
والسحب في هام الجبال عمائم
قد جللتها هيبة شماء
لله ماهذا الجلال على الذرى
يسجو .. كأن رواءه أفياء
هذي جبال النار .. بنت طبيعة
قد أرضعتها – جمرها – أثداء
هى من قوافي الكون ..؛ تعبق بالرؤى
مانالها خبن ولا إقواء
@@@@@@@@
بينا تقاسمني اللواعج مهجتي
في مصر .. حيث النيل والأنداء
ألقى بحجري؛ حين رفرف ؛ هدهد
بكريم ماتدعو به الكرماء
قد جاء من سبأ ..فأسرج في دمي
خيل الحنين .. وماجت الأهواء
" لابد من صنعا ".. ترنم خافقي
حيث اعتراني الزهو و الخيلاء
أإلى ربى بلقيس أدعى بعدما
طالت بى الأشواق والبرحاء ؟!
لملمت حلما كنت قد وسدته
قلبي..... وأغفت وردة حمراء
وأتيت للنبع الذي ما زرته
إلا خيالا.. شف عنه ضياء
وطنا هو اليمن السعيد بأهله
وعلى العروبة أهله أمناء
يا دهر .. ؛ يا أمل .. ؛ ويا تلك الذرى
يا شمس ..؛ يا أفياء ..؛ يا بطحاء
إني إلى جذري أعود .. كقطرة
قد أرسلتها للبحور سماء
قومي .. فجئني يازمان بمثلهم
هيهات..!! حتى يعتريك فناء 00!!
صنعاء عاصمة للثقافة العربية عام 2004
العنقاء
وفاءً لِمَنْ أَوْدَى ؛ و حُبًّا لِمَنْ بَقِي
أَقولُ لهذا القلبِ : لا تَتَمزَّقِ
حَنَانَيْكَ .. و اهْدَأْ في الضلوعِ ؛ فلم يَعُدْ
بِنا ما يَرُدّ العادياتِ .. و ما يَقِي
نَعُودُ إلى بغدادَ .. و العَوْدُ أحْمَدٌ
فَيَا نَفْسُ قٌرِّي ؛ يا شُجُونُ تَرَفَّق
فقَدْ يَجْمَعُ اللهُ الشَّتِيتَيْن ؛ بعدما
يَظُنَانِ أَنْ لا وَصْلَ بعدَ التَفَرّقِ
نَأَيْنَا على كُرْهٍ ؛ فجسمي مُشَرَّدٌ
و ها هُوَ جِسمي الآنَ بالروحِ يلتقِي
وَ بغدادُ أهْلُوهَا جُذورِي ؛ وَ عِتْرَتِي
وَ فِي كُلِّ خَطْبٍ ؛ سَاعِدَاىَ و َمِرْفَقِي
و َبغدادُ إنْ تَحْجُبْ غُيُومٌ شُمُوسَها
تَعُدْ بِرُوَاءِ الزَّهْو فِي كُلِّ مَشْرِقِ
و َبغدادُ عَنقاء ُالزمان ِ؛ حُضُورُهَا
بِكُلِّ عصورِ الكون ِ سِرّ التَألُّقِ
و َمُذْ نسَجَ ( المنصور ُ) حُلْمَ بهائِها
تَجَلَّى بِفِكْرٍ في الحضارةِ مُعْرِقِ
و َكانتْ عَلَى عَهْدِ ( الرشيدِ ) سماؤها
سَحَائِبَ خَيْرٍ بالمعارف ِ مُغْدِقِ
وَ أَرْسَى بِهَا ( المأمونُ ) حِكْمَةَ دَارِه ِ
جَرَت ْ بِنَمِير ٍ للحِجَىَ مُتَرَقْرِقِ
إِليْهَا حَضَارَاتُ العَوالِم ِتَنْتَمِي
و تَنْثَالُ فِيها رَوْنَقَا ... إِثْر َ رَوْنَقِ
@@@@@@@
أأَحْبَابَنَا بَيْنَ الفراتِ و دِجْلَةٍ
تُنَادِمُكُمْ رُوحِي فَتَسْقِي وَ تَسْتَقِي
أَعُودُ إلى بغدادَ يَسْبِقُ خُطْوَتِي
وَجِيبُ فُؤادٍ بِالْحَنِينِ مُؤَرَّقِ
يُرَفْرِفُ سِرْبُ الذكرياتِ بِخَاطِرِي
فَأَرْوِيهِ مِنْ خَمْرِ الوَفَاءِ الْمُعَتَّقِ
وَ أَذْكُرُ مَنْ أَغْوَوْا فُؤَادِي ؛ وَ هَاجَرُوا
وَ مَنْ غَابَ مِنهُمْ خَلْفَ أُفْقٍ مُغَلَّقِ
وَ كُنَّا هُنَا بالأمسِ نَسْتَبِقُ المُنَى
وَ نَسْمُو عَلَى كُلِّ الجِرَاحِ ؛ وَ نَرْتَقِي
وَ فِينَا ( النُوَاسِيّ ) الظِرِيفُ مُنَادِيًا
عَلَى النَّهرِ ؛ مَلاّحًا : " أَلاَ هَىْ زَوْرَقِي (1)"
أَحِنّ إلى ( بابِ المُعَظّمِ ).. عَلَّنِي
أَرَى ( يُوسُفًا ) (2) يَشْدُو بِنَصٍّ مُنَمَّقِ
و َأَهْفو إلى ( المنصورِ ) (3) هَلْ ثَمَّ لَوْحَةٌٌ
لِ ( جَبْرَا ) تُنَاَدِينِي ؛ وَ تَخْلُبُ مَنْطِقِي..؟
وَ فِي شَارِعِ ( السَّعْدُون ِ)(4) ألْقَى عِصَابَة ً
بمقهى ( المَرَايَا )(5) بين َ كَأْسٍ وَ نُمْرُقِ
وَ أَشْتَاقُ لِ ( المَسْجُوفِ )(6) فِي شَط ِّدِجْلَة ٍ
و َ نَشْوَة ِ إيقَاعِ ( المَقَامِ ) (7) المُحَلِّقِ
وَ كَانَ لنا بِ ( الأَعْظَمِيَةِ ) (8) جِيرَةٌ
أفَاءُوا بِرَيْعَانٍ مِنَ الصَّفْوِّ رَيِّقِ
وَ كَانَ لنا بَيْتٌ ؛ وَ ثَم َّ حَدِيقَةٌ
وَ تَنُّورُ خُبْزٍ .. هَلْ هُنَالِكَ مَا بَقِي ؟؟
@@@@@@@@@
سَلاَمًا عِرَاقَ الرَّافِدَيْنِ .. وَ مَرْحَبًا
عَرِينَ النشَامَى ؛ فَيْلَقًا خَلْفَ فَيْلَقِ
سَلاَمًا عُيُونَ الفَاتِناَتِ مِنَ المَهَا
عَلِى الجِسْرِ؛ و ( ابنُ الجَهْمِ ) (9) مِنْهُنَ يَنْتَقِي
سَلاَمًا عَلَى ( العَشَّار ) (10) وَ ( البَصْرَةِ ) التي
تَغَنَّى بِها ( السَيَّابُ ) فِي عُمْرِهِ الشَّقِي
سَلاَمًا عَلَى ( دَارِ السَّلاَمِ ) مُضَمَّخًا
بِوُدٍّ بِأَفْنَانِ الأُخُوَّةِ مُورِقِ
وَ فِيهِ رَحِيقُ النيلِ يَنْسَابُ شَيِّقًا
إلى دِجْلَةِ الخَيْرَاتِ .... يَسْعَى لِشَيِّقِ
*بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013
إضاءات للنص
( 1 ) تضمين لقول أبي نواس في إحدى خمرياته :
وَقُلتُ لِملاَّحي : "ألا هَىّ زَوْرَقِي "
وَ قَلْبيَ مِنْ شَوْقٍ يكادُ يَهِيمُ
إلى بيت ِ خَمَّارٍ أَفَادَ زِحَامُهُ
لهُ ثَرْوَةً وَ الوَجْهُ مِنهُ بَهِيمُ
وَ قَوْلُهُ " أَلاَ هَيْ " يسْتَحِثُ بها الملاّحَ لتَهْيِئَةِ الزوْرَقَ للإبحار؛ وَ( هَيْ ) فعل أمر هو ( هَيِّءْ ) وَخُفِفَتْ الهمزة .
(2) باب المعظم أحد أحياء وأبواب بغداد القديمة ؛ و (يوسف) المذكور هو الشاعر العراقي الكبير يوسف الصائغ . و في البيت إشارة إلى قصيدته الشهيرة : ( المعلم ) التي يذكر فيها ذكرياته عن مدرسته الأولى في باب المعظم.
(3) المقصود ب ( المنصور ) في البيت ( حي المنصور ) من أرقى أحياء بغداد ؛ وفيه كان يقيم الناقد الشاعر الراحل الفنان ( جبرا إبراهيم جبرا ) وكانت زياراتي له في مرسمة ظهر كل جمعة .
(4) السعدون شارع شهير في بغداد .
(5) ( المرايا ) كافتيريا كانت ملتقى الأدباء والشعراء في شارع السعدون و كانت تقوم بدور مقهى ( ريش ) في القاهرة .
(6) ( المسجوف ) طريقة بغدادية لشواء السمك حيث تكثر مطاعمه في شارع إبي نواس على نهر دجلة.
(7) المقام العراقي ضرب من ضروب الغناء والمقامات الموسيقية تفردت به العراق .
(8) الأعظمية حي كبيرمن أحياء بغداد .
(9 ) بالبيت إشارة إلى قصيدة الشاعر العباسي ( علي بن الجهم ) التي مطلعها :
عُيونُ المَها بينَ الرَّصَافَةِ والجِسْرِ
جَلَبْنَ الهَوَى مِنْ حَيْثُ أَدْرِي و لا أَدْرِي
(10) ( العَشَّار ) سوق كبير بالبصرة . والسياب ؛ بدر شاكر ؛ الشاعرالعراقي الكبير الراحل وهو من بلدة جيكور قضاء أبي الخصيب / البصرة .
من ( أبجدية الموت و الثورة )
قصيدة طويلة كتبت قبل ثورة 25 يناير بسنوات
البراكين
... البراكينُ لا تَسْتَقِرُّ عليها الوسائد ُ .. ؛
هم يبتنونَ من الوهمِ أيامَهم.. ؛
ينقشونَ على الماءِ أحلامَهم ...؛
يحرثونَ البحارَ...؛ ؛
و حينَ تثورُ الزلازل ُ ؛
لا شيءَ يبقى ..
سوي قبضَةِ الشعبِ حولَ الرقاب ْ
و انطلاقِ الأعاصيرِ من رئة ِ المستكين ٍ .. ؛
و في نبرات ِ جموع ِ الغضابْ ...
... و البراكين ُ تحترفُ الصمتَ .. ؛
لكنها لا تموت ُ... ؛
و تعرف ُ عن قشرةِ الأرضِ
ما يجهل ُ العلماء ُ الأساطين ُ.. ؛
و السادة ُالخبراءُ.. ؛
و تعرف ُ ميقاتَ تفجيرِ أحلامِها .. ؛
و كيف يتمُّ التزاوج ُ بين الحقيقةِ و النارِ.. ؛
في مهرجانٍ تقوم ُ على جانبيْه الحِراب ْ..
إذن ْ ..
فيم َ يبتسمُ الحالمون َ بقهرِ الشعوبِ ..؟؟ !! ؛
و كيف غَفَتْ فوق حلمِ الغنيمةِ عينُ الذئابْ .. ؟؟!!
أقنعة الجمر
للرياحِ تقاليدُهـا..؛
فهـى لا تقلعُ العُشـبَ،
لكنها تَسْتَثيِرُ ضِخَامَ الشجـرْ..
... ... ...
... ... ...
والحكوماتُ كالهِرَّةِ الجاحـدةْ..
تنهشُ أبناءَها الكادحينَ العِجَاف؛
و تلعقُ فَـرْوَ السِّمَانِ..؛
تُدَلِّلهُـمْ..؛
يُتخمونَ؛ وينكفئونَ إلى المائدةْ ..
والظُّهُورُ التي يحفرُ السوطُ فيها عَتِىَّ الصُـوَرُ..
حيـنَ تضجـرُ؛
أو تستقيمُ،
يُندِّدُ سيفٌ وشرطىُ،
يتلو عليها قوانينَها الجَامدِةْ!!
آهِ..
هل أنتِ أمي التي علَّمتني أثورُ..؛
وأهتفُ صُبحًا.. مَساءً..:
(... بِلادى.. بِلادى.. بِلادى..؛)
و يعـزفُ فيها النشيدُ،
و ينزفُ فىَّ النشيجُ؛
و منتـصِبًا، أستديرُ؛ إذْا دَقَّ فيها السـلامُ؛
أأنتِ بلادى التى جَبَلَتْـنىَ منـذُ الصَّغَرْ..؟؟!!
أنتِ أرجوحةُ المهـدِ..؛
و الحلمَ كنـتِ..؛
و أنتِ الوسادةُ والشوكُ،
و البسمةُ المستهامةُ في الشرفاتِ،
حفيفَ السنابلِ، كُنْت؛..
حِوارَ المناجلِ والزرعِ؛
أنتِ
و أنتِ الأقاصيصُ..؛
[ و النخلُ فينا يُطَوَّحُ أشباحَـهُ..]؛
و العيونُ القَريرَةُ أَنتِ؛
و حَجْلةُ طِفلٍ على ساحـةِ الدارِ ؛
و الجَدَّةُ القاعدةْ...
أنتِ؛ والجرسُ المُتطايرُ في الأُفْقِ للدرسِ؛
و الحـبُّ في مُسْتَهَـلِّ العُمُـرْ..
أنتِ.. أنتِ و لستِ الجرائدُ..
لستِ فاكهةً تملأينَ الصِّحَافَ التى ازَّ يـنتْ؛
فى صدورِ الموائدْ..
يَحْتَـفي السادةُ المتخمونَ بها..؛
و الكروشُ التي داعَبَتْها النِكاتُ؛
لتهتزَّ..، بالبَشْـرَةِ الخامِـدةْ..!!
إنَّ شرَّ البليةِ مايُضْحِكُ القومَ .. !! ؛
ياسيدي الحزن لا تَغْمُرْ القلبَ ..؛
دَعْهُ على السطحِ يَطْفُ قليلا ..
فما يُنكرُ البحرُ أسماكَهُ الهامِدةْ ... !!
نزيف الذاكرة
لا يزعمُ الماءُ حينَ تسودُ عليهِ الطحالبْ
أنَّ الركودَ فضيلتُهُ المزدهاةُ؛
يحقُّ عليها الحسـدْ.
كنتُ أقسمُ؛ دومًا؛ بهـذا البلدْ..
رغم كـلِّ الكَبَدْ
رغمَ نبْعِ الشقاءِ؛
الذى يتوضأُ آباؤُنا مِنـْهُ؛
طـَىْ الأبـدْ..
بالعطاءِ الذى يتفجرُ فيه..؛
بِطَاقَاتِهِ اللهبيةِ..؛
بالحزن فى أعينِ الصامتينَ؛
و بالغزلِ المتواثبِ بين العيونِ..؛
برجفـة ر يـفيـةٍ،
زَعْقَـةُ البوقِ من فارهاتِ المواكبْ..
داهَْمتْ وَعيَها..، فتناثرَ..؛
[مثلَ العصافيرِ..؛
غِبَّ انهمارِ رَصاصِ المراقبْ..]
هَرْوَلتْ، تلعنُ الضجَّةَ المستفِزةَ ؛
بينَ العواصمِ..؛
و اللفـظُ فى شفتَيْها ارتعـدْ..
.... .... .... .. .
.... .... .. . ...
.... .... .. . ...
.. كنتُ أقسمُ؛ دومًا؛ بهـذا البلدْ..
بالذينَ مع الفجـرِ ؛
ينحدرونَ إلى النهـرِ..؛
ينكسرونَ مع الظهرِ..؛
ينسحبونَ مع القهـرِ..؛
خلفَ جدارِ المساءِ؛ ويحترفونَ الجَلَدْ..
بالفَرَحِ الذابلِ الصوتِ أقسمتُ..؛
بالدمعِ بينَ العيونِ الشواحِبْ..
بالبنادقِ ساهرةً تشرئبُّ..؛
و تحنـو علـيها زنـودُ المحاربْ..
حيث نامَ الخطيبُ/ الإمامُ على منبرِ الوطنِ
المستكينِ
المُسَجَّى الجَسَدْ..
.......................
... ... ... ...
كنتُ أقسمُ؛ دومًا؛ بهـذا البلدْ
بالريحِ، أَنْ سوفَ تأتى..؛
و بالعدلِ؛ أَنْ سيضمَّ جناحيْه؛
يحمي الحقيقةَ من لفحةِ الباطلِ المتوهجِ؛
تُـغـشي العيـونَ؛
و بالكلماتِ/ الحرابِ ستنقضُ فى الروحِ؛
ما نسجتْهُ العناكبْ...
بالطفولةِ أقسمتُ؛
بالغـدِّ..؛ بالبسماتِ؛
و بالزرعِ مُنتشِيًا..؛ كنتُ أهمسُ:
" .. يمكثُ في الأرضِ ما ينفعُ الناسَ...” ؛
حينَ رأيتُ الزبـدْ..
أبْنِيَةً في المدينةِ تَعلوُ ؛ و تسمقُ..؛
أرصِدَةً في البنوكِ..؛
حُلِيًّا تـَصِلُّ بأذرعَـةِ العاهِراتِ..؛
و فى الكتفينِ فِراءَ ثعالبْ..
[.. ربما كانَ من عَرَقٍ يتصبَّبُ
في أَوْجُهٍ رانَ فيها الكَمَدْ..!!..]
... ... ...
... ... ...
كنتُ أقسمُ؛ دومًا، بهـذا البلدْ
و البناياتُ تهـوِي،
و أُقسِمُ أَنْ سوف تنهض..؛
حتى رأيتُ المطاراتِ غصَّتْ بمَنْ يهربونَ..!!؛
و لا يرجعـون.َ.!!؛
رأيتُ المناجلَ لا تحصدُ الز ر عَ!!؛
و الضر عَ جفَّ!!؛
رأيتُ السيوفَ تـثـلَّمَ فيها الإباءُ!!؛
رأيتُ الخيـولَ على ضِفـةِ النهرِ تضوِى؛
و تهـزلُ..؛
تسقطُ ضامرةً فوقَ أعلافِـها..؛
و مقهـورةً!!
حينَ تبصرُ (نجمةَ داوودَ) فى أفقِها تـتـقـدْ..
و الذئابَ يروغـونَ بين الثعالبْ!!
قلتُ:
" .. لا شـىءَ يُجـدِى..؛
سوى الشعـبِ،
ينشبُ في رئَةِ الحاكمينَ المخالبْ...!! " .
