حمدي احمد - التزييف جريمة... تزييف التاريخ فهلوة..!!

القضية ساخنة ، ومصدر سخونتها أنها بنت مسلسلات رمضان، بطلها من نجوم الفن المصرى ، شهرته طبقت الأفاق.. قضية شغلت بال كثر من النقاد الفنيين ، مادة خصبه لملء فراغ سهرات (التوك شو)، وجذب المشاهدين ، مما يفتح شهية المعلنين لتسويق منتجهم ، وسط الزحام المسلسلاتى ، والفرجة على صراع الديكة والمشادات الكلامية ، على طريقة الجزيرة الفضائية ،صاحبة قصب السبق فى المعارك السياسية والثقافية ، الوسيلة المثلى لتمييع أية قضية، والإنحراف بها نحو العدمية، وتحويلها إلى عدة قضايا متنافرة، يخرج منها المشاهد البسيط بعد الساعات الطوال،، صفر الثقافة ، صفر المعرفة، يقلب يديه محتسبا وقته الضائع عند الله ونعم الوكيل.
لن أتناول المسلسل بالنقد الفنى، فلست ممن يملكون ناصيته علما أوغصبا ، ولا أتناوله كفنان ممثل ،فإنى أقل ممن يعملون فى مهنة التمثيل، لهذة الحقبة التى رزءت بها مصر، سلسلة أفلام المقاولات ،والإنفتاح ، وفنون العرى والأتجار بعواطف الفقراء، وأحوالهم المتردية والعشوائيات، والًصاق كل موبقات الحكم الفاشى والديكتاتورى ،وامبراطوريات الفساد والإنهيار القيمى والإخلاقى بهم ،تاركين الحاكم المتسبب فى بلاويهم ...جهلة السياسة يتناولونهم بألسنة حداد، بدعوى أنها الواقعية والإبداع،وهى فى الحقيقة قمة غياب الوعى الثقافى والسياسى، هؤلاء المبتدعون شركاء مع الصهيونيىة الأمريكية ،فى مؤامرة الغزو الثقافى الأمريكى للعقلية العربية ،وأن هذا العالم الثالث ونحن منهم ،لا نستحق الديموقراطية ولا العيش الكريم.
نموذج اليسارى الذى تناوله المسلسل ...لايهمنى من قريب أومن بعيد إنه استاذجامعي ورئيس قسم ،ولا لأنه إمام مسجد يشرب الخمر ويرتاد البارات ويعاقر النساء، كل حسابه عند ربه وليس عندى، ولاعند النقاد والجامعيين..إنما فقط أتحدث عن مفاهيم مغلوطة ،أوردها المؤلف فى مسلسلة ،محددا فيه شخصية بطلة ونجمه ،وحتى لايوقر فى ضمير العامة أن هذا هواليسار...فكر مغلوط مائة بالمائة...اليسار المصرى كان له شرف قيادة التغيير فى مصر ،وتحقيق العدالة الاجتماعية، وحماية حقوق الطبقة العاملة وتصفية الإقطاع، وتوزيع الأرض الزراعية على المعدمين ،ومجانية التعليم وأنشاء الجامعات الإقليمية، وبناء اقتصاد قوى ودخول مصر عصر الصناعات الثقيلة1200 مصنع... الحديد والصلب ،الألمونيوم،والدرفلة، ومشروع الطاقة النووية، وتمصير رأس المال وانشاء البنوك الوطنية والصناعية والزراعية ،وكهربة وإنارة 4000 قرية ،وارسال البعثات العلمية إلى الشرق والغرب ،وأكبر حركة ترجمة ونشر، وأخرجت المطابع آلاف الكتب الثقافية والعلمية.. بناء قلاع فنية ومسارح ودار أوبرا وأوركسترا القاهرة السيمفوفونى ،وفرق الفنون والرقص الشعبى ،ومسرح وفرق للمارينيت والعرائس، وفرقة بالية وأوبرا القاهرة وقدموا روائع الباليهات العالمية، وعشرات الفرق المسرحية ،جابت قرى ومحافظات الجمهورية...بناء وتسليح أكبر جيش عربى فى المنطقة ،وقوة بحرية وجوية وحائط للصواريخ ،شهد به العالم فى حرب الأستنزاف المجيدة، وببناء السد العالى، أكمل اليسار المصرى الحاكم منظومة الاستقلال الوطنى ،ورفض التبعية الغربية وتحرير القرار السياسى والافتصادى...ألغى الحكم اليسارى المصرى حكومات وأحزاب التبعية للأستعمار، و وبقايا الامبراطورية العثمانية وحكم الاسرة الخديوية والمماليك...من أعلام اليسار المصرى اسماعيل صبرى عبداللة - محمود امين العالم - محمد عودة -د.فؤاد مرسى- المحامى النابغة احمد نجيب الهلالى – محمد سيد أحمد والأخيرين من أبناء الباشوات- الشعراءعبد الرحمن الشرقاوى – الخميسى- أمل دنقل - الأبنودى- سيد حجاب- صلاح ابوسيف – عاطف الطيب- المطرب محمد حمام- فؤاد حداد- نجيب سرور-امينة شفيق- شاهندة مقلد- الفريد فرج نبيل زكى- فيليب جلاب-على الشريف- شادى عبد السلام- جمال كامل- على رأس هؤلاء أبو الثقافة والفنون ثروت عكاشه...لوكنت عادا أهل اليسار المصرى،حاصرا لتراث أعمالهم، لضاقت به الصحائف والمجلدات ...لامقاعد الحانات وملتقى الساقطات...وكتاب التاريخ بالفهلوة.
أعلى