الأشجار تموت واقفة على حد تعبير الشاعر الفلسطيني معين بسيسو رحمه الله، دلالة على الشموخ والسمو والثبات على المبادئ والصمود في وجه أية ريح . وغلاف الديوان دال على هذا الشموخ ، فقد كتب الفنان عبدالله الحريري لفظ الأشجار بإطالة الألفات واللام إلى الأعلى ، مستخدما اللون الأخضر رمز الينوعة والخير والنماء ، فضلا عن الجذوع المنبثقة من تربة خصبة مازالت تنبت أشجاراً أخرى في طريقها إلى الأعالي ، وقد أخذت تظهر في أغصانها وريقة خضراء يانعة دلالة على ولادة جديدة لهذه الأشجار . إن هذه الأشجار هنا، تثمر ثمرات الشعر الجميل الذي يتجلى لنا جماله في الحروف المزدحمة المحيطة بجذع الشجرة الصاعدة كنظيرتها شامخة إلى الأعلى لتعبر عما يعتمل في الذات الشاعر من آمال وأحلام بشموخ الإنسان والتشبث بالكرامة والعزة والقيم الرفيعة. وإذا كان صاحب لوحة الغلاف قد اختار اللون الأسود لأرضيته دلالة على أن العتمة تغمر الكون الشعري وراء الغلاف الناتجة عن أحزان الذات الشاعرة وضيقها بواقع تسوده الكثير من دواعي الإحباط ، فإنه حرص على إضاءة هذه الظلمة المدلهمة في الأرضية بجذع الشجرة الأبيض الذي يشع بالضوء والنور ، مشيرا إلى أن بعد هذه الظلمة نورا ، وأن بعد ذلك الضيق انفراجا، وهذا يتناغم مع رؤية الشاعر إلى العالم . تحيتي إلى صديقي الشاعر المجيد محمد الشيخي .