بشارة الصهيل
ثَّمَّ منْ سـوف يأتي..؛
سـيـأتي..؛
ملامُحـهُ لا تبيـنُ لنا الآنَ..؛
لكنـه قـادمٌ..؛
حاملاً منجـلَ المـوتِ؛
يـحـصـدُ كلَّ الرؤوسِ التـي أينَعَتْ..؛
و النفـوسِ التـي خنعَـتْ..؛
و الرقابِ التـي خضَعَتْ..؛
و القلوبِ التـي ركعَـتْ..؛
و العقولِ التـي ابتدعَتْ
فلسفاتِ المهانَةْ
والجباهِ التـى نضحتْ ذِلةً.. و اسْتِكَانَةْ..
قـد يغيبُ قليلاً؛
و لكنه قـادمٌ؛
يمتطـي صهـوةَ الرعـدِ؛
مُـمْتـَشِقًا عاصفَ الريـحِ؛
مُتَّـشِـحًـا بالبروقِ؛ و مُـؤتِـزرًا بالإباءْ
يسألُ المارقون: مـتى؟
كيفَ؟
أو أين يأتي..؟؟؛
{..هل الموتُ يأتـي على موعـدٍ؟؟ }
لا يُعـيرُ السؤالَ التفـاتًا..؛
و يأتي..
يُبَاغِتُهـمْ بالفنـاءْ..؛
و العروشُ التـي طاولتْ في الفضـاءِ السمـاءْ..
تَنْحـَلُّ ذرّاتِ رمـلٍ.. مَهيـلٍ؛
و تهـوِي صـروحُ الخيانهْ
إنه قـادمٌ؛
حيث يسبقُ هـذا الصهيلُ المدوِّي حِصًانَهْ
عاجـلاً سـوف يأتـي..؛
و حتمـًا سيأتي..؛
فقـد صـارَ هـذا الأوانُ أوانَـهْ...
جنة الأشقياْء
... هـذهِ الأرضُ لن يتملـكَ مِن خيرِها البسطاءْ
غيرَ صَمْتِ وظـلِّ المقابـرِ؛
لكنها جنَّـةُ الأشقـياءْ!!
يزعمُ القادةُ الزعماءُ (.. وهم يخطبونَ!!)..
بأنَّ الحياةَ مشـاعْ..
والكرنفـالَ البهيـجَ بألوانـهِ فى اتسـاعْ..
والحقيقـةُ:
لَوْنانِ بينهمـا يـنزفُ الفقـراءْ..
يرتـدونَ المَزارعَ (خضراء)؛
فى زحمة الكدحِ والعيشِ..؛
ـ لون الجنانِ الذِى وُعِدُوا..
فى السماءْ!! ـ
و (الأَسْـوَدُ) المُنـتَـقَـى لثيـاب العـزاءْ!!
ربما هذهِ الأرضُ تـقـتـَاتُ أ كبادَهم...
هؤلاء الجياعْ!!
لكنهـم..
دائمـًا يحلمـون؛
يمـدُّون أيديهـم للشمـوسِ ويحتلبون الشعاعْ
طوبى لمن عاشَ منهـم..؛
ومن يقـتـضيـه الفداءْ
طـوبى لهـم:
يومَ ينفجـرون رجـومًا من الكبرياءْ
يوم تمكثُ فى الأرضِ آثارُهم..؛
حيثُ تـطـفو العروشُ وحُـكَّامُها؛
زبـدًا فى السيولِ جُفَاءْ..
زبـدًا فى السيولِ جُفَاءْ..
حدث ذات ثورة ..
لقطات نهارية / زوم
في البدءِ ..
كان الخوفُ ( مبعوثُ الطغاةِ ) ..؛ ينادم ُ
الهمسَ ( اكتشافَ السلطةِ الغرَّاءِ ) مُنْزَوِيًا
على المقهى .... يبُادِلُهُ الكؤوسْ....
و يَمُرُّ ظِلٌ ..؛
تخمدُ الأنفاسُ ؛ تزدردُ المقاعدُ جَالِسِيها...
( هذا زمانُ المخبرِ السرىِّ ؛ و الشُّرَطِيِّ ..؛
و الهرَّاوةِ الغَضْبَى ..؛
تُديرُ حِوارَها فوق الرؤوسْ..)
تتقيأُ الطرقاتُ أبدانًا لها بَصَرٌ..؛
و أسماعٌ..؛
و شئٌ كالأُنُوفِ ..؛
تسير فى اللاوعىِّ ...؛
ساهمةً... مبعثرةَ الإرادةْ..!!
.. النيلُ يلعنُكُمْ...؛
و هذي الأرضُ تطلبُ حقَّها فيكم ..؛
وتنتظرُ الولادةْ..
..عانتْ مخاضَ الصمتِ و الكبتِ..؛
الذي مَسَخَ الرجالَ طلاسَمًا تسعى .. ؛
و أصنامًا.. ؛
و أخشابًا مُسَنَّدَةً.. ؛
تمر بوجهها الأيامُ ... عادةْ...!!!
.. الأرضُ يا مَنْ فوقها تمشون تلفظُكم....
قِفي يا أرضَنا الممرورةَ الخضراءَ.. ؛
و ابتلعي الشخوصَ .. فلن تفيقَ .. ؛
و طالما امتصَّتْ حرائقَها الوسادةْ00!!
{..تهتزُّ سُنْبلةٌ ؛
تعانقُها العيونُ الجائعةْ ..
فيدوسُها الجندىُّ..
مُؤتَمِرًا بإرهابِ القيادةْ...}
...لملمتُ وجهًا..، هشَّمتْهُ الريحُ..؛
بعثَّرتْ الملامحَ كالشظايا..،..
سِرْت ُ ،
أحذية ُالجنودِ تسوخُ في قلبي
و تأويني الهتافاتُ الطريدةْ......
عَبْرَ النزيفِ ..،
و قبضةِ الشُّرَطِيِّ.. ،
و الجُثث البليدة
فوق التراب تَدبُّ.. ،
" .. مصر تئنُّ ، عارية ً.. ،
على حَدِّ السيوفِ القاطعةْ...
.. كان المماليكُ البواسلُ يفقأونَ
عيونَها .. يتدحرجُ النهدانِ في
الوادى ..كُرَاتٍ مِنْ لَهَبْ ..!! "
... و تئنُّ مصرُ الوادعةْ ...!!
مصرُ الدموعُ المُشْرَئِبَّةُ للمناديلِ البعيدةْ..!!
مصرُ النجوعُ .. ،
وكسرة الفلاح ...،
و الخِرَقُ التي تَسعَى ،
و تحلمُ بالسيادةْ ....
مصرُ الغدُ المخنوقُ .. ،
و الأملُ المُحاصَر في القلوبِ اليانِعة ْ ...
هى ليست البلدَ الذي يهتزُّ أردافًا .. و أزياءَا...،
و تنهبُ أرضَهُ العرباتُ ..أو يفْتَرُّ أضواءَا ..،
و تطليه السياحةُ بالوجوهِ الخادعة ْ...!!
قطع أول :
.. وقفتْ أمام المتجرِ الجذَّابِ لاهثةَ العيونْ..
كانت تُبَعْثِرُ في مسامعِ فَحْلِهَا - المُتَرَهَّلِ
الأبعادِ – ثَرْثَرَةً مُعَادَةْ ...
يُبْدِي اهتمَامًا إذ ْ يُقَطِّبُ حاجِبَيْهِ..،
( مُتَابِعًا بالوهمِ سِيقَانَ النساءِ...،
مُحَاصِرًا بعيونِهِ أردافَهنَ ..) !! ؛
و كانت الحمقاءُ تَشْغَلُهُ : لِيَدْفَعَ غَافِلًا
ثمنَ القِلادَةْ ...!!
.. و الناقلاتُ تمرُّ يشغلُها الجنودُ الفاتحونْ
و كأنهم دَكُّوا الحُصُونْ...!!.."
لقطات ليلية / زوم :
... يتسللُ القمرُ الأجيرُ إلى السماءِ الدَاكِنَة ْ...
و تَدُبُّ فوق سكونها أقدامُهُ..، و تلوحُ خُوذَتُهُ..،
فتنساب الأفاعي / الجندُ - بِاسْمِ الأمنِ -
تقتحمُ البيوتَ الآمنة.ْ..
و يُفَتِشُّونَ الأَعْيُنَ الوَسْنَى
عن الحُلمِ المُقَاوِمِ... ،
" يَشْحَبُ المصباحُ ،
أوْرَاقٌ مُبعثرةٌ .. ،
صُراخُ الصِّبْيَةِ .. الأطفالِ ،
أَمْنُ الزوجةِ المنهوكُ ..."
ينصرفون َ..،
تَضْطَرِمُ العيونُ الساكنةْ...
..........................
..........................
....الليلُ ... صَمْتٌ مُطْبِقٌ ، و مَهَامِهٌ سوداءُ.. ..،
مثل سرائرِ المَوْتَى.. ،
و ( أسماءُ ) الفقيرةَ ...
سارتْ بها الأقدامُ حائرةً... ،
تُخَبِّئُ في مَلابِسِها الطعام َ.. ،
و قطعةَ الصُّوفِ / الغطاءَ... ،
و كان ( عبدُ اللهِ ) لا غَارٌ سوى بيتِ الصديقِ يَضُّمُهُ ؛
خَوْفَ الوِشاياتِ الحقيرةْ ....
و تقافزتْ في سمعِها المذعورِ أصداءٌ ..أثيرةْ :
" جادكَ الغيثُ إذا الغيثُ هَمَى
يازمانَ الأَمْنِ بالأندلسِ.....
إنني أشعرُ شيئًا مُبْهَمَا .....
ماالذي يَجْرِي هنا في الغَلَسِ
نزعوا مِنِّي وحيدي ، بعدما
فرقونا بِحِرَابِ الحَرَسِ ..!"
...سارتْ ..
و كان الصمتُ تُدمِيهِ البذاءاتُ المُثيرةْ ..
فَوراءَها راحتْ تُغَمْغِمُ رِجْلُ سِكِّيرٍ..
يُرَاوِدُها..
و يَعْرِضُ دِفْءَ شَقَّتِهِ الوثيرةْ...!!
.....................
....................
قطع ثان :
.. البُومُ يأوي للخرائبِ و الحطامْ .....
و يظلُّ يُفْرِخُ في الظلامْ ..
هو لا يطيقُ يرى البناءَ مُشَيَّدًا .. ،
هو لا يطيقُ النورَ مُؤتَلِقًا .. ،
و يسترعِي خفافيشَ الطِّغَامْ ..
مُتَرَصِّدًا .. ،
و عيونُهُ تترقَّبُ الأشلاءَ غافِلةً .. ،
تَعَثَّرُ في مَتاهةِ رزقِها.. ،
صَرْعَى وِحَامِ الستْرِ.... ،
أو أسرى الطعامْ ... !!
يتفرقونَ ...
تُكَرِّرُ الأحداثُ دورتَها ..و ينقلبُ المدارْ..
يتناثرونَ بداخلِ المقهى:
جزائرَ نافراتٍ في البحارْ..
الخوفُ يجمعُها ... يُبَدِّدُها..،
يجيءُ الليلُ ..تُحْشَرُ في البيوتْ ..!!
و الصمتُ فاكهةٌ ..
فتحلم في خُفوتْ ..
و لربما رصدتْ بقايا الحلمِ أجهزةُ المباحثِ... ،
يغسلونَ جفونَهم في الصبحِ .. ،
تنسابُ المرائي في سحاباتِ البخارْ..
يستقبلونَ على المكاتبِ يَوْمَهم .. ،
و يُثرثرونَ.. ،
يدورُ خيطُ العنكبوتْ ...
...................
...................
....أوَّاهُ ... !!
شئٌ ما هُنا....
قد كان حَيًّا..
هل يموتْ...؟؟!!!
خارطة جديدة ..
لوطن لا يغيب
في عيون الصغار تواثب .. ؛
في مطلب لامرأة ..
تودِّع زوجا ..
( لدى الباب .. ؛
حاكت له الشمس ظلا .. نحيلا .. ) ؛
في علبة للسجائر ..
يزهو بها مغترب ..
تسابق الرغبات / الأكف إليها ..
و تنسج أحداق هذي العيون ..
خيوط الدخان ..
خارطة تقترب ...
00000000000000
في أمتداد الطوابير ؛
بالقنصليات ..
كان ...
و في خاتم بجواز السفر ..
0000000000000
في سطور الصحيفة .. ؛
يكمن .. ؛
يسكن إحدى الزوايا ..
( كما يسقط الصقر ؛
فوق فريسته .. ؛
من وراء السحب
كيف للعين تهوي عليه.. ؟؟
تُمَيِّزُه ُ... ؛
دون ألف خبر .. ؟؟!! )
000000000000
.. كنت أحسبه وجبة ؛
من طعام .. شهي ؛
لأمِّي ..
و صرخة أب ْ..
بوجهي َ.. ؛
حين أعاف الدروس.َ. ؛
وأهرب .. ؛
إذ يتصبب دفق المياه .. ؛
بحمامنا الشتَوِي ِّ ؛
على جسدي ..
في الصبا المستحم بدفء الأمومة ؛
والصوت ينهرني .. ؛
يستحث الرجولة ْ..
0000000000
0000000000
كان في الخطوات التي تتعثر .. ؛
أو تغتصب
حيث يزهو أبٌ بابنه
في صبيحة عيدْ
إلى مسجد .. ؛
( كنتُ في يدِه ِ.. ) ؛
أذكر الآن خطواتنا للمقابر .. ؛
وجه أبي المتغضن .. ؛
أو صوته المقتضب ...
و البسملات التقية فوق العظام .. ؛
و زورتنا في المساء لأعمامنا .. ؛
كنت أحسبه غاب .. ؛
هاهو ذا يشرئب ْ..
ثانيةً يلتهبْ ..
في رمادي ..
الذي - جسدا—ينتصب 00ْ !!
.. ثم كانت الثورة
وداعا .. أيتها الثورة 00 !!
النيلُ من فَجْرِ الحضارةِ ِراهبٌ،
يَسْتَقْرِئُ التاريخ َ،
ما لانَتْ عريكتُهُ
ولا وَهَنتْ قُواهُ ؛
وما توانى عن مواقيت الخصوبةِ،
لا ...
ولم يَرْكَنْ- على رغم ِالهجيرِ– إلى الظلالْ..
في ساحة ِالتحريرِ تَشْتَجِرُ الروافدُ.. والسواعدُ..
قادماتٍ مِنْ تُخومِ القهرِ،
تهدرُ نارُها نحو المَصَّبْ..
تَبَّتْ يدا الباغي وَ تَب ّْ!
هذا هو البركانُ،
يقذفُ ما تأجَّج َفي خلاياهُ،
يضخ ُّالآن َمن أعماقه جمرَ الغضبْ..
وعلَى مَسِيلٍ مِنْ لَهَبْ..
حملتْ مياهُ النهرِ في إحدى السِّلالْ..
هذا الوليد َالغضَّ بين قِماطِهِ المنسوجِ مِنْ سَمْت ِالجلالْ..
وعليه ِأُبَّهَةُ الجمال.ْ.
مَنْ ذا أبوهُ؟!
تَسَاءَلُوا..
مَن ْ ذا يكونُ مِنَ الرجالْ ؟!
و الأمُّ مَنْ ؟!
تلك التي حملتهُ أعوامًا..وأعوامًا طوالْ !
ما الإسمُّ ؟
ما أصلُ الجدودِ ؟ وما اللقبْ ؟!
جَمَحَ السؤالْ..
و امتدَّ حبلُ نقاشِهمْ حولَ الشرائعِ.. و الذرائعِ ،
و النظامِ .. و شُبهَة ِالتوريثِ.. ؛
و التعديلِ في الدستورِ..؛
و اشْتَبَهَتْ على القومِ الخُطَبْ !
حتَّى إذا لَجَّتْ بِهمْ سُبُلُ الخصومةِ..حيثما احتدمَ الجدالْ
و طغى على هَمْسِ العقولِ أزيزُ نيرانِ الصَّخَبْ..
وَثَبَ الطَّغَامُ ؛
وَ عُصبَةُ الإخوانِ ؛
وَ الحَرَسُ القديمُ ؛
وَ كلُّ مَنْ نَكرُوا البِشَّارِة َوالوليدَ،
تَهَيَّأوا كَيْ يَدَّعُوهُ..
وَ يَقْتَنُوا شَرَفَ النسبْ !!
@@@@@@@@@
خَبَثٌ تَمَازَجَ وَالذَّهَبْ
مَنْ ذاكَ يَفْصِلُ– غيرُ صوتِ العقلِ– بينهما..
و يجتازُ السَّديمْ ؟
وَطَنٌ تَجَسَّد في هَشيمْ !!
و هناكَ..
في أُفُقِ السّمَاءِ..
أرى سحائبَ مِنْ لَهَبْ..
لَكَأَنَّهَا نُذرُ القِيَامةِ..
مِصرُ مَوْعِدُهَا؛
وَ هَذا صُورُهَا يَدْوِي؛
وَ هَاهُوَ نهرُ نيلٍ..مِنْ حَمِيمْ !!
هَجَرَ الودَاعَةَ ؛ شاطئاهُ تَوَهَّجَا؛
وَ امتدَّ فوقهُمَا الجَحِيمْ ..
تُقْعِي فُلُولُ القَهْرِ؛ قَدْ دَبَّتْ عَقَارِبُها؛
تَشُولُ بِسُمِّهَا أذْنَابُهَا؛
(مَنْ يُتْبِع ُالرأسَ الذَّنَبْ؟)
هَرَجٌ ؛
وَ فَوْضَى أطلقتْ جرْذَانَها الخرْقَاءَ في قاعِ السَّفينَةْ
فيما تُواجِهُ مِنْ سُعَارِ المَوْجِ أنْيَابًا؛
وَ مِنْ هُوُجِ الرياحِ عَواصِفًا؛
هَتَكَتْ رُعُونَتُها الشِّرَاعْ ..
قَدْ خَلَّفَتْ مِزَقًا تَئِنُّ عَلى الصَّوَارِي..
و المرافئُ رَغمَ مَا تَبْدُو.. بعيدةْ !!
هَلْ هؤلاءِ هُمُ الذينَ تَدَبَّرُوا سُكَّانَها ؟
مَخَرُوا عُبَابَ الصَّدْمَةِ الأُولى بِهَا؛
خَرَجَتْ لَهُمْ مِصْرٌ تُلَوِّحُ بِالأَغَارِيدِ السَّعِيدةْ ؟!
سُحْقًا لأَبْنَاءِ الأَفَاعِي..
دَنَّسُوا طهْرَ الشَّهَادَة ِوَالفِدَاءْ !!
