في كل مرة أتخفى: بائع ملح أو حامل كتب وثالثة بهلول ورابعة أبو قتب؛ تخيلوا كل هذه أقنعة أخايل بها في مسيرة السرد الذي تلبسني في حكي متواصل، أرهقني الرمز وأعيتني الحيلة وماأزال ذلك المسكون بحرقة القلم في بلاد تسكن الزمن؛ نعم هي عتيقة رغم ذلك الطلاء الذي تصبغ به وجهها والجمة التي تضعها على رأسها؛ أراها عذراء لم يقربها إنس ولا جان؛ ألف حكاية وحكاية لاتكفي للسمر في لياليها؛ تسكنها القلوب الطاهرة وتحرسها العناية الربانية؛ مجذوب في حضرة الولاية عاشق لآل البيت!
حتى الأسماء والأمكنة ذات عبق خاص؛ دروب المحروسة تمتليء بأثر السائرين؛ عتمة الليل ونجومه ذات سحر وألسنة المبتهلين بالذكر، لكل كاتب عالمه يسرده لحمة وسدى وأنا عالمي بلاد تحكي للقمر وتنسج ثوبه من أشعة الشمس الذهبية.
ذئاب في البراري تقتنص الحملان، تبكي الأمهات وتندب صغارها؛ سيوف باترة وطعنات غادرة؛ لكنها سرعان ما تلملم جراحها وتكفكف دموعها وتعاود الحياة.
مالذي يملكه كاتب ناء في زواية من بيت حجري غير أن يروي عطش قلمه بتلك الكلمات؟
أعترف بأن هذه الحكايات بعيدة موغلة في القدم؛ سمعتها من أفواه الراحلين، يبدو أنهم تركوها وديعة لأسردها لكم حتى إذا جاء الأحفاد امتلكوها؛ لتتواصل مسيرة الحياة؛ غير معقول أن نتركهم بلا زاد من حكي عوض المال والذهب؛ براني كثيرون مجذوبا لايمتلك غير قلم عبثت الجرذان بسنه؛ سرق الغول أمله فوأده في باطن أرض بعيدة، ربما كانت تلك حقيقة مرة، وما حياتنا غير حكاية نسطر كل يوم جزءا منها.
ترى من يحفل بتلك الخيالات؟
ربما يمر عليها الجوعى فلا تثير نفوسهم؛ فبالخبز يحيون أما الحكايات فسلوى المترفين في عالم مخملي، أروع السرد أكثره تعبيرا عن تفاصيل الحياة؛ المهمشون والتائهون في الحارات والأزقة؛ الهاربون في دروب المحروسة خشية القيد أو العنت.
الأولياء والطيبون يرتحلون سريعا، نجري خلفهم فلا ندرك وقع أقدامهم؛ نتلفت كل ناحية؛ من يمسك بهم؟
هذه بلاد سكنها الأغراب: طليان وجرمان وخواجات وبشوات؛ من كل ملة ومذهب؛ نساء حلوة ورجال فتوات؛ حرافيش وغجر رسموا لوحات بشرية ذات فسيفساء مبهرة؛ تداخلت الأعراق وتجانس الأباعد؛ مؤكد أن هذه خاصة مصر تلك التي عبث النيل بصدرها؛ غازلها فترك فيها ورد وأقحوان وست الحسن وأشجار الصفصاف تنشر أغصانها المتهدلة كأنها كاعب ناهد؛ كم هي كثيرة العشاق!
نحتفي بأدب البلاد الباردة؛ ندهش من عوالم ماركيز السحرية؛ لكننا نعرض بجانبنا عن روائع ما كتبه آباؤنا الكبار، ليتنا ولينا وجوهنا شطر الجنوب مرة؛ ترى من يسمع بإبراهيم إسحق وقد جاء نعيه؛ العتب على أهل السودان؛
عزالدين ميرغني
و
صديق الحلو
وعمر
عمر فضل الله
وآخرون لم يعرفوا به وبغيره حتى بات أدب الغرباء أقرب إلينا!
