إن أنس فلن أنسى مغادرتي صالة مطار فرانكفورت في 28 / 9 /1987 وحيدا ، بعد أن افترقت عن زميلي المهندس حافظ شاهين الذي اصطحبته مرارا ، منذ حصلنا على بعثة مؤسسة Daad للدراسة في ألمانية ، اصطحبته إلى " تل أبيب " للحصول على الفيزا ، واصطحبته إلى مطار اللد لنقلع من هناك ، وفي مطار فرانكفورت افترقنا . تابع هو رحلته إلى الشمال ( هانوفر ) وأنا استقللت القطار إلى الجنوب ، إلى مدينة ( فرايبورغ ) .
ها أنا وحيد في مطار فرانكفورت أبحث عن القطار المؤدي إلى محطة القطارات المركزية ، غير ملتفت إلى أن علي أن استقل القطار مباشرة إلى ( فرايبورغ ) .
في محطة القطار في المطار كنت كالتائه لا أعرف حتى كيف أقطع تذكرة القطار ، وسأسأل رجلا ألمانيا طالبا المساعدة ، ولم يخيب الرجل أملي . أعطيته 100 مارك ليشتري لي التذكرة وانتظرت .
في هذه اﻷثناء التقيت بمواطنين مصريين سألاني ماذا أنتظر ، فأخبرتهما . ابتسما وقالا :
- الله يعوض عليك بال 100مارك .
ولكن الرجل اﻷلماني سرعان ما عاد ومعه التذكرة وبقية المبلغ ، وشرح لي ماذا أفعل .
في محطة قطار ( فرانكفورت ) لم أجد صعوبة في استقلال القطار المتجه نحو ( فرايبورغ ) . سأنزل في كارلسروه وسأتابع الرحلة في قطار آخر ، وسأظل أتابع إرشادات سائق القطار ، حتى إذا ما وصلت محطة ( فرايبورغ ) أخذت أسأل عن معهد ( غوتة ) .
لا يبعد المعهد عن المحطة أكثر من 500 متر ، وكان يمكن أن أسير مشيا على الأقدام ، ولكن ماذا أفعل وأنا لا أعرف المدينة التي وصلت إليها في الخامسة مساء ؟
سألت سائق تاكسي عمومي إن كان على استعداد ﻷن يقلني إلى معهد ( غوتة ) ، فابتسم الرجل وقال لي إنه هناك ، على مسافة 500 متر من هنا .
لم يرد الرجل أن يستغلني وكان مثالا ايجابيا ثانيا لﻷلمان . وحين أصررت على أن يوصلني ضحك ولم يمانع ونقدته الماركات التي طلبها .
في( غوتة ) استقبلتنا سيدة عجوز و أنزلتني في مبنى ال ( بازلر تور ) - بوابة بازل - وهناك التقيت بشاب ألماني نزق عرفت أنه مسؤول عن المبنى واستقبال القادمين وتسليمهم الغرف واﻷثاث وأغطية يحتاجون إليها ، وبنرفزة أوضح لي مواعيد تبديل أوجه الفرشات واللحاف ، وأخبرني عن مواعيد وجوده .
كان المساء هادئا وجميلا وكنت متعبا من السفر ونمت .
في اليوم الثاني أخبرني جاري التركي أن شابا عربيا جاء أمس ودق الباب يسأل عني . كان المرحوم محمود عطاالله اتصل بالدكتور نعمان - إن لم تخني الذاكرة ، وكان يعد الدكتوراه - وطلب منه أن يزورني ليساعدني فيما أحتاج إليه .
خربشات
عادل الاسطة
30 / 1 / 2016
ها أنا وحيد في مطار فرانكفورت أبحث عن القطار المؤدي إلى محطة القطارات المركزية ، غير ملتفت إلى أن علي أن استقل القطار مباشرة إلى ( فرايبورغ ) .
في محطة القطار في المطار كنت كالتائه لا أعرف حتى كيف أقطع تذكرة القطار ، وسأسأل رجلا ألمانيا طالبا المساعدة ، ولم يخيب الرجل أملي . أعطيته 100 مارك ليشتري لي التذكرة وانتظرت .
في هذه اﻷثناء التقيت بمواطنين مصريين سألاني ماذا أنتظر ، فأخبرتهما . ابتسما وقالا :
- الله يعوض عليك بال 100مارك .
ولكن الرجل اﻷلماني سرعان ما عاد ومعه التذكرة وبقية المبلغ ، وشرح لي ماذا أفعل .
في محطة قطار ( فرانكفورت ) لم أجد صعوبة في استقلال القطار المتجه نحو ( فرايبورغ ) . سأنزل في كارلسروه وسأتابع الرحلة في قطار آخر ، وسأظل أتابع إرشادات سائق القطار ، حتى إذا ما وصلت محطة ( فرايبورغ ) أخذت أسأل عن معهد ( غوتة ) .
لا يبعد المعهد عن المحطة أكثر من 500 متر ، وكان يمكن أن أسير مشيا على الأقدام ، ولكن ماذا أفعل وأنا لا أعرف المدينة التي وصلت إليها في الخامسة مساء ؟
سألت سائق تاكسي عمومي إن كان على استعداد ﻷن يقلني إلى معهد ( غوتة ) ، فابتسم الرجل وقال لي إنه هناك ، على مسافة 500 متر من هنا .
لم يرد الرجل أن يستغلني وكان مثالا ايجابيا ثانيا لﻷلمان . وحين أصررت على أن يوصلني ضحك ولم يمانع ونقدته الماركات التي طلبها .
في( غوتة ) استقبلتنا سيدة عجوز و أنزلتني في مبنى ال ( بازلر تور ) - بوابة بازل - وهناك التقيت بشاب ألماني نزق عرفت أنه مسؤول عن المبنى واستقبال القادمين وتسليمهم الغرف واﻷثاث وأغطية يحتاجون إليها ، وبنرفزة أوضح لي مواعيد تبديل أوجه الفرشات واللحاف ، وأخبرني عن مواعيد وجوده .
كان المساء هادئا وجميلا وكنت متعبا من السفر ونمت .
في اليوم الثاني أخبرني جاري التركي أن شابا عربيا جاء أمس ودق الباب يسأل عني . كان المرحوم محمود عطاالله اتصل بالدكتور نعمان - إن لم تخني الذاكرة ، وكان يعد الدكتوراه - وطلب منه أن يزورني ليساعدني فيما أحتاج إليه .
خربشات
عادل الاسطة
30 / 1 / 2016