هَتَكُوا عَفَافَ عَرُوسِ مِصْرَ؛
وَأَزْهَقُوا في الروحِ أنبلَ مَا بِهَا مِنْ كِبْرِيَاءْ..
وَتَنَافَسُوا..
كَيْ (يَسْلَمَ الشَّرَفُ الرَّفيعُ مِنَ الأَذَى)
بِإرَاقَةِ الحِكَمِ الغَوَالِي.. وَالخُطَبْ !!
هَلْ هذهِ مِصْرٌ..؟؟
أَمْ الهَرَم ُالحُطَامْ ؟
مَا إِنْ أطَاحَتْ بِالمَمَاليكِ الشَّرَاذِمِ عُنْوَةً..
حتَّى تَنَاسَلَ مِنْ فُلولِهمِ الرِّعَاعْ ..
هَلْ هذهِ مِصْرُ / المُرُوءَةُ..
والمَحَبَّةُ..
والسَّمَاحَةُ..
وَالوِئامْ ؟!
أَم ْهذهِ مِصْرُ الحِمَامْ ؟!
مَاذا تُضيفُ لها الشَّمَاتَةُ؛
وَالتَشَفِّي ؛
وَ التَشَظّي ؛
وائْتِلافاَتُ الهَوَى..
إلاّ التَخَبُّط في غياباتِ الظَّلامْ ؟!
أَخْشَى– أيَا وَطَني– عليكَ مِنَ الضِّبَاعْ
مَنْ يِعْبَثُونَ بِحُرْمَةِ الشُّهَدَاءِ ؛
يَنْتَعِشونَ.. في المَرْعَى الخَرِبْ..
أَخْشَى– أيَا وَطَنِي– عليكَ مِنَ الطَّغامْ..
لَوْ يَسْقُط المَيْدَانُ..
وَالأحْلامُ..
وَالأَمَلُ المُقَاوِمُ في بَرَاثِنِ غَيِّهِمْ..
فَعَلَيْكَ يَا وَطَنِي السلامْ..
.. .. ..
لَكَ.. لا عَلَيْكَ..
تَدُومُ يَا وَطَنِي المَسَرَّةُ والسلام
مارس 2011
الانكسار
على حدود الظل و الهجير
مهاجرا
من عينك التي تفر من بنادق اللصوص
في شوارع المدينة.....
ومن مزايدات جائعي الدماء ....
والنقود ..؛
والسماسرة ...
مهاجرا..
من عينك التي غفوت في ظلالها ...؛
نَمَوْتُ في أهدابها ... ؛
كنغمة على وتر ..
و من تحلُّل ابتسامة اللقاء ؛
في زوايا الوجه والجبين والشفاه ؛
خوفا من السياف .. والمصادرة ..
فطالما أتيت بسمة مجنحة ..
كطائر يرف ..؛
ينفض الجناح عند حافة النوافذ ..
يشوقه الضياء والفضاء..؛
يفرد الجناح ..؛
بالزجاج يرتطم ْ...!!
فيكبتُ الحنين .. والنغم ْ
وتنثني دموعه ملوحة..
إلي المنى التي تميل كالشراع ؛
بعدما اهترأ ..
وودعته الريح ...
ساخرة ..!!
مهاجرا ...
كالريح في المدى ..
مهاجرا ..
أحل في الأثير .. والصدى ..
كالضوء .. ؛ كالعبير ...؛
هاربا كالظل..؛
من جحيم هاجرة....
من لحظة الوداع ..؛
من تفتت الأرواح ..؛
في متاهة الزوابع ..
في لمسة العينين ..؛
و انزواء الحرف في تلعثم الشفاه ..؛
و انثياله..
في رعشة الأ صابع..
مهاجرا ..
أفرُّ من عرائنا ..؛
للحظة ..؛
أحس بين د فئها النقاء ...
علىَّ أن أمارسَ الغناءْ ..
والثلج في يدى َّ..؛
والجحيم في دمي ..
علىَّ أن أضاجع الأحلام َ..؛
كل ليلةٍ ..؛
لأنجبَ الإحساسَ بالبقاءْ ...!!
.. و ها أنا...
على ضفاف وعدك / السراب أرتوي
من بسمة لديك شاحبة ..
و أنبش الأصداف ..
( .. لم تعد لآلئا ....!! ) ؛
ها أنت تخسرين رحلة الشراع ..؛
والجزائر التي حلمت بارتيادها ..؛
وربما ..
قد تخسرين الشاطئا ...!!
ما دمتِ عند ومضة المصير ..؛
تسكنين نقطة محدودة الأبعاد..؛
في فضاء دائرة ....
و تكسرين حولك المرايا..
و تركضين ..؛
من لقاء وجهك القميء..هاربة..!!
و ها انا..
أحس أنني خسرت عالمي ..
و لذة اكنشافه ..
على موائد المقامرة ..!!
أفرُّ إذ أراك صورة للوهم ..؛
في عيني .. طافرة ...
و أنت عند باب ( الكهف ) ..
تنسجين حول جثتي ..؛
عناكب النسيان ..؛
في مجاهل المغامرة ..!!
الحلم في الصقيع
..لنرتحلْ معَا....
إلى جزيرة .. ؛
بحجم خوفنا الجموح .. ؛
كالخيول في السهول.ْ..
شطوطها ندية ..
تنفست براعم النغمْ ...
تلقي إلى وسائد البحار رأسها ..
تمشط الأمواج شعرها ...وتبتسم ْ..
جزيرة ٍ.. ؛ لا تعرف الوصولْ ..
إلى شطوطها الأشباح ُ.. ؛
لم تقف سفينةٌ بها ..
ولم تمر فوق تبرها قدم ْ..
.. لنرتحل معا ..
هل تعرفين أنني انتظرت أن تُقِلَّني العيونُ..؛
أو تمُدُ لي ذراع ...
تحملني ..؛
إلى الجزيرة التي رسمتها ...
في دفتر الطفولةْ ..
00000
{ .. كم مرة بصوته الجهير ..؛
مزق المعلم الجزيرة ..
و لحظة استرخائي الرهيف في أفيائها ..
و مرة ..؛
داهمني على شطوطها أبي ..
فصادر الكراسة الصغيرة ..
و مزق الهنيهةَ التي سريت في دمائها .. }
0000000000000
لكنها .. تعود كالعنقاء ... تلتئم ..
تخرج من دفاتر الطفولة ..
أسماكها الفضية القشور طائرة ..
ونخلها جنية ..شعورها مهدله ..
واللؤلؤ الوهاج .. ؛
والأصداف في بقاعها المجهولة ...
تحنو عليه الشمس بالبريق .. ؛
حيث يرشف الشعاع ...
هل تعرفين أنني من الصباح للمساء ..؛
نابشا في الأفق ... ؛
راحلا للقاع ..
تشرئب في الجفون نظرة .. أحبولة
تجتذب المخبأ المكنون
عله يجيء بالشراع ..
و مرة ..
(.. والشمس في ثيابها المضرجة .. )
وفجأة .. ؛
؛ والفرح لا يجيء غير فجأة –
تكسرت عرائس المنى المبتهجة..
رشيقة .. ؛
بيضاء فوق الموج ؛
كانت الأصابع ..؛
الأشرعة ..؛
الأنامل ....؛
الوسائد الوثيرة ..
تقلني في رحلة الحلم إلى الجزيرة ..
تلك التي رسمتها
في دفتر الطفولة ..
للحظة تأخذني ... ؛
وآه .. حينما تردني ..
لوحشة الصقيع في الكهولة ... !!
.. يجيء ناحلا ..؛
مستندا إلى سواعد الأيام ..؛
شيخُنا الجليل ..
منتظمَ السعال ... ؛
جامدا ... بوجهه الهزيل ...
يروي ..
يقص .. ؛
يطلق الأمثال ..؛
بغتة ً.. ؛
ومن عطائه الجزيل ..
وربما في رجفة ارتعادة ..
تعيث في الأنامل المرتعشة .. –
تنفلت الهنيهة الظليلة ..
تلك التي تضمنا من لفحة الهجير ..
ترقرق الأوهام في الضلوع .. ؛
والنسائم المنتعشة ...
يسلبنا في دفء لحظة التذكر الطويل
أعمارنا .. ؛
ونبض عمرنا ..؛
و يردم الينبوع .. ؛
بترك الظماء .. والخرير ..
و الفرح في العيون جثة ..
عارية الأشلاء ..!
00000000000000
{ .. قد تغرب الأميرة الجميلة ..
و بعد رقصها البهيج تستدير سندريللا..
للساعة الكئيبة المعلقة
و فجأة ...
كما أتت تذوب ..
دون أن تخلف الحذاء ...
وراءها ...
فكيف يستدل ذلك المحير الأمير ...
و يعرف الأميرة التي خاصرها
في رقصة الحنان ..
على جناح اللحظة المحلقة ..؟؟!! }
إذن ..
لتتسع دوائر الزمان ..
و نحن فوق هذه الجزيرة الوارفة الأصداء ..
و لتنفرج دقائق الحياة ..؛
وليكن الأثير ...
بلابلا..؛
و الموج راقصا ... عرائسًا.. موائسَا ...
و الطير غاديا ورائحُا ... مراوحَا....
تستجلب الأنسام ؛
و الأصداف واحة للحب .. ؛
و لنصر – كما نشاء – آلهة ..
و لتكن المشيئة ...
أن تخرج الشمس من كهوفها ..
ناشرة شعاعها ؛ وشعرها المهدلا ...
ضاحكة عيونها البريئة ..
للطفل .. ؛و الأفعى .. ؛
و للذئاب .. ؛ والحمل .. ؛
و لتختف الضغينة ..
.0000000000000000
( .. الساعة الكئيبة المعلقة ..
تدق ..؛
تلمحين مثلما أرى عيون ذلك الرجل ..
أعرفها..
من هذه المدينة ...
تلك التي من هولها فررت .. لحظة ..؛
و الساعة الكئيبة المعلقة ...
تدق .. والسفينة
زاعقة ... تمزق السكينة .. !! )
جثتا ن في مداخل المدينة ...
أنا و أنت .. ؛
و العيون حولنا وشم ؛
على الوجوه الباهتة ..
لا تبرزي الهوية ..
أو تخرجي بطاقة التحقيق للحراس ..
فإنهم موتى ..!!
و كل هذه الأجراس ..
خرساء ... ؛
و الآذان هاهنا صماء ..
و القلوب صامتة!!
و نحن جثتان
حين داست الأقدام منا هذه المدينة ..
لا شيء يوقظ الحواس ..
تنكسر الوعود في نفوسنا ..
تطقطق العظام في جسومنا ..
و تلقف الصدى ...
مدينةُ النحاس...
لا شيء غير الموت ... والنعاس
وحسرة الوجوه الساكتة ..!!
هل تأذنين ...
أن نظل هاهنا ..
فيه نبدأ الرحيل ..
و قد تجيء لحظة المنى المباغتة ...!!
من هشيم الذاكرة
النيل ...
كلما نمتُ كان جوارى..
تمدد فوق سريرى...
لامعا ..كان ..كالنصلِ..
فى الليلِ..؛
كالحلمِ....فى الخاطرةْ..!.
00000000000000
000000000000000
لم تكن همساتُ المحبينَ
فى شاطئيهِ..؛
ولا ( أمُّ كلثومَ ) تشدو له..؛
و القواربُ غابتْ ...؛
و لم تأتِ ( شمسُ الأصيلْ ) ...
رويدا...
رويدا..
تسلَّلَ..
ثم تمدد فوق سريرى ...
ليرتاحَ كالنصل ِفى الخاصرةْ ....!!
.......................
.......................
.....بقعة ٌ من دم ٍ فى الصباح.ِ..
هى الذاكرة ْ...!!
وطن ٌأعرفه 00
فى مـدى الحـرب؛
يشتبكُ اللونُ باللونِ؛
لكنَّ وجهـكَ أخضـرْ
أيها الوطن المتناثرُ فى الأبجديهْ
و النبراتِ الخفيضة
فى صلوات أبى؛
و الدعاءِ الذى لا يجفُّ على ثغـر أمـى..؛
و السرير الصغـير؛
ولثغِ أخـى..؛ والتخفـى
فجأةً إن كسرنا الزجـاجَ..؛
ولهفتنـا للحكـايا..؛
وجنِّ (سليمانَ)
فى كـل ليلةِ صيـفِ
أيها الوطن المتبـدِّدُ بين حقائبنـا المدرسيـهْ
و الخرائطِ
فى غـرفِ الدرسِ..؛
و الشمسِ تنقرُ عنـد الصباح النوافـذَ..؛
و الجارةِ المستحمةِ
تنشرُ بعض ملابسها الداخليهْ..
و البائعِ الباكـرِ الوجـهِ،
يسنـد دراجـةً للجـدارِ؛
و من فرجـةِ البـاب؛
راح يُـكيل اللبـنْ..
و الحوارِ الرشيقِ بنافـذتيـن..؛
و عينـين..؛ فى حـار ةٍ ضيقـةْ
أيها الوطنُ المتبددُ
بين ملامحنا..؛
حيـن يشتبـكُ اللـونُ باللـونِ؛
وجُهك أخضر 00
و نصغر فيك ...و تكـبرْ..
العنكبوت
الفريسة متعبة .. واهنة..
وأوهى خيوطك أقوى ..
ترفق بها حين تطرق قدرا دامسا
إنها تنشد اللحظة َالآمنة ْ...
خطأً
هل دمها المستكين يقيمك منتصبا ..فارسا ..؟؟!!
ترفق بها ..
أو تخيَّر ْضحاياكَ ..
ليس البطولة َأن تغمدَ السيفَ
في الجثةِ الساكنة ْ..!!
القرين
يشبهني هذا الغامضُ..؛
من ينظرُ نحوي ..
يرمقني ..؛
يتأملني ..
كل صباح ْ..
يتفحصني ..
و يحاكيني .
.إذ أحلق ذقني ..؛
أو أغسل أسناني بالفرشاة.ْ.
يرقبني ..
أرقبُه ُ..
تثقبني عيناه ْ..
حاولت مرارا أن أدعوَهُ إلى مائدتي
علَّ حوارا يجمعنا
عل َّحديثَ الألفةِ ينسكبُ شذاه ْ....
في نفسينا ..
لكن ظل يراوغني ..
يرفض أن يترك موقعَهُ
... في أعماق المرآة .ْ
أمَّا بعد ..
مرفرفًا قلبي على الميناء.ِ.
رايةً سوداءْ
تخبرُ أن َّنوحَ لن يجيء.َ.
و السفينهْ..
فاجأها القرصانُ...؛
و اللصوصُ ساوموا الربان َ..؛
و الرهينه.ْ.
تقاسموها ..
كالشواءِ في الشتاءْ..
و لا ..
و لن يردَّها البكاءْ ..!!
أول الغيث.....
كان علينا ..
منذ أتينا ...تلك الأرضَ الملعونة.ْ...
أن نزرعِها....
أو نملأَها بالأفكار المجنونةْ ....
و أتى قابيلْ ....
و اغتال مع اليوم الأول فينا هابيلْ ...
و مضينا ...
كلٌ منا يغمد ُ سكينه ْ
فى ظهر أخيه ْ
و يعود ُ ليغتصبَ الزوج َ المسكينه ْ
و الحقُّ قتيل 00!!ْ
يا للرياح .. !!
أيها الوطن المتثلج في كريات دمي .. ؛
والممددُ بين جفوني .. ؛
كجثةِ حلمٍ .. عَفِن.ْ.
معذرة ًياوطنْ ..!!
مثلك الآن .. ؛
مندثرٌ .. ؛
في الفراغ ِ.. ؛
الذي حلَّ فيه الزمنْ ..
ضائعان ِمعًا .. ؛
وحدنا .. ؛
و الذين استراحوا
على صَهَواتِ المحنْ ..
أبحروا في النفاقِ ..
وراياتُهم تمخرُ الريحَ ...
يا للرياح ِ.. !!
جَرَت ْفي الزمانِ الأخير ِ
بما تشتهيهِ السُّفُن ْ!!
معذرة ٌياوطنْ .. !!
معذرةٌ يا وطنْ ... !!
سقوط
... واجهتِني ..
و كنت ِمستحيلةْ
واجهتِني ...
في سطوةِ الرجولة ْ 00
تداخلت ْ...
تلاحمتْ ...
تسيبَّتْ ملامح الشباب في الكهولةْ
تخنَّثتْ في داخلي الرجولة ْ..
وعندها ..
أحسستُ يارفيقتي
إحساسّ عاقرٍ
أمام معرضٍ تبيعُ واجهاتُه ُ
ملابسَ الطفولةْ 00!!
كلمات ما بين الموت و الميلاد
لأنك بين جفوني .. ؛
حلم من الشوك .. ؛
يمتد..
يصبح غابا..
من الأمسيات الحزينة ...
تدب به الذكريات / الأفاعي ..؛
و تلدغني ..؛
حين تسري السموم ..؛
أضيع بليل المدينة ..
وحيدا ... أنادي :
" .. ألا ياخيول الرجاء العنيدة...
.. خذيني
فقد أنكرتني ...
على بابها ضاع حلم المغني...
صهيل الجواد تقلَّصَ..؛
و الشمس تلهث .. ؛
توشك أن تحتويني الرمال
إلى هوة الرغبة المستكينة ... ”
أتيتُ إليها ..؛
شممت ُاحتراق َالعيون النبيلةِ ..؛
سادتْ غيومُ الضغينة..!!
فزعت ..؛
حملت كتاب البراءة.ْ..
دمي لغة ُ الأرضِ .. ؛
والريح صوتي ..؛
تخذتُ النقاءَ عباءة ْ..
وجئتُ لقومي ..
ولكنهم ..
يجهلون القراءة ُ...!!
إلى أين أمضي ..
و قد وصمتني العيون البليدة..؟؟!!
...............................
..............................
...............................
" ... ألا ياخيول الرجاء العنيدة..
خذيني ..
أَكُنْ خاطرا للنجوم ...
أَكُنْ للغيوم حوارا ...
مع الرعد .. والصمت ..؛
والريح بين الكهوف ..؛
و في الأودية
مع الشمس ... والأغنية...
يمد يد الدفء للأمنيات البعيدة..
خذيني..
إلى لغة لاتموت ..
على شفة البرق ..
ترسم وجهي الجديدا ..
خذيني ..
أَكُنْ للرياح دليلا ...
على صهوة الفجر نارا ....
و لا تتركيني وحيدا ....
يحاصرني الصمت في مقعدي ..
أضاجع موتي ...
فأدفن وجهي ..
بين سطور الجريدة .. "
مقاومة
و كانَ يُغَنِّي ..
و كانَ يُلاطِفُ كلَّ الصغارِ.. ؛
و كانَ إذا لَكَزَتْهُ كُعوبُ البنادقِ
يرسمُ وَرْدَة ْ !!
