كان رحمة الله تعالي عليه يحب التبسط في كل شيء مع وقار لا يخفى، له مواقف تروى ونوادر شاعت بين أهل كفرنا؛ حدثني مرة حين كان صغيرا؛ أن أحد الناس فقد خمسة قروش- وكانت مبلغا لا يستهان به- دار البحث والتنقيب عليها في الزاوية وهي ملتقى الناس وموضع مسامراتهم، بحثوا عنها وأعياهم التعب؛ فأشار أبي رحمة الله تعالى عليه: اخلعوا طاقية الزغبي؛ فإذا هي تتدحرج من فوق رأسه!
يروى أن حريقا التهم كفرنا وذلك في منتصف الأربعينيات من القرن الماضي؛ فالفلاحون يكدسون قش الأرز وحطب القطن وروث الماشية فوق أسطح منازلهم مما يجعلها وقاء من مطر الشتاء؛ كأنها تلال من سبخ أو نتوءات ترتفع في قيظ الصيف يحتمون بها من لهيبه، دهمت النار؛ فإذا بجدي يستند على عصاه ويخاطب النار: روحي على الظلمة؛ فإذا بها تشتعل من خلفه؛ ويعلو صويت نسوته؛ معاذ الله أن يكون سيدي جادو من الظلمة بل هي حمامة بلهاء أشعلت في نفسها النار ولاذت بحطب سطح بيتنا.
وأخرى تكاد تكون مثلا في كفرنا: إذ كان رحمة الله تعالي عليه كثير السفر إلى بلاد الحجاز؛ يعمل هناك في فترة الثمانينيات ومطلع التسعينيات يتمتع من العمرة إلى الحج؛ ويبقى هناك يكد ويشتغل في الأعمال المجهدة؛ فكان رحمة الله ذا همة وقوة رغم بساطة في جسده؛ إذ عرفته شهما أبيا يغالب الصعاب بل يقهرها.
يبيع ما أتى به فيكون سجادا أو بطاطين أو عباءات وطيات من طرح النساء الفاخرة؛ حدث أن الحاج محمد القصير وكان رجلا فكها يحب المسامرة وتحلو منه النادرة؛ قال له: يا حاج شعبان هات شالا أو طرحة لأم صابر زوجته؛ فرد عليه بأنك يا أبا صابر رجل غني ومعلوم أن آل القصير من أثرياء كفرنا يحتوشون أرضا واسعة وكانت فيهم العمودية وسيأتي الحديث عن العمدة عبد المجيد القصير في سياق سرد أحداث كفرنا في سيرة " شعبان جادو"
على كل رفض إعطاءه ما طلب؛ فقال والله يا ابن جادو لأعمل لك أمثولة تكون حديث الكفر كله.
ادعى عمنا أبو صابر أن ابن جادو حين عاد من الحجاز جمع آل جادو وآل لبيب أولاد عمه الأشقاء؛ ومن ثم تنادوا مسرعين؛ غاية الدعوة مسبحة أو جلبابا وقد ينفح أحدهم عباءة من صوف الكشمير المعتبر؛ يتباهى بها في كفر يدعي الفخر وحق له ذلك؛ سيما وكل صبايا القرى المجاورة تشتهى الزواج من أحد شبابه؛ على أية حال والرواية لعمنا أبي صابر القصير؛ أن إخوة أبي وأولاد عمومته جاءوا بنسائهم وصغارهم عل ابن جادو ينفحهم هدية ويعطيهم مما أخضر من بلاد الحجاز، فإذا به يطالب الرجال بأن يخلع كل واحد طاقيته ويريه صفحة رأسه؛ وكان أسرعهم تلبية لأمره عمي فتح الله لبيب أبو سعيد الذي اكتوى بعصا الفرن؛ به صلعة تعلو رأسه المشوبة بحمرة؛ تظهر بها عروق نافرة؛ فلما لم يجد مراده؛ طالبهم بالانصراف بعدما تأكد أن أحدا من رجال الكفر لم يعلم- بمعنى يعتدي ضربا- على أيهم؛ وصارت مثلا يقال: اخلعوا الطواقي!