نحن نجيد الشكاية؛ لانعرف قدر مانمتلكه من ثراء؛ كنوزنا لغة وثقافة وإبداعا تفوق الذهب الأسود والأصفر؛ هل نكمل مسيرة السرد أم ترانا نبحث عن شأن آخر؟!
حتى الأسماء والأمكنة ذات عبق خاص؛ دروب المحروسة تمتليء بأثر السائرين؛ عتمة الليل ونجومه ذات سحر وألسنة المبتهلين بالذكر، لكل كاتب عالمه يسرده لحمة وسدى وأنا عالمي بلاد تحكي للقمر وتنسج ثوبه من أشعة الشمس الذهبية.
ذئاب في البراري تقتنص الحملان، تبكي الأمهات وتندب صغارها؛ سيوف باترة وطعنات غادرة؛ لكنها سرعان ما تلملم جراحها وتكفكف دموعها وتعاود الحياة.
مالذي يملكه كاتب ناء في زواية من بيت حجري غير أن يروي عطش قلمه بتلك الكلمات؟
أعترف بأن هذه الحكايات بعيدة موغلة في القدم؛ سمعتها من أفواه الراحلين، يبدو أنهم تركوها وديعة لأسردها لكم حتى إذا جاء الأحفاد امتلكوها؛ لتتواصل مسيرة الحياة؛ غير معقول أن نتركهم بلا زاد من حكي عوض المال والذهب؛ براني كثيرون مجذوبا لايمتلك غير قلم عبثت الجرذان بسنه؛ سرق الغول أمله فوأده في باطن أرض بعيدة، ربما كانت تلك حقيقة مرة، وما حياتنا غير حكاية نسطر كل يوم جزءا منها.
ترى من يحفل بتلك الخيالات؟
ربما يمر عليها الجوعى فلا تثير نفوسهم؛ فبالخبز يحيون أما الحكايات فسلوى المترفين في عالم مخملي، أروع السرد أكثره تعبيرا عن تفاصيل الحياة؛ المهمشون والتائهون في الحارات والأزقة؛ الهاربون في دروب المحروسة خشية القيد أو العنت.
الأولياء والطيبون يرتحلون سريعا، نجري خلفهم فلا ندرك وقع أقدامهم؛ نتلفت كل ناحية؛ من يمسك بهم؟
هذه بلاد سكنها الأغراب: طليان وجرمان وخواجات وبشوات؛ من كل ملة ومذهب؛ نساء حلوة ورجال فتوات؛ حرافيش وغجر رسموا لوحات بشرية ذات فسيفساء مبهرة؛ تداخلت الأعراق وتجانس الأباعد؛ مؤكد أن هذه خاصة مصر تلك التي عبث النيل بصدرها؛ غازلها فترك فيها ورد وأقحوان وست الحسن وأشجار الصفصاف تنشر أغصانها المتهدلة كأنها كاعب ناهد؛ كم هي كثيرة العشاق!
نحتفي بأدب البلاد الباردة؛ ندهش من عوالم ماركيز السحرية؛ لكننا نعرض بجانبنا عن روائع ما كتبه آباؤنا الكبار، ليتنا ولينا وجوهنا شطر الجنوب مرة؛ ترى من يسمع بإبراهيم إسحق وقد جاء نعيه؛ العتب على أهل السودان؛
عزالدين ميرغني
و
صديق الحلو
وعمر
عمر فضل الله
وآخرون لم يعرفوا به وبغيره حتى بات أدب الغرباء أقرب إلينا!
نحن نجيد الشكاية؛ لانعرف قدر مانمتلكه من ثراء؛ كنوزنا لغة وثقافة وإبداعا تفوق الذهب الأسود والأصفر؛ هل نكمل مسيرة السرد أم ترانا نبحث عن شأن آخر؟!