" ليس هناك فنان يستطيع أن يحتمل الواقع .
لأن من طبيعة الفنان أن يضيق ذرعا بالعالم .."
نيتشة
إليه ..
إليه وحده ..
أحمد بن الحسين بن عبد الصمد ..
أبي الطيب المتنبي
أوتوجراف
أَرْسُمُ وَرْدَة ْ
في حجمِ الفرحِ الجامحِ ..؛
تَزْهُو ...
تتحدَّى سِكِّينًا ..
تَشْحذُها الريحُ الداميةُ
المسعورةْ ..
و جبالاً ً - أرسمُ..؛
و براكينَ .. ؛
و نبعَ مياهٍ صافيةٍ ٍ..
و أراجيحَ.َ..؛
و عينيْنِ كطفليْنِ وَديعيْنِ ... ؛
و أُمًّا .. تحملُ طفلًاً ..
حافيةً ً.. مذعورةْ ْ..
أرسمُ قمرًا
يتلألأُ فوق قطيفةِ ليلٍ..
عِطْرِىٍّ البهْجَةِ ..؛
و عبيرًا يترقرقُ
من موسيقى الأنداءْ ..
أرسمُ شمسًا ...
مُلقاةً نصفيْنِ على الأسفلتِ ..
و نهرًا ينسابُ على صفْحَتِهِ
زورقُ حبٍّ يختالُ ..؛
و فاتِنَةً تستقبلُ عاشقَها..؛
و أيائِلَ تقفزُ خلفَ ظِبَاءْ ..
و دِماءً - أرسمُ - في الغاباتِ ..؛
و خُوذَةَ جُنْدِىٍّ ..؛
و قميصًا ثَقَبَتْهُ الطلقاتْ ...
............................
أرسمُ ..
أرسمُ قلبي .....
زيارة أخيرة إلى قبو العائلة
.. الزمان مضطرب و يا للكيد اللعين أن أكون أنا قد اخترت لإصلاحه .. "
هاملت / شكسبير
... أعرف الآن ...
أن الزمانَ انتهى للبلادة ِ..؛
و الشجرَ المتَفَّيأَ للظِلِّ .. ؛
إذ توغل الفأسُ في روحِهِِ .. ؛
ينتهي للحرائقِ .. ؛
أو
ينتهي للبيوت ِ.. ؛
رفوفًا ..؛
موائدَ ...؛
( .. ليست أراجيحَ للطفلِ .. ؛
في الزمنِ المعدنيِّ .. !! ) ... ؛
و أذكرُ .. ؛
آخرَ ناىٍ سمعتُ .. ؛
و كان بقريتنا .. ؛
في مساءٍ بعيدٍ .. بعيد .. ؛
( .. وكانتْ على حالِها .. ؛
لم يمرَّ قطارُ الضجيج ِ.. ؛
على روحِها .. بعدُ .. ؛
لم تَكُ أكبادُها النازِحَاتُ .. ؛
إلى مدن النفط َ.. طارتْ .. ؛
و لا النازفاتُ دَمَ العمْرِ ؛.. عادَتْ .. ) ..
وكان .. شجيَّا .. ؛حزينا ...
آه ِ..
كيف تسلَّلَ .. مُرتحِلا ً.. ؛في الدماء ..
و مُرْتَدِيًا جسدي ...
وافترشَ اللحم َ..طينا .. ؟؟!!
كان يورقُ في القلبِ .. ؛
يمتدُّ في غَسَقِ الأمسياتِ
ويبقى .. دفينا
كيف ؛
و الذكرياتُ تشيخ ُ.. ؛
اسْتَكَنَّ إلى الروح َ.. ؛
مُنزَوِيًا .. ؛
حيث ظلَّ
جنينا .. ؟؟!!
... ظِلُّنا هذه الأرضُ .. ؛
يتبعُنا .. ؛
ظِلنا هذه الأرضُ .. ؛
تأخذُ شكلَ الرصاصة ِ.. حِينا
لتخترقَ القلبَ ... فينا ..
هل لنا أن نفرَّ قليلا .. ؛
و نأوِي إلى جبل ٍ.. ؛
لا يطاولهُ الماء ُ.. ؛
نُذعِنُ للذكرياتِ .. ؛
نُهَذِّبُ أمنيةَ الروحِ .. ؛
شيئا .. ؛
فشيئا .. ؛
و ندخلَها .. آمنينا .. ؟؟!!
... إنه الحلم ُ.. ؛
إذ يتشكَّل ُفينا ..
و يعصى على الموتِ .. ؛
يلبس من زبد الوهمِ
بعض َشفوفِ الغلائل ِ..؛
لكنه ..
يتحدى اليقينا..
هو العمرُ ..
أعرف كيف ارتمى سربُ أيامِهِ .. ؛في الشراكِ ..
و ها هى بعضُ الظباءِ .. ؛ تمرُّ .. ؛
يراودها الماء ُ..
تهفو حنينا ..
و أنجو بها ..
ربما النبعُ كان .. كَمينا ...
.. أيها الشبح المستحيلُ ..
قال لي حارسُ الليلِ :
" .. إنك كنتَ هنا .. " .. ؛
و ارتقبتُُ .. ؛
ثلاث ليالٍ .. حسوما ...
و أومأتَ لي .. ؛
فتبعتُك .. ؛
مُستلَبًا ... مُستكينا ..
و ها انت َ
تهبطُ بي درج َالروح ِ.. ؛
يا سيدي ..
نحو مملكة ٍ من غبار الصهيلْ ...
و تعرج ُبي
لمقام ِالغوايةِ .. ؛
تفرطُ بين يدىَّ من الإرث ِ
لَغْوًا .. مهينا :
( .. ذُبَالة َمجدٍ .. أثيلْ ..
صورة ً... ؛
في إطارٍ قديم ٍ.. ؛
لِجدٍ ؛ تمدَّد شاربُه ؛ كالفتيل ْ
خِنجَرًا .. صدئا .. ؛وقرابا..
لسيفٍ كوشم ٍ؛
على حائطٍ ..
وَصَمَته ُالشروخُ .. ؛
بدا لوحة ً..
تتقاطعُ فيها الخطوط ْ..
عباءة َشيخ ٍ.. مرقعةً .. ؛
تتهدَّل منها الخيوطْ ...
قنديلَ زيتٍ ..
و تحميلةً للتواشيح ِ.. ؛
في مقطعٍ من عويلْ ..
و مسبحة ًٍلأبي .. ؛
حيث كانت أصابعُه ؛
حول حبَّاتها ؛
تستدرُّ السماء َ.. ؛
وحُقَّاً من العاجِ .. ؛
فيه بقايا السُّعوطْ...
قِناعٍا لأمِّي ؛
و قد وَفَدَ الضيف ُ.. ؛
ثَمَّ أرائك ُ.. ؛
ساختْ قوائمُها .. ؛
ورفاتٌ لعزٍّّ .. قديمً ..؛
بقية ُعشبٍ .. ؛
طَفَت ْ..
في رغاءِ السيولْ .. )
.................
...............
آهِ ...
أيها الشبح المستحيلْ ..
أنت تَوَّجْتَني بالسرابِ النبيلِ ..
سنينا ...
و في وحشةِ القَبْوِ .. ؛
خلَّفتَني ..
أُعاني رطوبةَ هذا الفراغ ِ..
المسمَّمِ
وحدي ...
سجينا...!!
مريم تتذكر..
ل ( مريم ) أمنية باتساع السماء ..؛
وضحكة والدها ..( حين كان..!! ) ؛
وأغنية بامتداد المروج ..؛وخضرتها .
.تحت شمس الربيع ..؛
وكراسة الرسم تعني ل ( مريم ) شيئا ..أثيرا ..
في رحيق الصبا ؛ وانثيال العبق
غمست ( مريم ) ريشتها ..؛
يقول معلمها للصغار : " .. ارسموا وطنا .." ..
تنتحي جانبا ..
ثم تنسج فوق بياض الورق..
علما ....سابحا ....في الأفق
يرف...على الصفحات ...حريرا ..
يصيح المعلم : .." ..من يرسم الله ..؟؟ .." ..
في حدقات الصغار ترسب صمت ..!!..؛
و ( مريم ) تأخذ ألوانها ..؛
ثم تنقش مئذنة ..وقبابا ..؛
وأجراس ينزف منها الرنين ..؛
وصوت المؤذن يعلو ..ويعلو ..ويعلو ..
يضوع عبيرا ...
..( مريم ) الآن تذكر صوت المعلم :
"..إن للنحل سكنى الخلايا ..؛
..وللعنكبوت بيوتا ..؛
...وللطير عشا يزينه في أعالي الشجر ..؛
...فأين يقيم البشر ..؟؟ ..."
............................
لحظتها –
تتذكر ( مريم ) ساد السكون ..وخيَّم
تمتمت طفلة ..:
..(...يسكنون المخيم ..) .
..حين عادت لأوراقها رسمت خيمة
ثم حارت كثيرا..
كيف ترسم قصف الرياح ...؛
و زمجرة الرعد ..؛
و البرق ..؛
أو رعدة الخوف..؛
و البرد ..؛
والزمهريرا ....؟؟!!
..كان المعلم يشرح بيتا من الشعر ..
..( وللحرية الحمراءباب ..)
يقول المعلم :
.." ...لفظة (حرية ) من يجسدها ...؟؟...."
...............
{ .. مريم تتذكرْ ..
والدها ..
إذ جيئ َبه أشلاء ً..
في أسمال الأكفانْ ..
كان اللون الأحمرْ ..
أول َما عرفت من ألوان ْ..... }
.................
-.."..حرية ..!! ..آه ..!! .."
.. ينساب فيها الحنين غديرا..
و ترسم (مريم ) أجنحة للمدى ..
و أشلاء طير هوى ..مجهدا ..
و أسلاك شائكة ..
عالقا فوق أسنتها الريش...
و الريح تخترق الفلوات ..صفيرا ..
عشرون عاما ...
ثلاثون ..
( مريم ) تحفظ أوراقها ..
طفلها سوف يأتي ..
سيأتي ..
ويأتي ..
ويأتي...على صهوة المستحيل ..أميرا....
...ثلاثون عاما ..
يجئ المخاض.. تؤم مكانا قصيا ..
يمر الزمان وئيدا ...
تهزجذوع النخيل ..
فيساقط الثمر المشتهى ..
شهيدا ..
شهيدا ...
شهيدا ..
..كل أطفالها يولدون رجوما ..
يعمدها الكبرياء ..؛
ومن دمهم يكتبون البشارة ..
وآخر أطفالها لم يزل في المغارة ..
قي مذود القش ..
يطبق قبضته ..؛
في عناد أبى..
على قطعة من حجارة ...!!
فيروز ..
مدينة الجرح والقمر
.. واعدتني ؛ على شرفة الصحو ..؛
ناريةُ الجرح ..؛
قلت لها مرة :
" .. عانقيني .. "..؛
ففرَّت ْ..!!..؛
وأدمنت أن أحتسي شدوها / الخمر ؛
أو ..عطرها / السحر ...؛
أبحر حيث يمد ذراعيه لي ..
صوتها والضياء..
رحلة ..
رحلة ..
كنت آتي إليها..
تقاسمني الحب ..؛
والحزن كنت أقاسمها .. والغناء ....
حين قلت لها " .. القدس .. " ؛
راحت خيوط الحنين ..
تغزل الدفء للأجئين ..
خيمة ..؛
باتساع العذوبة في صوتها ..؛
بامتداد النقاء ..
.. حين صحت بها :
" .. الجسر َ.. !! "..
أطلقت النظرات.ْ.
شِبَاكًا ..
على الزمن القادم..
الخائر الخطوات ْ..
تفنص اللحظة المشتهات عليه ..
( .. ومدت يديها ....نداء ..) ..
..حين تمتمت ُ: ( .. بيروت .َ.)..؛
ساد الوجوم ْ..
( .. آه ..
صارت عصافيرها الخضر بوم ْ..
والدقائق صارت خرائبَ ..؛
تمتد مابيننا ..
مالهن انتهاء ..!! )
................................
...............................
قلت ؛ ( .. لبنان .. ) ..هبَّت.ْ.؛
".. هو الخلد .."؛
صاحت..؛
فأطرقتُ...؛
(.. كان الرصاص ..
وكان على أرضه الشهداء ...)
لملمت ْجرحها النازف القهر .. ؛
غطتْ به جثة ؛
أرهقتها الأعاصير ..؛
وانفلتت كالنفير ..
صارخا :".. تلك لبنان .."..؛
ذابت مع الصوت ..؛
لم يبق إلا الأثير ..
جرحها الشفقىُّ معي ..
والأنينُ على الأفق يمتد .. خيط دماء !!
.. لم يزل وجهُها ضائعًا في المدينة ..
والمدينةُ ..
ضائعةٌ في المراثي ..
التي أدمنتها القرائحُ .. ؛
حين تؤرخُّ للذلِّ .. ؛
في زمن الكرنفال القمي ءْ..
وجهها ضائع في المدينة ْ
والمدينة ُ.. ضائعة في المراثي .
وأنا ..
كنتُ بينهما ضائعا ..؛
في الأماني .. ؛
وفي ردهات الموات البطي ءْ
ناحلٌ جسمُها المترنِّحُ في هُوَّةِ الجرحِ ..
( .. هل كان أنشودة هتكتها الأظافرُ ..؟؟
هل قبلةً – كان –
مابين أنياب ذئبيْن ..؛
يفترسان البراءة ْ.. ؟؟ )
نازفٌ صوتُها .. ؛
نابشٌ في الجروح الثخينةْ ..
فارسا – كان – فوق الجواد الجري ء.ْ.
يقرع الصمتَ .. ؛
ينفتح الجرحُ بابًا ..
تُطِلُّ العيونُ السواهرُ من كُوَّةِ القهرِ .. ؛
تنفث نظراتها ..؛
ثم تقعي ..؛
إلى الشرفات المضاءة ْ..
ترقبُ الحزنُ يركزُ راياتِه؛
في سهول القلوب الفساحْ ..
ولا شئ غير العذاب يجي ء.ْ.
صوتها ضائع في المدينةْ..
( ... كلُّ الذين يعيشون معنى الوطنْ ..
دائما ...
يسكبون الدماءَ بأحلامِه ِ.. ؛
يفقدون هُويةَِ أحلامهم .. ؛
يقبسون ملامحَه ... ؛
يغتذي نبضَ أيامهم ... ؛
يرتدون المزارعَ في الطرقاتِ
عباءةْ..
حيث ينكفئونَ .. ؛
وتلهثُ أنفاسُهم ..
لا تحسُّ المدنْ ..
حين تطلقُ أسماءَهم في الشوارعِ :
لافتة ًمائلةْ ..
قيل عنها:
ستثبتُ فوق جدار ِالزمنْ .. !! .. )
وجهها راية الحزن ؛ والعدل ؛
قابلني ..
حين كان الصغار؛
على بِرْكَةٍ من دماء الضحايا ..
يرون انعكاسَ الملامحِ فيها ..
كأن الدماء َ.. مرايا ..!!
فاجأتني ..على دربها .. ؛
( .. تستحمُ النجومْ ..
بأحداقها ..؛ والإوزُ .. ) ..؛
وكانت تضم يديها ..
إلى صدرها الناهد المتحفز ..؛
تخفي الهمومْ ..
لم تكن قي الخرائط ( بيروتُ )..
فتَّشتُ عنها ..؛
وكانت تضمُّ يديها عليها ..؛
إلى قلبها .. ؛
والكنائسُ أجراسُها يتقطَّر ُمنها الرنينْ ..
( داميا كان فوقي يرفرف .. طيرا ذبيحا ..)
.. كان الصنوبرُ يشمخ ..؛
والأَرْزَةُ المستباحةُ تسندُ قامتَها للفضاءِ ..؛
وينبض فيها الأنينْ ..
طفلةً تنحني ..؛ وهى أمٌ رءومْ..
عبر كل الدروبِ .. ؛
تلملم منها أصابعَ قتلى ..؛
وآهاتِ ثَكْلى .... ؛
تدثر بالصوت طفلا جريحا ..
والعصافيرُ تكنس أشلاءَها الريحُ ...
(.. كانت مهاجرة ًمن أريحا ..
هاهى انتحرت بالحنينْ ..!!
عذبتها الحدودُ ..؛
وأسلاكُها الشائكةْ ..
حيث لما يزل ريشُها عالقا ..
والرياحُ سَمُوم ْ...)..
تنحني الطفلةُ الناسكةْ ..
والمطرُ المتساقطُ ..؛
يغسلُ آثامَ من رحلوا ..
ويطاردُ أصداء َضحكةِ عاهرةٍ .. ماجنةْ ..
تذبحُ الطهرَ بالقهقهاتِ الصفيقة ْ
تنحني الطفلةُ الناسكةْ ..
تلثمُ الأرضَ ..تُقعِي ..؛
تلملمُ .. بين النجومُ ...
جُثَّةَ القمرِ المتفتتِ ... ؛
تمسحَ عنه الترابَ ..
تضاحِكُه ...؛
وتسوِّي له شَعْرَهُ الذهبيَّ ..؛
وتطردُ عنه الغيوم ْ..
خَبَّأَتْهُ من الجندِ في ثوبِها .. ؛
( .. طرَّز َالعشبُ أطرافَهُ .. )
وانثنتْ تُوسِع ُالخطوَ ..؛
في الطرقات العتيقةْ ...
عانقتهُ ..؛
و فَرَّتْ بعيدًا به
عن ليالي سدومْ..
قلبُها يتكسَّرُ ..؛
يشهق ُ.. ؛
راحلةً بالوليد الذي سوف تأسو مآسيهِ
خلف التخومْ ..
خلف التخوم
وردت في القصيدة إشارات لبعض أسماء أغان شدت بها فيروز.
بيروت
... دائما يبدأ الموت رحلته
من بقاع الجنوبْ ..
جامحا .. ؛
صوب بيروت .. ؛
يغزو السهول .. ؛
و يبدأ لبنان في النزف .. ؛
و الدم فوق جبين العواصم يحفر عارا..
بين عشب الجوانح نارا..
تسحق أحلامنا الذهبية .. ؛
تركز خيمة أحزانها
في القلوبْ
والموت يبدأ رحلته .. دائما ..
من بقاع الجنوبْ ..
.. العواصم تدفن أرؤسها في الرمال .. ؛
تقايض بالدم و الشهداء رفاهية العصر .. ؛
أصباغ غانية تتبذل .. ؛
( سيجار ) من ينرنم لحم النصاريح .. ؛
حين يدين الغزاة
إنزفي ياحياه ....
و احترقي يا سماء المدائن .. ؛
و التصقي بالثرى يا جباه..
و اهمسي في الصلاة : الوداع ..
يحرث الأرض و العرض ( جيش الدفاع )
و العيون تضاجع حلم الوثوب ْ...
