إدريس عيسى - امرأة من أقصى الريح

ياسر في السرير
يمناه على نجمتين قد أنطبقت
وتقوست اليسرى
لغزالات عبرت سرا
أيقظت شجر الأرض ثم
أستحمت بماء الغدير.
(لماذا نكبر ثم نقيس شطوط الجرح بموج طفولتنا
يا ياسر؟!
لماذا نلقي ثوب الظل ونرمي لامرأة في النار أصابعنا ؟).

2

ياسر
هل تسمعني ؟
هل تأتي كي نتسابق فوق فراغ الأرض
ونركض كالمهرين ؟
هل تقرضني
يا ياسر
ضحكتك المجبولة من برق لما يعبر جسدي
فيراجع نخلي رقصته الكبرى ويسافر في ريح امرأة
ما حرك أستارها نفسي ؟
هل تمنحني ناياتك حتى يسعفني الغيم السري بلؤلؤة
فأوزاري بين جناح القلب وبين صهيل برار تهتف بي
وتهز ظلال الشيح ؟
يا ياسر
أنت (أنا) الأقصى
ودليل خطاي
أفتش عني فيك
وتعرض في كفيك مرايا الريح.
(لماذا تعشق امرأة في البدء فتمرق مهرتنا من خاتمها، وينام البرق خلال أصابعنا ثم نثمر أقمارا، ونقيم مدائن غامضة لنبايعها، ونموت إذا ذابت أجراس خطاها في لجج الوقت ؟).

3

أنت تذكرني بالغابة:
كنت وحيدا أقرأ رف الطير
ولي فخّان
أدسهما في جذع الشجر الشاهد
كنت أنقي الغابة من حدقات تحرسها
ورفيف يملأ وحشة ما بين الأغصان
ولي عرش سريّ
حاشية من رتم أخضر يركض خلفي
كنت
وجاءت امرأة من أقصى الريح
تقايضني بخواتمها الأشجار
تقايضني عرشي بالنار
الطفلة
بين أصابعها
جاء البحر
الشعر الطرق
اللهب اليومي
وأسوار المدن الأولى
الرايات
الصحراء
الموت
الموت
الموت.
فنسيت الطفل هناك
تركت رفيفاً يملأ وحشة ما بين الشجر الشاهد
أنت تذكرني بالغابة
أن تذكرني بالجنة
كيف خرجت ؟!
(لماذا تندلع الغابات بشعري ؟).

4

ياسر
نائم تحت أشجاره الملكية
خلف ابتسامته المطلقة
بين أهدابه جلست طفلة تتلهى بأسرارها:
يكبران معا
وتصير له مهرة ونوافذ تعبر منها الغيوم
النجوم
تصير لديها الخواتم
والنار
هل سيهاجر ياسر في نارها الواثقة ؟
(سأجيبك حين تراني فيك).
أعلى