ولم ينسها ابن جادو لمحمد القصير أبي صابر؛ فحين جاء الكفر بعدما سكن الصحراء يزرعها- وذلك حديث آخر- وكانت أم صابر قد ماتت وتزوج القصير بأخرى لا تعرفه؛ دق على بابه وقال له: إن رجلا غريبا جاء يطلب أم عينين "المخروطة" عليه أن يحضرها له؛ فاحتار أبو صابر من تراه يكون؛ فسأل عمن جاء مسجد الشيخ سلامة مصليا ممن غاب عن الكفر؛ فدل على ابن جادو!
يروى أن حريقا التهم كفرنا وذلك في منتصف الأربعينيات من القرن الماضي؛ فالفلاحون يكدسون قش الأرز وحطب القطن وروث الماشية فوق أسطح منازلهم مما يجعلها وقاء من مطر الشتاء؛ كأنها تلال من سبخ أو نتوءات ترتفع في قيظ الصيف يحتمون بها من لهيبه، دهمت النار؛ فإذا بجدي يستند على عصاه ويخاطب النار: روحي على الظلمة؛ فإذا بها تشتعل من خلفه؛ ويعلو صويت نسوته؛ معاذ الله أن يكون سيدي جادو من الظلمة بل هي حمامة بلهاء أشعلت في نفسها النار ولاذت بحطب سطح بيتنا.
وأخرى تكاد تكون مثلا في كفرنا: إذ كان رحمة الله تعالي عليه كثير السفر إلى بلاد الحجاز؛ يعمل هناك في فترة الثمانينيات ومطلع التسعينيات يتمتع من العمرة إلى الحج؛ ويبقى هناك يكد ويشتغل في الأعمال المجهدة؛ فكان رحمة الله ذا همة وقوة رغم بساطة في جسده؛ إذ عرفته شهما أبيا يغالب الصعاب بل يقهرها.
يبيع ما أتى به فيكون سجادا أو بطاطين أو عباءات وطيات من طرح النساء الفاخرة؛ حدث أن الحاج محمد القصير وكان رجلا فكها يحب المسامرة وتحلو منه النادرة؛ قال له: يا حاج شعبان هات شالا أو طرحة لأم صابر زوجته؛ فرد عليه بأنك يا أبا صابر رجل غني ومعلوم أن آل القصير من أثرياء كفرنا يحتوشون أرضا واسعة وكانت فيهم العمودية وسيأتي الحديث عن العمدة عبد المجيد القصير في سياق سرد أحداث كفرنا في سيرة " شعبان جادو"
على كل رفض إعطاءه ما طلب؛ فقال والله يا ابن جادو لأعمل لك أمثولة تكون حديث الكفر كله.
ادعى عمنا أبو صابر أن ابن جادو حين عاد من الحجاز جمع آل جادو وآل لبيب أولاد عمه الأشقاء؛ ومن ثم تنادوا مسرعين؛ غاية الدعوة مسبحة أو جلبابا وقد ينفح أحدهم عباءة من صوف الكشمير المعتبر؛ يتباهى بها في كفر يدعي الفخر وحق له ذلك؛ سيما وكل صبايا القرى المجاورة تشتهى الزواج من أحد شبابه؛ على أية حال والرواية لعمنا أبي صابر القصير؛ أن إخوة أبي وأولاد عمومته جاءوا بنسائهم وصغارهم عل ابن جادو ينفحهم هدية ويعطيهم مما أخضر من بلاد الحجاز، فإذا به يطالب الرجال بأن يخلع كل واحد طاقيته ويريه صفحة رأسه؛ وكان أسرعهم تلبية لأمره عمي فتح الله لبيب أبو سعيد الذي اكتوى بعصا الفرن؛ به صلعة تعلو رأسه المشوبة بحمرة؛ تظهر بها عروق نافرة؛ فلما لم يجد مراده؛ طالبهم بالانصراف بعدما تأكد أن أحدا من رجال الكفر لم يعلم- بمعنى يعتدي ضربا- على أيهم؛ وصارت مثلا يقال: اخلعوا الطواقي!
ولم ينسها ابن جادو لمحمد القصير أبي صابر؛ فحين جاء الكفر بعدما سكن الصحراء يزرعها- وذلك حديث آخر- وكانت أم صابر قد ماتت وتزوج القصير بأخرى لا تعرفه؛ دق على بابه وقال له: إن رجلا غريبا جاء يطلب أم عينين "المخروطة" عليه أن يحضرها له؛ فاحتار أبو صابر من تراه يكون؛ فسأل عمن جاء مسجد الشيخ سلامة مصليا ممن غاب عن الكفر؛ فدل على ابن جادو!