يا زمان الهروبْ !!
.. " .. عائدونْ .. "
عائدونَ نعم ْ.... ؛
عائدونَ نعمْ للضغينةِ ؛ و الحقدِ .. ؛
للأوجهِ الخزفيِّة ِ.. ؛
للتهم العلنية .. ؛
للحكم السلفية ... ؛
إنا غدا عائدون ... !!
نكتب الآن ( سفر الخروج ) .. ؛
وهم يحفرون بأحذية الجند ( سفر الرجوع )
يا أمة من دموع ..!!
علمتنا القوابل ؛
منذ الولادة .. ؛
كيف تموت الطيور ..
دفاعا عن العش ..؛
كيف تكون النسور ..
حشوا من القش .. ؛
( دون المخالب )؛
بالونة في الفضاء .. ؛
و صاح بنا الأقدمون :
" و لا ينفع الأسد الحياء مم الطوى ..
و لا تتقى .. ؛حتى تكون ضواريا .. "
علمتنا القوابل ؛
(.. و هى تسوِّي الوسائدَ .. )؛
من برعم المهد ... ؛
حتى زمان الطلوع ...
والأساطيرُ :
( متقداتٍ بعين العجوز ؛
مع الجمر .. ؛
في أمسيات الشتاء .. ) .. ؛
علمتنا انصهار الجماجم ؛
في جوهر الأرض .. ؛
حيث يصير الوطن ..
مرة خيمة يرتديها المزارع .. ؛
أو رجفة في التسابيح .. ؛
يهمسها..
في خشوع ..
مرة غنوة الباعة الجائلين .. ؛
و دفء الأمومة .. ؛
رسم الطفولة .. ؛
في خربشات السطور ...
مرة راية يتحلَّل في خيطها الشهداء .. ؛
حين ينصرفون عن النص .. ؛
يرمون أقنعة الذل .. ؛
في كرنفال الخضوع..
يا زمان الركوع .. !!
000000000000000
0000000000000000
... تهمس الأرض :
" ... كونوا رجالا .. "
ينسج الخزى سود العناكب .. ؛
فوق الجبين ..
يسحب الصمت .. ؛
فوق المواء المهين ...
ظِلَّهُ .. ؛ و يهيل علينا الرمالا .. !!
نقش قديم / حديث :
عشية مالي حيلة ؛
غير أنني بلقط الحصى ؛
و الخط في الترب مولع ..
أخط .. ؛
و أمحو ( وجه بيروت ) شاحبا ..
و أجهش .. ؛
و الغربان في الدار وقع ..
( عن ذي الرمة / بتصرف )
قريبا من الدم
الى صور .. صيدا ... بيروت
... يبدأ الدم رحلته الساخنة
في التراب...؛
وتبدأ فينا الدموع ..
رحلتها الآمنة ..
أى هاوية تلك ..
تفغر أفواهها
تحت أرواحنا الماجنة ..
ننثني نحوها في خنوع ..
ثم نهوي بها ..
آه .. تسمل منا العيون إذن ..؛
وتقطع أطرافنا .. ؛
حيث تصلب فوق الجذوع ..
ننتشي بالعذاب ..
نقيم الطقوس له.. في خشوع ...
نعبر الزمن الملتهب ..
بين جسر الحنين ..
وشط العرب ..
حيث تعبث فينا يد الأمل الطاحنة ...
لملمي هذه الجثة المستباحة ...
؛ أيتها الأم ؛
لا تندبي في العراء ...
أوصدت حولك الريح كل النوافذ .. ؛
ما عاد يجدي البكاء ..
وانقضي عنكبوت الضياع..
انقضي اللحظة الساكنة ..
لملمي جرحك المتناثر .. ؛
لا تزعجي الشهداء ..
كل يوم نفجر مابيننا كربلاء ..
ثم نبكي الحسين .. ؛و نلعن أقدارنا الخائنة .. !!
لا تزال الدماء ..
فاشهدي ياسماء ..
و اقذفي الحممَ الراعنة ْ..!!.
..في الصباح الذي فيه نخرج ؛
نحو مكاتبنا ..
و نعانق أطفالنا .. ؛
و نُمَنَّي حبيباتنا بالأماسي السعيدة
او ُنقَبِّل ُ وجه احبائنا في الطريق ..؛
نفتتُ بين أصابعنا الخبز ..؛
حين يدور الحوارْ ..
تافها ..؛
نتأنق عند المرايا .. مساء ..
نقلب وجه صحائفنا .. ؛
(.. تلتوي العنق .. ) ..؛
لا تسقط المقصلة .. !!
(.. حيث أشلاء ُمن سقطوا ..
يهطلون علينا .. ؛
ندىً دمويا ...
ليشمخَ فيك جدار ْ..)
بيننا شبحًا تسقطينَ ...
ولكن هى المهزلة ..!!
لا تراك العيون التي سُمِلتْ ..؛
أو تراك ... و تُغضي ...؛
لينبجسَ الدمُ في الملحمةْ..
في الشوارع عارية تخرجين .. ؛
فواضيعة الشرف العربي..
الذي قد أريقت على جانبيه الخطبْ .. !!
تخرجين ...مُهَوَّشَةَ الشعر ..
ذاهلة تندبين ضحاياك.. ؛
لا شجر الأرز يحميك من قيظ هذا الدمار ْ..
نازفا .. نازفا..
صوت فيروز يأتي ..
نقيا ..
وراء الأكاذيب .. يأتي ..
و عبر التصاريح يأ تي ..
و رغم الحصار ْ...
ناشرا في المدى عطره ..
تومض الأنجم المعتمةْ ..
داميا ...
يسقط الأرز في صوتها ..
حيث يلمع في الراية الآن..
مرتسما .. جمجمة ..
... تنقلين خطاك على الخنجر المنتصبْ ..
والجماهير بين المحيطين
تكتم أنفاسها .. ؛
تترقب خيط العناكب تلتف حول فريستها ..؛
تترنم...
حين يشف الشداة َالطرب ْ..
آه ..طوبى لمن يحمل السيف .. فيكِ ؛
لمن يستر اليوم عريَ المهانةِ .. فينا ؛
لمن لا يدير _ إذا صُفِع َالخدُّ – منكسرا ؛
للذين ترفرف أرواحُهم في الترابْ
حيث يطفر منها الدم المشرئبْ ..
راية للمقاوم .. ؛
أغنية من حراب ْ.
تخرقين بها الزمن المنتحبْ
أخرجي الآن ..؛
سوسنة ًمن دم ؛
لا تضيعي ..
فإنا فقدنا الفراديس
حيث الزمان حضور.. ونحن الغياب
ربما نتطهر فيك ..
ونغسل بالدم آثامنا ..
ربما كنت أنت طقوس العذاب !!
من دفترالحزن الكبير..
إلى الدم العربي ..
المهدر في زماننا العربي الآسن .
بعثِّري جثتي تحت شمس الظهيرة ..
تحت أعين كل القنافذ ِ.. ؛
من يجعلون الخنادق جلدٍا .. ؛
تبصبصُ منها العيونُ التي أُغمِدَ الرمحُ فيها ..؛
و لكن تنام قريرة .. !!
بعثِّري جثتي في الرياح الضريرة ..
فالدموع التي تذرفين ستهمي ..
طويلا ..
قبل أن يستفيق الممزقُ ..؛
فالبعث أسطورةٌ ..؛
و الرماد تناثرَ في كل عين .. ذليلا ..
قد تقولين :
" .. يأتي غدٌ ..؛
تورق الشمسُ فيه ..؛
وتثمرُ أمنية ٌبرعما... "
هاهو الوطن المتناثر في كل أرضٍ ..
دَمَا ..
هاهم الأمراء الأماجد .. ؛
والنرد .. ؛
والكاس ... ؛
والوطن المستباح الذي مزقته الخناجر ْ...
والوطن المستكين الذي هتكته الحناجرْ ...
أنت قد تقرئين الجرا ئدَ .. ؛
قد تحفظين الوصايا ..
التي نفق الحس فيها ...قتيلا ..
أنت قد تقرئين الطوالع ؛
و الرمل ..
آه ..
أه لو تقرئين السريرة ْ... !!
لماذا تُحَوِّم ُفوقي الصقورُ ..؛
و تُنصَبُ تحتي الكمائن ْ... ؟؟
لأني حملت انتمائي إلى الموت ..
وابتعتُ سيفا ...
وجبت المدائنْ..
أُعَرِّي الوجوه َالتي تقطرُ الحربَ زيفا ..؟؟!!
{ ... لديهم قميصان ِ..؛
عاشا يفيضان عنفا ولطفَا..:
قميصٌ ل (عثمان َ.. يُنشر ُ... ؛
يجمحُ فينا الهياج ُ... ؛
فنعصف بالشمس .. عصفَا
و آخر ُ ..من عهد ( يوسفَ ).. ؛
يبدو ليعقوبَ َ ..
يهدأ ُ00000
تستلُّ نفس الأصابع ِ
منه الضغائن ْ.. !! }
لماذا نرى الكأس مملوءةً بالنبيذ...؛
فتنفطر الروح ُظمأى ..
و ننكب ُّ.. ؛
نلقى النبيذ َدماء َ.. ؟؟!!
و نحمل رأس َ( الحسين ) ؛
إلى كل عاصمةٍ تستبيح ُالخطايا
و نستقبل الشهداء.َ..
و يزدحم القهرُ والصمتُ ؛
و الدمع ُ.. والموت ُ..؛
و الناس ُحول الميادين ..؛
حيث تُشَيَّع ُمِناَّ .. ؛
وفينا ... الضحايا ... ؟؟!!
ما الذي يجعل الفرسَ العربيةَ تكبو
على باب أى مدينة ْ..
و كانت تحمحم .. ؛تصهل .. ؛
حول القلاعِ ..
فترتج فينا الدماء ْ... ؟؟!!
ربما لحظةُ الصدق تنتابُها ... ؛
فتزلزل فينا السكينة ْ
حين تدرك أ ن ( الإرادةَ ) و ( الفعلَ ) ..؛
بينهما هُوَّةٌ ..
باتساع السماءْ .. !!
لم تزل هذه السفن تنتظر الريح ...؛
حين رأينك تنحدرين .. ؛
إلى شاطئ النيل .. ؛
تأتين ( دجلة ) أو (بردى ) المستباح
رأيتُكِ .. بين المعابدْ
ينتثر الدمع منك ... ؛
وتوقد فيك الشموع ... ؛
وتنحر منك القرابين ... ؛
يصلب فيك الشعور مسيحا ...
و آلهة الطقس صماء ...
لن ترسل الآن ريحا ..!!
يُقال ُ: " .. أتى ماردٌ ؛
يحبس الريحَ في قمقمٍ ..؛
والنسائمَ في رئتيه جحيما ..
يُفَجِّرُها..آه ِ..؛
تنتظرينَ ..!! لماذا ؟
سيمنع عنك النسيما..
فلا ترقبي الريح َ.. ؛
هذا زمانُ الجماجم ْ...
ديارُ اللواتي ..؛
( هنا أو هناك ..؛
بقصف المدافع ..؛ والدم ) يُحفظنَ ..
لا بالتمائم ْ... !!!
ألا ينهش الخزىُّ أحلامَكِ المومياء ْ..
وتنبت فيها القروح طحالبْ ..
و قد وصم العار أبناءك الأبرياءْ ..
فجاءوك ِ..؛
و النارُ جوعى ..؛
و مدُّوا اليدين ...؛
تخطَّفهم _ كالعُقابِ – الوباء ْ
لينعمَ فيكِ الثعالب ْ...
ألا ينهش الخزىُّ أحلامَكِ المومياءْ ...؟؟!!
..........................
هاهو الآنَ ( خالدُ ) أو ( سعدُ ) ؛
أو ( مصعبُ ) الفذُّ يصعد مركبة ٍ..؛
و يبيعُ المرايا ...
و يعرضُ أمشاطَ عاجٍ ..؛
و يعرض عاهتَه ُ...!!
فتُشيح الوجوهُ00؛
و تأنفُ فاتنة ٌحين تعطيه قرشا ...؛
فترشقه نظرة محسنة ..
ومصمصة مؤمنة ... !! ؛
وقد يستفزُّ المُحَصِّل ُ...
يطردُه .. ؛
حين يهبط ُ..؛
ألسنةُ القومِ تجمحُ
أحصنةً في العراءْ ..!!
ألا ينهش الحزن ُأحلامَكش المومياء ْ... ؟؟ !!
.... تصيحينَ عبرَ صريرِ الليالي / السلاسلِ ؛
والأمنياتِ المريرة ْ
تصيحينَ ...أو تهتفينَ بنا :
" .. ليتَ للبرَّاق عينٍا ..
فترى ما أعاني ..
من عذابٍ ... و َعَنَا ... "
تصيحين :
" .. هم مزقوا الروحَ .. ؛
هم ضربوا ..
موطنَ العفةِ ضربًا .. بالعصا ..."
00000000
00000000
تصيحينَ ...
لا السيف يُرفع ُ..!! ؛
أمَّا الجبينْ ...
تكَلَّسَ ..؛ ما عادَ يندَى ..!! ؛
وكل العيونِ هنا فُقِأتْ ..؛
والحبيبُ الوحيدْ..
تُبَعْثَّرُ أشلاؤه في الظهيرةْ
وكلُّ الحناجرِ... ؛
كلُّ اللغاتِ الجهيرة ْ..
حوصرتْ ..؛
في جزيرة ْ...
وتأبى سوى أن تنام قريرة ... !!
الحصار ُ لمن ..؟!
.. و الحصارُ الذي يفرضونَ هباءْ...
كيف يُكْتَمُ في الزهرِ عطرٌ ..؟؟
و يُنزعُ دفقُ الخريرِ المسافرُ في النهرِ ..؛
أو تُخْمَدُ النارُ في جَذْوَةٍ يتأجج ُ فيها الإباءْ ...؟؟
... و الحصارُ الذي يدَّعونَ هُراءْ ..
سِياجٌ من الوهمَ ..و الأمنياتِ الخواءْ..
..و الحصارُ نسيجُ العناكبِ ..؛
يَجْرِفُهُ السيلُ ..؛
سَيْلُ الجماهيرِ إذ تتلاحمُ في عزَّةٍ .. وانتماءْ..
قَبْضةً من لهيبٍ..
و روحًا لها عَزَمَاتُ القضاءْ ..
... و الحصارُ ..
الحصارُ لِمَنْ ..؟؟
لِفِكْرٍ ترقرقَ في الكونِ ..
آياتُهُ أنَّ في الغربِ سارَ على هَدْيِهِ العلماءْ .؟؟!!
... الحصارُ لمنْ ..؟؟
لدينٍ تألَّقَ نورًا ..
أضاءتْ به الكائناتِ السماءْ..؟؟!!.
... الحصارُ لمنْ ..؟؟
لِقَوْمِيَّةٍ كلُّ تاريخِها كبرياءْ ..؟؟!!
...الحصارُ
...الحصارُ لمنْ ؟؟
قَسَمًا بالدماءْ..
بالذين مع الفجرِ يأتونَ ..
و من رحمِ الأرضِ ينبثقونَ ..
و مَنْ راحَ مِنْ عِتْرَةِ الشهداءْ...
لن نُذَلَّ ..؛
و لن نقبلَ الضيمَ ..؛
حقَّ الجهادُ علينا ..
و حقَّ علينا الفداءْ ..
فاشهدي ياسماءْ..
إشهدي يا سماءْ
إشهدي ياسماءْ...
يارُبَى الشام
جنة الله 000 أم تراها الشآم ُ؟!
و رؤى السحرفي الربى أكمامُ ؟!
أم عرين إلى العروبة يُنمى
أهله الصيد للزمان زمام
والكماة الأباة من (عبد شمس )
أمويون 00 كل فرد ( هشام )
يعربيون في ( قريش ) تناهى
بدر أنسابهم 00فكان التمام
ألْقِ عنك الهموم ياقلب .. واهدأ
وأقم في الضلوع 00 حيث أقاموا
كنتَ نازعتني طويلا إليهم
كنت َعيني 000وهم بها أحلام
أصدقائي أتيت ينزف جرحي
والأمانىُّ قي فؤادي حطام
وترُ الروح قدَّه ُالحزنُ 00 عفوا
لو توارت في صمتها الأنغام
صار فينا ( ..الأذى ورؤية جا
نيه غذاء " تقوى " به الأجسام )
وعدمنا خيولنا 00 وغرقنا
في اللجاجات00واستلدَّ الخصام
والدمى في القصور فوق عروش
تتباهى 00 كأنها حكام 00!!
قد أباحوا عروبة ( القدس ) نهبا
للطواغيت 00ثم غطوا ..وناموا
أزهقوا حقنا بدعوى سلام
يا لحقٍ تُضيعُهُ الأوهام !!
( ذلَّ من يغبط الذليل بعيش ..)
ذل َّأيضا مَن ْسيفه الأحلام 00!!
( كل " سلم " أتى بغير اقتدار
حجة لاجئ إليها اللئام .. )
أصدقائي 00 هى العروبة صدر
ما لنا عنه – لو كبرنا- فطام
صفق الحب في جوانح ( بردى )
فاستجابت بوجدها ( الأهرام )
و( دمشق الفيحاء ) منذ حبونا
صهوة المجد 00 والعلا 00والهام
وعلى جيدها لآلئ عقد
الشموخ 00السماح 000والإقدام
شهد الله كم صبوت إليها
وفؤادي مُوَلَّه ٌ..... لا ينام ..
والتقينا 00فاخضوضرت خفقات
وسمونا 000فما لنا أجسام 00
لابد من صنعا...
هذا الخلود...وهذه العلياء
أبوان ... في كنفيهما صنعاء
شبَّتْ ..؛ وكان المجد من أخوالها
أما الجدود فعزة قعساء
هى كاعب الدنيا ؛ وإن مرت بها
أيام دهر هدَّه الإعياء
في جيدها حقب الزمان قلائد
تزهو .. فيزهو رونق وبهاء
عَصَر َالجمالُ رحيقَه في كأسها
طاب البساط .. وشعت الصهباء
وترقرق النور البهيج نسائما
متناغما ... فتحلَّق الندماء
هذا النواسي الظريف مؤانسا
وضاح َ.. والضلِّيل َ.. ؛ والشعراءُ
يتجاذبون عنان قافية ؛ وقد
راغت .. فمسعاهم سدى وهباء
ويطاردون غزالة الشعر التي
تعدو .. وهم في روحها أسراء
@@@@@@
صنعاء يانبع القصيد ؛ ويا مدى
صهلت به أفراسنا القدماء
للشدو كم من مجلس حفت به
فتن البهاء .. وجنحت أصداء
وتر يرن بكل زاوية .. ؛ ..و في
حتى الحصى ؛ تفعيلة وغناء
العشب في تلك السفوح قصائد
مرئية... إيقاعها إغواء
والسحب في هام الجبال عمائم
قد جللتها هيبة شماء
لله ماهذا الجلال على الذرى
يسجو .. كأن رواءه أفياء
هذي جبال النار .. بنت طبيعة
قد أرضعتها – جمرها – أثداء
هى من قوافي الكون ..؛ تعبق بالرؤى
مانالها خبن ولا إقواء
@@@@@@@@
بينا تقاسمني اللواعج مهجتي
في مصر .. حيث النيل والأنداء
ألقى بحجري؛ حين رفرف ؛ هدهد
بكريم ماتدعو به الكرماء
قد جاء من سبأ ..فأسرج في دمي
خيل الحنين .. وماجت الأهواء
" لابد من صنعا ".. ترنم خافقي
حيث اعتراني الزهو و الخيلاء
أإلى ربى بلقيس أدعى بعدما
طالت بى الأشواق والبرحاء ؟!
