أ. د. عادل الأسطة - الست كورونا : وامصلاه ( 181 )

ثمة مقاهي في نابلس كانت قبل ستة عقود مزدهرة ، فبالكاد كنت تجد فيها طاولة تجلس حولها ، أما في هذه الأيام ، فحين تدخل إليها يخيل إليك أن كل طاولة تدعوك إليها حتى " تتونس فيك " .
في هذه المقاهي ورغم قلة المترددين عليها تصغي إلى لغة الناس العاديين ، وغالبا ما تحفل بالتورية والشتائم البذيئة التي يسرون لإيقاعها .
تبدو هذه المقاهي لقلة دخلها باهتة ، كما لو أنها لم تطرش منذ عقود ستة ، فدخلها بالكاد يكفي . أحيانا أتردد على هذه المقاهي لأنها تقع على شارع تنشط فيه حركة المرور ، فلا أشعر بالوحشة أو بالضجر ، وإن تكاد النفس تكتئب لقدم المبنى ولأجوائه التي ينقصها الحيوية .
لا جديد في المدينة وكل شيء على حاله . كل شيء يسير سيرا عاديا ، فلا انعطافات حادة في انتشار الجائحة ، وهكذا أجد نفسي أتابع أشرطة الفيديو التي تصلني .
" مصر أم الدنيا " كان يقال ، ومن مصر يأتي الشيء ونقيضه ، وعلى الأفلام والمسرحيات والروايات وصوت المغنين والمغنيات وكتب الأدباء وقراءة القرآن نشأنا ، وصارت الثقافة المصرية مكونا أساسيا من مكونات شخصياتنا .
الخوف الذي صار يلازمنا ووصل إلى درجة الرعب لا يفارقنا إلا إذا نفسته أغنية أو مسرحية مصرية . هل ألف المصريون أغاني من وحي الكورونا ؟
المغنية المصرية مي فاروق بصوتها الجميل وخفة دمها غنت أغنية عنوانها :
" آه لو وصلت يا مصل "
وكلماتها هي :
" اللي خالط حد ما بينامشي
ما بالك اللي الأعراض فيه
ملعون أبوك يا كوفيد
يا حاوجنا لا pcr
الترمومتر ببوقي ماشي بيه ليل ونهار
ملعون أبوكي يا كورونا
قشف الكحول مرار
آه لو وصلت يا مصل
وبقيت في كل مكان
وتغور خلاص الموجة
وحشتني أنا الأحضان
لأقلع كمامتي واظهر
بوشي زي زمان
و أخرج مامتي تاني
وحشها أوي أركاااااان
و أسلم بالأيد عادي
وأمسك أوكر البيبان
ولو حد عطس أو كح
مش راح أكون قلقان
وأحضن أنا وابوس آه وأبوس البواب والجيرااااان
الحبسة وحشة آه وياما طلقت عرسان
يلا يا مصل يا حبيبي أنت
تعالى بسرعة خلاص بنعجز
آه يا حبيبي
نفسنا نرجع زي الأول
بس المصل شكله مطول
لأ ومصيبة جديدة
في لندن الفايروس هناك تحول ".
ملعون أبوك يا كورونا !!! أي والله ملعون أبوك .
هل تذكرون أغنية " يا حبيبتي يا مصر يا مصر " .
صباح الخير
خربشات
٤ شباط ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى