كنت قلت في مقالي الأحد الماضي في الأيام الفلسطينية ( ٣١ / ١ / ٢٠٢١ ) ان أثينا هي المدينة الغربية التي حضرت في أشعار الشاعر ، وغاب عن ذهني مدينتان أخريان هما ( جلاسكو ) و ( روما ) ، وقد حضرتا في قصيدة " تل الزعتر " .
كان حضور الأولى حضورا عابرا إذ ارتبطت باتفاقية وقعتها الدولتان العظميان في حينه: الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي فيها ، أما حضور الثانية فكان أكثر اتساعا .
ارتبطت جلاسكو باتفاقية تقسبم العالم والسيطرة عليه بين الدولتين دون مراعاة للعدالة :
" إن البند الخامس سوف يطل من الشرفة .
سبحان البند الخامس
سبحان جلاسكو
خوفنا الكهان من التفجير النووي
ولكن قتلوا منا أضعافا " .
إن المدينة هنا لا تحضر كمبان أو ساحات أو كمكان للشاعر فيه ماض . إنها نحضر كوعاء يجتمع فيه الأقوياء ليرتبوا العالم فيما بينهم .
وكان حضور الثانية - روما - يعبر عن عالمي الشرق والغرب . عن دونية الأول وتعالي الثاني .
تصبح روما مكانا تعرض فيه البضائع الشرقية ، وفي ذلك المكان يقدم الشرقي نفسه رخيصا متوسلا للغربي القوي القادر .
لا يقر النواب - أنا المتكلم في القصيدة - بهذه القسمة الاستعمارية أساسا ، وهنا يحضر صوت الانسان المظلوم المقموع فيه ، فيهدد لينتقم ، وتهديده الدول الغربية المستعمرة والمستغلة يحضر عموما في قصائد أخرى منها " الأساطيل " .
في قصيدة " تل الزعتر " نقرأ :
" ننسل حدث الأطفال
ونقعد قدام كنيسة روما
نعرض كل بضاعتنا
يا سادة
يا سواح المعمورة
يا أبناء العطر الفاخر
هذا تل الزعتر
هذي الترقوة الشفافة
فاطمة بنت فلان
....
....
....
هذا النجس الشرقي
رخيص
يا سيد من بلد الحرية
هذي المقل المقلوعة
آخر أنماط
صدرها تمثال الحرية
......
......
أولئك نحن
عظام ...
جمجمة ..
أيتام ..
لكنا نقتحم التاريخ
ونملأ عالمكم بالفقراء المشبوهين
سنقرع راحتكم بيتا بيتا
نخنقككم في اليقظة والكابوس " .
وإذا ما نظرنا في صورة مخيم تل الزعتر باعتباره حيزا من المدينة العربية وقارناه بصورة روما المدينة الغربية لاحظنا بؤس مدينتنا وثراء مدينتهم ؛ مدينتنا مكان للفقر والقتل والدم ومدينتهم للسياحة والعطر والفرجة والمتعة . ولكن مدينتهم في الوقت نفسه تصدر القتل لمدينتنا " حذرنا الكهان من التفجير النووي ولكن قتلوا منا أضعافا " .
النواب هنا ينظر إلى المدينة من منظور سياسي بالدرجة الأولى ، وهو عموما المنظور الذي نظر من خلاله إلى أكثر المدن العربية مثل مكة ودمشق وبغداد ، ولم يختلف هذا المنظور ، وتحديدا فيما يخص بغداد إلا في فترة متأخرة .
٣ شباط ٢٠٢١
كان حضور الأولى حضورا عابرا إذ ارتبطت باتفاقية وقعتها الدولتان العظميان في حينه: الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي فيها ، أما حضور الثانية فكان أكثر اتساعا .
ارتبطت جلاسكو باتفاقية تقسبم العالم والسيطرة عليه بين الدولتين دون مراعاة للعدالة :
" إن البند الخامس سوف يطل من الشرفة .
سبحان البند الخامس
سبحان جلاسكو
خوفنا الكهان من التفجير النووي
ولكن قتلوا منا أضعافا " .
إن المدينة هنا لا تحضر كمبان أو ساحات أو كمكان للشاعر فيه ماض . إنها نحضر كوعاء يجتمع فيه الأقوياء ليرتبوا العالم فيما بينهم .
وكان حضور الثانية - روما - يعبر عن عالمي الشرق والغرب . عن دونية الأول وتعالي الثاني .
تصبح روما مكانا تعرض فيه البضائع الشرقية ، وفي ذلك المكان يقدم الشرقي نفسه رخيصا متوسلا للغربي القوي القادر .
لا يقر النواب - أنا المتكلم في القصيدة - بهذه القسمة الاستعمارية أساسا ، وهنا يحضر صوت الانسان المظلوم المقموع فيه ، فيهدد لينتقم ، وتهديده الدول الغربية المستعمرة والمستغلة يحضر عموما في قصائد أخرى منها " الأساطيل " .
في قصيدة " تل الزعتر " نقرأ :
" ننسل حدث الأطفال
ونقعد قدام كنيسة روما
نعرض كل بضاعتنا
يا سادة
يا سواح المعمورة
يا أبناء العطر الفاخر
هذا تل الزعتر
هذي الترقوة الشفافة
فاطمة بنت فلان
....
....
....
هذا النجس الشرقي
رخيص
يا سيد من بلد الحرية
هذي المقل المقلوعة
آخر أنماط
صدرها تمثال الحرية
......
......
أولئك نحن
عظام ...
جمجمة ..
أيتام ..
لكنا نقتحم التاريخ
ونملأ عالمكم بالفقراء المشبوهين
سنقرع راحتكم بيتا بيتا
نخنقككم في اليقظة والكابوس " .
وإذا ما نظرنا في صورة مخيم تل الزعتر باعتباره حيزا من المدينة العربية وقارناه بصورة روما المدينة الغربية لاحظنا بؤس مدينتنا وثراء مدينتهم ؛ مدينتنا مكان للفقر والقتل والدم ومدينتهم للسياحة والعطر والفرجة والمتعة . ولكن مدينتهم في الوقت نفسه تصدر القتل لمدينتنا " حذرنا الكهان من التفجير النووي ولكن قتلوا منا أضعافا " .
النواب هنا ينظر إلى المدينة من منظور سياسي بالدرجة الأولى ، وهو عموما المنظور الذي نظر من خلاله إلى أكثر المدن العربية مثل مكة ودمشق وبغداد ، ولم يختلف هذا المنظور ، وتحديدا فيما يخص بغداد إلا في فترة متأخرة .
٣ شباط ٢٠٢١