لملمت حلما كنت قد وسدته
قلبي..... وأغفت وردة حمراء
وأتيت للنبع الذي ما زرته
إلا خيالا.. شف عنه ضياء
وطنا هو اليمن السعيد بأهله
وعلى العروبة أهله أمناء
يا دهر .. ؛ يا أمل .. ؛ ويا تلك الذرى
يا شمس ..؛ يا أفياء ..؛ يا بطحاء
إني إلى جذري أعود .. كقطرة
قد أرسلتها للبحور سماء
قومي .. فجئني يازمان بمثلهم
هيهات..!! حتى يعتريك فناء 00!!
صنعاء عاصمة للثقافة العربية عام 2004
العنقاء
وفاءً لِمَنْ أَوْدَى ؛ و حُبًّا لِمَنْ بَقِي
أَقولُ لهذا القلبِ : لا تَتَمزَّقِ
حَنَانَيْكَ .. و اهْدَأْ في الضلوعِ ؛ فلم يَعُدْ
بِنا ما يَرُدّ العادياتِ .. و ما يَقِي
نَعُودُ إلى بغدادَ .. و العَوْدُ أحْمَدٌ
فَيَا نَفْسُ قٌرِّي ؛ يا شُجُونُ تَرَفَّق
فقَدْ يَجْمَعُ اللهُ الشَّتِيتَيْن ؛ بعدما
يَظُنَانِ أَنْ لا وَصْلَ بعدَ التَفَرّقِ
نَأَيْنَا على كُرْهٍ ؛ فجسمي مُشَرَّدٌ
و ها هُوَ جِسمي الآنَ بالروحِ يلتقِي
وَ بغدادُ أهْلُوهَا جُذورِي ؛ وَ عِتْرَتِي
وَ فِي كُلِّ خَطْبٍ ؛ سَاعِدَاىَ و َمِرْفَقِي
و َبغدادُ إنْ تَحْجُبْ غُيُومٌ شُمُوسَها
تَعُدْ بِرُوَاءِ الزَّهْو فِي كُلِّ مَشْرِقِ
و َبغدادُ عَنقاء ُالزمان ِ؛ حُضُورُهَا
بِكُلِّ عصورِ الكون ِ سِرّ التَألُّقِ
و َمُذْ نسَجَ ( المنصور ُ) حُلْمَ بهائِها
تَجَلَّى بِفِكْرٍ في الحضارةِ مُعْرِقِ
و َكانتْ عَلَى عَهْدِ ( الرشيدِ ) سماؤها
سَحَائِبَ خَيْرٍ بالمعارف ِ مُغْدِقِ
وَ أَرْسَى بِهَا ( المأمونُ ) حِكْمَةَ دَارِه ِ
جَرَت ْ بِنَمِير ٍ للحِجَىَ مُتَرَقْرِقِ
إِليْهَا حَضَارَاتُ العَوالِم ِتَنْتَمِي
و تَنْثَالُ فِيها رَوْنَقَا ... إِثْر َ رَوْنَقِ
@@@@@@@
أأَحْبَابَنَا بَيْنَ الفراتِ و دِجْلَةٍ
تُنَادِمُكُمْ رُوحِي فَتَسْقِي وَ تَسْتَقِي
أَعُودُ إلى بغدادَ يَسْبِقُ خُطْوَتِي
وَجِيبُ فُؤادٍ بِالْحَنِينِ مُؤَرَّقِ
يُرَفْرِفُ سِرْبُ الذكرياتِ بِخَاطِرِي
فَأَرْوِيهِ مِنْ خَمْرِ الوَفَاءِ الْمُعَتَّقِ
وَ أَذْكُرُ مَنْ أَغْوَوْا فُؤَادِي ؛ وَ هَاجَرُوا
وَ مَنْ غَابَ مِنهُمْ خَلْفَ أُفْقٍ مُغَلَّقِ
وَ كُنَّا هُنَا بالأمسِ نَسْتَبِقُ المُنَى
وَ نَسْمُو عَلَى كُلِّ الجِرَاحِ ؛ وَ نَرْتَقِي
وَ فِينَا ( النُوَاسِيّ ) الظِرِيفُ مُنَادِيًا
عَلَى النَّهرِ ؛ مَلاّحًا : " أَلاَ هَىْ زَوْرَقِي (1)"
أَحِنّ إلى ( بابِ المُعَظّمِ ).. عَلَّنِي
أَرَى ( يُوسُفًا ) (2) يَشْدُو بِنَصٍّ مُنَمَّقِ
و َأَهْفو إلى ( المنصورِ ) (3) هَلْ ثَمَّ لَوْحَةٌٌ
لِ ( جَبْرَا ) تُنَاَدِينِي ؛ وَ تَخْلُبُ مَنْطِقِي..؟
وَ فِي شَارِعِ ( السَّعْدُون ِ)(4) ألْقَى عِصَابَة ً
بمقهى ( المَرَايَا )(5) بين َ كَأْسٍ وَ نُمْرُقِ
وَ أَشْتَاقُ لِ ( المَسْجُوفِ )(6) فِي شَط ِّدِجْلَة ٍ
و َ نَشْوَة ِ إيقَاعِ ( المَقَامِ ) (7) المُحَلِّقِ
وَ كَانَ لنا بِ ( الأَعْظَمِيَةِ ) (8) جِيرَةٌ
أفَاءُوا بِرَيْعَانٍ مِنَ الصَّفْوِّ رَيِّقِ
وَ كَانَ لنا بَيْتٌ ؛ وَ ثَم َّ حَدِيقَةٌ
وَ تَنُّورُ خُبْزٍ .. هَلْ هُنَالِكَ مَا بَقِي ؟؟
@@@@@@@@@
سَلاَمًا عِرَاقَ الرَّافِدَيْنِ .. وَ مَرْحَبًا
عَرِينَ النشَامَى ؛ فَيْلَقًا خَلْفَ فَيْلَقِ
سَلاَمًا عُيُونَ الفَاتِناَتِ مِنَ المَهَا
عَلِى الجِسْرِ؛ و ( ابنُ الجَهْمِ ) (9) مِنْهُنَ يَنْتَقِي
سَلاَمًا عَلَى ( العَشَّار ) (10) وَ ( البَصْرَةِ ) التي
تَغَنَّى بِها ( السَيَّابُ ) فِي عُمْرِهِ الشَّقِي
سَلاَمًا عَلَى ( دَارِ السَّلاَمِ ) مُضَمَّخًا
بِوُدٍّ بِأَفْنَانِ الأُخُوَّةِ مُورِقِ
وَ فِيهِ رَحِيقُ النيلِ يَنْسَابُ شَيِّقًا
إلى دِجْلَةِ الخَيْرَاتِ .... يَسْعَى لِشَيِّقِ
*بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013
إضاءات للنص
( 1 ) تضمين لقول أبي نواس في إحدى خمرياته :
وَقُلتُ لِملاَّحي : "ألا هَىّ زَوْرَقِي "
وَ قَلْبيَ مِنْ شَوْقٍ يكادُ يَهِيمُ
إلى بيت ِ خَمَّارٍ أَفَادَ زِحَامُهُ
لهُ ثَرْوَةً وَ الوَجْهُ مِنهُ بَهِيمُ
وَ قَوْلُهُ " أَلاَ هَيْ " يسْتَحِثُ بها الملاّحَ لتَهْيِئَةِ الزوْرَقَ للإبحار؛ وَ( هَيْ ) فعل أمر هو ( هَيِّءْ ) وَخُفِفَتْ الهمزة .
(2) باب المعظم أحد أحياء وأبواب بغداد القديمة ؛ و (يوسف) المذكور هو الشاعر العراقي الكبير يوسف الصائغ . و في البيت إشارة إلى قصيدته الشهيرة : ( المعلم ) التي يذكر فيها ذكرياته عن مدرسته الأولى في باب المعظم.
(3) المقصود ب ( المنصور ) في البيت ( حي المنصور ) من أرقى أحياء بغداد ؛ وفيه كان يقيم الناقد الشاعر الراحل الفنان ( جبرا إبراهيم جبرا ) وكانت زياراتي له في مرسمة ظهر كل جمعة .
(4) السعدون شارع شهير في بغداد .
(5) ( المرايا ) كافتيريا كانت ملتقى الأدباء والشعراء في شارع السعدون و كانت تقوم بدور مقهى ( ريش ) في القاهرة .
(6) ( المسجوف ) طريقة بغدادية لشواء السمك حيث تكثر مطاعمه في شارع إبي نواس على نهر دجلة.
(7) المقام العراقي ضرب من ضروب الغناء والمقامات الموسيقية تفردت به العراق .
(8) الأعظمية حي كبيرمن أحياء بغداد .
(9 ) بالبيت إشارة إلى قصيدة الشاعر العباسي ( علي بن الجهم ) التي مطلعها :
عُيونُ المَها بينَ الرَّصَافَةِ والجِسْرِ
جَلَبْنَ الهَوَى مِنْ حَيْثُ أَدْرِي و لا أَدْرِي
(10) ( العَشَّار ) سوق كبير بالبصرة . والسياب ؛ بدر شاكر ؛ الشاعرالعراقي الكبير الراحل وهو من بلدة جيكور قضاء أبي الخصيب / البصرة .
من ( أبجدية الموت و الثورة )
قصيدة طويلة كتبت قبل ثورة 25 يناير بسنوات
البراكين
... البراكينُ لا تَسْتَقِرُّ عليها الوسائد ُ .. ؛
هم يبتنونَ من الوهمِ أيامَهم.. ؛
ينقشونَ على الماءِ أحلامَهم ...؛
يحرثونَ البحارَ...؛ ؛
و حينَ تثورُ الزلازل ُ ؛
لا شيءَ يبقى ..
سوي قبضَةِ الشعبِ حولَ الرقاب ْ
و انطلاقِ الأعاصيرِ من رئة ِ المستكين ٍ .. ؛
و في نبرات ِ جموع ِ الغضابْ ...
... و البراكين ُ تحترفُ الصمتَ .. ؛
لكنها لا تموت ُ... ؛
و تعرف ُ عن قشرةِ الأرضِ
ما يجهل ُ العلماء ُ الأساطين ُ.. ؛
و السادة ُالخبراءُ.. ؛
و تعرف ُ ميقاتَ تفجيرِ أحلامِها .. ؛
و كيف يتمُّ التزاوج ُ بين الحقيقةِ و النارِ.. ؛
في مهرجانٍ تقوم ُ على جانبيْه الحِراب ْ..
إذن ْ ..
فيم َ يبتسمُ الحالمون َ بقهرِ الشعوبِ ..؟؟ !! ؛
و كيف غَفَتْ فوق حلمِ الغنيمةِ عينُ الذئابْ .. ؟؟!!
أقنعة الجمر
للرياحِ تقاليدُهـا..؛
فهـى لا تقلعُ العُشـبَ،
لكنها تَسْتَثيِرُ ضِخَامَ الشجـرْ..
... ... ...
... ... ...
والحكوماتُ كالهِرَّةِ الجاحـدةْ..
تنهشُ أبناءَها الكادحينَ العِجَاف؛
و تلعقُ فَـرْوَ السِّمَانِ..؛
تُدَلِّلهُـمْ..؛
يُتخمونَ؛ وينكفئونَ إلى المائدةْ ..
والظُّهُورُ التي يحفرُ السوطُ فيها عَتِىَّ الصُـوَرُ..
حيـنَ تضجـرُ؛
أو تستقيمُ،
يُندِّدُ سيفٌ وشرطىُ،
يتلو عليها قوانينَها الجَامدِةْ!!
آهِ..
هل أنتِ أمي التي علَّمتني أثورُ..؛
وأهتفُ صُبحًا.. مَساءً..:
(... بِلادى.. بِلادى.. بِلادى..؛)
و يعـزفُ فيها النشيدُ،
و ينزفُ فىَّ النشيجُ؛
و منتـصِبًا، أستديرُ؛ إذْا دَقَّ فيها السـلامُ؛
أأنتِ بلادى التى جَبَلَتْـنىَ منـذُ الصَّغَرْ..؟؟!!
أنتِ أرجوحةُ المهـدِ..؛
و الحلمَ كنـتِ..؛
و أنتِ الوسادةُ والشوكُ،
و البسمةُ المستهامةُ في الشرفاتِ،
حفيفَ السنابلِ، كُنْت؛..
حِوارَ المناجلِ والزرعِ؛
أنتِ
و أنتِ الأقاصيصُ..؛
[ و النخلُ فينا يُطَوَّحُ أشباحَـهُ..]؛
و العيونُ القَريرَةُ أَنتِ؛
و حَجْلةُ طِفلٍ على ساحـةِ الدارِ ؛
و الجَدَّةُ القاعدةْ...
أنتِ؛ والجرسُ المُتطايرُ في الأُفْقِ للدرسِ؛
و الحـبُّ في مُسْتَهَـلِّ العُمُـرْ..
أنتِ.. أنتِ و لستِ الجرائدُ..
لستِ فاكهةً تملأينَ الصِّحَافَ التى ازَّ يـنتْ؛
فى صدورِ الموائدْ..
يَحْتَـفي السادةُ المتخمونَ بها..؛
و الكروشُ التي داعَبَتْها النِكاتُ؛
لتهتزَّ..، بالبَشْـرَةِ الخامِـدةْ..!!
إنَّ شرَّ البليةِ مايُضْحِكُ القومَ .. !! ؛
ياسيدي الحزن لا تَغْمُرْ القلبَ ..؛
دَعْهُ على السطحِ يَطْفُ قليلا ..
فما يُنكرُ البحرُ أسماكَهُ الهامِدةْ ... !!
نزيف الذاكرة
لا يزعمُ الماءُ حينَ تسودُ عليهِ الطحالبْ
أنَّ الركودَ فضيلتُهُ المزدهاةُ؛
يحقُّ عليها الحسـدْ.
كنتُ أقسمُ؛ دومًا؛ بهـذا البلدْ..
رغم كـلِّ الكَبَدْ
رغمَ نبْعِ الشقاءِ؛
الذى يتوضأُ آباؤُنا مِنـْهُ؛
طـَىْ الأبـدْ..
بالعطاءِ الذى يتفجرُ فيه..؛
بِطَاقَاتِهِ اللهبيةِ..؛
بالحزن فى أعينِ الصامتينَ؛
و بالغزلِ المتواثبِ بين العيونِ..؛
برجفـة ر يـفيـةٍ،
زَعْقَـةُ البوقِ من فارهاتِ المواكبْ..
داهَْمتْ وَعيَها..، فتناثرَ..؛
[مثلَ العصافيرِ..؛
غِبَّ انهمارِ رَصاصِ المراقبْ..]
هَرْوَلتْ، تلعنُ الضجَّةَ المستفِزةَ ؛
بينَ العواصمِ..؛
و اللفـظُ فى شفتَيْها ارتعـدْ..
.... .... .... .. .
.... .... .. . ...
.... .... .. . ...
.. كنتُ أقسمُ؛ دومًا؛ بهـذا البلدْ..
بالذينَ مع الفجـرِ ؛
ينحدرونَ إلى النهـرِ..؛
ينكسرونَ مع الظهرِ..؛
ينسحبونَ مع القهـرِ..؛
خلفَ جدارِ المساءِ؛ ويحترفونَ الجَلَدْ..
بالفَرَحِ الذابلِ الصوتِ أقسمتُ..؛
بالدمعِ بينَ العيونِ الشواحِبْ..
بالبنادقِ ساهرةً تشرئبُّ..؛
و تحنـو علـيها زنـودُ المحاربْ..
حيث نامَ الخطيبُ/ الإمامُ على منبرِ الوطنِ
المستكينِ
المُسَجَّى الجَسَدْ..
.......................
... ... ... ...
كنتُ أقسمُ؛ دومًا؛ بهـذا البلدْ
بالريحِ، أَنْ سوفَ تأتى..؛
و بالعدلِ؛ أَنْ سيضمَّ جناحيْه؛
يحمي الحقيقةَ من لفحةِ الباطلِ المتوهجِ؛
تُـغـشي العيـونَ؛
و بالكلماتِ/ الحرابِ ستنقضُ فى الروحِ؛
ما نسجتْهُ العناكبْ...
بالطفولةِ أقسمتُ؛
بالغـدِّ..؛ بالبسماتِ؛
و بالزرعِ مُنتشِيًا..؛ كنتُ أهمسُ:
" .. يمكثُ في الأرضِ ما ينفعُ الناسَ...” ؛
حينَ رأيتُ الزبـدْ..
أبْنِيَةً في المدينةِ تَعلوُ ؛ و تسمقُ..؛
أرصِدَةً في البنوكِ..؛
حُلِيًّا تـَصِلُّ بأذرعَـةِ العاهِراتِ..؛
و فى الكتفينِ فِراءَ ثعالبْ..
[.. ربما كانَ من عَرَقٍ يتصبَّبُ
في أَوْجُهٍ رانَ فيها الكَمَدْ..!!..]
... ... ...
... ... ...
كنتُ أقسمُ؛ دومًا، بهـذا البلدْ
و البناياتُ تهـوِي،
و أُقسِمُ أَنْ سوف تنهض..؛
حتى رأيتُ المطاراتِ غصَّتْ بمَنْ يهربونَ..!!؛
و لا يرجعـون.َ.!!؛
رأيتُ المناجلَ لا تحصدُ الز ر عَ!!؛
و الضر عَ جفَّ!!؛
رأيتُ السيوفَ تـثـلَّمَ فيها الإباءُ!!؛
رأيتُ الخيـولَ على ضِفـةِ النهرِ تضوِى؛
و تهـزلُ..؛
تسقطُ ضامرةً فوقَ أعلافِـها..؛
و مقهـورةً!!
حينَ تبصرُ (نجمةَ داوودَ) فى أفقِها تـتـقـدْ..
و الذئابَ يروغـونَ بين الثعالبْ!!
قلتُ:
" .. لا شـىءَ يُجـدِى..؛
سوى الشعـبِ،
ينشبُ في رئَةِ الحاكمينَ المخالبْ...!! " .
بشارة الصهيل
ثَّمَّ منْ سـوف يأتي..؛
سـيـأتي..؛
ملامُحـهُ لا تبيـنُ لنا الآنَ..؛
لكنـه قـادمٌ..؛
حاملاً منجـلَ المـوتِ؛
يـحـصـدُ كلَّ الرؤوسِ التـي أينَعَتْ..؛
و النفـوسِ التـي خنعَـتْ..؛
و الرقابِ التـي خضَعَتْ..؛
و القلوبِ التـي ركعَـتْ..؛
و العقولِ التـي ابتدعَتْ
فلسفاتِ المهانَةْ
والجباهِ التـى نضحتْ ذِلةً.. و اسْتِكَانَةْ..
قـد يغيبُ قليلاً؛
و لكنه قـادمٌ؛
يمتطـي صهـوةَ الرعـدِ؛
مُـمْتـَشِقًا عاصفَ الريـحِ؛
مُتَّـشِـحًـا بالبروقِ؛ و مُـؤتِـزرًا بالإباءْ
يسألُ المارقون: مـتى؟
كيفَ؟
أو أين يأتي..؟؟؛
{..هل الموتُ يأتـي على موعـدٍ؟؟ }
لا يُعـيرُ السؤالَ التفـاتًا..؛
و يأتي..
يُبَاغِتُهـمْ بالفنـاءْ..؛
و العروشُ التـي طاولتْ في الفضـاءِ السمـاءْ..
تَنْحـَلُّ ذرّاتِ رمـلٍ.. مَهيـلٍ؛
و تهـوِي صـروحُ الخيانهْ
إنه قـادمٌ؛
حيث يسبقُ هـذا الصهيلُ المدوِّي حِصًانَهْ
عاجـلاً سـوف يأتـي..؛
و حتمـًا سيأتي..؛
فقـد صـارَ هـذا الأوانُ أوانَـهْ...
جنة الأشقياْء
... هـذهِ الأرضُ لن يتملـكَ مِن خيرِها البسطاءْ
غيرَ صَمْتِ وظـلِّ المقابـرِ؛
لكنها جنَّـةُ الأشقـياءْ!!
يزعمُ القادةُ الزعماءُ (.. وهم يخطبونَ!!)..
بأنَّ الحياةَ مشـاعْ..
والكرنفـالَ البهيـجَ بألوانـهِ فى اتسـاعْ..
والحقيقـةُ:
لَوْنانِ بينهمـا يـنزفُ الفقـراءْ..
يرتـدونَ المَزارعَ (خضراء)؛
فى زحمة الكدحِ والعيشِ..؛
ـ لون الجنانِ الذِى وُعِدُوا..
فى السماءْ!! ـ
و (الأَسْـوَدُ) المُنـتَـقَـى لثيـاب العـزاءْ!!
ربما هذهِ الأرضُ تـقـتـَاتُ أ كبادَهم...
هؤلاء الجياعْ!!
لكنهـم..
دائمـًا يحلمـون؛
يمـدُّون أيديهـم للشمـوسِ ويحتلبون الشعاعْ
طوبى لمن عاشَ منهـم..؛
ومن يقـتـضيـه الفداءْ
طـوبى لهـم:
يومَ ينفجـرون رجـومًا من الكبرياءْ
يوم تمكثُ فى الأرضِ آثارُهم..؛
حيثُ تـطـفو العروشُ وحُـكَّامُها؛
زبـدًا فى السيولِ جُفَاءْ..
زبـدًا فى السيولِ جُفَاءْ..
حدث ذات ثورة ..
لقطات نهارية / زوم
في البدءِ ..
كان الخوفُ ( مبعوثُ الطغاةِ ) ..؛ ينادم ُ
الهمسَ ( اكتشافَ السلطةِ الغرَّاءِ ) مُنْزَوِيًا
على المقهى .... يبُادِلُهُ الكؤوسْ....
و يَمُرُّ ظِلٌ ..؛
تخمدُ الأنفاسُ ؛ تزدردُ المقاعدُ جَالِسِيها...
( هذا زمانُ المخبرِ السرىِّ ؛ و الشُّرَطِيِّ ..؛
و الهرَّاوةِ الغَضْبَى ..؛
تُديرُ حِوارَها فوق الرؤوسْ..)
تتقيأُ الطرقاتُ أبدانًا لها بَصَرٌ..؛
و أسماعٌ..؛
و شئٌ كالأُنُوفِ ..؛
تسير فى اللاوعىِّ ...؛
ساهمةً... مبعثرةَ الإرادةْ..!!
.. النيلُ يلعنُكُمْ...؛
و هذي الأرضُ تطلبُ حقَّها فيكم ..؛
وتنتظرُ الولادةْ..
..عانتْ مخاضَ الصمتِ و الكبتِ..؛
الذي مَسَخَ الرجالَ طلاسَمًا تسعى .. ؛
و أصنامًا.. ؛
و أخشابًا مُسَنَّدَةً.. ؛
تمر بوجهها الأيامُ ... عادةْ...!!!
.. الأرضُ يا مَنْ فوقها تمشون تلفظُكم....
قِفي يا أرضَنا الممرورةَ الخضراءَ.. ؛
و ابتلعي الشخوصَ .. فلن تفيقَ .. ؛
و طالما امتصَّتْ حرائقَها الوسادةْ00!!
{..تهتزُّ سُنْبلةٌ ؛
تعانقُها العيونُ الجائعةْ ..
فيدوسُها الجندىُّ..
مُؤتَمِرًا بإرهابِ القيادةْ...}
...لملمتُ وجهًا..، هشَّمتْهُ الريحُ..؛
بعثَّرتْ الملامحَ كالشظايا..،..
سِرْت ُ ،
أحذية ُالجنودِ تسوخُ في قلبي
و تأويني الهتافاتُ الطريدةْ......
عَبْرَ النزيفِ ..،
و قبضةِ الشُّرَطِيِّ.. ،
و الجُثث البليدة
فوق التراب تَدبُّ.. ،
" .. مصر تئنُّ ، عارية ً.. ،
على حَدِّ السيوفِ القاطعةْ...
.. كان المماليكُ البواسلُ يفقأونَ
عيونَها .. يتدحرجُ النهدانِ في
الوادى ..كُرَاتٍ مِنْ لَهَبْ ..!! "
... و تئنُّ مصرُ الوادعةْ ...!!
مصرُ الدموعُ المُشْرَئِبَّةُ للمناديلِ البعيدةْ..!!
مصرُ النجوعُ .. ،
وكسرة الفلاح ...،
و الخِرَقُ التي تَسعَى ،
و تحلمُ بالسيادةْ ....
مصرُ الغدُ المخنوقُ .. ،
و الأملُ المُحاصَر في القلوبِ اليانِعة ْ ...
هى ليست البلدَ الذي يهتزُّ أردافًا .. و أزياءَا...،
و تنهبُ أرضَهُ العرباتُ ..أو يفْتَرُّ أضواءَا ..،
و تطليه السياحةُ بالوجوهِ الخادعة ْ...!!
قطع أول :
.. وقفتْ أمام المتجرِ الجذَّابِ لاهثةَ العيونْ..
كانت تُبَعْثِرُ في مسامعِ فَحْلِهَا - المُتَرَهَّلِ
الأبعادِ – ثَرْثَرَةً مُعَادَةْ ...
يُبْدِي اهتمَامًا إذ ْ يُقَطِّبُ حاجِبَيْهِ..،
( مُتَابِعًا بالوهمِ سِيقَانَ النساءِ...،
مُحَاصِرًا بعيونِهِ أردافَهنَ ..) !! ؛
و كانت الحمقاءُ تَشْغَلُهُ : لِيَدْفَعَ غَافِلًا
ثمنَ القِلادَةْ ...!!
.. و الناقلاتُ تمرُّ يشغلُها الجنودُ الفاتحونْ
و كأنهم دَكُّوا الحُصُونْ...!!.."
لقطات ليلية / زوم :
... يتسللُ القمرُ الأجيرُ إلى السماءِ الدَاكِنَة ْ...
و تَدُبُّ فوق سكونها أقدامُهُ..، و تلوحُ خُوذَتُهُ..،
فتنساب الأفاعي / الجندُ - بِاسْمِ الأمنِ -
تقتحمُ البيوتَ الآمنة.ْ..
و يُفَتِشُّونَ الأَعْيُنَ الوَسْنَى
عن الحُلمِ المُقَاوِمِ... ،
" يَشْحَبُ المصباحُ ،
أوْرَاقٌ مُبعثرةٌ .. ،
صُراخُ الصِّبْيَةِ .. الأطفالِ ،
أَمْنُ الزوجةِ المنهوكُ ..."
ينصرفون َ..،
تَضْطَرِمُ العيونُ الساكنةْ...
..........................
..........................
....الليلُ ... صَمْتٌ مُطْبِقٌ ، و مَهَامِهٌ سوداءُ.. ..،
مثل سرائرِ المَوْتَى.. ،
و ( أسماءُ ) الفقيرةَ ...
سارتْ بها الأقدامُ حائرةً... ،
تُخَبِّئُ في مَلابِسِها الطعام َ.. ،
و قطعةَ الصُّوفِ / الغطاءَ... ،
و كان ( عبدُ اللهِ ) لا غَارٌ سوى بيتِ الصديقِ يَضُّمُهُ ؛
خَوْفَ الوِشاياتِ الحقيرةْ ....
و تقافزتْ في سمعِها المذعورِ أصداءٌ ..أثيرةْ :
" جادكَ الغيثُ إذا الغيثُ هَمَى
يازمانَ الأَمْنِ بالأندلسِ.....
إنني أشعرُ شيئًا مُبْهَمَا .....
ماالذي يَجْرِي هنا في الغَلَسِ
نزعوا مِنِّي وحيدي ، بعدما
فرقونا بِحِرَابِ الحَرَسِ ..!"
...سارتْ ..
و كان الصمتُ تُدمِيهِ البذاءاتُ المُثيرةْ ..
فَوراءَها راحتْ تُغَمْغِمُ رِجْلُ سِكِّيرٍ..
يُرَاوِدُها..
و يَعْرِضُ دِفْءَ شَقَّتِهِ الوثيرةْ...!!
.....................
....................
قطع ثان :
.. البُومُ يأوي للخرائبِ و الحطامْ .....
و يظلُّ يُفْرِخُ في الظلامْ ..
هو لا يطيقُ يرى البناءَ مُشَيَّدًا .. ،
هو لا يطيقُ النورَ مُؤتَلِقًا .. ،
و يسترعِي خفافيشَ الطِّغَامْ ..
مُتَرَصِّدًا .. ،
و عيونُهُ تترقَّبُ الأشلاءَ غافِلةً .. ،
تَعَثَّرُ في مَتاهةِ رزقِها.. ،
صَرْعَى وِحَامِ الستْرِ.... ،
أو أسرى الطعامْ ... !!
يتفرقونَ ...
تُكَرِّرُ الأحداثُ دورتَها ..و ينقلبُ المدارْ..
يتناثرونَ بداخلِ المقهى:
جزائرَ نافراتٍ في البحارْ..
الخوفُ يجمعُها ... يُبَدِّدُها..،
يجيءُ الليلُ ..تُحْشَرُ في البيوتْ ..!!
و الصمتُ فاكهةٌ ..
فتحلم في خُفوتْ ..
و لربما رصدتْ بقايا الحلمِ أجهزةُ المباحثِ... ،
يغسلونَ جفونَهم في الصبحِ .. ،
تنسابُ المرائي في سحاباتِ البخارْ..
يستقبلونَ على المكاتبِ يَوْمَهم .. ،
و يُثرثرونَ.. ،
يدورُ خيطُ العنكبوتْ ...
...................
...................
....أوَّاهُ ... !!
شئٌ ما هُنا....
قد كان حَيًّا..
هل يموتْ...؟؟!!!
خارطة جديدة ..
لوطن لا يغيب
في عيون الصغار تواثب .. ؛
في مطلب لامرأة ..
تودِّع زوجا ..
( لدى الباب .. ؛
حاكت له الشمس ظلا .. نحيلا .. ) ؛
في علبة للسجائر ..
يزهو بها مغترب ..
تسابق الرغبات / الأكف إليها ..
و تنسج أحداق هذي العيون ..
خيوط الدخان ..
خارطة تقترب ...
00000000000000
في أمتداد الطوابير ؛
بالقنصليات ..
كان ...
و في خاتم بجواز السفر ..
0000000000000
في سطور الصحيفة .. ؛
يكمن .. ؛
يسكن إحدى الزوايا ..
( كما يسقط الصقر ؛
فوق فريسته .. ؛
من وراء السحب
كيف للعين تهوي عليه.. ؟؟
تُمَيِّزُه ُ... ؛
دون ألف خبر .. ؟؟!! )
000000000000
.. كنت أحسبه وجبة ؛
من طعام .. شهي ؛
لأمِّي ..
و صرخة أب ْ..
بوجهي َ.. ؛
حين أعاف الدروس.َ. ؛
وأهرب .. ؛
إذ يتصبب دفق المياه .. ؛
بحمامنا الشتَوِي ِّ ؛
على جسدي ..
في الصبا المستحم بدفء الأمومة ؛
والصوت ينهرني .. ؛
يستحث الرجولة ْ..
0000000000
0000000000
كان في الخطوات التي تتعثر .. ؛
أو تغتصب
حيث يزهو أبٌ بابنه
في صبيحة عيدْ
إلى مسجد .. ؛
( كنتُ في يدِه ِ.. ) ؛
أذكر الآن خطواتنا للمقابر .. ؛
وجه أبي المتغضن .. ؛
أو صوته المقتضب ...
و البسملات التقية فوق العظام .. ؛
و زورتنا في المساء لأعمامنا .. ؛
كنت أحسبه غاب .. ؛
هاهو ذا يشرئب ْ..
ثانيةً يلتهبْ ..
في رمادي ..
الذي - جسدا—ينتصب 00ْ !!
.. ثم كانت الثورة
وداعا .. أيتها الثورة 00 !!
النيلُ من فَجْرِ الحضارةِ ِراهبٌ،
يَسْتَقْرِئُ التاريخ َ،
ما لانَتْ عريكتُهُ
ولا وَهَنتْ قُواهُ ؛
وما توانى عن مواقيت الخصوبةِ،
لا ...
ولم يَرْكَنْ- على رغم ِالهجيرِ– إلى الظلالْ..
في ساحة ِالتحريرِ تَشْتَجِرُ الروافدُ.. والسواعدُ..
قادماتٍ مِنْ تُخومِ القهرِ،
تهدرُ نارُها نحو المَصَّبْ..
تَبَّتْ يدا الباغي وَ تَب ّْ!
هذا هو البركانُ،
يقذفُ ما تأجَّج َفي خلاياهُ،
يضخ ُّالآن َمن أعماقه جمرَ الغضبْ..
وعلَى مَسِيلٍ مِنْ لَهَبْ..
حملتْ مياهُ النهرِ في إحدى السِّلالْ..
هذا الوليد َالغضَّ بين قِماطِهِ المنسوجِ مِنْ سَمْت ِالجلالْ..
وعليه ِأُبَّهَةُ الجمال.ْ.
مَنْ ذا أبوهُ؟!
تَسَاءَلُوا..
مَن ْ ذا يكونُ مِنَ الرجالْ ؟!
و الأمُّ مَنْ ؟!
تلك التي حملتهُ أعوامًا..وأعوامًا طوالْ !
ما الإسمُّ ؟
ما أصلُ الجدودِ ؟ وما اللقبْ ؟!
جَمَحَ السؤالْ..
و امتدَّ حبلُ نقاشِهمْ حولَ الشرائعِ.. و الذرائعِ ،
و النظامِ .. و شُبهَة ِالتوريثِ.. ؛
و التعديلِ في الدستورِ..؛
و اشْتَبَهَتْ على القومِ الخُطَبْ !
حتَّى إذا لَجَّتْ بِهمْ سُبُلُ الخصومةِ..حيثما احتدمَ الجدالْ
و طغى على هَمْسِ العقولِ أزيزُ نيرانِ الصَّخَبْ..
وَثَبَ الطَّغَامُ ؛
وَ عُصبَةُ الإخوانِ ؛
وَ الحَرَسُ القديمُ ؛
وَ كلُّ مَنْ نَكرُوا البِشَّارِة َوالوليدَ،
تَهَيَّأوا كَيْ يَدَّعُوهُ..
وَ يَقْتَنُوا شَرَفَ النسبْ !!
@@@@@@@@@
خَبَثٌ تَمَازَجَ وَالذَّهَبْ
مَنْ ذاكَ يَفْصِلُ– غيرُ صوتِ العقلِ– بينهما..
و يجتازُ السَّديمْ ؟
وَطَنٌ تَجَسَّد في هَشيمْ !!
و هناكَ..
في أُفُقِ السّمَاءِ..
أرى سحائبَ مِنْ لَهَبْ..
لَكَأَنَّهَا نُذرُ القِيَامةِ..
مِصرُ مَوْعِدُهَا؛
وَ هَذا صُورُهَا يَدْوِي؛
وَ هَاهُوَ نهرُ نيلٍ..مِنْ حَمِيمْ !!
هَجَرَ الودَاعَةَ ؛ شاطئاهُ تَوَهَّجَا؛
وَ امتدَّ فوقهُمَا الجَحِيمْ ..
تُقْعِي فُلُولُ القَهْرِ؛ قَدْ دَبَّتْ عَقَارِبُها؛
تَشُولُ بِسُمِّهَا أذْنَابُهَا؛
(مَنْ يُتْبِع ُالرأسَ الذَّنَبْ؟)
هَرَجٌ ؛
وَ فَوْضَى أطلقتْ جرْذَانَها الخرْقَاءَ في قاعِ السَّفينَةْ
فيما تُواجِهُ مِنْ سُعَارِ المَوْجِ أنْيَابًا؛
وَ مِنْ هُوُجِ الرياحِ عَواصِفًا؛
هَتَكَتْ رُعُونَتُها الشِّرَاعْ ..
قَدْ خَلَّفَتْ مِزَقًا تَئِنُّ عَلى الصَّوَارِي..
و المرافئُ رَغمَ مَا تَبْدُو.. بعيدةْ !!
هَلْ هؤلاءِ هُمُ الذينَ تَدَبَّرُوا سُكَّانَها ؟
مَخَرُوا عُبَابَ الصَّدْمَةِ الأُولى بِهَا؛
خَرَجَتْ لَهُمْ مِصْرٌ تُلَوِّحُ بِالأَغَارِيدِ السَّعِيدةْ ؟!
سُحْقًا لأَبْنَاءِ الأَفَاعِي..
دَنَّسُوا طهْرَ الشَّهَادَة ِوَالفِدَاءْ !!
هَتَكُوا عَفَافَ عَرُوسِ مِصْرَ؛
وَأَزْهَقُوا في الروحِ أنبلَ مَا بِهَا مِنْ كِبْرِيَاءْ..
وَتَنَافَسُوا..
كَيْ (يَسْلَمَ الشَّرَفُ الرَّفيعُ مِنَ الأَذَى)
بِإرَاقَةِ الحِكَمِ الغَوَالِي.. وَالخُطَبْ !!
هَلْ هذهِ مِصْرٌ..؟؟
أَمْ الهَرَم ُالحُطَامْ ؟
مَا إِنْ أطَاحَتْ بِالمَمَاليكِ الشَّرَاذِمِ عُنْوَةً..
حتَّى تَنَاسَلَ مِنْ فُلولِهمِ الرِّعَاعْ ..
هَلْ هذهِ مِصْرُ / المُرُوءَةُ..
والمَحَبَّةُ..
والسَّمَاحَةُ..
وَالوِئامْ ؟!
أَم ْهذهِ مِصْرُ الحِمَامْ ؟!
مَاذا تُضيفُ لها الشَّمَاتَةُ؛
وَالتَشَفِّي ؛
وَ التَشَظّي ؛
وائْتِلافاَتُ الهَوَى..
إلاّ التَخَبُّط في غياباتِ الظَّلامْ ؟!
أَخْشَى– أيَا وَطَني– عليكَ مِنَ الضِّبَاعْ
مَنْ يِعْبَثُونَ بِحُرْمَةِ الشُّهَدَاءِ ؛
يَنْتَعِشونَ.. في المَرْعَى الخَرِبْ..
أَخْشَى– أيَا وَطَنِي– عليكَ مِنَ الطَّغامْ..
لَوْ يَسْقُط المَيْدَانُ..
وَالأحْلامُ..
وَالأَمَلُ المُقَاوِمُ في بَرَاثِنِ غَيِّهِمْ..
فَعَلَيْكَ يَا وَطَنِي السلامْ..
.. .. ..
لَكَ.. لا عَلَيْكَ..
تَدُومُ يَا وَطَنِي المَسَرَّةُ والسلام
مارس 2011
الانكسار
على حدود الظل و الهجير
مهاجرا
من عينك التي تفر من بنادق اللصوص
في شوارع المدينة.....
ومن مزايدات جائعي الدماء ....
والنقود ..؛
والسماسرة ...
مهاجرا..
من عينك التي غفوت في ظلالها ...؛
نَمَوْتُ في أهدابها ... ؛
كنغمة على وتر ..
و من تحلُّل ابتسامة اللقاء ؛
في زوايا الوجه والجبين والشفاه ؛
خوفا من السياف .. والمصادرة ..
فطالما أتيت بسمة مجنحة ..
كطائر يرف ..؛
ينفض الجناح عند حافة النوافذ ..
يشوقه الضياء والفضاء..؛
يفرد الجناح ..؛
بالزجاج يرتطم ْ...!!
فيكبتُ الحنين .. والنغم ْ
وتنثني دموعه ملوحة..
إلي المنى التي تميل كالشراع ؛
بعدما اهترأ ..
وودعته الريح ...
ساخرة ..!!
مهاجرا ...
كالريح في المدى ..
مهاجرا ..
أحل في الأثير .. والصدى ..
كالضوء .. ؛ كالعبير ...؛
هاربا كالظل..؛
من جحيم هاجرة....
من لحظة الوداع ..؛
من تفتت الأرواح ..؛
في متاهة الزوابع ..
في لمسة العينين ..؛
و انزواء الحرف في تلعثم الشفاه ..؛
و انثياله..
في رعشة الأ صابع..
مهاجرا ..
أفرُّ من عرائنا ..؛
للحظة ..؛
أحس بين د فئها النقاء ...
علىَّ أن أمارسَ الغناءْ ..
والثلج في يدى َّ..؛
والجحيم في دمي ..
علىَّ أن أضاجع الأحلام َ..؛
كل ليلةٍ ..؛
لأنجبَ الإحساسَ بالبقاءْ ...!!
.. و ها أنا...
على ضفاف وعدك / السراب أرتوي
من بسمة لديك شاحبة ..
و أنبش الأصداف ..
( .. لم تعد لآلئا ....!! ) ؛
ها أنت تخسرين رحلة الشراع ..؛
والجزائر التي حلمت بارتيادها ..؛
وربما ..
قد تخسرين الشاطئا ...!!
ما دمتِ عند ومضة المصير ..؛
تسكنين نقطة محدودة الأبعاد..؛
في فضاء دائرة ....
و تكسرين حولك المرايا..
و تركضين ..؛
من لقاء وجهك القميء..هاربة..!!
و ها انا..
أحس أنني خسرت عالمي ..
و لذة اكنشافه ..
على موائد المقامرة ..!!
أفرُّ إذ أراك صورة للوهم ..؛
في عيني .. طافرة ...
و أنت عند باب ( الكهف ) ..
تنسجين حول جثتي ..؛
عناكب النسيان ..؛
في مجاهل المغامرة ..!!
الحلم في الصقيع
..لنرتحلْ معَا....
إلى جزيرة .. ؛
بحجم خوفنا الجموح .. ؛
كالخيول في السهول.ْ..
شطوطها ندية ..
تنفست براعم النغمْ ...
تلقي إلى وسائد البحار رأسها ..
تمشط الأمواج شعرها ...وتبتسم ْ..
جزيرة ٍ.. ؛ لا تعرف الوصولْ ..
إلى شطوطها الأشباح ُ.. ؛
لم تقف سفينةٌ بها ..
ولم تمر فوق تبرها قدم ْ..
.. لنرتحل معا ..
هل تعرفين أنني انتظرت أن تُقِلَّني العيونُ..؛
أو تمُدُ لي ذراع ...
تحملني ..؛
إلى الجزيرة التي رسمتها ...
في دفتر الطفولةْ ..
00000
{ .. كم مرة بصوته الجهير ..؛
مزق المعلم الجزيرة ..
و لحظة استرخائي الرهيف في أفيائها ..
و مرة ..؛
داهمني على شطوطها أبي ..
فصادر الكراسة الصغيرة ..
و مزق الهنيهةَ التي سريت في دمائها .. }
0000000000000
لكنها .. تعود كالعنقاء ... تلتئم ..
تخرج من دفاتر الطفولة ..
أسماكها الفضية القشور طائرة ..
ونخلها جنية ..شعورها مهدله ..
واللؤلؤ الوهاج .. ؛
والأصداف في بقاعها المجهولة ...
تحنو عليه الشمس بالبريق .. ؛
حيث يرشف الشعاع ...
هل تعرفين أنني من الصباح للمساء ..؛
نابشا في الأفق ... ؛
راحلا للقاع ..
تشرئب في الجفون نظرة .. أحبولة
تجتذب المخبأ المكنون
عله يجيء بالشراع ..
و مرة ..
(.. والشمس في ثيابها المضرجة .. )
وفجأة .. ؛
؛ والفرح لا يجيء غير فجأة –
تكسرت عرائس المنى المبتهجة..
رشيقة .. ؛
بيضاء فوق الموج ؛
كانت الأصابع ..؛
الأشرعة ..؛
الأنامل ....؛
الوسائد الوثيرة ..
تقلني في رحلة الحلم إلى الجزيرة ..
تلك التي رسمتها
في دفتر الطفولة ..
للحظة تأخذني ... ؛
وآه .. حينما تردني ..
لوحشة الصقيع في الكهولة ... !!
.. يجيء ناحلا ..؛
مستندا إلى سواعد الأيام ..؛
شيخُنا الجليل ..
منتظمَ السعال ... ؛
جامدا ... بوجهه الهزيل ...
يروي ..
يقص .. ؛
يطلق الأمثال ..؛
بغتة ً.. ؛
ومن عطائه الجزيل ..
وربما في رجفة ارتعادة ..
تعيث في الأنامل المرتعشة .. –
تنفلت الهنيهة الظليلة ..
تلك التي تضمنا من لفحة الهجير ..
ترقرق الأوهام في الضلوع .. ؛
والنسائم المنتعشة ...
يسلبنا في دفء لحظة التذكر الطويل
أعمارنا .. ؛
ونبض عمرنا ..؛
و يردم الينبوع .. ؛
بترك الظماء .. والخرير ..
و الفرح في العيون جثة ..
عارية الأشلاء ..!
00000000000000
{ .. قد تغرب الأميرة الجميلة ..
و بعد رقصها البهيج تستدير سندريللا..
للساعة الكئيبة المعلقة
و فجأة ...
كما أتت تذوب ..
دون أن تخلف الحذاء ...
وراءها ...
فكيف يستدل ذلك المحير الأمير ...
و يعرف الأميرة التي خاصرها
في رقصة الحنان ..
على جناح اللحظة المحلقة ..؟؟!! }
إذن ..
لتتسع دوائر الزمان ..
و نحن فوق هذه الجزيرة الوارفة الأصداء ..
و لتنفرج دقائق الحياة ..؛
وليكن الأثير ...
بلابلا..؛
و الموج راقصا ... عرائسًا.. موائسَا ...
و الطير غاديا ورائحُا ... مراوحَا....
تستجلب الأنسام ؛
و الأصداف واحة للحب .. ؛
و لنصر – كما نشاء – آلهة ..
و لتكن المشيئة ...
أن تخرج الشمس من كهوفها ..
ناشرة شعاعها ؛ وشعرها المهدلا ...
ضاحكة عيونها البريئة ..
للطفل .. ؛و الأفعى .. ؛
و للذئاب .. ؛ والحمل .. ؛
و لتختف الضغينة ..
.0000000000000000
( .. الساعة الكئيبة المعلقة ..
تدق ..؛
تلمحين مثلما أرى عيون ذلك الرجل ..
أعرفها..
من هذه المدينة ...
تلك التي من هولها فررت .. لحظة ..؛
و الساعة الكئيبة المعلقة ...
تدق .. والسفينة
زاعقة ... تمزق السكينة .. !! )
جثتا ن في مداخل المدينة ...
أنا و أنت .. ؛
و العيون حولنا وشم ؛
على الوجوه الباهتة ..
لا تبرزي الهوية ..
أو تخرجي بطاقة التحقيق للحراس ..
فإنهم موتى ..!!
و كل هذه الأجراس ..
خرساء ... ؛
و الآذان هاهنا صماء ..
و القلوب صامتة!!
و نحن جثتان
حين داست الأقدام منا هذه المدينة ..
لا شيء يوقظ الحواس ..
تنكسر الوعود في نفوسنا ..
تطقطق العظام في جسومنا ..
و تلقف الصدى ...
مدينةُ النحاس...
لا شيء غير الموت ... والنعاس
وحسرة الوجوه الساكتة ..!!
هل تأذنين ...
أن نظل هاهنا ..
فيه نبدأ الرحيل ..
و قد تجيء لحظة المنى المباغتة ...!!
من هشيم الذاكرة
النيل ...
كلما نمتُ كان جوارى..
تمدد فوق سريرى...
لامعا ..كان ..كالنصلِ..
فى الليلِ..؛
كالحلمِ....فى الخاطرةْ..!.
00000000000000
000000000000000
لم تكن همساتُ المحبينَ
فى شاطئيهِ..؛
ولا ( أمُّ كلثومَ ) تشدو له..؛
و القواربُ غابتْ ...؛
و لم تأتِ ( شمسُ الأصيلْ ) ...
رويدا...
رويدا..
تسلَّلَ..
ثم تمدد فوق سريرى ...
ليرتاحَ كالنصل ِفى الخاصرةْ ....!!
.......................
.......................
.....بقعة ٌ من دم ٍ فى الصباح.ِ..
هى الذاكرة ْ...!!
وطن ٌأعرفه 00
فى مـدى الحـرب؛
يشتبكُ اللونُ باللونِ؛
لكنَّ وجهـكَ أخضـرْ
أيها الوطن المتناثرُ فى الأبجديهْ
و النبراتِ الخفيضة
فى صلوات أبى؛
و الدعاءِ الذى لا يجفُّ على ثغـر أمـى..؛
و السرير الصغـير؛
ولثغِ أخـى..؛ والتخفـى
فجأةً إن كسرنا الزجـاجَ..؛
ولهفتنـا للحكـايا..؛
وجنِّ (سليمانَ)
فى كـل ليلةِ صيـفِ
أيها الوطن المتبـدِّدُ بين حقائبنـا المدرسيـهْ
و الخرائطِ
فى غـرفِ الدرسِ..؛
و الشمسِ تنقرُ عنـد الصباح النوافـذَ..؛
و الجارةِ المستحمةِ
تنشرُ بعض ملابسها الداخليهْ..
و البائعِ الباكـرِ الوجـهِ،
يسنـد دراجـةً للجـدارِ؛
و من فرجـةِ البـاب؛
راح يُـكيل اللبـنْ..
و الحوارِ الرشيقِ بنافـذتيـن..؛
و عينـين..؛ فى حـار ةٍ ضيقـةْ
أيها الوطنُ المتبددُ
بين ملامحنا..؛
حيـن يشتبـكُ اللـونُ باللـونِ؛
وجُهك أخضر 00
و نصغر فيك ...و تكـبرْ..
العنكبوت
الفريسة متعبة .. واهنة..
وأوهى خيوطك أقوى ..
ترفق بها حين تطرق قدرا دامسا
إنها تنشد اللحظة َالآمنة ْ...
خطأً
هل دمها المستكين يقيمك منتصبا ..فارسا ..؟؟!!
ترفق بها ..
أو تخيَّر ْضحاياكَ ..
ليس البطولة َأن تغمدَ السيفَ
في الجثةِ الساكنة ْ..!!
القرين
يشبهني هذا الغامضُ..؛
من ينظرُ نحوي ..
يرمقني ..؛
يتأملني ..
كل صباح ْ..
يتفحصني ..
و يحاكيني .
.إذ أحلق ذقني ..؛
أو أغسل أسناني بالفرشاة.ْ.
يرقبني ..
أرقبُه ُ..
تثقبني عيناه ْ..
حاولت مرارا أن أدعوَهُ إلى مائدتي
علَّ حوارا يجمعنا
عل َّحديثَ الألفةِ ينسكبُ شذاه ْ....
في نفسينا ..
لكن ظل يراوغني ..
يرفض أن يترك موقعَهُ
... في أعماق المرآة .ْ
أمَّا بعد ..
مرفرفًا قلبي على الميناء.ِ.
رايةً سوداءْ
تخبرُ أن َّنوحَ لن يجيء.َ.
و السفينهْ..
فاجأها القرصانُ...؛
و اللصوصُ ساوموا الربان َ..؛
و الرهينه.ْ.
تقاسموها ..
كالشواءِ في الشتاءْ..
و لا ..
و لن يردَّها البكاءْ ..!!
أول الغيث.....
كان علينا ..
منذ أتينا ...تلك الأرضَ الملعونة.ْ...
أن نزرعِها....
أو نملأَها بالأفكار المجنونةْ ....
و أتى قابيلْ ....
و اغتال مع اليوم الأول فينا هابيلْ ...
و مضينا ...
كلٌ منا يغمد ُ سكينه ْ
فى ظهر أخيه ْ
و يعود ُ ليغتصبَ الزوج َ المسكينه ْ
و الحقُّ قتيل 00!!ْ
يا للرياح .. !!
أيها الوطن المتثلج في كريات دمي .. ؛
والممددُ بين جفوني .. ؛
كجثةِ حلمٍ .. عَفِن.ْ.
معذرة ًياوطنْ ..!!
مثلك الآن .. ؛
مندثرٌ .. ؛
في الفراغ ِ.. ؛
الذي حلَّ فيه الزمنْ ..
ضائعان ِمعًا .. ؛
وحدنا .. ؛
و الذين استراحوا
على صَهَواتِ المحنْ ..
أبحروا في النفاقِ ..
وراياتُهم تمخرُ الريحَ ...
يا للرياح ِ.. !!
جَرَت ْفي الزمانِ الأخير ِ
بما تشتهيهِ السُّفُن ْ!!
معذرة ٌياوطنْ .. !!
معذرةٌ يا وطنْ ... !!
سقوط
... واجهتِني ..
و كنت ِمستحيلةْ
واجهتِني ...
في سطوةِ الرجولة ْ 00
تداخلت ْ...
تلاحمتْ ...
تسيبَّتْ ملامح الشباب في الكهولةْ
تخنَّثتْ في داخلي الرجولة ْ..
وعندها ..
أحسستُ يارفيقتي
إحساسّ عاقرٍ
أمام معرضٍ تبيعُ واجهاتُه ُ
ملابسَ الطفولةْ 00!!
كلمات ما بين الموت و الميلاد
لأنك بين جفوني .. ؛
حلم من الشوك .. ؛
يمتد..
يصبح غابا..
من الأمسيات الحزينة ...
تدب به الذكريات / الأفاعي ..؛
و تلدغني ..؛
حين تسري السموم ..؛
أضيع بليل المدينة ..
وحيدا ... أنادي :
" .. ألا ياخيول الرجاء العنيدة...
.. خذيني
فقد أنكرتني ...
على بابها ضاع حلم المغني...
صهيل الجواد تقلَّصَ..؛
و الشمس تلهث .. ؛
توشك أن تحتويني الرمال
إلى هوة الرغبة المستكينة ... ”
أتيتُ إليها ..؛
شممت ُاحتراق َالعيون النبيلةِ ..؛
سادتْ غيومُ الضغينة..!!
فزعت ..؛
حملت كتاب البراءة.ْ..
دمي لغة ُ الأرضِ .. ؛
والريح صوتي ..؛
تخذتُ النقاءَ عباءة ْ..
وجئتُ لقومي ..
ولكنهم ..
يجهلون القراءة ُ...!!
إلى أين أمضي ..
و قد وصمتني العيون البليدة..؟؟!!
...............................
..............................
...............................
" ... ألا ياخيول الرجاء العنيدة..
خذيني ..
أَكُنْ خاطرا للنجوم ...
أَكُنْ للغيوم حوارا ...
مع الرعد .. والصمت ..؛
والريح بين الكهوف ..؛
و في الأودية
مع الشمس ... والأغنية...
يمد يد الدفء للأمنيات البعيدة..
خذيني..
إلى لغة لاتموت ..
على شفة البرق ..
ترسم وجهي الجديدا ..
خذيني ..
أَكُنْ للرياح دليلا ...
على صهوة الفجر نارا ....
و لا تتركيني وحيدا ....
يحاصرني الصمت في مقعدي ..
أضاجع موتي ...
فأدفن وجهي ..
بين سطور الجريدة .. "
مقاومة
و كانَ يُغَنِّي ..
و كانَ يُلاطِفُ كلَّ الصغارِ.. ؛
و كانَ إذا لَكَزَتْهُ كُعوبُ البنادقِ
يرسمُ وَرْدَة ْ !!